مسلسل (للخطايا ثمن) خطيئة كبرى مدفوعة الثمن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لااعرف هل يجب ان نحمد الله ونشكره.!! لاننا امة المشاكل والكوارث لا تستوطنها فحسب، بل أن حد التفنن بتدمير الذات وصل عند البعض الى ضخ الوقود المدمر والحارق الى المستقبل القريب والبعيد على حد سواء ولم يعد يكفيه الحاضر البائس. فها هو شهر رمضان على الابواب والكثير من المخلصين يتمنون ويدعون الخالق ان يكون شهر الطاعة والغفران وشهر تتوحد فيه قلوب العرب بوجه الخصوص على المحبة ونبذ كل عوامل التطرف والاقصاء والتفرقة. وعوامل الموت والتدمير والتفجيرات الانتحارية الارهابية واستباحة دماء وحرمات الابرياء من بغداد الى نهر البارد وغزة واخرها الجزائر الذي لن يكون البلد العربي الاخير الذي سوف يمتد له الارهاب بكل تاكيد ويقين. ومع ذلك يبدوا ان البعض لايكفيه كل هذه النار المشتعلة ولم تشبعة مناظر الدماء والافكار الطائفية والعنصرية والتكفيرية والافعال الاجرامية التي رافقتها في بعض المدن العربية. فها هو يبشرنا برمضان كريم بمشاكل واشكاليات لها اول وليس لها اخر، سوف تترجم من البعض وفي مراحل اخرى الى مناظر للدماء والاقصاء والاستهداف.
منتج كويتي وقناة ( أم بي سي ) زفوا البشرى لنا برمضان سيكون اكثر من ساخن ومدفوع الثمن مقدما من خلال عرض مسلسل " للخطايا ثمن " والذي حسب ماتم تناقله في قناة العربية الاخبارية وغيرها من وسائل الاعلام ( ان جوهره سيكون خلال ثلاثين حلقة هو زواج المتعة الذي يحلله الشيعة ويحرمه السنة ) حتى وصلت الامور الى عدد من النواب ورجال الدين في الكويت الى المطالبه بمنعه.وايضا من الان بدات النفوس تغلي وردود الافعال تتكون ولااحد على الاطلاق يعرف اين مداها يقف أن انطلقت.
الغريب ان المنتج صرح على قناة العربية بان 80% من الممثلين هم من الشيعة! وهذه ايضا بشرى سارة لاننا بدأنا نفرز ونؤشر ان هذا ممثل شيعي وذلك الممثل سني وهذه بشرى لاتقل عن حجم بشرى عرض هذا المسلسل. ولااعرف اذا كان من شيء يفرح " قوم شارون " ويقدم لهم خدمة كل العمر اكثر من ذلك. ثم أن هذا البعض الغير برئ بدأ وفجاءة يحدثنا عن حرية التعبير وتبادل الافكار في المجتمع العربي !! وكأن هذا البعض حصل على كل حقوقه الانسانية في بلده وحصل على حقوقه الدستورية من خلال تصويته على انتخاب حكومته وعلى الدستور الذي يحكمه، فلم يبقى له الا الشيعة ليقدمهم على طبق من ذهب للتكفيريين لممارسة الذبح والاقصاء بحقهم اكثر من الماضي اللئيم و الحاضر المزري. واذا كان لابد من التعامل مع كذبة حرية التعبير هذه في عالمنا العربي البائس، فان من الانصاف ان تقسم هذه الحلقات الثلاثين الى ثلاث مواضيع بالتساوي تتناول الجميع دون استثناء وهي عشرة حلقات لزواج المتعه المزعوم بانتشاره عند الشيعة، وعشرة حلقات لزواج المسيار المباح عند السنة وعشرة حلقات للزواج العرفي المنتشر في البلاد العربية. حينها ستكون الامور بالتساوي ولااحد يجرأ على انتقاد نعمة حرية الفكر المفاجاءة التي دخلت لنا بدون مقدمات مع حلول شهر رمضان. وفقط للتذكير ان المسيار والعرفي من نوع الزواج " المنتج " فاأين يكون جوهر المشكلة الحقيقية.!!؟ ثم هل يتصور مثلا عقل واحد مسخ، ممكن ان مواطن عربي شيعي ممكن بعد هذا المسلسل المدسوس، يبدل مذهبه بمذهب اخر!!
هذه دعوة وفكرة مسخة، فالتمسك سوف يكبر ويتعاظم مع كل اساءة باطلة ومقصودة ومع كل استهداف طائفي مقيت.
وسيكون من الغباء الفادح التعامل بحسن نية او حرية فكر مزعومة مع هكذا مسلسل وفي هذا الظرف العصيب للامة. ان هذا المسلسل يحمل جوهر مشكلته معه " للخطايا ثمن " لانه خطيئة كبرى بحق امة العرب. ولانه خطيئة كبرى بحق طائفة ومذهب ينتمى الى بيت النبوة العربي الامين "ص". واذا كان من ثمن لهذه الخطيئة فستكون اولا من خلال الدماء التي ستسيل هنا او هناك بشكل مباشر او غير مباشر بحق الشيعة العرب. وايضا الخطيئة الكبرى بضخ هكذا افكار ونوايا مفرقة لاجامعة للامة، في وقت يحتاج فيه العرب الى أمثلة وافكار تعيد لهم على الاقل وحدتهم النفسية والمصيرية. بعد ان ثبت التاريخ القريب والحاضر عجزهم عن تحقيق وحدة دستورية وقانونية. أن من قبض ثمن هذا التخريب هو من يستحق الادانة والتركيز عليه.
لانه يخدم كل اعداء ومتربصي هذه الامة خدمة كبرى لكنها بالتاكيد ليس " مجانية " ولاعفوية ولاتقع تحت طائلة حرية الفكر والديمقراطية. ومن يدعي حرصة على شرف ووحدة هذه الامة المغلبوه على أمرها فعليه أن يساهم بزراعة بذرة خير تجمع الجميع. ولاتفرق وتزيد التشرذم والخسائر الداخلية الكبرى التي تعاني منها أمتنا. فاتقوا الله بدمائنا واتقوا الله بحاضرنا البائس واتقوا الله بمستقبلنا الذي لايبشر بالخير. بسبب هكذا اعمال مدفوعة الثمن مسبقا وهكذا افكار جهنمية وتكفيرية. ستقودنا الى جهنم حتى قبل أوان ميعادها. فاتقوا الله بحرمات ودماء الابرياء. ولن يرحمكم التاريخ. ولايمكن ان تسامحكم السماء.
محمد الوادي
al-wadi@hotmail.com