أصداء

لوجه الله، مزيدا من الهجرة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

مساؤكم خير.. هكذا أبدأ حديثى معكم، وماأحسن أن نبدأعامنا الهجرى ومن قبله كان الميلادى الجديد بأمنية الخير للجميع ،ما أجمل أن نؤمن جميعا ً بأننا نولد ونتواجد فى الدنيا أبرياء لا حول لنا ولا قوة ، لا نملك من أمرنا شيئاً، لا نملك المال ولا الجاه ، ولكن نملك إنسانيتنا، والتى تتشكل وتتلون وتتحور حسب غابات الحياة التى نجتازها.


قد تلد الأرحام ما قد يكون بعد ذلك صالحا أو طالحا ، مسامحا ، كريما أو خلاف ذلك ، الناس فى الدنيا يمشون فى طريقين لا يلتقيان أبدا ً ، طريق الخير وطريق الشر ، طريق الاستقامة أو طريق الندامة ،و ما تلد أرحام النساء إلا الابرياء و من ثم يشكلون أنفسهم بعد ذلك وفقا لما يرونه مناسبا ً لهم ولمصالحهم.


من ظن بالدنيا الخير وإنها المفاز فهو خاطىء ، وعليه أن ينتبه وليعلم أن الفرار إلى الله والهجرة إليه ليست ببعيدة عنه ولا صعبة المنال ، ما زال أمامه طريق العودة مفتوحا ً على مصراعيه ، والله غفور رحيم ، ومن أيقن أنها دار البوار فقد فاز بالدارين ، وهو من الاتقياء والاصفياء ، وكما أن الله يرزق من يشاء بغير حساب ويؤتى الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء ، فهو أيضا ً يهدى لنوره من يشاء.


فكروا فى نشر الخير الصفاء بينكم ، صلوا أرحامكم ، تصدقوا بالكلمة الطيبة وتخلصوا من اللفظ الجارح ،حاولوا الخروج من دائرة الآنا والتناثر والذوبان فى الآخر ، حاولوا بث روح الفريق الواحد وإنبذوا الخلافات والأفكار التى تزيد حطب الفتن إشتعالا ً، سخروا أقلامكم فى نشر الفكر الراقى والموعظة الحسنة ،إغزلوا الحياة بالحب والمودة، علموا غيركم كيف يكون الجدال والحوار بالحسنى دون عصبية أو إفتراء أو تصفية حسابات ، حاولوا بأقلامكم وفكركم مداوة جروح الآخرين ، وبحبركم بناء صروح تفيد البشرية وترتقى بها، سطروا الآمان للناس وإنبذوا الفتن ، فليكن القلم فى إيديكم مرققا لدمع الآخرين ومسريا ً عنهم الهم وشظف العيش ودواءا لمن حزن قلبه وثقل همه وقل فرحه، بمدادكم إكشفوا الزيف ، وفرجوا الهم ، وإسعدوا الانسان ، كونوا له القدوة الحسنة ،وبلسم الجروح ، سرابيل تقيه الحر وتورده الظل فى يوم حرور ، كونوا دعاة للتفاؤل ، انشروا الحلم وحسن الخلق ، خلدوا أنفسكم بأقلامكم وأفكاركم وإنقشوا أسمائكم من نور بين ثنايا وأروقة التاريخ. فمهما عمرت الدنيا ومهما كان لك من الحياة فأنت مفارق ، مفارق لا جدال فى ذلك ، فقد جعل ربك لكل كائن كان على وجه الارض أجلا ،ولكلٍ كتابه يومئذ.


الهجرة بمعناها العميق ليست مجرد هجرة أرض وأهل ووطن ، ولكن هى فى القلب والنفس أعمق من ذلك ، فهى بمثابة حد السيف الفاصل من هجرة الباطل وزيف الوجود والمعانى وظلام الفكر إلى نور الحق واليقين ،من خراب النفوس إلى عمار القلوب ،إنه بلوغ الرشد والعقل فى كل شىء ،وقد تكون بلورة لمفهوم أكون أو لا أكون ، أكون الخير أو لا أكون ،قد يكون الباطل مذاقه حلوا ً لكن نهايته العلقم ، فلنحسن الهجرة من الباطل الى الحق فى شتى دروبنا آيا كانت على المستوى الشخصى أو العام.
أعتقد أنه مهما تحبرت الاقلام وتبارت الأفكار لتبين وتسطر عن الهجرة ونفحاتها ومنافعها ، سنظل إن لم نكن جميعا ً كمن يحرث الماء ،لكثرة ما بها من درر المعانى وما فيها من منابع الإلهام العديدة الغزيرة والتى لا تنضب أبداً.
فى الهجرة نجد معنى الصداقة الحقيقية والصحبة الخيرة النزيهة ، والتى تخلو من النفاق والرياء الذى يحيط بنا اليوم من كل جانب ، ونجد معنى الايمان بالله واليقين التام بقدر الله بعد الأخذ بالاسباب،والتوكل عليه إن أنقطعت بالمرء الاسباب، أيضا تمدنا باهمية التربية الدينية المقترنة بالحث على الشجاعة والإقدام، وأن أبنائنا ما هم إلا بذورنا ، وأينما غرسناها وكيفما أوليناها العناية سيكون مردود هذه النبتة علينا وعلى شبابنا ، مستقبل هذه الامة ، أمة كان منها يوما الصبى الشجاع على بن إبى طالب ، وكم أتمنى أن تجود بمثله مرة ثانية فكم نحن بحاجة إلى شباب هم الامام على بن أبى طالب رضى الله عنه، ايضا على سبيل المثال لا الحصر الهجرة فى مضمونها تلخص مضمون هذا الحديث الشريف 0(عن أبي العباس عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما فقال لي يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك إن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف) رواه الترمذي
فى نهاية حديثى كما كانت البداية بالخير أختمها لكم بالخير
عيد هجرى جديد سعيد وحلم سعيد , أن نكون أبناء لآدم وحواء لا يفرقنا عرق او دين فلكم دينكم ولى دين !! عام هجرى جديد وأمل ليس ببعيد ولا صعب المنال ولا تحقيقه محال, أن تكون أخوتنا في الوطن فى الحياة فالدين لله والوطن للجميع , وأخوتنا في السعادة والألم السراء والضراء!! عيد هجرى جديد , وحياة لاتعرف التمييز بسبب الدين والمعتقد والجنس والنوع واللون والعرق , فكلنا مصائرنا بيد الله الواحد الاحد وليست بيد أحد من أبناء آدم وحواء !! عام هجرى جديد ومستقبل أفقه الإنسانية وشمسه العدل وزاده التسامح وليله منجلى ان شاء الله , وأمنيات بقبول الانسان للإنسان مجرداً من كل الصفات إلا من صفة الإنسان ،دعواتى لكم بمزيد من السعادة والتألق والخير.
وصباحكم الشهد وعامكم السعادة

نجوى عبد البر

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مدينون بالشكر
أحمد محمد راشد -

حقيقة أستاذة شهد أشعرتني بأن في الدنيا من لم يزل الأمل يملأ قلبه .أرجو أن يكون عامنا هذا بحجم إخلاصك ولك مني خالص الشكر والتحية

شكر وتقدير
عبدالاله البـلداوي -

شكر وتقدير للأخت شهد الرفاعي على مقالها القيم متمنيين لها المزيد من التقدم والأزدهار وكل عام وأنت بألف خير وصحة وعافية.

الكلمة الطيبة
souf abid -

تمنياتي للجميع بالسلام والمحبة والصفاء من أجل الخير والتقدم

الأخت الغالية شهد
جمال غلاب -

الأخت الغالية شهدمحبتي و تقديري شكرا على استضافتك لقراءة نصك و تأكدي أنك تقدمين شيئا مفيدا بنقائك و طهرك و بياض قلبك فانني من المطمئنين على أحوالنا نحن المسلمين ما دامت سيدات في قامتك الفكرية و الابداعية تنرن الطريق الى الحق , أختي شهد إن ما يتدفق منك من حب يغرقنا هنا نحن في الجزائر كل مودتي الرائعة روعة أفكارك الغالية شهد

قلب جديد مع عام جديد
فتحى ثابت<< الدكش>> -

برافوالاستاذة / نجوى دعوة صريحة ومن القلب الى كل انسان اجعل محبة الله فى قلبك واعمل بها بصدق تفوز بالدنيا والاخرة واحذر من فتن شياطين الانس والجن واجعل رضا الله اساس تعاملك مع الاخرين 0 السعادة مش كلام ابحث عنها تجدها فى محبة لله ورسوله كل ثانية وكل لحظة اتمنى ان تعود علينا فى عامنا الجديد بالخير الكثير والسعادة الدائمة فى حب لله

لوجه الله
عبد اللطيف التجكاني -

الأخت نـجوى عبدالبـرقرأت نصك القيم المليئ بالمواعض الحسنةأصيلة بدون شك ، أنت من أصل عريق في الشرف ، مشبع بأصول الدين وأحكام الله كل عام وأنت مثالية

مزيدا من التفاؤل
حسين ابوسعود -

نستلهم من مقالاتك التفاؤل والتطلع نحو الغد المشرقكل عام وكلنا بخير

عام مملوء بالتفاؤل
د.بدر -

الاخت شهد الرفاعى /نجوى عبد البر احييكى على هذا المقال وعلى حبك للناس وسعة صدرك لهم حتى عندما يسيئون لكى تكونين معهم ملكة فى اخلاقك الطيبة وترفعك عنهم وعن سخافاتهم تستحقين الف وردة على طيبة قلبك وكلامك الحسن

الاخوة هدفنا
حبيب النايف -

عام جديد يتبعه اخروالعالم يرفل بالعز والامان وقد اندحرت قوى الشر والكل يعيش في سلام ومحبة لافرق بين الجميع الذين يسعون لبناء عالم تملئه السعادة ويغمره الحب كل عام والجميع بخير

هكذا يعتقد بن لادن !
عبدالله -

أن الدنيا دار خراب !! وما الذي أوصل حال المسلمين إلى هذا الحد من الفشل ؟؟؟ هذا الاعتقاد تحديداً .. الحضارات التي اعتمدت العقل اعتبرت الدنيا مفروضة علينا ويجب اجتيازها بأقل التكاليف .. لذا وجدنا ياة الرفاهية في دول الغرب .. أما التفكير الديني لدينا ( وليس الدين ) فيحارب أي اهتمام بالحياة باعتبارها دار فناء أو دار خراب .. بصراحة لا أؤيد هذه التوجهات.

بوركت يا نجوى
محمد علي محيي الدين -

الهجرة النبوية دلالاتها واهدافها كانت لخدمة الفقراء والكادحين،ولكن للأسف الشديد أستغلت سماحة الاسلام وأنسانيته من قبل الأرستقراطية العربية التي هيمنت على مقاليد الدولة الاسلامية وسخرتها لأهدافها ومصالحها،وعسى أن تنتفض الجماهير العربية للخلاص من الهيمنة المقرفة لحكامها الذين تسريلوا بلباس الأسلام،تحياتي للأخت الكاتبة والى أمام من أجل خدمة الأسلام والأنسانية

عبدالله
شاقعى محمد -

اختلف معك

جزاكى الله خيرا
ساره -

دمتى بخير وضاءة وطيبة القلب صافية النفس

ما هكذا يتحدث عن اما
حسن البغدادي -

تحية لك يانجوى و عيد سعيد . اختي العزيزة : لقد خانك التعبير حين قلت: أمة كان منها يوما الصبى الشجاع على بن إبى طالب، و انت تريدين الحديث عن بطل الاسلام الامام علي ( ع) !

هكذا أنت مشرقة
عبد الستار نورعلي -

هكذا أنت وضاءة النفس مشرقة بالخير والسلام الداخلي ومحبة الناس جميعاً. هكذا قرأناك وهكذا انت .... اشرق داخلي يشع على الناس جميعاًروح صافية بالهواءالعذب...ونفس معبأةبالشمس المشرقة، والقمر الوضاء، والسكون القدسي.دام ظلك على الكلمة الحسنة....