أصداء

التراجع الفتحاوي.. هل يقابله تقارب حمساوي !!..

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ليس هناك أدني شك أن التصريحات التي جاءت علي لسان الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الأردن اليوم تعكس تخفيفاً ملحوظاً من حدة المغالاة التي صبغت كافة ما صدر عنه من توجيهات وبيانات وتعقيبات خلال الأسبوعين الماضيين حول الانتخابات الرئاسية ومواصفات المرشحين ومجموعة القوانين التي ستحدد المرشحين لخوضها، والتي توحي بأن نظام حكمه يتمتع باستقلالية مشهود لها هنا وهناك !!..
فهمنا من التصريحات الأخيرة أن الانتخابات ستشمل قطاع غزة والضفة وسمعناه يكرر أنه سيصبر حتى علي الأذى حتى يعود القطاع إلى باقي الوطن !!.. فهل جاءت الضغوط الداخلية من بين صفوف فتح بالنتائج التي كان يسعي إليها جميع من هم على صلة بملف القضية الفلسطينية ؟؟ بعد أن جربت أطراف كثيرة المحاولة دون جدوى تذكر بما في ذلك اللعب على المحور المصري بادعاء الترحيب بدعوة الرئيس اليمنى للمصالحة !! وبادعاء التمسك مرة باتفاق مكة والمطالبة مرة أخري بحتمية عودة الأمور إلى طبيعتها قبل الانقلاب العسكري الذي شهده القطاع !!..
هناك من يرى أن الجانبان الفلسطينيان المتصارعان تحت نير الاحتلال فتح وحماس استنفذا كل ما في طاقتهما من مهاترات وتناحر : فلا الانشقاق على فتح والذي بدأ بما سمي فتح / ياسر له أثر ولا ما جاء على لسان هاني الحسن فتح ثغرة في جدار التماسك الفتحاوي.. كذلك لم توثر ندرة السيولة المالية في القطاع على حماس كما لم يؤثر فيها منع قادتها للتظاهرات ولا تزايد وتيرة الحصار..
من هنا تتنبأ الأغلبية بمواقف تقريبية / تصالحيه من داخل الجانبين لأجل التوصل إلى شكل محدد للتعاون فيما بينهما في الفترة القادمة..
قد يكون من المناسب التأكيد على أن فرض التغيير من داخل فتح ينال الكثير من الاهتمام على مستوى المراقبين الخارجين بالتأكيد على أن ممارسات " فتح المنظمة " عن الممارسات السياسية والمالية والتنظيمية المغلوطة والمعيبة منذ قيام ما يسمي بـ " السلطة الفلسطينية " المغلوطة والمعيبة، هي التي فتح الباب علي مصراعيه لتوالد تنظيمات نضالية تمكنت خلال فترة وجيزة من أن تسحب بساط العمل النضالي من تحت أرجلها دون أن يرتبط اسمها بما لحق بفتح من مفاسد إدارية ومالية ومن نبذ لأسلوب النضال التحرري المسلح المتعارف عليه وفق التشريعات الدولية..
على الجانب الآخر هناك من يطالب بضرورة أن يستمع قادة حماس في الداخل والخارج لمطلب كل الجماعات الفلسطينية في القطاع والضفة وفى الخارج و التي تنادي بضرورة إجراء المصالحة فيما بينهم وبين قادة السلطة الفلسطينية، لأنهم إذا ارتكنوا على أن إقصائهم عن الساحة لم يعد ممكناً بشهادة مجلس العموم البريطاني وغيره من المجالس النيابية ذات السمعة الحسنة ، فعليهم ان يدركوا ان انفرادهم بالملف الفلسطيني أمر مستحيل وفق وجهة نظر نفس المؤسسات التشريعية..
ويمكن لنا أن نضيف في هذا الخصوص أن دعوة مجلس العموم البريطاني لحكومة جوردن براون بالتفاوض مع حكومة حماس في القطاع كما أشارت إليها صحيفة الجارديان يوم الاثنين الماضي، ليست نابعة من اعتراف بأحقية حكومة إسماعيل هنية في الانفراد بقيادة الشعب الفلسطيني.. ولكنها نابعة في المقام الأول من توجه بريطاني يسعي إلى تسهيل مهمة توني بلير المكلف من قبل مجلس الأمن بمهمة خلق أجواء تفاوضية تؤسس لقيام سلام في المنطقة..
لذلك نختلف جملة وتفصيلا مع ما كتبه موسي أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي للمنظمة اليوم فى نفس الصحيفة، خصوصاً فيما يلي بـ :
1 - الدعوة التي يتوهم أنها جاءت من السماء مخالفة لكل ما هو مطروح أمريكا وأوربياً وعربياً، ليست انفتاحاً علي منظمة حماس بلا ثمن..
2 - أن ما عرضته أطراف عربية وفي مقدمتها مصر ورفضه قادة حماس خصوصاً في الخارج، سيكون هو المدخل لأي لقاءات علنية أو غير علنية في لندن أو في غيرها..
3 - أن تفويت فرصة اللقاء مع مسئولين بريطانيين تتمحور مهمتهم حول " جس النبض " بعد أن يتم الترتيب لها، ستكون بمثابة فضح إعلامي لكافة الدعاوى التي يتشدق بها قادة حماس..
4 - أن الأجندة البريطانية / الأوربية وان اختلفت كثيراً أو قليلاً عن الأجندة الأمريكية، إلا أنها تتناغم في نهاية المطاف مع مطالب وأهداف الرباعية الدولية التي أصبح توني بلير رئيساً لها ومسئولا عن أدائها..
5 - انه إذا كان ( أبو مرزوق ) يطالب المجتمع الدولي بالاعتراف بالشرعية التي يعني بها حكومة إسماعيل هنية، فعليه أن يكون مستعداً لإعلان اعترافه هو الآخر بالشرعية التي يمثلها محمود عباس قبل أية مقابلات مع الجانب البريطاني..
وهنا مربط الفرس..
هل حركة حماس بشقيها الداخلي والخارجي وبالمنتمين إلي جهازها التنفيذي المنتخب ديموقراطياً والمتعاونين معها بشكل أو بآخر داخل القطاع وفي الضفة : على استعداد لتقديم تنازلات بعد لقائهم بالجانب البريطاني واستماعهم لما يحملونه في جعبتهم.. خصوصاً وأن لندن توحي بأنها " إذا ما رتبت لهذا اللقاء، فأنها ستذهب إليه في المرة الأولي مستمعه فقط "..
* استشاري إعلامي مقيم في بريطانيا
drhassanelmassry@yahoo.co.uk

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف