أصداء

الحزب الشيوعي المصري والماركسية المبتذلة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

من الواجب بداية أن أنوّه بالأفضال التاريخية للحزب الشيوعي المصري في نشر الوعي الماركسي في المشرق العربي بشكل خاص حيث عاد معظم الطلاب الذين درسوا في الجامعات المصرية في خمسينيات القرن الماضي يحملون أفكاراً ماركسية وينشط كثيرون منهم في الحركة الشيوعية الجنينية آنذاك. وللحقيقة أضيف أن ابتذال الماركسية لم يجر بداية على أيدي هذا الحزب العريق، الحزب الشيوعي المصري؛ ولذلك يعترينا الحزن الشديد ونحن نقرأ تقرير اللجنة المركزية في مارس 07 الذي ليس له أدنى علاقة بماركس وبالماركسية.
مساءة الستالينية الوحيدة ربما، مع غض النظر عن إقامة مجمع الصناعات العسكرية، هو تعاظم روح الولاء المطلق لدى سائر الشيوعيين في العالم لقيادة الحزب الشيوعي السوفياتي خاصة وأنها قد برهنت على أنها قيادة عبقرية للثورة الإشتراكية العالمية. رحل ستالين واحتل مكانه خروشتشوف الذي ورث لخيبة الحركة الشيوعية العالمية ذات الولاء لقيادة الحزب الشيوعي السوفياتي. ارتكب هذا الطارئ على الفكر الماركسي سلسلة من الأخطاء القاصمة في قيادة عبور السوفييت لمرحلة الإشتراكية وفي قيادة الثورة الإشتراكية العالمية ومع ذلك فولاء الشيوعيين لقيادة خروشتشوف لم يتراجع رغم تكريسها قيادة معادية لستالين والستالينية!! ومن الغريب تماماً هو أن " الشيوعيين " من ذوي الماركسية المبتذلة يقبحون اليوم غورباتشوف ولا يقبحون خروشتشوف علماً بأن الثاني هو النسخة الأصلية(prototype) للأول ونذكر هنا أن لجنة متخصصة تشكلت في موسكو في الثمانينيات وكرّست غورباتشوف إبناً بالمعمودية لخروتشوف حيث أن كل ما جاء به غورباتشوف له أصول في تحريفات وهرطقات خروشتشوف.
لا يمكنني السكوت على مسألة في غاية الأهمية في هذا الصدد، مسألة صاعقة يكره " الشيوعيون " ذوو الماركسية المبتذلة أن يتوقفوا عندها أشد الكراهية، وهي أن العدو الأول للحركة الشيوعية العالمية خلال النصف الثاني من القرن العشرين لم يكن الولايات المتحدة الأميركية قلعة الرأسمالية الإمبريالية التي انتظم في مواجهتها كافة الشيوعيين في العالم بل كان العدو رقم واحد كامناً في المجتمع السوفياتي وفي الحزب الشيوعي السوفياتي ذاته. كان العدو رقم واحد هو كتلة خروشتشوف التحريفية المرتدة في قيادة الحزب. الوقائع المعروفة لدى الجميع تقول أن المشروع اللينيني في التجربة الإشتراكية السوفيتية قد انهار من داخله وليس بسبب المواجهة مع الولايات المتحدة الأميركية كما يحب أن يدعي أجراء الإعلام البورجوازي. لقد واجه المشروع اللينيني أخطاراً أكبر بكثير من أخطار مواجهة الولايات المتحدة وتغلب عليها دون أن يمتلك كل أسباب القوة المادية التي امتلكها الإتحاد السوفياتي قبل الإنهيار. عندما لا يعترف الشيوعيون بهذه الحقائق القاطعة فإنما هم يبتذلون ماركس ولينين. عندما لا يعترفون بأن انهيار الإتحاد السوفياتي كان بسبب الصراع الطبقي داخل المجتمع السوفياتي فإنما هم يبتذلون ماركس الذي كان أهم اكتشافاته حقيقة أن الصراع الطبقي هو محرك التاريخ. سباق التسلح الذي تسبب في انهيار الإتحاد السوفياتي لم يكن يجري أبداً لمسابقة الولايات المتحدة بل كان سلاح الطبقة الوسطى الفعال في صراعها ضد الطبقة العاملة. لو كان لمسابقة الولايات المتحدة فعلاً لتوقف حالما بدأ يشكل خطراً على مصائر الدولة التي من أجل حمايتها يتم إنتاج السلاح عادةً. لو كان الأمر كذلك لما احتاجت السلطة السوفياتية أن تطلق 240 قمراً تدور حول الكرة الأرضية بينما يقف 240 مواطناً مسكوبياً في طابور البطاطا !! وليس من قبيل مماحكة " الشيوعيين " ذوي الماركسية المبتذلة أقول، بالإعتماد على فلسفة المادية الديالكتيكية ودون خشية الوقوع في الخطأ، إن السياسة العدائية التي اعتمدتها الإدارات الأميركية المتعاقبة ضد الكتلة الإشتراكية قد لعبت دوراً في إطالة عمر المشروع اللينيني بقياد خروشتشوف وخلفائه بالرغم من أن عسكر الطبقة الوسطى السوفياتية استخدموا تلك السياسة كمبرر للعسكرة غير المبررة.
اعتقد عامة الشيوعيين أن انهيار المعسكر الإشتراكي إنما كان بسبب السياسة الأميركية العدائية والمؤامرات التي كانت تحيكها أمريكا ضد الإتحاد السوفياتي. ليس هذا بالفعل إلا إعتقاداً سخيفاً، بل في غاية السخف، أخذ به أصحابه كمبرر وحيد لعدم اعترافهم بالأخطاء التي اقترفوها بتأييدهم لسياسات خروشتشوف التحريفية الإرتدادية (renegade)، وتهرباً من ممارسة المبدأ اللينيني في النقد الذاتي. لم يتنبه هؤلاء " الشيوعيون " إلى أن هذا الإعتقاد السخيف والخاطئ قد ورطهم في سلسلة من الأخطاء والخطايا. كل الرايات التي رفعها هؤلاء " الشيوعيون " المعادون للماركسية ارتفعت بالعداء لأميركا. حسناً، لنعادي أميركا لكن باتجاه ماذا؟ هل يجروء أحد من هؤلاء " الشيوعيين " أن يفصح عن هدفه من معاداة الولايات المتحدة الأميركية؟ هل لديه مشروع اشتراكي كما يزعم بعض الصبية الذين يدعون لبناء الاشتراكية في البيرو وفي نيبال؟! أم هل لديه مشروع تحرر وطني؟

المشروع الإشتراكي كما حدده كل من ماركس ولينين يستحق فقط في دولة رأسمالية متقدمة مثل ألمانيا وبريطانيا في صدر القرن العشرين والولايات المتحدة الأميركية في عشرينيات القرن العشرين. لا النيبال ولا البيرو ولا مصر أو العراق هي اليوم في طور الرأسمالية المتقدمة كي تستحق فيها الإشتراكية. بل إن الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا اليوم لم تعد كما كانت قبل مائة عام دولاً رأسمالية تستحق فيها الإشتراكية فما بالك بدول العالم الثالث المتخلفة؟
والرزيّة الأخرى هي أن " الشيوعيين " ذوي الماركسية المبتذلة، بالإضافة إلى سائر الوطنيين والقوميين، لا يفهمون مسألة التحرر الوطني فهماً علمياً سليماً. ما كانت حركة التحرر الوطني لتقوم أصلاً إلا كرد فعل قامت به البورجوازية التي تنامت على هامش علاقات التبعية للمركز الرأسمالي الإمبريالي مستهدفة إقامة إقتصاد رأسمالي مستقل تحتل فيه البورجوازية الوطنية محل الإمبريالية في استغلال الطبقة العاملة الوطنية. أما الطبقات العاملة فقد اشتركت في ثورة التحرر الوطني من باب المساعدة للمشروع اللينيني في تفكيك الرأسمالية العالمية.
تفكك اليوم النظام الرأسمالي في أكبر مراكز الدول الرأسمالية الكلاسيكية مما استدعى تلاشي ربقة التبعية بين الطرف والمركز وما عاد المركز بحاجة لأطراف بسبب تلاشي فائض الإنتاج الرأسمالي في مراكزه بل إن المراكز الرأسمالية الكلاسيكية أخذت تلتحق بالأطراف كما تلتحق اليوم الولايات المتحدة الأميركية بالصين وبريطانيا بهونغ كونغ وسنغافوره. انتقل النظام الرأسمالي من حافتي الإطلنطي إلى نظام شبيه له على حافة الباسيفيكي الغربية. دائرة الإنتاج الرأسمالية كانت تتمثل بمبادلة السلع كثيفة التصنيع من المراكز بالمواد الخام خفيفة التصنيع من الأطراف. لم تعد مراكز الرأسمالية السابقة بحاجة للمواد الخام باستثناء النفط وبذلك انتفت حاجة الدول الرأسمالية سابقاً لأطراف تتوظف في امتصاص فائض انتاجها. كما أنه استحال قيام نظام رأسمالي في الأطراف السابقة للنظام الرأسمالي.
نعود لنسأل قيادة الحزب الشيوعي المصري وسائر " الشيوعيين " ذوي الماركسية المبتذلة.. طالما أن الثورة الإشتراكية لم تعد على أجندة التاريخ في المستقبل المنظور على الأقل وأن نظام الإنتاج الرأسمالي ليس ممكناً في بلدان العالم الثالث الطرفية، فكيف والحالة هذه يتم رسم سياسة الحزب الشيوعي بشكل خاص عداك عن فلول تنظيمات الحركة الوطنية؟!
تنبه اللجنة المركزية للحزب الشيوعي المصري إلى.. " المخاطر الجمّة التي يواجهها العالم والمنطقة العربية من جراء الاستراتيجية العدوانية التي تشنها الإدارة الأميركية والتي يلعب فيها المحافظون الجدد الدور الموجه " ـ ما كان السادة أعضاء اللجنة المركزية ليكتبوا مثل هذه العبارة في تقريرهم لشهر مارس 07 لو لم يرد إلى أذهانهم الحرب الأميركية على أفغانستان طالبان ثم على عراق صدام وهو ما يشي بأن قادة الحزب الشيوعي يناصرون طالبان وأميرها الملا عمر وحزب البعثيين التكارته وزعيمه صدام حسين. لئن كان الأمر غير ذلك، شفاهة على الأقل، فإنهم لم يقولوا ما هو العدواني في استراتيجية المحافظين الجدد. لم يقولوا فيما إذا كان هو الضغط الأميركي على حكومة الأسد في سوريا أم تحريض إسرائيل لإنهاء حزب الله الموالي لإيران انتصاراً لحركة لبنان الإستقلالية. إختبأ قادة الشيوعيين المصريين وراء المبني للمجهول لأنهم يحرصون على ألا يظهروا مظهر المؤيد لصدام وطالبان وحزب الله ونظام الأسد. هل يجوز أن يسلك الشيوعيون مثل هذا المسلك المضلل؟!
وتسهو اللجنة المركزية فتكتب في تقريرها.. " وعلى العكس مما خططت له فقد أدت الإستراتيجية الأمريكية إلى تقوية خصوم أميركا " ـ اللجنة المركزية تعبر عن فرحها في فشل الإستراتيجية الأميركية وليس عن أسفها أو حزنها كما قد توحي العبارة. الشيوعيون المصريون مطالبون هنا بتفسير فرحهم بنجاح العصابات الصدامية والقاعدية الزرقاوية البنلادنية في إفشال الإستراتيجية الأميركية. وهل كانت أميركا في حال نجاحها ستبني نظاماً في العراق أسوأ من نظام صدام التدميري ونظام طالبان الإلغائي لكل الشعب؟ لعل شيوعيي مصر لديهم وصفة لنظام أمريكي لم يعهد من قبل.
نقرأ في التقرير الفقرة التي تتحدث فيها اللجنة المركزية عن حالة الفوضى والإقتتال في البلدان التي توالي حكوماتها الولايات المتحدة، إلى أن تقول.. " وما جرى في لبنان بعد صمود وانتصار تيار المقاومة على العدوان الإسرائيلي المدعوم أمريكياً خير حالة تجسد هذا الإقتتال الداخلي سواء بأبعاده السياسية وأحياناً بالإغتيالات والأعمال التخريبية بقصد إحداث حالة من الفوضى " نقرأ هذا فنشعر بالسخط والاستهجان والاستنكار معاً. نسأل هؤلاء " الشيوعيين " ذوي الماركسية المبتذلة.. هل الإقتتال في السودان ودارفور سببه الحكومة الموالية لأمريكا أم الحكومة التي تشهدون لها بالمقاومة الإسلامية. وهل الحكومة الجزائرية التي تسببت في الإقتتال الداخلي هي حكومة الأمريكان أم السبب كان جبهة المقاومة الإسلامية التي تنتصرون لها وبها؟ وهل الأمريكان هم الذين ينظمون الأعمال الإرهابية في العراق التي بلغت من الوحشية حدوداً لم تبلغها في التاريخ؟ وهل الحكومة اللبنانية التي تغمزون من قناتها هي التي شكلت عصابة العبسي في مخيم نهر البارد وزودتها بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والحديثة لتقاتل الجيش اللبناني وتقتل منه أكثر من 120 جندياً حتى الآن ؟ وهل الحكومة اللبنانية هي التي نظمت اغتيال مؤيديها من سياسيين وزعماء معارضين للوصاية السورية على لبنان؟ بإمكان كل التجار أن يقوموا بالدعاية لبضائعهم الفاسدة لكن الفساد نفسه لا يسعف مثل هذه الدعاية الكاذبة. ما كان هو أن مجموعة من حزب الله تجاوزت حدود الخط الأزرق الدولية واعتدت على دورية اسرائيلية فدمرت ملالتين وقتلت تسعة جنود وأسرت جنديين وهو ما استجر حرب تموز المعروفة. ربما قامت الدولة المصرية نفسها بما قامت به إسرائيل لو أن إسرائيل تخطت الحدود الدولية مع مصر ودمرت ملالتين وقتلت وأسرت أكثر من عشرة جنود مصريين. ما هو واضح وجلي في تقرير لجنة فينوغراد أن إسرائيل لم تكن تبيت حرباً على لبنان لدى وقوع إعتداء حزب الله على حدودها كما إدعى بداية زعماء حزب الله. النصر الإلهي الذي تحدثت عنه اللجنة المركزية للحزب الشيوعي المصري قد أوقع بلبنان خسائر هائلة قدرت قيمتها بمائة ضعف الخسائر الإسرائيلية المادية وعشرة أضعاف الخسائر البشرية وأعادت إسرائيل إحتلال بضعة قرى لبنانية. بعد كل تلك الريح الصفراء الخانقة التي أطلقها حزب الله في الأجواء اللبنانية بفعلته الشنيعة تلك، والتي لم تتبدد رغم كل المساعدات الخيرة من كافة دول العالم، عاد الحزب بوقاحة ما بعدها وقاحة يطالب بوضع يده على السلطة التنفيذية والإمساك بخناق الحكومة بزعم أنه انتصر في الحرب وكان عمل خيراً لو أنه وفر على لبنان ذلك الإنتصار المهزلة.
وتعبر اللجنة المركزية للحزب الشيوعي المصري عن نيتها في التعاون مع القوى اليسارية والتقدمية العربية لمواجهة المخططات العدوانية لحلف الإطلنطي ضد الشعوب العربية في العراق ولبنان وفلسطين والسودان ودعم المقاومة فيها ورفض النعرات الطائفية. ما يبدو جلياً في مثل هذا المقال، الذي كان مفهوماً فقط قبل نصف قرن، هو أن قيادة الحزب الشيوعي المصري تبحث عن أحلى الكلام بذائقة الشعب المصري. لن تصل شعبويتهم بالطبع شعبوية الإخوان المسلمين الذين لن يحققوا شيئاً بكل هذه الشعبوية وذلك بكل بساطة لأن ليس من سياساتهم ما يتعلق بحياة الناس على الأرض، والتفشير لا يجدي فتيلا. لم تقل اللجنة المركزية ما هي مخططات حلف الإطلنطي العدوانية ضد الشعوب العربية. بعض الأحزاب الشيوعية التي استعادت السلطة في شرق أوروبا بأسماء مختلفة تتعاون اليوم مع حلف الإطلنطي تعاوناً تاماً. والدول الأوروبية جميعها تقريباً وهي تشكل الجسم الرئيسي في تحالف الإطلنطي تؤيد اليوم الفلسطينيين بجميع مطالبهم. وفي لبنان قام السفير الأميركي ومعه كل موظفي السفارة في 21 حزيران 06 بزيارة ضريح الأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني جورج الحاوي ووضع إكليلاً من الورود إجلالاً واحتراماً لذكرى القائد الشيوعي. وفي العراق كان الحزب الشيوعي العراقي أول المنظمات التي زكاها الحاكم العسكري الأميركي بول بريمر من بين كل التنظيمات السياسية في العراق. أشير إلى كل هذه الوقائع لا لأقول أن أعداء الأمس أصبحوا الأصدقاء بل لأؤكد أن الدراما التي أشغلت المسرح العالمي قبل خمسين عاماً انتهت قبل أكثر من ربع قرن وبدأت دراما أخرى بأبطال مختلفين وبفصول مختلفة، لكن الحزب الشيوعي المصري كان قد خرج من قاعة المشاهدين قبل نهاية الدراما الأولى ولذلك لا يتحدث اليوم إلا عن وقائع انتهت وعن أبطالها الذين رحلوا عن هذا العالم المتغيّر منذ عقود.
ثمة دلائل تشير إلى فقر نظري فاضح لا يليق بحزب شيوعي عريق كالحزب الشيوعي المصري. لا يتردد الحزب في أن يؤكد عزمه النضال من أجل تحسين أحوال الشعب. هذا شعار تتبناه عادة الأحزاب البورجوازية بمختلف تشكيلاتها التي من بينها حزب العمال البريطاني وهو الحزب العريق في خدمة الرأسمالية الإمبريالية. لم تقم الأحزاب الشيوعية لتحسين الأحوال المعاشية للجماهير العريضة من الفلاحين والطبقة الوسطى، بل قامت أصلاً لإلغاء هاتين الطبقتين من الوجود وتدمير وسائل إنتاجها. من المحزن حقاً أن يلجأ الحزب الشيوعي إلى الصراخ بالشعارات الشعبوية وهو ما يدل على أن حزباً كهذا ليس لديه ما يضيفه لنضالات البروليتاريا العالمية التي من المفترض أنه يمثلها. ثم إن قيادة الحزب الشيوعي المصري وهي تؤكد عزمها على.. " النضال من أجل تغيير الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية الضارة بمصالح غالبية الشعب المصري " فإنها لا تشير إلى ما تزمع عمله من أجل تحقيق مثل هذا التغيير. الشعاران الأثيران اليوم لدى عامة الأحزاب الشيوعية ذوات الماركسية المبتذلة في بلدان العالم الثالث هما " مقاومة الخصخصة " و " عدم الإنصياع لوصفات وشروط صندوق النقد الدولي ". على الشيوعيين أن يتنبهوا إلى أن الأحزاب الإسلامية والقومية تشاركهم بقوة في هذين الشعارين تحديداً. ولو تنبهوا جيداً لعرفوا بأن هذين الشعارين هما شعاران رجعيان بغض النظر عمن وراءهما. فالقطاع العام هو رأسمالية الدولة والدولة في البلدان العربية عموماً هي العصابة التي لا تنتمي لأي طبقة وتستعمل ما يسمى بالقطاع العام أداة لقهر الشعب وتأبيد سلطة العصابة دون أن يكون لها من أمر التنمية الوطنية شيء. أما عدم الانصياع لشروط صندوق النقد الدولي فيعني ذلك آلياً الإنفاق الواسع وانفلاش الطبقة الوسطى غير المنتجة.
نعود بعد بضع سنوات لنذكر أن برنامج حزب التجمع المصري في التنمية المستقلة المستقاة من برنامج الديموقراطية الشعبية هو السبيل الوحيد الذي يمكن للأحزاب الشيوعية في بلدان العالم الثالث ومنها البلدان العربية أن تسلكه بأمان.
www.geocities.com/fuadnimri01

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف