أصداء

الموضوع: الاندماجية المثالية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

هذه المرة كعادته.... المطرب العالمي الجزائري... ايدير... برع في التأليف الموسيقي و برع في الإنشاء على نحو استثنائي... و برع في التنويعات.... و إذ ينشد فرنسا بكل الألوان.... فهو يقارب الوجود الكوني من " مرجعية ما"... و بالفعل فهذه المرجعية... متماثلة و ممثلة للأنا" العميق بانسجام يقتلع الإعجاب من مكانه أيما اقتلاع....


ايدير... صوت كوني دائما... فهو بربري...أمازيغي.... تارقي...شرقي... تركي....فرنسي....افريقي... عالمثالثي... متوسطي.... و الأهم هو جزائري روحا و فلسفة و خبرة و جودية... عبر غنائية أفافا ينوفا
بموسيقاها النوستاجية الغارقة في الأحلام القروية البسيطة...،Avava Inova
برز و التمع و أضاء و استمر...........

انه اختلاج الموسيقى بالحنين.... السهل الممتنع و بساطة الريف مع الوعر الشاق و هو يدك القلب بأحجار الاسمنت و صخب المدن...." هذه الروح الايديرية " ظلت موسيقاها تطل علينا من كل زمن... و في كل مرحلة... أغانيه الأولى و سنوات الصبا... كانت كأصوات الأطفال و صراخهم المدرسي... رائحة الأرض في اوائل أكتوبر.... الحكايا المسحورة التي تسردها الجدات في ليالي الشتاء العاتمة... مقدمة في الهمس الشفوي الخافت.... أنشودة الرجال الأشداء...

في الأول كان ايدير مستندا على موسيقى القلب متضمنة عصارة الفكر الموسيقي البشري و حول الأرض المنسية الى ربوة مبتلة لآخر الداخل بالروائح العبقة و طيات النص المسرود و هو مسنود الى جذع شجرة من أشجار الجزائر القبائلية بامتداد فيه كل روافد الإنسان الجزائري المجروح و العاشق و الإنساني و الحضاري....

هذا الإنسان الانساني الذي غناه ايدير هو انسان استطاع أن يتعولم بسرعة مدهشة و يحلق نحو اناشيد الأنوار.... بيد أن ديوان "هويات" أوصل ايدير إلى خلطة فن و موسيقى و جمال و فلسفة مرسومة كلها بالجدة و الملموسية المعبرة... في " هويات" تحال الى المكان الفسيح... و عبر نظام الديو أو الكورال في القطع الغنائية الأخرى مع مهاجرين متحدرين من أصول مختلفة منح هذا المنشد الكوني صياغات جديدة و توليفات بايقاعات مختلفة مع نبض معصرن سريع و مدمر للرتابة و الجمود....هذه الصياغات الجديدة عنونها ايدير " بفرنسا الألوان" عاكسا الصور الآنية لفرنسا الضواحي و العنصرية،، و المنفى، و الحجاب و المساواة و الاندماج... و فرنسا الجمهورية، اللائكية....الأناشيد و المقطوعات التي تضمنت اشتغالا على " الراب" و " الهيب هوب" مع احالات قبائلية، جزائرية،، و برزت في أغنية " فرنسا الألوان" الميولات " الوحدوية " داخل الهوية المركزية الجامعة...، فيانيك نواه و زين الدين زيدان و تييري هنري و نادية و معهم الكثير على مساحة هذا الألبوم يذهبون مذهبا واحدا و هو الانصهار و الاندماجية المثالية... و السير على منطق النسبي و التداولي...
في أغنية " مسيرة على القدس" مع المطرب اخناتون... أسفرت الأغنية عن لقاء السلام الحقيقي،، و عن محاورة في الديانات و العقائد ذات الصلة بالنبوات و التواجد على الأرض المقدسة،،، مجمل كلمات الأغاني تتضمن الايحاء بالتطبيع الانساني و" لقاء المقدس"... دون دموع... دون أسلحة... دون خناجر، دون قذائف الروكيت،،، فالمسيرة نحو " جيروزالم" هو انهاء لمدة ألفين سنة من الحقد... و التنابذ و ارادة النفي.....

ألبوم ايدير عبر على ما يعرف في النقاش العام بفرنسا و الغرب " بالخمار الإسلامي" و هي قصيد في اللائكية، و في التقاليد العربية الشرقية و محاولة لاستبدال
" اليقين العشريني" لابنته المحافظة بالحق العام في ممارسة الحياة...." رسالة إلى ابنتي" أو "فتاتي" رسالة لطيفة في الإدماج اللين دون كسر الهوية كموقف و ككرامة..

مع " سنيك" غنى ايدير مفهوم العودة من الهجرة... عودة يكون شرطها الانساني هو الحرية في الوطن الأصلي....و مع المغربية "كنزة فرح" غنى ايدير ثنائية مدينتين واحدة للخطوات الأولى المبكرة و هي بجاية و الثانية للنشأة و التكوين و الرشد و الحماية هي مرسيليا...

بين قسوة المنافي و حنين البدايات.... بين مشروطية الهجرة ضمن الخطاب السياسي الغربي، الفرنسي- خصوصا" و الانكفاء ضمن - المحلي- و الكانتوني -، بين أغنيات الأم الأولى و مديح الحضارة... انصهر ايدير و نوه - - و كنزة فرح و نادية... و دانيال قيزمو و يانيك نوا و باسكال أوبيسكو و أكسمو بيتشينو، و ضمن هذا الطاقم الفني،، ليونيل شاربونيية، تييري هنري، زين الدين زيدان، ستيفان قيفارش.... و غيرهم.... انصهر المطرب الكوني و المنشد المعروف مع الكورس العولمي المليء بالمباهج و الأفراح... الهوية الواحدة هي العجز... هي الاكراه.... هي الموت..

الهويات المتعددة.... هي نشيد العالم.... لون واحدة لا يمكنه أن يدافع عن عدة ألوان.... و العكس هو ما يجب أن يحصل دائما...

عبد الوهاب معوشي
MAOUCHI_A @ Yahoo. FR

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف