أصداء

رسالة مفتوحة إلى الدكتور موريه عن ذكرياته وشجونه

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أستاذي، حقيقةً تقف الكلمات عاجزةً بعض الأحيان عن وصف مشاعر الإنسان ومايدور بداخله... أنا الأن عاجز وبدرجة 100% عن وصف مشاعري... ولكن بداية وقبل كل شئ أود أن أعتذر من حضرتك للإطالة برسالتي هذه فلا أظن بأنني سأستطيع التوقف عن الكتابة بالرغم من إنني أعلم بأنك مشغول جداً وفضلتَ عدم ذكر إيميلك على صفحات إيلاف.
أنا شاب عراقي أبلغ من العمر 27 عاماً تركت العراق في يوم 3 تموز 2006 وجئت إلى بريطانيا لغرض إكمال دراستي العليا والحصول على شهادة الماجستير، وهذه كانت أول مرة أفارق فيها وطني الحبيب العراق الذي يقتلني الآن الشوق والحنين إليه ولكن ربما لاينبغي لي أن أذكر شوقي للعراق أمامك، وذلك بالنسبة لما قرأته من شوقك في البعض من كتاباتك والتي أبكتني طويلاً وخاصة عندما ذكرت الحمامة في الحله هي تشدو كوكو أختي وين أختي؟ بالحله! وشتاكل: باجلة! وشتشرب؟: ماي الله؟ (أقسم بالله العظيم) إن عيناي تدمعان الآن عند كتابة هذا النواح الذي لا يفارقني منذ مغادرة العراق (فأنا من مواليد مدينة الحلة).
على العموم لقد عثرت اليوم على كتاباتك فجأة، ولا أعلم كيف انني أغفلت قراءة مذكراتك بالسابق، أعتقد بأنني كنت غافلا عنها لأنني لم أشاهد كتاباتك من قبل. ولكن بعد أن قرات الحلقة 25 من مذكراتك بدأت بالبحث عن اعمالك في "إيلاف" الغراء ومع الأسف لم أعثر على جميع ما نشرته من المذكرات. ولحسن حظي أني قرأت من ضمن ماوجدته رسالتك إلى الأستاذ الشاعر عبدالقادر الجنابي المؤرخة في 10 ديسمبر 2006 والتي ذكرت فيها عدم رغبتك فى ذكر بريدك الألكتروني لكي لا تصبح "عرضحالجي"، ولكني لم أتمالك نفسي من الكتابة، لأنني أحسست برغبة ملحة بالكتابة إليك وربما استطيع اطلاق دموعي الحبيسة والبكاء طويلاً عند قراءتي لذكرياتك لعلي اطفئ بها نار الشوق والحنين واشعر بشئ من الارتياح في غربتي.
ولكن هل تعلم؟ قبل أيام قليلة ذهبت إلى لقاء عراقي في لندن للإحتفاء بفوز المنتخب العراقي بكأس أسيا، ومن ضمن الحضور كان هنالك شخص يهودي عراقي لا أذكر اسمه بالضبط ولكن إسم عائلته (شكر، ولعله أدوين شكر) قام هذا الأخ الرائع بإلقاء قصيدة باللغة الإنكليزية عن حياته كيهودي في العراق وتمنى في ختام قصيدته بأن يعود الشعب العراقي كما كان في السابق وطالب الاسر العراقية بترك أبنائهم المسلمين يلعبون كرة القدم مع أبنائه اليهود كي يعم الخير والسلام والتفاهم. وبعد ذلك تكلم باللغة العربية ففجر جميع القلوب المتحجرة وأبكى جميع الحاضرين في القاعة عندما قال بأنه والده توفي في المنفى في شهر سبتمبر 2005 وشاءت الصدف أن تتاح له (أي للمتكلم) فرصة الذهاب إلى العراق في اليوم السابع من شهر سبتمبر أي بعد وفاة والده بأيام قلائل، ثم أردف: إستأذنت من والدتي أن اذهب الى العراق، فما كان منها إلا أن سمحت لي بالذهاب وقالت لي: روح يا ابني، ابوك كان يتمنى يرجع ويموت بالعراق...
اعتقد بأنني يجب أن أتوقف هنا عن الكتابة،
شكرا جزيلا لوقتك وشكراً شكراً شكراً شكراً جزيلاً لكتاباتك الأكثر من رائعة في إيلاف الحرة الغراء.
العراق- قلب الفرات الاوسط
المملكة المتحدة - لندن

يرجى إرسال جميع المقالات الخاصة بآراء إلى البريد الجديد التالي: pointsofview@elaph.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف