وتبقى كربلاء ..... لكن من هو الشمر الجديد !؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
مدينة كربلاء المقدسة تملك أرث ووقع كبير في الوجدان الاسلامي وحتى في الأرث الانساني والتاريخ البشري. فهي وبشكل مختصر تمثل المواجهة بين الحق والباطل وبين الاسلام والكفر وبين الايمان والالحاد وبين أحد الأركان الاساسية لمركب النجاة
بمواجهة مركب الهلاك. وهي مواجهة بكل معنى الكلمة بين بيت النبوة والنبي العربي الامين محمد بن عبد الله "ص" بكل مايمثله من ثقل روحاني وعقائدي واسلامي ألهي امام بيوت الظلم والكفر والغدر والانحطاط التاريخي. لذلك فان استشهاد أبن بنت رسول الله " ص" الامام الحسين "ع" هو وعائلته ومناصريه المحدودين العدد في الميدان. على يد جوقة الكفر والزندقة زياد بن عبد الله ويزيد بن معاوية والشمر بن جوشن. بقيت منارة عالية يهتدي بها الثوار على الظلم والظالمين والمدافعين عن الدين والاسلام والعقيدة والانسانية بصورة عامة.
المفارقة الغريبة أن كربلاء وكل المراقد المقدسة الاخرى في العراق بقيت على طوال كل تلك القرون ميدان مستمر للدم، لم ينقطع ولم يقف في اي من العصور السابقة رغم تغير الوجوه والحكام. فكأن هذا المثل والأرث الانساني الضخم والهائل قد تحول عند الطغاة الى حافز للبطش واستباحة دماء الابرياء والفقراء والمظلومين. لذلك جاء سلاطين العثمانيون مراد الرابع وغيره وافكارهم تسابق خطوات ثيرانهم التي تجر مدافعهم للنيل من هذه المراقد المقدسة وارواح الابرياء فيها. وبعدهم جاءت مدافع الاحتلال الانكليزي لتعيد الكرة مرة اخرى. واذا كان ممكن نوع من التفهم للتصرف الاجرامي العثماني والانكليزي تحت مظلة انها قوى احتلال. فان أنظمة حكم " عراقية " ستكون اكثر أثارة للانتباه وهي تستخدم نفس هذا الاسلوب التاريخي المقيت في كربلاء. فهذا أحدهم في منتصف عقد الستينات يوصي وهو يهم بالصعود الى طائرته بانه سيهدم كل هذه المراقد عند عودته. لكنه عاد " فحم " كما يقول العراقيين ( صعد لحم ونزل فحم ) بمعنى احترقت طائرته في الجو ومات، ولم يكتب له النزول لتحقيق حلمه الشاذ. وبعدها بعقدين يقف المدعو حسين كامل امام مرقد سيد الشهداء يخاطبه ( انت حسين وانا حسين وسنرى من ينتصر بالنهاية ) !!. وكانت نهاية ابن كامل معروفة وهي ليس ببعيدة عن الذاكرة. وبنفس الفترة مارس الصنم الساقط كل انواع اطلاق القذائف والصواريخ والقصف الجوي والقتل والتهديم في نفس المرقد الشريف. وبنفس الوقت كان طه الجزراوي يكتب له من هناك اثناء الانتفاضة الشعبانية عام 1991 قائلا ( هذه فرصتنا التاريخية لقتل راس الافعى !! ) ذهبت كل هذه الجلاوزة بمركب يزيد والحجاج وبقي مثل ماهو متوقع وثابت الحسين بن علي بن ابي طالب "ع" في الذاكرة والوجدان وقباب مرقده المقدسه ترهب الاعداء و يهابها المناصرين على حد سواء. ومع ذلك جاءت الحكومة العراقية المؤقته بعد عام 2003 وبدفع من الحاكم الاميركي بريمر وارتكبت نفس الخطاء التاريخي الشنيع في كربلاء والنجف الاشرف. ومازال التاريخ سجال مع هولاء. ولم يجود علينا هذا الزمان الابحثالة التكفيرين المقبور الزرقاوي والمصري والمهاجر وغيرهم من الذين يصدرون الفتاوى التكفرية لمهاجمة هذه المراقد المقدسة. كلهم ذهبوا وسيذهب بقيتهم ويبقى الحسين شامخآ ليوم الدين. رغم أن المسالة ليس مسالة مجرد مرقد وبناية حجرية بل هي اعظم من ذلك بكثير والدليل الحي والمباشر هي جريمتي العصر في تفجير مرقد ومأذن الامامين العسكري والهادي في سامراء. فهولاء الائمة هم ليس حصة الشيعة فحسب بل حصة كل المسلمين وكل العرب الذين ينهلون من كتاب الخالق جل جلاله وسنته النبوية الشريفة النقية. ومن يفكر بغير هذه الطريقة انما يقلل من قيمة ومكانة أئمة بيت النبوة "ع " في مداها الاسلامي والانساني.
كل هذه الامثلة التاريخية المؤلمة جاءت في السطور وهي تزاحم الجريمة الكبرى التي جرت في كربلاء قبل ايام عديدة وذهب ضحيتها اكثر من 400 مواطن عراقي بين جريح وشهيد. ولحد هذه اللحظة لااحد يعرف من هو منفذ هذه الجريمة " الكربلائية " الجديدة على وجه الخصوص. المواطن يسمع فقط اسطوانة " الصداميين والتكفيريين " هم المنفذين !! واذا اردنا ان ناخذ بهذا الادعاء، أليس عند هولاء اسماء نريد ان نعرفها !! أليس عندهم وجوه مثل بقية خلق الله نريد أن نراها !!؟ فاين هولاء هل هم اشباح !!؟ ومع الوجود الفعلي للصداميين والتكفيريين. لكن الى متى يبقى هولاء الاوباش مشجب يتحمل تعليق كل الجرائم التي تجري في عراق اليوم. والى متى يبقى ايضا التيار الصدري المناضل والشعبي الفقير والشريف المضحي. هو مشجب اخر للتلميح به انه المعني بهذه الجريمة التي لاتلتقي باي صورة من الصور بتوجهاته العقائدية والاسلامية وحتى المذهبية. او ان كل من أرتدى السواد ونفذ جرائمه وأجندته وسط بغداد او غيرها من المدن أصبح يحسب على التيار الصدري.
هذه لعبة اصبحت مكشوفة وحسنآ فعل التيار الصدري بايقاف نشاط " جيش المهدي " لفترة ستة اشهر وذلك لسحب البساط من تحت اقدام بعض الانتهازيين. وأمنية مخلصة أن يعود التيار الصدري بعد هذه الاشهر برؤى " سياسية " تؤطر وتحدد منهجه الواضح في العراق الجديد. في الوقت الذي لايمكن انكار دور هذا التيار الوطني والانساني في حماية الكثير من احياء بغداد والعراق، وافشاله خطط جهنمية لتغير وجه العراق الحقيقي.
لكن كل هذه الاحداث لايجب ان تكون السد او المانع في معاقبة منفذي جريمة كربلاء. كما لايمكن التعاطي مع بعض التصريحات الغريبة التي تقول ( أن هذه الجريمة أنما هي تدريب للعراقيين للتعلم على أدارة امورهم المحلية في المدن والمحافظات !! ) هذا التصريح باقل وصف له أنه مهزلة ومعيب ومقلق جدا. فاذا كان ثمن أدراة ساحة صغيرة بين الحرمين المقدسين في كربلاء اكثر من 400 ضحيه بين شهيد وجريح ناهيك عن الخسائر المادية الكبيرة. فما هو الثمن المتوقع أذن لتطبيق النظام الفيدرالي في المدن العراقية الكبرى !؟ كل هذه التبريرات والتحويلات اللفظية والكلامية، لم ولن تساعد في بناء عراق جديد يسوده القانون واحترام الدستور وقبل كل ذلك احترام الانسان العراقي وحرمة دمه. فكونوا شجعان وبقدر المسؤولية واعلنوا بصوت عالي وواضح. من هو الذي ذبح الفقراء والمظلومين من اتباع الحسين "ع ".من هو المجرم الحقير الذي تجرأ على مرقد سيد الشهداء "ع". من هو الشمر الجديد في كربلاء اليوم.