عبثية السياسة العربية وحزب الأستاذ مستعد 6-6
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
فنتازيا عربية
الاجتماع الطارئ
رأينا في الحلقة السابقة كيف اكتشف ضيف الاستاذ مستعد " الجليطة" التي ارتكبناها في محاضرنا، والقرار الذي اتخذناه بدعوة الجمعية العمومية للاجتماع الفوري. كانت الدعوة قد وصلت الى الجميع بموعد ومكان الاجتماع الطارئ، وفي اليوم المحدد اجتمع الكل وطرحنا عليهم المشكل الذي واجهنا باكتشاف ذلك الضيف للخطأ الذي ارتكباه بخصوص الانبثاق ( الانبساق سابقاً ).
غضب الكثيرون من مثل هذه الهفوات التي تؤدي الى التعطيل من دون طائل. وبعد مداولات استمرت لساعات عدة تم فيها عرض جميع الآراء، اتفق الجميع على قبول الاقتراح الذي تقدم به أحدهم والذي كان ينص على الغاء بعض الحروف الهجائية كلياً من مناقشاتنا ومكاتباتنا لكي لا نقع في مثل هذه الورطات لاحقاً، وان كانت ال (س) وال (ث) بالخلط الذي يحدث بينهما يسببان بعض المشاكل واللخبطة، فأيضاً ال(غ) وال (ق) قد يفعلان ذلك، وكذلك الحال مع ال(ذ) وال (ز). لذلك اتفقنا على الغاء كل هذه الحروف الستة من جميع المعاملات الخاصة بحزبنا من خطابية وكتابية، بل وراجعنا اسماء جميع الاعضاء للتأكد من مطابقتها لهذا الحظر، وقد تم اتخاذ بعض الاجراءات ضد من تحتوي اسماؤهم مثل هذه الحروف.
فمثلاً اؤلئك الذين حملت اسماؤهم مخالفة واحدة،امثال احمد بغدادي (غ) وجعفر عباس (س)، فقد وُجِّه لهم انذاراً، اما من حملوا محالفتين امثال عزة الغامدي ( ز، غ) وغسان المفلح ( غ،س) وامثالهم، فقد طُلب منهم إحضار اولياء امورهم، اما السيد غازي القصيبي ( غ، ز، ق ) والسيد عبد العزيز السعد ( ز، ز، س ) وامثالهم من الذين حملت اسماؤهم ثلاثه مخلفات،فقد فُصِلوا من الحزب. اما بالنسبة للسيد غازي المغلوث ( غ،ز،غ،ث) والسيد جاسم عبد العزيز القناعي (س،ز،ز،ق) وامثالهم من الذين شطحت مخالفاتهم ووصلت الى الاربعة، فهؤلاء إعدام على الرغم من احتجاجات المنظمات الدولية وبعض الصحف.
اثناء تلك المداولات وقف احدهم واخبرنا بأنه قد سمع ان هناك شخص في كوستاريكا اسمه " زغالو قسطنطين ثاليذ". بعد سماع هذا الاسم المستفز والذي حمل كل الموبقات ولا يحتاج الى تفصيل، بعد سماعه شرعنا في تشكيل لجنة للذهاب الى كوستاريكا لإحضار ذلك ذلك المتهم فوراً، ظناً منا بأن كوستاريكا هذه تقع في الاحياء المجاورة. ولان هذا الاسم قد استفز الجميع فقد حدث هرج ومرج شديدين، إذ ان الجميع كانوا يريدون الاشتراك في هذه اللجنة الذاهبة الى كوستاريكا لنيل الشرف بالقبض على هذا المتهم ذو الاسم المستفز. نتيجة لهذه الفوضى التي عمت، التفت الاستاذ مستعد ناحيتي قائلاً : يبدو انه قد اختلط النابل بالحابل.... ( وهنا لي وقفة مع التجديد والابتكار في حزبنا، فعلى الرغم من انني لا اعرف من هما هؤلاء الحابل والنابل، ولا اعرف لماذا دائماً ما يختلطا، الا انني لاحظت التجديد لدى الاستاذ مستعد، فهذه هي المرة الاولى التي يكون فيها النابل هو المبادر بالإخطلاط بعد ان كان ذلك حكراً للحابل في جميع الاحزاب العربية القديمة، بل والاسلامية جمعاء ).
اثناء تفكيري في مثل هذا التجديد والتحديث للغة الخطابية، وقف الاستاذ مستعد على المنصة وطلب من الجميع الهدؤ حتى نستطيع تشكيل لجنة كوستاريكا للذهاب فوراُ وإحضار ذلك المتهم قبل نهاية الاجتماع لإتخاذ قرار بشأنه، قائلاً بأن القرارات التى اتخذت بشأن السابقين لا تتناسب مع جرمه. في هذه الاثناء وقف احد الاشخاص وقال للاستاذ مستعد، بان كوستاريكا هذه، بلد بعيد تفصلنا عنه قارات ومحيطات، وان السفر اليه يحتاج فيزات وتأشيرات وعدة ايام بالطائرات. ويبدو ان الاستاذ مستعد في هذه المرة قد ( اُسقط في رجله ) وليس في يده، لانه ومن هول المفاجأة مما سمع انزلقت رجله فخر واقعاً من المنصة، ونسبة لثقل وزنه... ( وخفة عقله) فقد اصيب بكسر مركب في رجله اليمنى، وآخر غير مركب في رجله اليسرى، وتهشم بالاصبع الاوسط ليده اليسرى مع خلع جميع مفاصلها، واصيب ايضاً بكدمات وجروح غائرة وغير غائرة بجميع انحاء الجسم، وكان منظره وكأنه قد انقلبت به شاحنة او دهسه قطار، او صادفه احد الانفجارات في العراق او الصومال ان لم بكن لبنان . وعندما نقلناه الى المستشفى اخبرنا الاطباء بأنه سوف يحتاج عدة شهور في الجبص والعلاجات ان لم تكن سنوات.
ونسبة لهذه الظروف الطارئة التي المت بالاستاذ "مستعد"، سوف نجمد الاجتماعات واللجان الى حين اشعار آخر او عودة الاستاذ مستعد ايهما ابعد. وعموماً هذا من حظكم، ولو مؤقتاً، لان هذا الحزب لو قُدِّر له النجاح واستلم السلطة لكنا قد الغينا هذه الحروف الستة من اللغة كلها ، هذا اذا لم (نلغي) معها بقية الحروف، وقد وُضِعت كلمة نلغى بين قوسين حماية لها من مشاغبات " لم " التي لا لزوم لها.