بترايوس قاهر القاعدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الاستراتيجية التي اتبعها القائد العسکري الامريکي في العراق ديفيد بترايوس، للقضاء على الارهاب في العراق اثبتت لغاية الان فعالية ونجاحا باهرا، لاسيما واننا اصبحنا نشهد تراجعا کبيرا لارهاب القاعدة بسبب الضربات الموجعة التي تلقاها في الاشهر القليلة الماضية على يد القوات الامريکية والعشائر العربية العراقية في اهم معاقل القاعدة في العراق الا وهي محافظات الانبار وديالى.
فبغض النظر عن ردود الفعل التي ستاتي على التقرير الذي سيرفعه بترايوس غدا الى الکونغرس الامريکي حول اوضاع العراق واداء القوات الامريکية فيه وتوصياته حول الانسحاب، والتي ستکون بلا شك ردود فعل محسوبة مسبقا، کل حسب اجندته، لاسيما في ضوء الاجواء الانتخابية الامريکية، فان التاريخ
سيسجل للرجل دوره في تطهير اماکن في العراق کانت الاکثر خطورة وابتلاءا بشرور و رجس القاعدة. فالرمادي و بعقوبة اليوم امنة وخالية من اي اثر لما يسمى بدولة العراق الاسلامية، وان معظم امراء الجهل والقتل فيها قد تم تصفيتم او وقعوا في قبضة العدالة او فروا الى جحورهم. واصبحنا نسمع هذه الايام اخبارا عن تخلي اعدادا متزايدة ممن کانوا من القاعدة بالامس ليساهموا في محاربتها اليوم. وباتت معظم الجماعات التي تسمي نفسها المقاومة العراقية تناى بنفسها عن هذا التنظيم الشرير، بل واعلنت بعضها الحرب عليه بعد ان بدأت شروره تطالهم انفسهم حلفاء الامس.
ان المرارة والذل التي کان العراقيون يذوقونها ويعانونها على يد اشرار القاعدة من خلال تعاملهم الهمجي القروسطي واجبارهم على تغيير طريقة تفکيرهم وروحهم الوطنية، بل وحتى طريقة عيشهم ولبسهم واکلهم وشربهم. کل هذا ساهم في تغيير العرب السنة لموقفهم المعادي للامريکان وباتوا على قناعة بان خلاصهم لن يأتي الا عن طريق التعاون معهم.
انه لمن الضرورة بمکان ان تعمم القوات الامريکية والدولة العراقية تجربة محافظة الانبار وديالى في باقي مناطق العراق الاخرى حيث سيطرة سطوة الميليشيات والمجاميع الارهابية وتغييب القانون وسلطان الدولة. وما احوج الموصل والبصرة اولا لمثل هذه التجربة.
لکن الاهم من کل هذا وذاك هو ان يعمد الامريکان على التواصل مع القوى التي ساهمت وتساهم في مکافحة القاعدة، وان تساعدها على ان تتحول تدريجيا الى قوى سياسية تندمج في العملية السياسية، لا ان تتخلى عنها في وقت من الاوقات لتتحول لاحقا الى ميليشيات مسلحة تضاف الى رصيد العراق الحالي من الميليشات الطائفية، حيث سيکون ذلك الخطأ الکبير.
اذا کان العراقيون مجمعين على ان نظام صدام کان نظاما وحشيا کاسرا مستبدا، فانهم ربما باتوا مجمعين على ان النموذج الذي قدمته جماعات القاعدة والميليشيات الدينية والطائفية هو اکثر وحشية واستبدادا وتخلفا ولا يمکن ان يقبلوا به. وربما کان هذا هو السر الذي استثمره ديفيد بترايوس في حملته المظفرة لقهر ودحر القاعدة
آسوس جمال قادر
asosk@hotmail.com