العراق المفترى عليه..
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يعيد النظام القائم في العراق إنتاج أخطائه، حاله حال النظام السابق الذي استمر بالدوران في حلقة الأخطاء حتى أنهار بعد ثلاثة عقود غير مأسوف عليه، فاقدا دعم شعبه، و هي النهاية التي يبدو أن النظام الحالي يجري إليه بسرعة تفوق سرعة سابقه غير أنه هذه المرة يأخذ معه العراق كله، العراق الذي عرفناه و عرفه آباؤنا و لا يبدو أن أبناءنا سيعرفونه..
المعضلة غير القابلة للحل في الكيان الحاكم في العراق، بمن فيهم جبهة التوافق المنسحبة، بأنه ينظر و يتعامل مع العراقي كجزء من مكوّن و ليس كمواطن، و لذا ترى الجميع يصرخ بضرورة إشراك و عدم إقصاء "المكونات" الرئيسية للشعب العراقي، أي ببساطة فإن المواطنة تتحدد بكون المرء شيعيا أم سنيا أم كرديا أم أشوريا و هكذا، و ليس بكونه عراقيا، و هي ثقافة ما فتئت تترّسخ في العراق منذ 2003 حتى يومنا هذا و أخذت تدريجيا تأخذ موقعها كثقافة سائدة سياسيا و اجتماعيا. و في مثل هذه من الثقافة، المستنسخة من ثقافة الاستبداد البعثية التي تعامل الإنسان لكونه بعثيا أم لا، يضطر الفرد إلى الذوبان في "مكوّن" ما ليتسنى له الحفاظ على مصادر رزقه و ربما حياته ذاته، وبالتالي الى التكتل الجغرافي و المناطقي وصولا الى "الفصل الطائفي" الحاصل فعلا رغم الإنكار السلطوي لذلك و هو مقدمة طبيعية للتقسيم الفعلي للبلاد الذي لا يبدو مستهجنا بين أوساط السلطة التي أوعزت لكتبتها منذ فترة للترويج لمفاهيم من قبيل "جربنا العراق الموحد ففشل فلم لا نجرب التقسيم"، و الترويج لمفاهيم دستورية مثل "الاستفتاء على الانفصال"، و غير ذلك مما نقرأه هنا و هناك، ولا يخفى على المرء بأن ما يسعى إليه الدستور المثير للجدل و الذي تم الإستفتاء عليه باستخدام أسلوب الفتوى الدينية، الذي وظفه الفائزون في الانتخابات بشكل ربما لم يسبق له مثيل، هو الكونفدرالية الكاملة و ليست الفدرالية، و هل سمعتم يوما بأن كاليفورنيا تصدر النفط بدون موافقة الحكومة المركزية، أو أن وزير خارجية تكساس يزور روسيا أو أن الصينيين الأمريكيين يطلبون تمثيلا في سفارات بلادهم؟ و لكن الخطاب الإعلامي للسلطة الجديدة لا يفتأ يحمّل العراق الموحد تبعات الدكتاتورية و الاستبداد و كل مآسي العصور الماضية، و هو منها براء.
لم يقدم التحالف الرباعي الجديد، القديم جدا، أي جديد سياسيا أو خطابيا، بل أعاد إنتاج نفس لغة الطائفية و "المكونات" و هو التعبير الملطِف للمحاصصة الطائفية، مع اعتبار الأربعة لأنفسهم ممثلين حصريين لطوائفهم و قومياتهم، و الأنكى بأنهم جميعا يلومون المحاصصة و بول بريمر الذي أنشأها و لا يلومون أنفسهم و هم اللذين ابدوا السمع و الطاعة و نفذوا خطته بدون سؤال. و من الواضح بأن هذا التحالف يهدف إلى إنهاء قضيتين رئيسيتين قبل أي تطور محتمل في الوضع العراقي، و هما المادة 140 الخاصة بكركوك و إقرار قانون النفط و الغاز.
و لا يبدو "العراق" كوطن حاضرا بعد اليوم في الخطاب السياسي العلني و السري و التثقيفي لهذه الحركات السياسية، فها هو العلم المفترى عليه لا يرفع لرئيس وزراء العراق في أيران و سوريا في إشارة مهينة واضحة لعدم اعترافهم به و بدولته، و لا أراه و لا إعلامه ممتعضا أو حتى متألما. و هو ذات العلم الذي داسته أقدام الدرك في جميع الدول الشقيقة و المجاورة و حتى في كردستان يوم النصر الكروي المشهود. سيقولون لك علم صدام و الجرائم التي جرت تحت ظله و ما الى ذلك من فذلكات العلم منها برئ، فسواء أن رفعه صدام أم المالكي أم عبد السلام عارف فهو العلم العراقي الرسمي ما دام لم يعلن غيره، و لا يزال حتى اللحظة رمز الوطن الواحد و الانتماء له، و هذا بيت القصيد. فكم من جريمة بحق الإنسانية ارتكبت تحت علم الولايات المتحدة أو الاتحاد السوفيتي أو بريطانيا أم فرنسا أم هولندا و الكثير غيرها في عصور ماضية؟ إنها الأنظمة تبقى و ترحل و يبقى الوطن و علمه.
لقد غاب "الوطني" و حظر الطائفي و المذهبي و العنصري فكرا و ممارسة، و هناك من يعمل على تغييب العراق كوطن قريبا، فقد غدت الطائفية ثقافة اجتماعية تتكرس يوميا بدءا من المناطق البعيدة النائية التي يديرها المهووسون و شيوخ هذا الزمان الأغبر و صولا الى المدن الأكبر، فلم يعد الشيعي و السني يتزاوجان و يتناسبان، و تحول المسيحي و الصابئي إلى ذمي عليه دفع الخاوة من ماله أو عرضه ليحتفظ ببيته أو حتى بحياته، و صار قتل ألأخ في الوطن كشربة ماء، ففي مجزرة كالتي حدثت لليزيديين في سنجار، أرى التنديد في حده الأدنى، فقد مات عبدة الشيطان و ليذهبوا الى الجحيم، بل و لنذهب جميعا الى الجحيم ، فقد غدا كل عراقي مشروع متحرك للموت الذي تعددت أسبابه، لا فرق إن كنا مسلمين أم مسيحيين أم سنة أم شيعة أم ملحدين، هو الموت و الخطف و الانتهاك في الطرقات و حتى في المنازل..إنه الوطن يتفكك. لم يبق ما يكتب المرء عنه أو يتحدث، فقد أشبع الجميع كل شيء بحثا، و لم تبق إلا صحوة الضمير.
و لننظر إلى الأحزاب و الحركات و مسمياتها الرثة، فكلها بين أسلامي و أشوري و كردستاني و عربي و وفاق و توافق و حوار (ربما نظرا لحجم الاختلاف)، و في أغلبها يغيب العراق عن المسمى كما يغيب عن الممارسة.. العراق عندهم دوما جزء من شيء ما و لكنه ليس قائما بذاته أبدا.. أنظر الى جوازات سفرنا المتهرئة التي لا يعترف بها أحد في العالم، و لا حظ كيف تتعامل الدولة (في هذا العهد و العهد السابق على حد سواء) مع حق المواطن في امتلاك وثيقة سفر محترمة، و كيف يتاجرون بها في دكاكين مصلحة الجوازات و السفارات، و الجواز ليست وثيقة سفر فحسب، بل عنوان للسيادة و لحرمتها، و كيف أدى تعامل الدولة العراقية مع جوازاتها إلى تعامل الآخرين معها كما ترى في دول الجوار العربي (جدا) خصوصا، التي تركلها بالأقدام و ترميها في الوجوه.
قريبا سيعلنون فدرالية الجنوب الكاريكاتورية المعممة، و هي مقدمة للانضمام الى الجار السيئ الصيت اقتصاديا و سياسيا على طريقة "علاء حسين علي" لمن لا يزال يتذكر دروس التاريخ، موهمين أبناء الجنوب بخيرات النفط القادمة التي ستبتلعها إيران بالكامل و سترمي لهم الفتات، و لا يختلف اثنان في هذه النتيجة الطبيعية فالكيانين غير متكافئين و لا يمنع إيران من ابتلاع هذا الكيان قبل أن يكون كيانا الآن سوى الوجود الأمريكي و ما أدراك ما الوجود الأمريكي.. احتلال و أموال و ألوف الضحايا، و أخطاء مستمرة و دمار شامل. لم يفكك الأمريكان في الواقع نظام صدام، بل فككوا الدولة العراقية بأكملها منذ عهد فيصل الأول في ظل قراءة وهمية للواقع العراقي، فتارة يحلمون بكيان شيعي معتدل يقف بوجه القاعدة و تفرعاتها، و عندما اكتشفوا بأن هذا لن يكون أخذوا التعجل بكيانات سنية و شيعية و كردية مكرسين نظرية "المكونات" الآنفة الذكر. و الآن و بعد أن بدا رحيلهم ممكنا، أخذوا يستعجلون الجميع لإقرار قانون النفط و الغاز المجحف و المهين لذكاء العراقيين و ضمائرهم قبل أن يكون مهينا للصناعة النفطية العراقية، و هو قادم إلينا ليسرق مستقبل أجيالنا بعد أن سرقوا حاضرنا، و سيجلب معه العمولات الدسمة و الرشاوى المسيلة للعاب، بل و المزيد من الصراعات، و كأن كل ما ابتلعوه من أموال العراق لا يكفي.
و ها هم جماعة السلطة كلَما كلمتهم، يعودون إليك باسطوانة النظام البائد، و كأننا لم نعش جحيمه و لم نخبر شروره ربما أكثر منهم جميعا، و قد كتبت قبل سنوات و كتب غيري محذرا بأن الوقت سيأتي الذي يبدأ الناس فيه في المقارنة بما كانوا و كيف أصبحوا، و بأن العمل السريع الجاد لإصلاح الوطن و إشعار المواطنين بأنهم أسياد في بلدهم هو الوحيد الكفيل بتجنب المقارنة، فالكهرباء و الماء و الطبابة و مستوى التعليم أهم للمواطن من مليون شعار و من ألف انتخابات و من صراخ المساجد ليل نهار، و لكنهم في واد آخر.. أنهم مشغولون بحصاد الأرباح و الخسائر، فها هي الانتخابات المحلية قادمة، حيث ستتصارع الوحوش على الغنيمة مرة أخرى، و ستشتبك فيما بينها على حساب هذا الشعب المغلوب على أمره.
أثبت التحالف الإسلامي الكردي في قمة السلطة بأنه عاجز عن قيادة الوطن، لأن أحلامهم غير أحلامه و أهدافهم غير أهدافه. إن أحلام العراقي هي ذاتها أحلام أي مواطن آخر في العالم، أكان في جبال كردستان أو في صحاري أفريقيا أو في أقصى القطب الشمالي، و هي الأمان و درجة مقبولة من مستوى المعيشة و منزل صغير و أولاد يذهبون إلى المدارس و مستشفى فعال و شارع معبّد و مدن نظيفة و عمل متوفر و قدر معقول من الحرية، و قد تتطور الى امتلاك سيارة و قدرة على السفر للاصطياف و غير ذلك ما يعتبر بديهيا في بلدان تعوم على ثروات هائلة و تمتلك قدرة بشرية متميزة مثل العراق، أما الأحلام الايديولوجية و الميتافيزيقية و جنان الخلد و الحور العين و عوالم الأئمة فلم تسمن من جوع يوما و لم تخلق مجتمعات عزيزة بل كل ما اقترفته في العالم هو ذبح للذات و للآخرين..
ها نحن نطحن الهواء يوميا و لا من مجيب اليوم على الأقل، و لكن هنالك غد و هنالك أيضا بعد الغد، فلن تبقى الأمور كما هي و دوام الحال من المحال، و هنالك ميزان للزمن و للتاريخ سيعتدل يوما، و لن يرحم أحدا، و إلا لبقي صدام و هولاكو و الحجاج و عشرات غيرهم، فمعضلة هؤلاء أصحاب الأيديولوجية الدينية بشيعتهم و سنتهم، الأنقياء الأتقياء مالكي الحقيقة المطلقة الذين لا يأتيهم الباطل من قبل و من بعد، تكمن في أن الزمن عندهم متوقف منذ ألف عام فلا يدركون حركته و لا منطقه، فتراهم يخططون للمستقبل من وحي الماضي، و يعودون و يدورون في نفس الحلقات المفرغة، فإن واجهت أحدهم مشكلة، لجأ الى القياس و ما فعله السلف في موقفه مشابه، و إن لم يجد الحل- و غالبا لن يجده- فإنه يترك المشكلة تتفاقم حتى تطيح به بعد أن تطيح بكل ما حوله.. يحدثونك عن المنجزات بعد أن صار قتل ألأخ في الوطن كشربة ماء، و تساوت حقوق المرأة العراقية أخيرا مع تلك التي للبقرة.. أم هل نتحدث عن الخدمات و عن التهجير القسري، أم عن الاحلام المستباحة أم عن ماذا؟ قبل عامين أم أكثر، أظهرت لنا الفضائية العراقية عمار الحكيم و هو يلتقي مجموعة من مشائخ عشائر الناصرية ترويجا لمشروع فدرالية الجنوب، فتصوروا ماذا يقول لهم، يقول: "أنكم أصحاب تاريخ عظيم يعود إلى أكثر من ألف عام.." ألف عام يا رجل، إنها الناصرية التي شهدت أرضها أول حضارة بشرية في التاريخ التي أنتجت للإنسانية الكتابة و العجلة.. هذه ثقافة حكام العراق الجدد، و هذه قراءتهم للتاريخ!
و ها هم على الشاشات و على صفحات الجرائد يتحدثون عن التسامح، و يا لبؤس المفهوم، و كأن إبقائنا على قيد الحياة منة منهم،.. و كأن الآخرين ضيوف و هم رب المنزل.. أي تسامح يا هؤلاء؟ هي المواطنة المتساوية تحت سماء واحدة.. لا أريدك أن تتسامح معي، و لكنني أريدك أن تدرك بأننا متساوون سواء أكنت شيعيا أم سنيا ام كرديا أم شوارعيا. في قانون المواطنة لا تسامح بل مساواة مطلقة يحكمها القانون الذي نضعه معا و يسري علينا جميعا.. إسلامك أو مسيحيتك أو الحادك لك و لربك، و لكننا أمام القانون أرقام، مواطنون عراقيون و حسب، فلم يعد هنالك محل في العالم لأسياد و موالي، فالعصر عصر الإنسان و الإبداع و الجمال و الرفاه، و من لا يلحق به سينقرض مثل خراتيت افريقيا ، و لكنهم لا يفقهون لأنهم ببساطة لا يقرءون و لا يكتبون و لا يرسمون، تحجرت عقولهم قبل قلوبهم فغدوا أعجازا خاوية.
أما الكرد، أخواننا و أحبابنا و من شاركناهم نضالهم المرير، فأقول لهم بأن للأحلام القومية و إن كانت مشروعة مقام و للواقع مقام، و لكل مقام مقال، و أقول لهم بأن الاعتماد على الوعد الأمريكي خيال ظل زائل، و أن المشروع التاريخي الكبير يحتاج إلى ظروف تاريخية موضوعية و نخب تقوده لم تتبلور حتى الآن، فخففوا الوطء قليلا، فأية صفقة أمريكية - إيرانية - تركية واردة في أية لحظة و قد تعيدكم و تعيد الحلم عقودا إلى الوراء، و حينئذ لن تنفع الشعارات و لا الصراخ و لا التلويح بحروب أهلية و لا تحالفات مع جماعات العصور الوسطى، فالعراق يحتاجكم اليوم عنصر توازن و بيضة قبان بين تيارات ظلامية متصارعة و أخرى تنويرية غير ناضجة أو غير قادرة، فلا تتركوا العراق وحيدا اليوم فيترككم وحيدين غدا..
تكمن علة العقل السياسي العراقي الأزلية بأنه لا ينزل أبدا عن بغلته و لا يعترف بأخطائه، تقوده العزة بالإثم إلى الهاوية، فمثل اللذين في السلطة، يقف أولئك اللذين في المقاومة، فها هو البعث بدلا من أن يتجدد و يعترف بما ارتكبه من خطايا بحق الشعب العراقي و يعد بتجاوزها يحاول أن يعيد انتاج ذات الخطاب و ذات الوجوه و لا يستطيع أن يقدم بديلا إلا بالعودة الى مشروعه السابق و كأننا لا نزال في خمسينيات القرن الماضي، مثله مثل القاعدة و تفرعاتها التي تريد " تحرير العراق" للعودة الى القرن الأول الهجري بل و تشترك ضمنا في مشروع التقسيم بإعلانها الدولة الإسلامية التي ستشارك نظيرتيها في الجنوب و الشمال حدودا و حروبا لا تنتهي.. و لم يطلق أحد من هولاء على القتل الجماعي للعراقيين صفة الإرهاب، فهم "مجاهدون" أو "مقاتلون" فحسب حالهم حال مجرمي نهر البارد و غيرهم من سقط المتاع الحالمين بإعادة عجلة التاريخ ألف عام إلى الوراء.
و إذ أرى العراقيين يغادرون الوطن زرافات و وحدانا، أقول لهم جميعا: إن رحلت أنت، و رحلت أنا، و رحل زيد و عمرو و جورج و سيروان و علي و عمر، فمن يبقى؟ أنترك العراق لقطاع الطرق و خفافيش الظلام، و للمناديل و المسابح و البخور؟ أعراقنا هو أم عراقهم؟ أترحلون و أنتم أصحاب البلاد و هم الوافدون؟ أترحلون و لم تتلطخ أيديكم بدم عراقي كما هي أيديهم؟ ما لهم في العراق أكثر منكم؟ لا أدعو أحدا لأن يكون بطلا فيقاتل و حده على طريقة الأفلام الأميركية، و لا أتمنى لجثتي و لا لجثثكم أن تضاف إلى الآلاف من تلك "المجهولة الهوية" التي تلتقطها الشرطة يوميا من مزابل بغداد و غيرها، و لكنني أدعوكم و أدعو ما تبقى من العراقيين إلى "لا " موحدة..
لنقف جميعا و نصرخ في وجوههم بأن يرحلوا هم، بأمريكانهم و أيرانييهم و سورييهم و لادنييهم و مجاهديهم و دباباتهم و لحاهم و عباءاتهم و مسابحهم و مثاقبهم و حكومتهم و برلمانهم و مقاومتهم و كل من يرى في الانتماء العراقي عيبا أو انتقاصا، و ليدعوا هذا الشعب المبدع يبتكر لوحده حلولا لوطنه الجميل، فلن يعجز.
عراقنا لن يكون يوما عراق السراديب و النبوءات و الصحف الصفراء المتعفنة أو عراق السيوف و قطع الرقاب و المثاقب، بل سيعود عراقا للأطفال و الزهور و الضحكات و أبي نواس و شاي العصاري، و لكن كيف لهذا أن يتحقق إذا رحلنا جميعا.