أصداء

هذا الشبل

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ـ ها، أنت هنا من زمان؟
* منذ نصف ساعة، سيّدي، وتحديداً من وقت ما بدأتم القسم الثاني من لعبة " الأتاري "، هذه..
ـ لمعلوماتك، يا صهري العزيز، فهذه " بلاي ستيشن 3 "، من أحدث ما صنع حتى الآن. والخبراء ينصحون كبارَ العسكريين والسياسيين والمفكرين بممارسة هذه اللعبة يومياً: وأنا، كما تعلم، أجمع الصفات الثلاث في شخصي، فضلاً عن صفة الخبير ذاتها!
* هذا أقل ما يقال عن شخصية بارزة بمقامات متعددة ـ كرئيس للجمهورية، وفريق أول ركن قائد عام للقوات المسلحة، ورفيق أول أمين عام للحزب و..
ـ ورئيس الجبهة الوطنية التقدمية.. يعني، زعيم المعارضة !! قه قه قه
* مقاماتكم السامية، سيّدي، محفوظة في قلوبنا جميعاً.
ـ ولكن، تفضل بالجلوس على أيّ حال.
* شكراً، سيّدي. أعتقد أنكم طلبتموني بشأن التطورات الميدانية، الأخيرة..؟
ـ هذا حديثٌ يطول !.. عمّ كنا نتكلم؟
* عن اللعبة الحربية التي بيدكم.
ـ أجل، إنها لعبة عسكرية إستراتيجية، خطيرة، تؤمّن ما نسبته 97، 97 % للفوز في الإنتخابات.. أعني، في الإشتباكات مع العدو !!
* نسبة عالية جداً..
ـ طبعاً، نحن نحارب لا نلعب !!!
* سيّدي، هذا الجهاز وصلكم في الوقت المناسب. لأنني مكلف بنقل معلومات، جديدة، تشير إلى إحتمال نشوب حرب مع إسرائيل.
ـ في لبنان؟
* لا.. أقصد، نعم. هنا وهناك، على كل حال..
ـ هنا وهناك؟
* وصلتنا أولاً تقارير إستخباراتية، عن قيام العدو بمناورات عسكرية في الجولان.
ـ عظيم ! وماذا كانت ردة فعل حزب الله !؟
* حزب الله؟!
ـ معلوم، ومن غيره إذاً؟ المقاومة اللبنانية لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي. لأنّ مزارع شبعا هيَ جزء من الجولان السوري المحتل، كما ثبتته الخرائط الدولية !!!
* ولكن جاءنا قبل قليل، أن الطيران الإسرائيلي إخترقَ أجواءنا وقام بقصف أراضينا، هذه المرة؟
ـ ولتكن مئة مرة !.. فنحن الذين نقرر مكان وزمان المعركة، ولن يستطيعوا جرنا إليها حتى لو صارت دباباتهم في باحة قصرنا هذا !!
* بالتأكيد. سيّدي، لو نشبت الحرب سيسجل لكم التاريخ إنتصاراً آخر، بعد إنتصار المقاومة اللبنانية في صيف العام المنصرم.
ـ فعلاً، التاريخ يعيد نفسه. وصدقَ أبو العتاهية المعرّي، حينما قال:
هذا جناهُ أبي عليّ / وما جنيتُ على ( بلدي ) !! قه قه قه
* أبو من؟
ـ أبي، الرئيس الخالد !
* وأنتم، يا سيّدي، خيرُ خلف لخير سلف..
ـ ولا تنسَ، يا سَندي، أن المراقبين تعجبوا من إستمرار المسيرة على نفس الوتيرة. فالرئيس الخالد، كان في السادسة والثلاثين من عمره، عام 1966، حينما إستولى مع رفاقه اليساريين على السلطة، وأبعدَ الرفاق اليمينيين: أنا، الرئيس القائد، كنت في السن نفسها، عام 2000، حينما ورثت السلطة بمعيّة الحرس القديم، ثمّ سرعان ما أبعدتُ هؤلاء مفسحاً المجال للجوع الجديد.. أعني، للجيل الجديد !!
* الولد سرّ أبيه، سيّدي !..
ـ أبي، الرئيس الخالد، وبعد عام على إستيلاء جماعتنا على السلطة، واجه نكسة خطيرة في 5 يونيو / حزيران 1967: ألا تقول أنني، الرئيس القائد، وبعد عام واحد على تسلمي السلطة سأواجه نكسة مماثلة، في 11 أيلول 2001 !!
* يا للأقدار العجيبة !..
ـ وهذا أبي، الرئيس الخالد، سيقلب النكسة إلى نصر حاسم، في حرب أكتوبر / تشرين أول 1973، بعد ثلاثة أعوام على تسلمه الرسميّ للسلطة: يا سيدي، نحن أيضاً، في مارس / آذار 2003، وكان لنا في القصر الرئاسي ثلاث سنين بالتمام، شهدنا سقوط بغداد، والذي أضحى بعدئذٍ نصراً مؤزراً على القوات الأمريكية بفضل دعمنا للمقاومة العراقية !!
* الله أكبر ! ولا حتى في الأفلام الأمريكية..
ـ مزيداً ومزيداً من الإنتصارات، ما شاءَ لنا الدهرُ: أبي، الرئيس الخالد، أجج الحربَ الأهلية اللبنانية بتدخله العسكري عام 1976، الذي بيّن مدى حنكته وعبقريته.
* وهذا الشبل من ذاك القر.... الأسد. نعم !!!
ـ عال. وماذا جرى في لبنان عام 2006، يا ترى؟ حرب تموز، التي أشعلنا نحن شرارتها لكي يغطي دخانها على قضية الحريري ! أخرجونا من لبنان، أوكيْ !.. ولكن طريق العودة ما زال سالكاً، ما دام لدينا زبائن هناك، على شاكلة المتنبّي ذي العمامة السوداء والمتصابي ذي القميص البرتقالي والصبي ذي الشعر الأبيض !!
* هل من مزيد، سيّدي..
ـ أبي، الرئيس الخ الخ، كان برتبة نقيب عشية ثورة الثامن من آذار المجيدة، فرفعه الرفاق فوراً إلى رتبة لواء ركن. وبعد الحركة التصحيحية المجيدة، رفع نفسه بنفسه إلى رتبة فريق أول ركن: أنا، الرئيس القائد، خدمت عسكريتي الإلزامية برتبة ملازم مجند. توفي شقيقي الأكبر، وليّ العهد، فجاؤوا بي من الخارج لأحل بمكانه ومنحوني فوراً رتبة رائد ! وبعد حركتنا التجديدية، إياها، رفعنا نفسنا بنفسنا إلى رتبة فريق أول ركن !
* لا يَحكّ جلدك إلا مخلبك.. أقصد، ظفرك !!
ـ بالمناسبة.. أبي، كما تعرف، كان عنده شقيق ضابط تحت أمرته سرايا دفاعية عن النظام. ولكن حين تحولتْ هذه إلى سرايا هجومية لا ترى أمامها، وحاول عمّي عبرها السيطرة على السلطة، تمّ عزله وإبعاده خارج البلاد، وحلّ خالي بمكانه: وأنا، عنديّ أيضاً ذاك الشقيق، الذي تعرف موقعه العسكري، المرموق. ولكن، إذا ما سولت له نفسه تكرار لعبة عمّنا، سأطرده خارجاً بإشارة من إصبعي وأضع إبن خالي مكانه !!
* لمَ إبن خالكم، سيّدي؟ فهو مشغول بمسؤوليات لا حصر لها، تهدف في المحصلة إلى تخليص الإقتصاد السوري من عملاته الصعبة والسهلة و..
ـ إبن خااااالي، وأنا حرّة فيه.. ترَمْ ترم ترم

دلور ميقري

Dilor7@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف