أصداء

ابرز ثمار الإحتلال - إبتزاز الأبناء للوطن الأم

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


-1-
لا احد يجادل في حق الشعب الكوردي في الإستقلال في جبالهم ووديانهم، فتلك اراضٍ كانت في قبضة العثمانيين والإيرانيين قبل سقوط الدولة العثمانية وظهور الدول الوطنية في المنطقة وبينها العراق، إذ ضُمت السليمانية للدولة العراقية مقابل التنازل عن المحمرة لتُضّم لإيران.
نعترف كعراقيين بأن لهم الحق في تقرير مصيرهم مع حق التعويض التام عن كل الآلام التي اصابتهم عبر سنوات الإنضمام للعراق وكان ينبغي منذ أن استقلوا في اوائل التسعينات تحت مظلة الطيران الأمريكي، أن يستمروا على هذا الإستقلال ويوفروا على انفسهم وعلى بقية العراقيين هذا السلوك التخريبي والمهين الذي يقومون به كل يوم في كامل الشمال العراقي وصولا إلى ضواحي بغداد فهذا ما لا يليق بهم وبأهل العراق الآخرين، ولا نظنه نافع لهم على المدى البعيد وهم العارفون أن إستقلالهم التام ليس بيد المالكي أو الإئتلاف الطائفي القائم اليوم في السلطة ( وكلاهما.. المالكي والإئتلاف جسمين طفيليين طارئين على الثقافة العراقية والمجتمع العراقي ولا نظنهما إلا زائلين في القريب )، بل إن هذا الإستقلال يعتمد إلى حد كبير على من هم اقوى من العراق الطائفي، نعني دول الجوار الكردي الثلاث، سوريا وإيران وتركيا..!
قبل ايام، هزّت قذائف الإيرانيين وعي احبتنا الأكراد فالتفتوا صوب الخيمة العراقية التي اسهموا هم ذاتهم بتمزيقها ( مع حلفائهم الطائفيين )، وتعالى صراخهم ( اين الحكومة العراقية، الا يجب أن تتحمل مسؤوليتها في الدفاع عن التراب العراقي..؟).


سبحان الله.. الآن تذكرتم العراق؟
وأين كنتم عنه وأنتم ترونه يُغزا من قبل الأمريكان والعجم، وكان لكم إسهامكم الكبير المشين في هذا الغزو الوسخ غير المبرر والذي بانت نتائجه الكارثية على كل من وقف معه ورحّب به، وبينهم انتم ونحن والأمريكان؟
أين كنتم حين زيّن لكم شيطان مصالحكم أن الإيرانيين احبة وأصدقاء، فسارعتم لتسريبهم لكوردستانكم ( كما فعل رفاقكم وحلفائكم الطائفيين في الجنوب وفي قمة السلطة في بغداد )، وكانت النتيجة أن اهتزت ثقة الأمريكان والأوروبيين بكم ( كما بحلفائكم )، مما سينعكس لاحقا بخذلان مشاريعكم للدولة العرقّية القومية التي ترومون.


منذ اربعة اعوام وأنتم تقضمون وتقضمون اراض وثروات ومراكز سياسية ومناصب، وتقيمون مقرات للمخابرات والأحزاب في كامل التراب العراقي، في العاصمة، في كركوك، في الموصل، في ديالى..!
منذ اربعة أعوام وأنتم تنوسلون الأمريكان بإلحاح أن يقيموا قواعد في اراضيكم، وأنتم تعلمون كما الأمريكان أنكم لن تكونوا اكبر وأقوى وأهم من تركيا أو إيران أو سوريا أو حتى العراق بالنسبة لهم ( رغم أنه عليلٌ لكنه لم يمت بعد ولن يموت )..!


كان ينبغي أن تتذكروا هذا قبل أن تُفاجئكم قذائف العجم والأتراك وقد ترافقت على إيقاع واحد يحمل رسالة واحدة رئيسية تقول: لا تحلموا ايها الكورد كثيرا، فنحن لا زلنا موجودين ولسنا مستعدين لتمزيق دولنا من اجل سواد عيونكم ( او عيون الأمريكان )..!


-2-

لكن ماذا يروم الأخوة الكورد من وراء إصرارهم على بقاء الأمريكان وإقامة قواعد دائمة لهم في الشمال العراقي؟
هل سيكون حضور الأمريكان لعشرة أعوام أو عشرين أو مائة، سبيلا لتثبيت الأمر الواقع، امر الدولة الكوردية المرفوضة من قبل الجيران الآخرين؟
وهل أن الأمريكان جمعية خيرية تشتغل بالمجان لحساب من هبّ ودبّ من القبائل والأعراق؟
ماذا تملكون للأمريكان ( والإسرائيليين ) ليبقون؟
ماذا ستعطونهم مقابل هذه الإقامة؟
وإذا كنتم ستفلتون من القدر العراقي وإن مؤقتا، فهل ستفلتون من القدر التركي أو الإيراني أو السوري؟
وإبّان فترة الإقامة الأمريكية التي تحلمون بها، هل ستكون تلك كافية لنيل الشرعية الدولية، وهل ستتحولون إلى اكثر من مستعمرة مُستأجرة لكذا سنة ( مثل هونغ كونغ سابقا )، فهل تملكون ما كانت تملكه هونغ كونغ من إمتيازات جغرافية وإقتصادية وتقنية هامّة؟
علما بأن تلك استؤجرت من الوطن الأم ( الصين )، فمِمّنْ ستُستأجرون انتم يا تُرى؟
من عراق العصابة الطائفية أم من تركيا أو ربما الولي الفقيه...!
لقد كُنت والله مع الكورد حين كان الكورد مظلومين وكان لديهم حلما حضاريا بنكهة وطنية عراقية، لكن.. بعد أن لبسوا ثوب الطغيان، وبالغوا بخيانة الوطن العراقي، اشعر أن من الظلم أن اكون معهم.
الأخوة الكورد لم يعودوا ضحايا، بل صاروا وللأسف بعضٌ من الجلادين..!
الجلادون الذين يعذبون عرب العراق في سجونهم السرية في الشمال، ويساهمون بقسطهم الوفير في الإرهاب وقتل العراقيين في كركوك وغيرها، وجميع هذا تحت مظلة الأمريكي المهزوم الذي سيفرّ قريبا من العراق، كما فرّ سابقا من سطح السفارة الأمريكية في سايغون..!


-3-
تظاهرات عارمةٌ إنطلقت في كوردستان العراق تُدين القصف الإيراني التُركي لأراضي الإقليم..!
تظاهرات لم تخلو من لافتات بلغة عربية تٌدين المعتدين وتلوم حكومة العراق ( الفيدرالي المزعوم )..!
تظاهرات لم يغب فيها شيء إلا علم العراق الوطني، بينما كانت اعلام الأمة الكوردية المنصورة بإذن الله حاضرة بكثافة تثير الإشمئزاز..!
يا أخي إن لم تعودوا تخجلون من اهل العراق الآخرين، إخجلوا على الأقل من حليفكم الأمريكي ولا تحرجوه أمام حلفائه الآخرين الأشد منّا ومنكم قوة وأهمية، وبالذات الأتراك والعرب الآخرين.
هل تظنون أن هذه الإستعراضات البهلوانية الساذجة قادرة على أن تقيم لكم دولة؟
هل يكفي أن تمتلك علماً لتفصّل دولة على مقاسه؟
قطعا لا..ولن تكون..!

كامل السعدون

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف