أصداء

استقالة أنتيكة..!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

نقل لي أحد زملائي الإعلاميين مازحاً، حوار الوزير الأنتيكة مع مدير مكتبه:
كان وزير ثقافة أنتيكا جالساً فى مكتبه يقرأ الجريدة حين استوقفه خبر غريب.. (استقالة وزير المواصلات الياباني)..!


فأستدعى مدير مكتبه على الفور:
- حسين.. تعالى.. قريت الخبر ده؟
- قريته يا فندم.. وماله؟
- هي أيه الاستقالة دى؟؟
- والله يا فندم علمى علمك..
- يبقى تدور لنا عليها عشان لو حاجة حلوة نعملها.. اشمعنى اليابانيين يعني.. عندك فكرة فيه وزير هنا فى أنتيكا عمل الاستقالة دى قبل كده؟؟
- لا يا فندم.. دى أول مرة أسمع عنها!


- طيب أتصل باليابان كده وأستفسر، وأعرف القصة بالتفصيل.
يُبرر البعض ممن يحلو لهم مساندة الحكومات الظالمة والمظلومة- طبقاً للحديث الشريف(انصر أخاك ظالماً أو مظلوما)-، كل الأغلاط والمصائب والكوارث التي قد تلحق بالشعوب المسكينة الغلبانة والمغلوبة على أمرها، بل والمسلوبة الإرادة، والمرمية في عتمة سراديب النسيان.
وحين تفتح فمك، بكلمة يتيمة لاغير، في حضرة الرهبان والسدنة، أبواق الحكومة "المظلومة" جداً، يقولون لك يا أخي أصبر شوية..!
ولا نعرف آخر الصبر أيه..! يرحمك الله يا سيدة الغناء العربي، والكلمات العذبة تندلق من حنجرتك الرائعة، مُنشدة أعذب الألحان في صبرك الذي ليس لهُ حدود!


..وللصبر حدود مع علاوي ومع الجعفري والمالكي، ولكن متى يفهم كل مسؤول عراقي على وجه الدقة والخصوص والتخصيص، أن صبر المواطن، لم يعد لهُ حدود، وممكن أن يَنفجر في أيةِ لحظة..متى؟!
عندما تعيش في مجتمع متطور ومتكامل إلى حد ما، ولهُ نظامه السياسي القوي، وأسسه الأجتماعية والمجتمعية الراقية، ويرتفع فيه منسوب الحرية والديمقراطية بحيث يغطي أوجه الحياة كافة، في ذلك المجتمع، قد لا تبدو الاستقالة التي يقذف بها المسؤول الغرقان في بحور الديمقراطية، بوجه زميله رئيس الحكومة، قد لا تبدو شيئاً غريباً، بل هي من الأمور التي أصبحت من بديهيات العمل السياسي في تلك الدول الموصومة "بعار" الديمقراطية!


أما في بلداننا التي تصنف، رأفة بنا، في خانة دول العالم الثالث، فيبقى المسؤول الحكومي، مُمسكاً بالكرسي، لا يتنازل ولا يتزحزح عنه، إلا بقدرة قادر، أو بعد أن تأتي جموع "الغوغاء" لتقتلعه من فوق عرش!
السياسي العراقي لا يختلف كثيراً، فهو عربي، نشأ وترعرع في بيئته العربية الموغلة في البداوة، وإن حاز على جنسية غربية، أو جنسية من بلاد الواق واق، فالمشهد هو ذاته، يتكرر في كل مرة، يبقى المسؤول متمسكاً بالكرسي وبعقال الحكم دون الأهتمام لغير ذلك من أمور كارثية.. شَرقَ أم غربَ العالم، لا يهم..!
والآن العراق يمَر بكوارثه اليومية، ورئيس حكومته المعجزة لا يتزحزح من على ناصية الكرسي..!
..و"ليذهب العراق وشعبه إلى الجحيم"..و"أنا ومن بعدي الطوفان"..وهلم جرا..!
ونبقى ندور في فلك السؤال المظلم: متى يفهم السياسي العراقي مقولة (لو دامت لغيرك ماوصلت إليك)!
لقد أنتخب الشعب "حكومة" تحت سياط الإحتلال، قَبِلَ الجميع بذلك وأستكانوا ورضوا بالصمت ديناً..، مَرَ وقت طويل ولم تفعل الحكومة شيئاً، واليوم يطالب الشعب بالتغيير..رئيس حكومتنا الملهم: لقد سأم الشعب أكاذيبكم، وملَ من وعودكم التي طال انتظارها..تزحزح يارجل من على منصة التتويج، وأخدم بلدك في مكان آخر، قبل أن تتحول إلى أنتيكة.. ألم تسمع بالاستقالة "الأنتيكة" يارجل؟!

معد الشمري

http://altaif.maktoobblog.com/

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف