غضب الله ام الطبيعة؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
وردت فى القرآن الكريم الكثير من الآيات التى تنص على أن الله قد عاقب أقواما كثيرين جزاء على عصيانهم ومخالفتهم لتعاليمه أو قتل النبيين والرسل، وكانت عقوباتهم مختلفة والمشهور منها:
الكفرة من قوم نوح............. عاقبهم بالطوفان والغرق
الكفرة من قوم عاد.............. عاقبهم بريح صرصر عاتية
الكفرة من قوم ثمود............ عاقبهم بالصيحة
الكفرة من قوم لوط............... عاقبهم بالحجارة التى أمطرتها عليهم السماء
الكفرة من قوم مدين وشعيب... عاقبهم بالرجفة
الكفرة من قوم فرعون.......... عاقبهم بالطوفان والغرق
فى القرن الثامن عشر، وبالتحديد فى عام 1783 انفجر بركان (لاكى) فى جزيرة آيسلندا الواقعة فى شمال غربي بريطانيا، وتسبب فى قتل حوالى 9000 انسان من سكان الجزيرة. قذف البركان ثلاثة
أميال مكعبة من الحمم السائلة ومئة مليون طن من ثانى اوكسيد الكبريت بالاضافة الى غازات سامة اخرى قتلت الناس والزرع والماشية. وسبب ذلك الانفجار حصول جفاف شديد امتد الى
شمال افريقية ووادى النيل حيث مات سدس السكان من المصريين. ولا شك ان أغلبية من ماتوا من المصريين كانوا مسلمين. وامتد الجفاف الى شبه الجزيرة العربية والهند حيث انحسرت
الأمطار وهبطت مناسيب الأنهار وحل القحط فيها. ولا توجد احصائيات واضحة عن مدى الخسائر بالأرواح فى هذه المناطق. وفى عام 1973 ثارت البراكين مرة أخرى فى آيسلندا وانطلقت الحمم
مكتسحة كل شيء أمامها. كانت فى طريقها كنيسة ورفض القسيس مغادرة الكنيسة قائلا ان الله سيحميه والكنيسة من البركان. توقفت الحمم على مسافة ليست بالقصيرة من الكنيسة ونجى
القس والكنيسة. ولم تطول الفرحة حيث بدأ الناس يموتون بسبب استنشاق الغازات السامة المنبعثة من الحمم ومات القس معهم أيضا.
عندما حصلت ظاهرة تسونامي فى جنوب شرقي آسيا فى عام 2004 ظهرت على شاشة التلفزيون صورة مسجد يحيط به الخراب بعد ان انحسر عنها الماء، وقال المسلمون بأن الله قد أنقذ المسجد
المبني بالآجر والكونكريت ولم يتطرق أحد منهم الى بيوت الفقراء المبنية بالطين والقش وأغصان الشجر و التى كانت تحيط بالمسجد وانهارت على رؤوس ساكنيها، ومئات الآلاف من
المسلمين الذين فقدوا مساكنهم وأصبحوا بدون مأوى، وسارعت الدول (الكافرة) الى ارسال المعونة وفرق الانقاذ لمساعدة الناس فى محنتهم يستصحبون (الكلاب النجسة) للبحث عن
المدفونين تحت الأنقاض.
الفياضانات والغرق والهزات الأرضية سمات لبلدان جنوب شرقي آسيا، أصابت بأضرارها المسلمين وغير المسلمين. فى بنغلاديش قتلت 139 ألف مسلم فى عام 1991 وكل عام تقريبا تغرق اكثر من
نصف الدولة ويتجدد الموت والدمار فيها. واليوم ومنذ 12 ايلول (سبتمبر) الجارى والهزات الأرضية تتوالى على اندونيسيا المسلمة وبلغ مجموع القتلى 90 شخصا ودمر 20 ألف منزل. وخلال
الأعوام القليلة الماضية تكررت الهزات الأرضية وما يصحبها من دمار فى تركيا وايران والمغرب والجزائر. ففى عام 2004 حصلت هزة أرضية فى المغرب دمرت 6 قرى وقتلت أكثر من 500 انسان
وجرحت أكثر من ألفين. وفى عام 1960 حصلت هزة دمرت مدينة أغادير المغربية باكملها وقتلت ثلث سكانها الخمسين ألفا. فى ايران عام 1990 حصلت هزة قتلت أربعين ألفا، وفى الجزائر قتل عشرون
ألفا فى هزة أرضية. وحدثت هزة فى تركيا عام 1999 قتل فيها 14 ألف انسان. الدول العربية عدا شمال أفريقيا يندر حصول الهزات المدمرة فيها.
موقع مكة المكرمة فى واد بين الجبال جعلها فى عرضة دائمة للسيول التى تنتج عن هطول سريع وشديد للأمطار فتغرق الكعبة وما حولها. وفى زمن الخليفة عمر بن الخطاب بنى سدين لحماية
الكعبة من السيول حيث تكرر حدوثها فى زمن الخلفاء الراشدين وما بعدهم (ولكن الكعبة لم تسلم من الحرق والتدمير على يد الحجاج قائد جيش يزيد ابن معاوية، وأعاد بناءها ابن
الزبير). تنفق المملكة العربية السعودية ملايين الدولارات سنويا لحماية الكعبة والحجاج من السيول. وقبل أكثر من عشرين عاما قتل سبعون شخصا اعتصموا بالكعبة هربا من السيول
التى تتكرر سنويا. ويمكن فتح هذه الروابط لمشاهدة السيول عند احاطتها بالكعبة المشرفة:
www.toursaudiarabia.com/makkah/mecca-1-high.html
www.makkahhere.com/article.php?articlied=83
http://sabbah.biz/mt/archives/2005/01/23/rain-flood-mecca/
عاطف العزي
كندا