هاونات حروف السوداني..!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
هي ليست كهاوناتهم وصواريخهم القاذفة.. تقتل وتفتك وتصيب الأبرياء من دون ذنبٍ ارتكبوه ولا جرم اقترفوه.. وهي ليست من العيار الطائش الذي يستخدمه بوش وزبانيته لتخويف وترهيب محور الشر أو لتطويع وتركيع محور الخير.. كما إنها ليست نيران صديقة، تُمزق ليلاً أجساد الرفاق، وتحولهم من متردية ونطيحة هائمة إلى فطيسة نتنة، وتعتذر للملأ جهاراً نهارا عما فعلته لحى الصداقة المتشابكة.. وبالتأكيد هي من العيار الثقيل، يصيب ويدوش في آن، ويفعل فعلته بالعربان وهم يرددون الأذكار في آناء الليل وأطراف النهار.
إنها هاوانات الحروف يا أصحاب..وحده السوداني فقط من يجيد استخدامها، وتطويعها كيفما شاء وأنى شاء.. ووحده فقط المدفعجي، علي السوداني، من يحشو قلمه بهاونات الحروف القاتلة، مسمماً حياة أولئك الطغاة الذين ما إنفكوا يمارسون جريمة اغتيال الحروف، وحز رؤوس الأفكار، وإعدام الكلمات في ساحات الدم..قراطية، وفي وضح النهار وعلى رؤوس الأشهاد، دون جريرةٍ أو ذنبٍ، سوى أن تلك الحروف من بنات أفكار الجياع، مُلتحفي السماء، وهي أيضاً قوتهم، وزادهم اليومي في رحلةِ الضياع بحثاً عن وطن مفقود سرقهُ اللصوص في عتمة الضياع، حيث تَسيدَ رجال البغاء على رقاب الشرفاء.
.. واليوم ياعلي أنت في قوائمهم.. و"قوائمهم" مقابل هاونات حروفك.. فمن سينتصر؟!
يقصفون علي بقوائم أسماء أعدوها، كتبوها، في العتمة وخلف الحيطان، وضعوا أسمه في تلك القوائم، وأطلقوا لمخيلتهم المريضة الكلام: إنه إرهابي، ضد السلطان! وماعرفوا إنه مع الأوطان، ضد الفلتان، وضد أكل مال الأيتام، والانغماس في الرذيلة والخذلان.
أنت في قوائمهم؛ لأنك لا تنقل عن..حدثنا السلطان، ولا تَدرج كلماتك تحت بند.. أخبرنا فلان أبن فلان، ولا تلوي عنق الحقائق، وتزوق الكلام كإعلامهم الجديد المتخاذل التعبان..
أنت في قوائمهم؛ لأنك تنقل كلام من قلب القاص الساخر الفطن؛ الذي يعرف كيف يمزج الدمعة بالضحكة؛ لتُثمرَ قصصاً تملأ بطون الجياع، وتُسعدَ الثكالى، وتبثُ الصبرَ في نفوس فقراء بلاد مابين النهرين وفوق النفطين.
يريدون لهاونات حروفك-علي- أن تتوقف عن التغريد والتشويق، ويريدون لحروفك أن تُلجم، لتنتهي مواسم الرقص فوق رؤوسهم الخاوية، وتُنهي مأساة تكبيل عقولهم بسحر بيان كلماتك الساخرة؛ لأن أدمغتهم لم تعد تُطيق واقعها المهزوم.
يُريدون أن يخاف الرجل ويضعف؛ ليبدأ بلعب دور المُصفق، المُطبل في عرش السلطان؛ ليُحشرَ- كما يتمنَون- مع كل ناعقٍ وناهقٍ ونابح ٍومصفقٍ يَنشدُ الباطل، ولكن هيهات لهم ذلك. غمطوا حقك ياعلي، وأبعدوك عن عيون الوطن، وماعرفوا أن عيون الوطن ترقدُ فيك.
وهاهم اليوم يريدون أن يرسلوك إلى منفى جديد(غواتنامو أو أبو غريب)، وماعرفوا أن منفاك أقسى من رهبةِ سجون ومعتقلات العالم كله..اليوم أنت يا علي في قفص الأتهام، وربما نحن في الغد جميعاً نتبعُك! مادام هنالك في الوطن، من يريد أن يُسكِت كل أبناء الوطن!
http://maadalshemeri.maktoobblog.com/