أصداء

هل سيقسم العراق؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

ما توقعته وخشيته سابقا وكتبت عنه فى ايلاف بدأ يلوح فى الأفق. فقد أعلن يوم أمس أحمدى نجاد الرئيس الأيراني عن استعداد ايران لملء الفراغ الذى سيخلفه خروج الأمريكان وانه مستعد للتعاون مع السعودية بهذا الخصوص كما قال.
من الواضح البين انه يقصد تقسيم العراق حيث يكون الشمال من حصة تركيا والوسط والغرب للسعودية والجنوب لايران. قد يبدوا هذا الأمر مستبعدا، ولكن عجز الأمريكان والحكومة العراقية عن اعادة السلام، والنزاع الطائفي الذى يشتد يوما بعد يوم، يسد كل باب امام الحلول التى تحافظ على وحدة الأراضى العراقية. لقد مهدت الدولتان ايران والسعودية الطريق لتدخلهما العلني خلال الأسابيع والشهور القليلة الماضية بارسالهما السلاح والأموال الى عملائهما فى العراق. أما تركيا فانها لا تمانع حيث ستستلم حصتها الكاملة من شمال العراق بموافقة ومشاركة ايران.
وهكذا يكون العراق قد عاد الى ما كان عليه قبل قرون، حينما كان الايرانيون والأتراك يتداولونه كالكرة، ويقتلون الشيعة والسنة مع الفارق هذه المرة دخول لاعب جديد هو السعودية. وكل من اللاعبين الثلاثه له مؤيديه ومريديه من العراقيين من السياسيين والمسلحين والمشايخ المعممين، أما أغلبية العراقيين الذين لا حول لهم ولا قوة والذين يعانون اليوم من الجوع والمرض والتهجير، فلن يحسب أحد لهم حسابا وسينحون جانبا وتفرض عليهم أوامر السادة الجدد.
أمريكا ستقبل بذلك على أساس (أهون الشرين) حيث ان الشر الآخر هو الانسحاب المهين. من يدرى ربما كان ما نشاهده ونسمع به هذه الأيام من نزاعات وانشقاقات فى آراء الساسة الأمريكيين هى لعبة مدبرة باتقان. أما الحكومة العراقية وبسبب تشرذم أعضائها وانسحاب بعضهم أصبحت أضعف من ان تطرد كلبا عن حدود العراق.
من الملام فى كل هذه المصائب؟ انه الشعب العراقي، وحده لا غير، هوالذى سمح لصدام وعصابته باغتصاب الحكم، والذى بدوره حارب الجيران وسبب مجيء الأمريكان وأذاق شعبه، كل شعبه الذل والهوان. اذا حصلت معجزة وانتبه العراقيون الى ما يجرى لهم وحولهم واجتمعوا واتحدوا بعد تفرقهم، عندذاك وعندذاك فقط سيعود للعراق مجده الغابر التليد.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف