الإعلام ودوره في انفتاح أجهزة الاستخبارات علي المجتمع
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الإعلام ودوره في انفتاح أجهزة الاستخبارات علي المجتمع..
التوجه الجديد الذي اتخذته رئاسة الاستخبارات السعودية بالظهور عبر حملة تسويق إعلامية علي مستوى المجتمع، أمر يدعو إلي التشجيع والمساندة خصوصاً في ضوء ما نشر حتى الآن حول وبخصوص المؤتمر الدولي العام الذي ترتب ( هذه الرئاسة ) لعقده في شهر نوفمبر القادم تحت شعار تقننين المعلومات و الأمن الوطني.. لأن العلاقة بين الطرفين يعزز منها دور إعلامي ينهض بمهامه حيال القضايا الداخلية والخارجية التي تشغل بال المسئولين والمواطن الذي يتلقي منتجاته ويتفاعل بها ويتأثر بملفاتها اليوم وغداً..
العلاقة وثيقة بين الإعلام والأمن القومي لأنها علاقة تكامل وترابط وإتحاد، خاصة في ضوء الحقيقة التي تؤكد أن للإعلام بكل منابره دور محوري ومتنام في تشكيل عقل وفكر وثقافة المجتمع الذي يقدم خدماته ومنتجاه لأبنائه.. والتي تركز علي انه عندما يمارس دوره هذا بالحنكة والحرفية المطلوبتين يؤثر تأثير مباشر في سلوكياته وعاداته علي مستوى الأسرة والمجتمع والوطن طالما انه يلتزم الموضوعية والنزاهة والعدل وينأي بنفسه بعيدا عن إشاعة الفرقة والغوغائية والأكاذيب..
اقتناع الإعلامي الحرفي بعدالة القضية التي يدافع عنها، يجعله قادراً علي إقناع المجتمع بها.. وقدرته علي الدفاع عن وجهة نظره، توفر له القدرة علي إقناع المجتمع كله بها وتُسلحه بأدوات التعبئة الإنمائية والتحديثية التي تساهم بشكل فعال في تنمية وتطوير المجتمع وتحفيز وعيه القومي والأمني معاً..
الإعلام في أيامنا هذه يتغلغل في كل شئ وينتشر في كافة المستويات ويؤثر في كافة الملفات ويدخل كل بيت بالحقيقة والمعلومة وليس بالقوة والقهر والعنف.. إنه يتسلل إلى كل العقول - حتى الأمية منها - بقوة الموضوعية ومصداقية العرض، حتى أصبح المواطن - مهما كانت ثقافته - غير قادر علي الحياة بدون التعامل اليومي وفي بعض الأحيان اللحظي مع منابره..
الإعلام السعودي اليوم يتطرق إلي كافة الموضوعات ويتناول الكثير من القضايا التي كانت إلى الأمس القريبة بعيده عن تناوله المكتوب والمسموع والمرئي.. وهو لا يأخذ هذا التطرق مأخذ البساطة أو الهامشية، ولكنه يتعرض له عن طريق كبار العارفين المطلعين علي دقائق الملفات والقضايا الداخلية والخارجية التي يتناولها، لكي يوفر الفرصة كاملة للمتلقي أن يفهمها ويستفيد منها، الأمر الذي يمكن المنابر الإعلامية من القفز بها إلي مستويات تطوير المجتمع..
سلاح الإعلام عند قيامه بمهامه التطويرية وأدائه لدوره في حماية والدفاع عن أمن البلاد القومي هو " الكلمة "، والكلمة إذا تخلقت بالتنسيق مع الاجهزة المختصة تفتح ذراعيها لكل ما هو جديد ولا تخاف من أي شئ طالما أنها تعرف حدود دورها: أين تبدأ وأين تنتهي وماذا تقول.. بشرط توافر الموضوعية والنزاهة والحيدة..
الدكتور حسن عبد ربه المصري
استشاري إعلامي مقيم في بريطاني