فضاء الرأي

آراء في مذبحة اليزيديين في العراق

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تعالوا انظروا، الدم في الشوارع..
بلقيس حميد حسن
انها صرخة الشاعر التشيلي بابلو نيرودا، تذكرتها غاصة بعبرتي ودموعي وانا ارى دماء الأبرياء من العراقيين الايزيديين التي تملأ شوارع سكناهم الفقيرة، لا لذنب ارتكبوه، ولا لخيانة اتهموا بها، ولا لمال سرقوه ولا لتمرد قادوه ضد جهة ما.
اناس بسطاء عانوا من عذابات اعوام النظام الفاشي بكل حروبها وحصاراتها وصراعاتها اللامنتهية، هؤلاء الايزيديون الذين لم يمارسوا أي عنف أزاء أي إنسان وضد أية طائفة أو دين، لماذا يبادوا بهذا الشكل المرعب ؟
لقد صرخ الشاعر بابلو نيرودا " تعالوا انظروا.. الدم في الشوارع" عندما رأى الدماء تملأ شوارع سانتياغو من ارهاب سلطة بينوشيت الفاشي حينما كانت اعوام حكمة سجونا ودماءً وعنفا منفلتا من عقاله، ولم يكن يدري ان مارآه شيئا بسيطا ازاء مايجري هذه الايام في شوارعنا العراقية..
الدماء تملأ الشوارع، فأين عيونكم يا بشر ؟ واين قلوبكم يا اصحاب القلوب ؟ وأين نضالكم يامن تدافعون عن الانسان اينما كان ؟
واين رحمة الدين يامن تؤمنون بالدين، اين حق الايزيديين العراقيين بالحياة؟
أين حقهم الذي تقره كل القوانين والاتفاقيات الدولية والشرائع ؟ مالذي ارتكبوه ليقتلوا هكذا ببشاعة تهز الحجر ، وتجعل الحياة حزينة وكئيبة في أعيننا لما نراه من عجز السلطة وعجز الانسان من الحفاظ على ادنى كرامة له وابسط حق..
لماذا نـ ُكسر هكذا، وتٌحطم ارواحنا برؤية موت احباب واخوة لنا يوميا جراء فكر مريض ومجنون ؟
ابعد كل مايجري في العراق وسواه من إرهاب وعنف وحب لسفك الدماء، يستطيع ان يدافع أحد عن المتأسلمين هؤلاء؟
ابعد كل هذه البشاعات نستطيع ان نقول للناس ان الدين الاسلامي دين سماحة ومحبة ؟
ماذا يقول شيوخ الفضائيات العربية الذين يخرجون لنا كل يوم جمعة عن كل هذه الجرائم ؟
وهل لدى المؤسسات الإسلامية من الازهر حتى اصغر جامع ومن شمال العالم الاسلامي الى جنوبه ومن شرقه الى غربه، جوابا على تساؤلاتنا، او فعلا ما يوقفون به هذه الوحوش القاتلة؟
وهل يستطيعون بعد الان ان يدافعوا عن الاسلام ويتمسكوا بمقولتهم القديمة من ان الاسلام جاء لنشر العدل والسلام ؟
اين العدل والسلام مما يجري؟
وان قالوا ان هؤلاء لا يمثلون الدين الاسلامي، فأين واجبهم ودورهم هم- كقادة روحيين وكحَمًلة فكر الاسلام ورافعي رايته- في توضيح الصورة الصحيحة وردع هؤلاء القتلة عن جرائمهم التي تزداد يوما بعد اخر ؟
اين نضع اليوم سورة " قل يا ايها الكافرون، لا أعبد ما تعبدون، ولا أنتم عابدون ما أعبد، ولا أنا عابد ماعبدتم، ولا أنتم عابدون ما أعبد، لكم دينكم ولي دين"..؟
ولماذا لم يثقـِف بها رجالات الإسلام ويفعـّلونها لحقن الدماء، بل لماذا لم نسمعها من احدهم- تمجيدا لهذه السورة - كونها الاكثر تمشيا مع الحضارة؟ والغريب بالامر ان الغالبية العظمى من الاسلاميين لا يحبونها وقد استشهدت بها في مناسبة ما، امام بعض المثقفين العراقيين من المسلمين فاستغربت انهم لايعتدون بها بل يعتبرونها منسوخة، وان كان بعض مفسري القرآن كالطبري او ابن كثير اعتبرها منسوخة، فمن الواجب اليوم على فقهاء الاسلام تفعيلها باعتبارها من كلام الله الذي يقرّب بين البشر ويحقن الدماء في ظرف بات به المسلمون احوج الناس الى التعايش مع سواهم من الأمم، كما انها السورة التي تظهر الوجه المشرق للدين الاسلامي بمسالة التعايش والمحبة بين البشر؟
