قاض سوري للمحكمة الدولية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ـ ماذا عندك من أخبار؟
* كل خير، سيّدي.
ـ خير؟ ومن أين سيأتي الخير، ولديّ عباقرة أمثالك أنت وكاتب خطبتي.. أعني، كاتب خطبي!؟
* سيّدي، خطبك التاريخية ينتظرها أبناء الأمة العربية على أحر من الجمر. حتى ويؤكد سفيرنا في القاهرة، أنّ الناس هناك في المقاهي بطلت تسمع أم كلثوم وراحت تهز رؤوسها طرباً على كلماتك و..
ـ مفهوم، مفهوم. ولعلمك أنني حينما أخرج عن النص المكتوب للخطاب، أشعر بنفسي حقا مثل كوكب الشرق حينما كانت تقطع القصيدة بموال ممطوط أو آهة مبحوحة.
* ولهذا السبب، سيّدي، توسلونا أن نرسل إلى مصر نجوم مسلسلاتنا السورية، من رتبة رقيب فما تحت!
ـ شيء عظيم، ودليل على رسوخ المشاعر القومية العـ... نعم، العربية!
* المهم، سيادة القائد، أن تختلط اللهجات بعضها ببعض وتضيع الطاسة : كما في مسلسل " نزار قباني "، الذي أثبت فيه كاتب السيناريو أن شاعرنا الراحل كان واحداً من أبناء طائفتنا المقدسة و..
ـ دعنا الآن من حديث الفن، وناولني الملف الخارجي.
* ما رأيك، سيّدي، أن نبدأ الصباح بالملف الأمني؟
ـ تقصد ألا يتعكر مزاجي بالأخبار الجديدة؟
* سيّدي، العفو. هو خبرٌ واحد، مزعج..
ـ لا تقل لي، أنه يتعلق بقضية الحريري؟
* في الحقيقة.. يعني، نستطيع القول..
ـ هات ما عندك فوراً، ووفر عليّ الفلسفة.
* عذراً، سيّدي. ولكنني علمت أنهم يطلبون قاض في فرع الأمن.. أعني، مجلس الأمن!
ـ قاضي؟ تقصد موضوع المحكمة الدولية تلك؟
* ما غيرها، سيّدي!
ـ هم م م. ضروري أن تأخذ العدالة مجراها، خصوصاً أن تقرير " براميرتس " الأخير، كان مهنياً وعالي الجودة ومن ماركة ممتازة.
* ولكن، سيّدي.. الرفيق وزير الخارجية لا يضمن أن يكون القاضي مثل المحقق و..
ـ العمى في قلبكم، العمى! الواحد لا يأخذ منكم حقا ولا باطلا. أمس، طلع علينا حضرته بتصريح في غاية الحماقة وبهدلنا. قال ماذا، مبيعات الأسلحة الأمريكية لدول الخليج تهدد أمن سورية!؟
* ولكن العفو سيّدي، كان التصريح على حدّ علمي منسجماً مع توجيهات المرجعية العليا للمقاومة والممانعة والجهاد المقدس؟
ـ طبعاً، طبعاً. الجهاد، من أولى فروض ديننا الحليف... أعني، الحنيف!!
* وبالنسبة سيّدي لموضوع القاضي المطلوب للعمل في تلك المحكمة ، ما هي توجيهاتكم؟
ـ قصدكَ، توجيهاتنا الحكيمة؟ نعم. يُرفع طلب مجلس الأمن، عن طريق التسلسل، إلى الجهة المختصة لعمل اللازم ومن ثمّ إعادة الطلب إلينا، عن طريق التسلسل نفسه، لنضع عليه توقيعنا!
* ولكن، سيّدي.. المحكمة سيكون مقرها في هولندا.
ـ بهذه الحالة سيشبع قاضينا جبناً!.. قه قه قه
* قاضينا؟؟
ـ يا ربّي، ألم تقل بنفسك أنهم يطلبون قاض للعمل في المحكمة الدولية؟ عال. فلنبعث لهم، إذاً، بقاضي محكمة أمن الدولة أو قاضي الفرد العسكري!
* وهل يقبل مجلس الأمن؟
ـ هم أحرار في المجلس. وعلى كل حال، فلدينا أيضاً قاضي الغرام محمد حبش!!
* ربما نسيتَ سيادتك أننا سبق وشكلنا محكمة سورية، بخصوص جريمة إغتيال الرئيس الحريري و..
ـ ولاه! أفي حضرتي تدعو الجهادَ " جريمة "، وتدعو غيري بصفة " رئيس "؟
* سامحني على هذه الهفوة، أبي القائد. كنت أعني، تلك القاضية التي عيناها رئيسة المحكمة الخاصة بقضية الشهيد أبو عدس؟
ـ لا عدس، ولا حمّص! المحقق " براميرتس " أثبت في تقريره الأخير، المهني والإيجابي، أنّ شخصاً آخر هوَ من قام بالتفجير.
* ولماذا لم يخرج علينا هذا الشخص إلى الآن، في قناة " الجعيرة "؟
ـ يبدو أنها لم تجد وقتاً له، من كثرة ما تراكم لديها من بيانات الإستشهاديين في العراق وفلسطين ولبنان والسودان والصومال والمغرب والجزائر ومصر وأفغانستان وباكستان!
* سيّدي، ما دامت القناة تتبع توجيهاتكم الحكيمة، لماذا لا نطلب منها بث بعض المسلسلات التاريخية المحشوة بأبناء طائفتنا القادمين رأساً من القرية إلى الأستديو؟
ـ إقتراح وجيه، والله. ولكن.. ماذا قلتَ!؟
* العفو، سيّدي، ماذا قلتُ؟
ـ وجدتها! وجدتها! إشارتك للمسلسلات قد أبرقت الفكرة في رأسي : قاضية، صحيح! ولكنها ستكون نجمتنا المتألقة، التي أدت دور " شجرة الدر " في ذلك المسلسل التاريخي، وجعلت أول ملكة في الإسلام تبدو كما لو أنها رفيقة في مسرح شبيبة الثورة! أجل ، هيَ من سيقف في المحكمة الدولية تلك ـ كقاض مرهوب الجانب! فلكي تأخذ العدالة مجراها وينكشف القاتل الحقيقي ، لا بديل عن نجمتنا وعينيها المكحولتين برطل ظل، ووجنتيها المصبوغتين برطلين مكياج فاقع، وغمغمة شفتيها المقلوبتين وفق موضة الجراحة التجميعية.. أعني، التجميلية!!
يرجى إرسال جميع المقالات الخاصة بآراء إلى البريد الجديد: pointsofview@elaph.com