تعلموا من... ميانمار!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ميانمار دولة تقع فى جنوب شرق آسيا ويبلغ عدد سكانها حوالى الأربعة وخمسين مليون نسمة. هذا العدد لا يعتد به كثيرا وبجوارها الصين التى يبلغ تعدادها ألف وثلاثمائة مليون نسمة. إستولى العسكر فى ميانمارا على السلطة منذ حوالى الثلاثة عقود ولازالوا على سدتها... يقع أغلب سكان ميانمارا تحت حزام الفقر ومتوسط دخل أغلب أفرادها يقل عن دولارين فى اليوم... ظروف ميانمارا الإقتصادية إذن تتشابه كثيرا مع غالبية أوطاننا العربية، وشعبها مسالم كغالبية شعوبنا التى إبتليت بالقائد الضرورة والتوريث والتهجيص... تهجيص القادة الملهمين وفقهاء السوء طبعا!
خلال عقود قضى العسكر على أى قيادة وكل تحرك سلمى مدنى ومن إستعصى على الرشوة لم يصعب على الإختفاء القسرى! حدث فى ميانمارا مؤخرا أن موجة من الغلاء إجتاحت البلاد وصرخ فقراءها الذين هم الأغلبية من إرتفاع ثمن الغذاء. إستمع رجال الدين الرهبان البوذيين فى ميانمارا لصراخ مواطنيهم وحز فى قلوبهم معاناتهم فخرج الرهبان البوذيون جماعات يقودون مظاهرات سلمية صامتة من أجل رغيف خبز لمواطنيهم!
لم يخرجوا ليعنعنوا ويفتشوا فى الكتب عن فقرة هنا وواقعة هناك تأمر المواطنين أن لا يخرجوا عن صاحب الأمر! لم يخرجوا ليطالبوا بأن يختار منهم هيئة علماء دين تبحث فى موافقة القرارات السيادية للشريعة البوذية! لم يخرجوا ليوقعوا بين فئات أبناء شعبهم بقيل وقال ليلهوهم عما هم فيه من بلاء! لم ينظموا جماعات مسلحة أو شبه مسلحة لها راية خاصة وإقتصاد خاص "موازى"! لم يغرقوا شعوبهم فى تفاصيل سخيفة لأفعال أسخف كمثل حكم الحيض والنفاس وكيفية الدخول الشرعى للحمام! لم يغرقوا شعبهم فى رعب مميت من عذابات القبر وحكم المتنمصة!
لم يخرجوا على الفضائيات يطالبون الشعب بأن يفجر نفسه فى الآخرين من ذات مواطنيه، ولا لقتل العسكر أينما وجد ولا للنهب والسلب والإختطافات والمطالبة بفدية!
خرج رجال الدين فى ميانمارا يطالبون الدولة برغيف خبز للمواطن... ألا يصلح هذا درسا لرجال الدين فى بلادنا المبتلية!؟
عادل حزين
نيويورك