الا يحتاج كل هذا تفكرا ونشاطا وعملا من أئمة وشيوخ ورجالات الاسلام كافة ؟
هل كـُتب على المسلمين ان يكونوا قتلة طوال الازمان ايماناً منهم بضرورة انهاء الأديان الاخرى تحت شعار أسلم تسلم؟
كيف سنثبت للناس ان الدين جاء بالمحبة والوئام بين البشر ونحن نرى الطوائف المتعايشة في العراق منذ الاف السنين من الصابئة المندائية والمسيحيين والايزيديين، يبادون اليوم ويهجرون باسم الصحوة الاسلامية وباسم الدين الذي يصمت فقهاؤه عن كل مايـُرتكب ؟
لماذا لا يحرك فقهاء المسلمين ساكنا أمام الاضطهاد المسلط على الطوائف العراقية الأخرى ؟
وهل يكفي الاعراب عن الألم والتوجع لإيقاف المجازر؟
هل ان دماء المسلمين ارقى من دماء سواهم ؟ وهل رجع العالم القهقرى ليأكلوا لحوم اخوانهم وهم يحتفلون فرحين ؟
اليوم حيث يتفطر القلب ونحن نرى ونسمع ماينقله الاعلام من الاهوال الواقعة على الاخوة الايزيديين، وبعد ان رأينا قبل فترة ايضا ماحصل لمجموعة العمال الابرياء منهم وهم يـُحصدون بالرصاص ويقتلون بشكل همجي حاقد..الا يحق لنا بعد ذلك أن نصرح : بان أكلة لحوم البشر اشرف وانبل من متطرفي الاسلام ومدعيه ، فأكلة لحوم البشر يأكلون الانسان الميت ولا يأكلونه حيا، ياكلون الميت في مجتمع ماعرف الحضارة والرخاء والتنظيم، في تجمع بدائي لا شبع فيه، اما هؤلاء المتأسلمون فهم أكلة لحوم الاحياء من البشر في حضارة اليوم الحديثة ومع كل ماانتجته البشرية من قيم واخلاق ووضعته من قوانين وأديان وحدود ينتهكونها يوميا.. كيف استطاع الارهابيون ان يزرعوا كل هذا الحقد الرهيب في قلوب البشر بغفلة من عقول مفكري الاسلام ومؤسساته وناقلي ارثه، ان لم يكن صمتهم كضوء اخضر لقبول مايجري؟
حتما سيغضب البعض لقولي هذا وكعادتهم سيتهمونني بالتدخل في شأن ليس من اختصاصي، وستتوالى علي الشتائم من كل حدب وصوب..
لذا اطالب اصحاب الاختصاص من فقهاء الاسلام ان لا يمروا على هذه المجازر مرور الكرام، كما اتهمهم بالاشتراك في هذه البشاعات التي ترتكب ضد الانسانية الى ان يثبتوا انهم ابرياء من جريمة صمتهم القاتل وجريمة لامبالاتهم بتغيير هذا الواقع المأساوي الذي يقودنا الى الهلاك جميعا..

balkis8@gmail.com

و لم يزل القاتل مجهولا
زهير كاظم عبود
لم تكن الشاحنات الأربع التي انطلقت محملة بالوقود من أجل توزيعها على المواطنين الأيزيديين، ولم تكن تلك الشاحنات قد نزلت من السماء، فقد كانت مملوكة لأشخاص ويقودها سواق، وتم تحميلها من المستودعات الخاصة بتوزيع المنتجات النفطية، ومن ثم سارت تباعا الى النقاط المحددة لها، ومرت على العديد من نقاط وسيطرات التفتيش، ويقينا أن هناك من قرأ اوراقها والأوامر الصادرة لها بالأنطلاق الى تلك المواقع.
وحين دخلت الى ساحاتها المحددة للتفجير، لم تكن البهائم التي تقودها لاتعرف مداخل ومخارج تلك القصبات.
ولهذه الشاحنات أرقام ولهذه الشاحنات سجلات في دائرة المرور، ولهذه الشاحنات قيود في مخازن تعبئة الوقود، ولهذه الشاحنات مالكين مسجلة بأسماؤهم، وتتوفر معها ومع البهائم التي انتحرت معها العديد من الأدلة والقرائن التي تكشف ليس عن هوية البهيمة الذي انتحر، وليس عن نوع السيارة الحوضية التي كانت مملوءة بالوقود والمتفجرات، وإنما تكشف عن الجهة والأشخاص الذين خططوا لتلك العملية، سواء أكانت القاعدة أو التكفيريين أو البعثيين الصداميين، وسواء كانت أيران أو أمريكا أوأخوة عرب أو أكراد أو تركمان، فأن الأمر لايعفي الجهات المسؤولة عن كشف الحقيقة خلال مدة لاتتجاوز عدد أصابع اليدين، لتضع النقاط والحروف.
لم يعد احد يصدق ذلك المجهول الذي يقترف الاف الجرائم البشعة، ويرتكب تلك الأفعال الشنيعة ثم لايتعرف عليه أحد.
هل أن المحاصصة الطائفية والمصالح السياسية تطغي على الضمائر فتكتم الحقيقة عن الناس ؟
هل إن الصراع على المناصب والكراسي يعمي الأبصار ويشل الوجدان ؟
هل أن الحقيقة تبقى مقيدة ضد مجهول في نظر الناس ومعروف ومكشوف في نظر جهات أخرى ؟
أين صارت الرجولة والشهامة وتغليب مصلحة الوطن على المصلحة الذاتية ؟
كيف يتم بيع أرواح الناس تحت مزاعم عديدة ومتنوعة لكنها واحدة بالنتيجة ؟
هل حقا أن قتلة العراقيين مجهولين ولانتعرف عليهم ؟ أو من الصعب إن نتوصل الى وجوههم ومراجعهم وأماكن يتسللون اليها، وبيوت تمدهم بألآت القتل والذبح، وبيوت تتستر عليهم وتطعمهم وتمدهم بالماء والعدد من أجل إن يستمر قتل العراقيين.
صهاريج من الوقود التي يفتقدها العراقي ويصارع من اجل الحصول على كمية لسد احتياجات عائلته، يحصل عليها القتلة وتقودها البهائم المفخخة من اجل القتل، ولاأحد يعرف من أين يتمكن هؤلاء الحصول على تلك الصهاريج ؟ ولا كيف تمت تعبئتها بالوقود ؟ ما زالت فرق الانقاذ تبحث بين الانقاض عن الضحايا. وبنتيجة البيوت الفقيرة المبنية من الطين، تهدمت تلك البيوت على ساكنيها، ويقوم عمال الانقاذ باستخدام ايديهم للحفر بحثا عن الناجين او المصابين او الجثث الراقدة تحت الأتقاض،أو لأنقاذ ما يمكن أنقاذه، خشية ان يتعرض احد المطمورين تحت الانقاض إلى الموت بسبب طبيعة بناء تلك المنازل البسيطة.
وبنتيجة تلك الأعمال الأجرامية والأرهابية، قُتل اكثر من 250 شخص في عدد من الهجمات المتتالية بصهريج نفط و3 سيارات مفخخة في بلدتي القحطانية والعدنانية القريبتين من الحدود السورية والتي يسكنهما اكراد من أبناء الأيزيدية المسالمين.
في الوقت الذي بدأت تتفاقم الجرائم ضد أبناء الديانة الأيزيدية والمسيحية والمندائية في العراق، متزامنة مع محاولة أنتشار الإرهاب والتنظيمات الأجرامية والصدامية، لم تلق تلك الجرائم ذلك الاهتمام الكافي والمتناسب مع حجم تلك الجرائم في البحث عن الجناة، وتشخيص مراجعهم وهوياتهم، ولم تلق تلك الجرائم الا الاستنكار المعنوي والخجول الذي لايلبث إن يتبخر مع انقضاء نهار دموي جديد على العراق.
لم يزل العراق يعطي من فلذات كبده يوميا، في قوافل من الشهداء، ويقينا ستنتصر أرادة الإنسان والخير والمحبة على تلك العقول المغلفة بالشرور.
يقينا أن مقترفي تلك الجرائم مهما كانت هويتهم الطائفية إنما يخونون العراق ، وباقترافهم تلك الجرائم لايعبرون عن خستهم وخطورتهم الإجرامية، إنما يعبرون أيضا عن خسة من يوظفهم ويتستر عليهم، واستهداف أبناء تلك الديانات لم يكن دون قصد، فقد عرف أهل العراق أبناء الديانات المسيحية والمندائية والأيزيدية عراقيون أصلاء، وهم أبناء الديانات المسالمة والمتسامحة، ولم يظهر أي تطرف أو شذوذ من أبناء تلك الديانات، كما لم يظهر أي رد فعل متهور منهم ضد أي متطرف، كما عرفهم العراق محبين للسلام وداعين له ومتمسكين به، ولهذا لم يجد القتلة ذلك الاصطفاف المسلح والمواجهة التي ترتقي لمستوى الحماية من الأجرام المنتشر اليوم في العراق.
وإذا كان الإرهاب يطال المواطن العراقي، وإذا كانت المجموعات الإجرامية تتوحد مع تلك التنظيمات الإرهابية، فأن المواطن الأيزيدي والمندائي والمسيحي يطاله الإرهاب مرتين مضاعفتين، المرة الأولى باعتباره عراقيا متمسكا بعراق ديمقراطي وفيدرالي، والثاني باعتباره من أبناء الديانات العراقية العريقة والأصيلة غير الإسلامية.
وإذا كان في العراق مكونات اجتماعية مختلفة منذ أن نشأ الإنسان على أرضه، فأن هذه المكونات تشكل ملح العراق وحياته التي لايحيا بدونها، أذ لايشكل الاختلاف الديني أو القومي أو المذهبي درجة في المواطنة، ولايمكن وبأي شكل كان أن يجري الذي جرى على ابناء العراق من غير أبناء الإسلام، ودون ابناء العراق جميعهم وعلى اختلاف دياناتهم وقومياتهم لن يكون العراق الموحد.
ونشعر كما يشعر معنا الحريصين على تكاتف العراق وإحلال المصالحة والسلام، وانتصار الحق والقانون على فلول الإرهاب والأجرام، بأن
تقصيرا كبيرا من لدن جميع المسؤولين عن هذه الصفحة المشينة في التاريخ العراقي، إذ لم يتم الكشف عن تلك الأيادي الآثمة والمجرمة التي تعرضت لأبناء تلك الديانات بالقتل والتشريد أو الإجبار على تغيير الدين، ولم يتم التعمق في التحقيق لمعرفة هويات القتلة ومن يقف وراءهم، ولا تم إعلان القبض على فلولهم وعناصرهم الموبوءة، ولا تم الالتفات الى تلك الجرائم التي وصلت الى درجة التعرض الى رجال الدين والكنائس ودور العبادة، وصاحب كل هذا صمت مريب من رجال الدين لايليق بمن يكن للعراق المحبة والخير أن يسكت، فالسكوت في معرض الحاجة الى القبول رضا، ولا نعتقد إن سويا يمكن إن يرضى ويقبل على ما يجري من جرائم ضد ابناء الأيزيدية والمندائية والمسيحية.
وثمة سؤال يطرح نفسه، لماذا الذي يجري ضدهم وفي هذا الوقت بالذات ؟ ومادام الأمر يتطلب من العراقيين التوحد والاصطفاف ضد فلول مجموعات الأجرام والإرهاب الذي يطال جميع أبناء العراق ويريد أحالة حياتهم ومستقبلهم الى جحيم، ويسعى الى حجب مستقبلهم وحلمهم في دولة القانون، ومادام الأمر صار في مواجهة بين ابناء العراق وأعداء العراق، فلم هذه الجرائم التي يندى لها الجبين الإنساني، والتي لاتعبر الا عن أرواح متلبسة بالشر والأجرام، والتي لاتكتفي بالقتل أو بشرب دماء الناس، وهذه الخطورة التي ربما شاهدها بعض في أشرطة مصورة، لمجاميع إرهابية تقتل وتمعن وتطرز بالرصاص أجساد حتى بعد إن سكنت أرواحها وانتقلت الى بارئها تشكو ظلم الإنسان، من يتمعن في تلك المشاهد يتأكد بأن المجرمين سيعاودون جرائمهم التي أصبحت زادهم وصيرورتهم، حتى ضد أهاليهم فقد أدمنوا القتل ولن توقفهم النصائح والمناشدات ولا الاختلافات الطائفية والتطرف الديني الأعمى، ولهذا فأن من يصطف مع أعداء العراق إنما يخون شعب العراق.

أين نحن مما يجري على أبناء الديانات غير الإسلامية في العراق ؟ وماذا قدمنا ؟ وكيف سنقبل التعامل مع تلك الجرائم التي اعتدنا إن نوجهها ونلصقها بعناصر إجرامية مجهولة.
ماهو دور الحكومة ؟ وكيف سيمكن إن نذكر للأجيال العراقية القادمة هذه الصفحة التي سجلها التاريخ العراقي بأحرف سوداء.
أن ابناء المسيحيين والمندائيين وأبناء الأيزيدية ليسوا عاجزين عن رد الشر، ولم يتوجهوا لتكوين ميلشيات مسلحة أو مجموعات تحمل الأسلحة وتكتنز المتفجرات، ليس عجزا أو خوفا، إنما حرصا على هويتهم وتأريخهم ومبادئهم وقيمهم التي تربوا عليها، وحين يضطرهم الدفاع الشرعي لسلوك هذا الطريق، فأن التزامات أخرى تفاقم السعي لإحلال فرص السلام والتوحد بين العراقيين، ونشعر أن حالات الأجرام التي ترتكب من قبل تلك العصابات حري أن يتم الأعلان عنها والكشف عن هويات مرتكبيها ومن يخطط لها ويحرض عليها ، ليتعرف اهل العراق على تلك النماذج المجرمة والقذرة التي تريد بالعراق كل العراق السوء والشر.
وإذا كان السكوت عن عمليات التهديد والرعب والأرهاب بالخطابات والرسائل قد تم السكوت عنها من قبل المسؤولين، وإذا كانت عمليات الترحيل وقطع الأرزاق وأخلاء البيوت والمحلات التجارية قد تم التغاضي عنها، فأن حالات الإجرام المرتكبة بحق البشر مدانة ويجب إن تكون العقوبة صارمة و في مكانها المتناسب مع خطورتها، في مراحل التحقيق الأولي أو الابتدائي، وان تلقى من السلطة التنفيذية ومن القضاء العراقي الردع والعقوبة المتناسبة مع الظرف والزمان الذي تم فيه ارتكاب تلك الجرائم.
ولايعقل إن يتم قتل الإنسان بسبب ديانته العراقية، ولايقبل إن يتم قطع أرزاق الناس بسبب ديانتهم، ولايمكن إن يحمل ذرة من ضمير وعقل من يرتكب تلك العمليات الإجرامية، وعلى هذا الأساس ينبغي التوحد ليس في الصوت، إنما بالعمل في إيقاف تلك الجرائم، ووضع الحد الحاسم لها.
بأنتظار أن يتم كشف الحقائق والتوصل الى الفاعلين الحقييقيين ومن يقف خلفهم، و[انتظار أن تكون تلك الأرواح البريئة سببا لأهتمام الحكومة والمسؤولين بتلك المجموعات البشرية المسالمة، و[انتظار أن نتعرف على الفاعل مهما كانت قوميته أو جنسيته أو مذهبه أو دينه.

اليزيديون والمسيحيون يدفعون الثمن وسنة السلطات وشيعتها يتحاربون!

غسان المفلح
أربع شاحنات مفخخة مليئة بالوقود استهدفت تجمعات اليزيديين في شمال العراق وبالقرى المتاخمة لمدينة الموصل.وسقط أكثر من 200 قتيل على الأقل وأكثر من 300 جريح. كما تهدم أكثر من ثلاثين منزلا.
رغم أن جراح الجريمة الأولى قبل عدة أشهر على أثر اختلاق قصة رجم فتاة وراح ضحيتها أكثر من 23 عامل يزيدي بالموصل. وبالطبع فإن السلطة العراقية لديها الآن مشجب جاهز وهو تنظيم القاعدة في العراق والذي لم نعرف أميره الجديد بعد! وقناة الجزيرة الميمونة تصر إصرارا على أن القاعدة المقاومة هي واجهة الحدث في العراق! فلادخل للسلطات الأقليمية بما يحدث في العراق، فإن تنظيم القاعدة هذا له قبعات إخفاء يلبسونها أصحابها أو لهم عند الله مكانة تجعلهم يختفون عن عيون الأعداء! أليس هم من ساكني الجنة؟ المفارقة اللطيفة والجديرة بالوقوف عندها هي التي تقول وتفضح نفسها: من هم موجودين في السلطة العراقية الآن كانوا قبل عدة أعوام بالمعارضة كما يقولون هم وليس نحن! وعندما كانوا في المعارضة أبطالنا الميامين وقبل أن يصبحوا حكاما للعراق بواسطة غباء أمريكا كانوا عاجزين عن إدخال منشور إلى العراق ما لم تأذن لهم إحدى السلطات الثلاث وهي إما السلطة التركية أو الإيرانية أو السورية ! هذا على مستوى منشور فمابالنا على مستوى سلاح وأموال ومتفجرات وصواعق حديثة ومقاتلين بلا عمل وأشباح سلطات فقدت أي علاقة لها بأي حد قيمي وأخلاقي! ومازاد الطين بلة تشوش القرار الأمريكي ورعونته ونفطيته المتوحشة في بعض رجالاته قد جعلت من هذه السلطات تسرح وتمرح وتقتل وتمزق العراق والفرد العراقي وتحوله إلى لاجئ وهو مواطن من دولة تمتلك ثاني أكبر احتياطي نفطي في العالم. دعونا نتوجه بالأسماء الرنانة وإليها :
السيد مام جلال ألم يكن مقيما في سورية ويتنقل بين سورية وإيران وهو أكثر من يعرف ماذا يعني وجود قاعدة لوجستية لأي عمل معارض فمابالنا لعمل يحتاج إلى كل هذه المواويل من الأغاني عن القاعدة ومسمياتها والتي لاتعدو كونها أسما واحدا لمسمى تتعدد أشكال حضوره ( السلطة الأقليمية وبعضا من الدولية ) مام جلال أكثر من يعرف هذا!
أما الإئتلاف الشيعي بكل رجالاته الميامين فهم أدرى بأهل قم من كل عراقي يتيم أو مهجر أو لاجئ وأدرى بأهل الشام المقاومين الممانعين!
والضاري والهاشمي يعرفون سر الصنعة فهم أربابها معذرة على لغة لم نجد غيرها بعد كل هذا الدم العراقي.
ومايزيد الحال سوءا هو المثقفين الليبراليين الميامين الذين يصدرون للعالم أيضا بأن القاعدة هي وراء الهجمات على مبدأ لا تقربوا الصلاة! أيعقل في هذا الزمن وجود تنظيم عالمي بهذه القوة التفجرية الدموية يعمل بقطاع خاص! وينتظرون فرصة للتطاول على رموز المواطن - الغلبان على حد تعبير عادل إمام- المشهد والنزيف يحتاج إلى شيئ من الكوميديا البيضاء لكي نستطيع استيعاب جزء من الحدث. سؤالنا التالي : هل يأتي كل هؤلاء المقاتلين وأموالهم من الطائرات أو أن الله عز وجل يرسلهم لقتل الأبرياء! أيعقل هذا؟
كنا كتبنا عن تهجير المسيحيين من قبل والآن اليزيديين وأنا أحرض على تهجير التركمان أيضا والصابئة وغيرهم والنكتة أن المهجرين في سورية أغلبيتهم الساحقة من السنة والشيعة أيضا. وهذا أبدا لايستدعي منا السؤال: ما الذي يحدث في العراق وأهل حكمه لا يعلمونه ومعهم أهل واشنطن وقم ودمشق!وتوصيات بيكر هاملتون والحكومة الإيطالية وحزب العمال البريطاني والسيدة المفوضة الجديدة للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي! نحن لا نعتقد بل نجزم أن كل هؤلاء يعلمون ولا يعملون!
ولا نملك في هذا الزمن الدم إلا أن نقول مصفقين للذين يكتبون الآن عن هزيمة التيار الليبرالي العربي دعونا نحييكم ياسادة فقد انتصرت سلطاتكم النهابة. فليعذرنا أبناء أقلياتنا فنحن ليس لنا أقاليم قاعدة تدعمنا وليس لدينا سوى مانكتب ونتضامن أعتقد أنكم تضحكون سخرية من تضامننا الآن وأنتم ترون دماء أطفالكم: لكم ومعكم كل الحق.

يرجى إرسال جميع المقالات الخاصة بآراء إلى البريد الجديد التالي: pointsofview@elaph.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف