في دلالات إقالة قائـد الحرس الثوري الإيراني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بقيام مرشد الثورة في إيران آية الله على خامنئي بابدال قائد الحرس الثوري يحيى رحيم صفوي، فإن المراقبين يتوقعون لهذه القوة أن تدخل مرحلة مختلفة من العمل السياسي والعسكري المتشدد بعد تسلم قيادات شبابية مناصب عليا، ومنهم القائد الجديد محمد علي جعفري، من أجل أن يتوافق ذلك مع مرحلة الصراع التي يخوضها النظام الإسلامي ضد معارضيه وبالذات ضد الولايات المتحدة الامريكية، خاصة وان واشنطن تسعى لتصنيف قوة الحرس الثوري على انها منظمة إرهابية.
ولم يرد خامنئي ذكر سبب لابدال صفوي بجعفري. وقال مخاطبا جعفري: "نظرا لخبرتك القيمة وماضيك المشرق في مختلف الاوقات ومسؤولياتك العديدة في الحرس فقد عينتك قائدا أعلى لهذه المنظمة الثورية"، مضيفا ان صفوي الذي قاد الحرس الثوري لمدة عشر سنوات أصبح كبير مستشاريه لشؤون القوات المسلحة.
والحرس الثوري هو قوة تحركها ايديولوجية، واقيمت بعد الثورة الاسلامية في عام 1979 بفترة قصيرة لتقوم بدور حراس الجمهورية الاسلامية. ومن أبرز من أسسها محسن آرمين وهاشم آقاجري ومحمدباقر ذوالقدر ومحسن رفيق دوست ويحيي رحيم صفوي، وكان اول قائد لها هو محسن رضائي أمين عام مجلس تشخيص مصلحة النظام حاليا. والكثير من قيادات الحرس الثوري السابقة تعمل حاليا مع اليمين أو اليسار أو الوسط السياسي، كما أن العديد منهم أعضاء في الحكومة أو في البرلمان أو في مناصب اقتصادية عليا. كما أن القوة لها هيكل قيادة مختلف عن الجيش النظامي ومسؤولة مسؤولية مباشرة امام خامنئي. وتضم قوات بحرية وبرية وجوية. كما ان لديها مصالح تجارية متزايدة من بينها جناح هندسي يحمل اسم خاتم الانبياء يتولى العديد من مشاريع الغاز والنفط في ايران.
ويقول مراقبون أن استهداف أمريكا للحرس الثوري، بالسعي لتصنيفها كمنظمة إرهابية، هو استهداف لأموالها، فيما ينظر محللون الى ذلك على انه جزء من الجهود الهادفة إلى عزل ايران بسبب خططها النووية. وتتهم واشنطن الحرس الثوري بتمويل وتسليح ميليشيات شيعية عراقية متشددة تهاجم القوات الاميركية في العراق، وكذلك بدعم مقاتلي حركة طالبان في افغانستان ودعم حركتي حماس والجهاد الاسلامي في الاراضي الفلسطينية وتنظيم حزب الله في جنوب لبنان. وفسّرت أنباء الإدراج على اللائحة الدولية للمنظمات الإرهابية بأنها خطوة رئيسية على طريق التصعيد العسكري.
وكانت صحيفة صندي تلغراف ذكرت الأسبوع الماضي أن خطط البيت الأبيض الرامية إلى تصنيف الحرس الثوري على لائحة المنظمات الإرهابية خطوة مقصودة يُراد من ورائها إعطاء إدارة الرئيس جورج بوش الغطاء إذا ما قررت مهاجمة إيران. ونسبت الصحيفة إلى روبرت باير الضابط السابق في وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) "إن مسؤولين بارزين في الحكومة الأمريكية ابلغوه أن إدارة الرئيس جورج بوش تعد لشن ضربات جوية ضد قواعد الحرس الثوري الإيراني يمكن أن تشمل أيضاً المنشآت النووية الإيرانية في غضون الأشهر الستة المقبلة". واضاف باير المتخصص في شؤون الشرق الأوسط: "الشعور السائد داخل الإدارة الأمريكية هو أنه كان من المفترض أن تتعامل مع الحرس الثوري الإيراني منذ فترة طويلة جداً، لكننا لن نرى قوات أمريكية عبر الحدود وإذا ما وقع الهجوم، فإنه سيحدث بسرعة كبيرة وسيفاجئ الكثير من الناس".
وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أكد مؤخرا ان ايران سترد اذا اعتبرت الولايات المتحدة حرسها الثوري قوة "ارهابية". كما قال الحرس الثوري أنه لا يعبأ بالتهديدات من جانب واشنطن وأكد انه "سيقوى على الرغم من الجهود الامريكية لعزله".
وفي نظر المراقبين فإن تعيين جعفري في منصبه الجديد جاء بسبب خبرته الكبيرة في المجال الاستراتيجي العسكري وبعده عن ساحة الصراعات السياسية الداخلية، على العكس مما كان عليه وضع صفوي. فالجعفري، المولود في مدينة يزد، معروف عنه أنه قائد عسكري صارم ومتشدد، وقريب من العسكر أكثر من قربه من الساسة. وهو ليس على ود كبير مع القائد السابق صفوي بل هو من أنصار القائد الأول محسن رضائي. وقد كان قائدا للعمليات في الحرس الثوري خلال الحرب الايرانية العراقية، كما كان نائبا لقائد العمليات في الحرب في مدينة سوسنغرد وقائدا لفوج عاشوراء. وقد تولى رئاسة القوات البرية للحرس الثوري عام 1992 قبل ان يعين عام 2005 رئيسا لمركز الابحاث الاستراتيجية التابع لهذه القوة. ويتوقع المراقبون أن ينحو جعفري منحى خاصا باتجاه تفعيل تلك الرؤى الاستراتيجية. وتتحدث التقارير أن مركز الأبحاث الذي كان يرأسه رصد مكامن القوة والضعف في الجيش الأمريكي في العراق وأفغانستان. ويؤكد محمد نبي رودكي، وهو أحد القيادات العسكرية البارزة في إيران، أنه بتعيين جعفري فإن تحديث وتجديد القيادات في الحرس الثوري سوف يكون من أبرز مهام القائد الجديد من أجل تطوير التكتيكات العسكرية التي تحتاجها المرحلة الراهنة. ويقول المراقبون ان تعيين جعفري في منصبه الجديد هو انتصار لسياسات الرئيس نجاد الموجهة ضد الولايات المتحدة، وتضيف بأن جعفري في نظر القيادة الإيرانية أقدر من صفوي بشأن مواجهة أي هجوم عسكري أمريكي محتمل على إيران.
فاخر السلطان
كاتب كويتي
ssultann@hotmail.com