11أيلول ضحيتها الإنسان وكارثتها على الأديان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
11أيلول ضحيتها الإنسان، وكارثتها على الأديان قبل الأعيان!
كلما دخل دين مرحلة التعصب كلما عبر عن فقدانه الإحساس بالأمان من جهة، وفقدانه لجزء من القيمة التسامحية لأي دين من الأديان، والدين كما هو معروف له شكل من الحضور في حياة البشر في كل زمان ومكان مختلف عن الشكل الذي سبقه وهذه حكمة الحياة وسنن التطور من جهة، وعوامل التاريخ وقواه الحية والميتة! من جهة أخرى، ودورها في إحضار الأديان على هذه الشاكلة أو تلك، ثم تأتي مصالح الأعيان كما أحببنا تسمية أرباب القوة في العالم بهذا الأسم التقليدي. لكي نتماشى مع القافية التي وضعتنا لغتها في مؤخرة العالم. وأصبحنا مجرد مادة للاستهلاك نحن شعوب الشرق. والقافية هي خاتمة القول ونحن عرب نحب الخواتيم أو الخواتم! إقفال باب التجديد والاجتهاد كما تقفل القافية أي بيت شعري، الآن الأديان تحاول أن تتماسك في عصبوية باتت واضحة المعالم حتى في الغرب نفسه! وهذا إن دل فهو يدل على أن الشكل الذي تحضر به الأديان في هذا الزمن هو شكلا لم يعد قادرا على الصمود في وجه التاريخ البشري. وهنا عجالتنا هذه ليست حول نقد الأديان أو نقد مقارن للأديان بل هي عبارة عن احتكاك بالشكل السائد الآن وفي هذا الزمن بالذات لحضور هذه الأديان التي عرفت في تاريخ حضورها أشكالا نموذجية من التسامح! والتسامح والتصالح لايكون مع الذات الدينية بل يكون مع دين آخر حتى نستطيع الحديث عن مسامحة حقيقية! وإلا هل يمكن الحديث عن المسامحة مع مسلم مثلي أم تتم مع يهودي أو مع مسيحي؟! ؟ وهل يمكن المسامحة مع سني مثلي!؟ المسامحة تتم مع شيعي وعلوي ودرزي، هذا المفهوم الآن في 11 أيلول تعرض لهزة عميقة ستبقى نتائجها لفترة طويلة من الزمن، كما ضرب عند المسيحية أيضا في الغرب التي بدأت أصوات فيه تعلو نحو مزيدا من التعصب تجاه الآخر الديني! مع أن المسيحية قد قطعت أشواطا كبيرة ونموذجية في تكريس التعايش والتسامح بين المختلفين لأنها خضعت للتاريخ! بينما الإسلام الراهن بنسخه المتعددة لم يخضع للإصلاح! لهذا تجد التعصب بات الآن أعمى أكثر من ذي قبل! وهنا لا أتحدث عن بن لادن والقاعدة فهذه تنظيمات أصلا قامت على العصبوية والانغلاق على الذات كمبرر لهذا العنف الدموي ونسي السؤال الأساسي وهو من كان خلف نشوءها؟! في المحصلة إن مفاهيم التعايش والتسامح أهتزت اهتزازا نوعيا على إثر 11 سيبتمبر وسقوط برجي التجارة العالمية. ولازال بن لادن عاجز هو وأمثاله عن تقديم جواب على سؤال: ماذنب المواطن الأمريكي العادي؟ وماذنب المواطن الألماني العادي فيما لونجحت مع رجاله غزوة مطار فرانكفورت قبل عدة أيام!؟ والآن المهم هو الدخول على ما تحت سطح هذا النوع من الإسلام السائد حاليا؟ لا يريد الغرب أن يبحث عن موقع السلطة السياسية في بلاد المسلمين في انتشار هذا الفكر السلفي الجهادي؟ وبذلك الغرب يمارس لعبة خطرة في المؤدى الأخير لن يكون ضحيتها البشر فقط في الغرب والشرق! بل ستكون مصالح الغرب أيضا في خطر مصالح الأعيان في الغرب خصوصا! فأعيان الغرب الآن يصرون على التكتيك مع سلطات أفلست بكل المعاني ماعدا معنى واحدا هو أن تخدم بالمنظور الآني مصالح الغرب مجسدا بهؤلاء الأعيان. وإلا ما سر هذا التهافت الغربي على العقيد معمر القذافي؟ أو ما سر أن تكشف خلية فرنكفورت والوزيرة الألمانية للتنمية ضيفة عند السلطة السورية؟ ماسر أن الرئيس حسني مبارك يريد تمرير موضوعة التوريث! مع أنه يتعامل مع أكثر من عدة ملايين من شعب مصر القبطي في أنهم ناقصي أهلية ولا يحق لأحد منهم أن يتولى رئاسة الجمهورية! هل يعقل أن الغرب لا يعرف كل هذا؟ كانت ضحكة السيد توني بلير قبل أن يستقيل ويستقبله القذافي شبر كما يقول العرب! ولحق به السيد ساركوزي! والآن السيدة كوندي رايس تريد حصة أعيان أمريكا من هذه الصفقة المذلة بحق الإنسان. ثم من يمتلك القدرة على بث ثقافة اللاتسامح والانغلاق في مجتمعاتنا الميتة أصلا؟ هل هنالك قوى أكبر من السلطات تمتلك القدرة على بث هذا النوع من الثقافة التعصبية؟ هنا أعتقد على الليبراليين العرب أن يركزوا بحثهم! وليس على المواطن المتهالك والمبعد عن أي قرار يخص مصيره! يجب أن يشعر هذا المواطن أن الليبرالي العربي لا يتهجم على رموزه بل يفندها ويفضح السلطة الكامنة خلفها. وأنا هنا لا أسدي نصيحة ولكنني أعبر عن فهم أتمنى أن يتم حوله حوار عميق بين كل التيارات السياسية في العالم الإسلامي والغربي معا. ونأتي إلى الخواتم: إسرائيل مصرة على إذكاء روح التعصب الأعمى في سلوكها اليومي! هل يعقل لو سألنا أي إسرائيلي حيادي: ألا تعرف إسرائيل طريقا أكثر إنسانية لقيام دولة فلسطينية؟ لا تتخلوا عن التلمود ولكن هنالك الأنجيل والقرآن! إلى متى ستبقى شعوب المنطقة متهالكة من حرب إلى أخرى؟ أسألوا الأعيان في الشرق والغرب..لديهم الجواب الشافي لكي لا يحدث في العالم مرة أخرى 11أيلول آخر.
غسان المفلح