أصداء

من هي الدولة التي خططت لنسف قبر الإمام الحسين؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الفوضى السياسية والإدارية والعسكرية الشاملة في العراق أفرزت إتجاهات وتشعبات وإفرازات ضارة تمس أمن ومستقبل العراق على كافة المستويات، والصراع بين الأحزاب الدينية والطائفية العاجزة الذي تبلورت كل محاوره في الآونة الأخيرة بات يطرح سيناريوهات رعب إرهابية تداخلت فيها كل الأوراق وأضحت لغة الإتهامات المتبادلة بين الأحزاب والعصابات الطائفية هي السياسة السائدة في عراق فقد البوصلة، وفي وطن أجهز عليه أهله، وفي تجربة ديمقراطية فاشلة بإمتياز كان من نتيجتها تقسيم العراق وإحياء الخلافات الطائفية العقيمة الميتة، ونفض الغبار عن كل قذارات التاريخ وأساطيره وخرافاته لتصبح مستوطنة بشكل دائم في ظل قيادة أحزاب فاشلة وقيادات عاجزة كانت تمارس المعارضة بعقلية القرون الوسطى وقد تعرت تماما أمام السلطة والحكم ودروبه المتعبة ومسؤولياته الكبيرة، وتراجع الهم الوطني لصالح المصالح الطائفية والعشائرية الضيقة التي أفرزت بدورها أحزابا وتيارات سياسية وطائفية فاشلة ليست لها أي برامج حقيقية للتنمية والتطور والخلاص سوى الإعتماد على عواطف البسطاء وإستغلال الشعائر والطقوس المذهبية في تصفية خلافات سياسية وشخصية في تسييس فظيع للدين وإهانة كبيرة لكل المقدسات التي حولوها لمادة خصبة للصراع والسرقة واللصوصية، وضمن مناقشة ومتابعة ما حصل مؤخرا من أحداث دموية في مدينة كربلاء خلال ( الزيارة الشعبانية ) فقد تطايرت الإتهامات بين الجماعات الطائفية بعد تطور الموقف ليشعل حريقا وحربا حقيقية بين قوى الإئتلاف الشيعي بفعل المنافسة على الغنيمة ومحاولات الهيمنة على قيادة شيعة العراق الذين باتوا اليوم مشروعا للتدمير الذاتي والممنهج، لقد كان الصراع في كربلاء كما هو معروف ومشخص منذ البداية صراعا بين عصابات مقتدى الصدر المعروفة بجيش المهدي وبين جماعة منافسه الحكيم ( فيلق بدر ) الذي إنخرط في الجيش والمؤسسات الأمنية، وكلا الجماعتين خاضتا حروب دموية عديدة في جنوب العراق كان من نتائجها الأخيرة إغتيال محافظي الديوانية والسماوة وهما من جماعة المجلس الإيراني الأعلى ( الحكيم )، وقد كان متوقعا بشكل لا لبس فيه من أن المعركة لا بد أن تندلع بين الطرفين ومناسبة الزيارات هي الفرصة الملائمة لذلك كما حصل قبل شهور في مدينة النجف حينما إندلع القتال مع جماعة غامضة تسمى ( جند السماء )!! كان من نتيجته مقتل المئات من المدنيين في مجزرة مروعة لم تنشر السلطة أي معلومات حقيقية أو نتائج تحقيقية حولها؟ بل كانت لغة الإتهامات والإشاعات هي السائدة مع تشويش وضباب إعلامي رسمي زاد من خلط الأوراق، ومجزرة كربلاء الأخيرة جاءت بعد سلسلة من الإتهامات الحكومية أو من الأحزاب الطائفية لدول مجاورة بالتسبب في تعكير الحالة الأمنية في العراق، وهذه الدول طبعا ليست إيران ولا سوريا بل أن الأحزاب الطائفية تقصد في حملاتها الإعلامية المملكة العربية السعودية!!! لذلك فقد جيشت التظاهرات المعادية للسعودية ضد السفارات السعودية في العالم ! وتحركت الأحزاب الطائفية الفاشلة في الداخل والعاجزة حد القرف لتجند جماهيرها من اللاجئين في دول الغرب ( الكافر )!! خصوصا كما يقولون للإحتجاج على الدور السعودي دون أي ذكر لأدوار نظامي دمشق وطهران الفضائحية والإجرامية في العراق!! وفي مخطط واضح يبدأ من طهران ويمر من بغداد ودمشق وجماعة ( حزب الله ) في بيروت لشن حملة موجهة ومركزة ضد السعودية على أساس أنها تدعم الإرهاب السلفي وتمول العصابات الإنتحارية وتمارس فعلا إرهابيا وبما من شأنه تدمير العراق؟ رغم أن السعودية ذاتها تخوض حرب صراع وموت ضد نفس الجماعات التي تنتحر في العراق؟ والإتهام والإدعاء سهل للغاية ولا يتطلب جهدا كبيرا خصوصا إذا كان الخصم يتميز بالخبث والدهاء وبرودة الدم كالنظام الإيراني الذي نعرف عقليته جيدا!!، لذلك لم تفوت الأطراف الطائفية الحاكمة في العراق الفرصة وأتهم رئيس الوزراء نوري المالكي علنا دولة مجاورة للعراق بالتورط في أحداث كربلاء بهدف ( نسف ضريح الإمام الحسين ( رض ))! في تغطية واضحة على الفشل الحكومي في منع الأحداث وفي طريقة معالجتها!! وطبعا المراقب لا يحتاج لذكاء خارق ليدرك أن الدولة المجاورة المقصودة ليست إيران ولا سوريا ولا تركيا... بل أنها تحديدا المملكة العربية السعودية والتي لسخرية الأقدار تحركت أخيرا لتفتح سفارتها في بغداد في خطوة دبلوماسية وسياسية مهمة للغاية، وطبعا المالكي لا يستطيع أو يتجرأ أساسا على إنتقاد نظام طهران نظرا للدور الإيراني التاريخي في نشوء وإحتضان حزبه الحاكم ( حزب الدعوة )!! كما أنه لن يستطيع أن يفتح فمه بكلمة ضد النظام السوري للعلاقات الخاصة والملفات الشديدة الخصوصية التي تمتلكها المخابرات السورية المتعلقة بحزب الدعوة وبجماعة الحكيم وكل القوى الدينية واليسارية العراقية التي عاشت في الشام طويلا تحت أنظار ورعاية ومراقبة المخابرات السورية الضليعة بالشأن العراقي والمطلعة على أدق التفاصيل الفنية والخاصة والشديدة السرية في العراق، إذن ليس هنالك حائط واطي تتصوره السلطة الطائفية العاجزة غير السعودية والتي صدرت بعض الآراء الخاصة من بعض المجموعات الدينية المتطرفة دعت لهدم قبة الضريح الحسيني في كربلاء وهو موقف لا تتحمل السلطة السعودية رسميا مسؤوليته والسياسة السعودية الهادئة والرصينة لا يمكن لها أبدا أن تصل لهذا المستوى نت التفكير أو التخطيط فضلا عن التنفيذ؟ أنا ليس في موقف الدفاع عن السعودية فليست لي مصلحة أو علاقة، ولكن العقل ينبعي أن يحترم، والعدو الذي يصارعه النظام السعودي هو نفسه الذي يقوم بالأعمال الإنتحارية في العراق والتي حدثت أمثالها في السعودية قبل العراق بسنوات؟ إنها محاولة يائسة من النظام العراقي الطائفي العاجز الفاشل في تغطية فشله في حماية الشعب العراقي أو في إدارة ملف الأزمة إدارة مسؤولة وواقعية، ونتحدى المالكي وحكومته أن يعلن صراحة إسم الدولة التي خططت لهدم ضريح الحسين؟... بكل تأكيد لن يفعل أبدا لأنها مناورات سياسية لإمتصاص النقمة ومن ثم نسيان الملف بالكامل كما نسيت ملفات عديدة لحالات فشل تاريخية ودموية... النظام الطائفي الفاشل العاجز بات اليوم هو الخطر الحقيقي على وحدة العراق وعلى علاقاته التاريخية مع محيطه العربي ! إنهم العاجزون حين يمتشقون سيوف البطولة فيتحولون لمهزلة عظمى؟.

dawoodalbasri@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف