أصداء

وعلى الانترنيت السلام

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

منذ سنين وأنا أقرأ كثيرأ على النت وأكتب قليلاً، قرأت حقائق ومعجزات وفهمت قصصاً وروايات، وكررت قراءة بحوث وكتب ودراسات، تجولت فى الكثير من الصفحات، سمعت أفلاماً وأغنيات، واستمتعت بفنون وموسيقى ورسومات، ودخلت مواقع ومنتديات، وقرأت مقالات وتعليقات، وحضرت مناقشات وحوارات ومناوشات، وصلت لحد الشتائم والبذاءات،.
فهذا موقع يؤكد كتابه أن الشمس تشرق من الغرب ويقسمون على ذلك ويأتون بالأدلة والمستندات والبراهين والتأكيدات، وينتفض آخرون رافضين لما يقولون، حرام عليكم يا عالم الشمس تشرق من الشرق وتغرب فى الغرب منذ خلق الله الدنيا، فينظر أصحاب الرأى الأول لهم ساخرين ولرأيهم محتقرين قائلين اسكتوا يا جهلة فأنتم لم ولن تتوصلوا لما عرفناه من حقائق وما وصلنا إليه من علم صادق، ويقف كل من الفريقين كالديك يدافع عن رأيه، أهل الحق أفلسوا من كثرة أهل الباطل ووضعوا اصابعهم العشرة فى الشق، وسكتوا عن الكلام المباح، وذهب كل منهم لداره كى يرتاح.

مواقع أخرى لأقوام يسمون ( اللادينيين ) يعلنون فيه فكرهم ويؤكدون أن الدين خرافة ولعبة كبيرة لإلهاء الناس عن الحياة ولذاتها وطموحاتها، وفكرة وجود الله باطلة وهى أكذوبة كبيرة، وقد سخروا لهذا الباطل مواقع كثيرة وصفحات وفيرة، ولديهم فلافسفة أفذاذ يتكلمون كثيرأ ويتبجحون أكثر، ويريدون تجنيد الكثيرين ليؤمنوا بما آمنوا به، ويسعون جاهدين لنشر دعوتهم، وأمنية حياتهم أن يتحول كل الناس إليهم وينحوا نحوهم ويسلكوا مسلكهم، وينامون يحلمون باليوم الذى يكفر فيه العالم كله بالله ( تعالى علوأ كبيرأ )، والغريب أن لهم زبائن ولمواقعهم أحباب ورواد ومناضلون يذودون عنهم ويكافحون من أجل إعلاء كلمتهم، ولما لا.. أليس للشيطان جنود من الإنس والجن؟؟ بلى..

مواقع ومنتديات ليس لهم هم سوى القدح فى معتقدات الآخرين، فهؤلاء مسيحيون ليس لهم هم سوى التهجم على الإسلام ورسوله وكتابه، ويقرؤن القرآن والأحاديث ليس رغبة فى الفهم أو التعلم أو سعيأ وراء الإيمان به، ولكن لغرض واحد فقط وهو الخروج بآيات من سياقها لكى يثبتوا لأنفسهم أن الإسلام دين سىء ولا يمت لله بصلة وأن رسوله هو من ألف القرآن وأن الإسلام دين قتل ودم وسيف، ويسوقون لذلك الأدلة والبراهين ليؤكدوا حجتهم ويثبتوا وجهة نظرهم، وعلى الجانب الآخر فقد تم تخصيص مواقع أخرى لمهاجمة الدين المسيحى وعقائده وشرائعه وأتباعه وتجد أهل هذه المواقع فقهاء فى العهدين القديم والجديد ليس لأى هدف أو غرض سوى أن يثبتوا لأهل هذا الدين أنهم على الباطل وأن مصيرهم جهنم وبئس المصير.

الأعجب هو التمذهب فأصحاب الدين الواحد ( أى دين ) قد تفرقوا شيعأ وأحزاباً كل حزب بما لديهم فرحون، وكل فريق ينشىء لنفسه المواقع على النت والمنتديات ويجيش الجيوش من الكتاب والنقاد والمعلقين والباحثين، ويحاول أهل كل فرقة أن يثبتوا للآخرين أنهم هم الناجون من النار وسواهم هم أصحاب الجحيم، وأنهم الوحيدون الفاهمون لدينهم وطقوسه وتفاسيره وشروحه، وغيرهم جاهل وواهم وتافه وسطحى وليس هناك عقل مثلهم يفهم أو قلب مثل قلبهم يعقل، وقد وضعوا أيديهم على الحقيقة وغيرهم يعج فى ظلمات الباطل والجهل والضلال، ولا يمكن لفريق منهم أن يستمع للآخر بإخلاص وأن يستوعب فكرته ويستقرأها بعقله وقلبه معأ، ولكن التكفير والتحقير على طرف لسانه يسبق كلامه ويقفز من فمه على وجه من يجادله ولا يسمح له بقول رأيه أو توصيل حجته.

والأعجب من كل ذلك هم فتوات التعليقات، فقد كانت الفتونة زمان بالنبوت ( عصا غليظة مشهورة فى مصر القديمة) وكان يتم أختيار فتوة لكل حارة يؤدب أى واحد بيستهبل أو عاوز يعمل جدع، فى المواقع والمنتديات هناك فتوات أيضأ من ذوى الأساليب اللاذعة والشتائم الرادعة والتهديدات الموجعة، وتجد خلفه فئة كبيرة من المعلقين الصغار ( الصعاليك ) يؤيدونه فيما يقول ويرفعوا نبوتهم أقصد تعليقهم فى وجه كل من تسول له نفسه الرد على الفتوة ( فتوة الموقع ) والغريب أن فتوة الحارة كان له إسماء مزعجة مثل أبو شفتورة وحنكورة وسلومة وأبو رجل مسلوخة، فتجد أيضأ ان فتوة الموقع أو المنتدى قد اختار لنفسه إسمأ جديدأ ليخيف به الآخرين ويرعبهم ويرهبهم مثل أبو زلومة أو أبو مخالب أو الجن أو العفريت أو ابو جلمبو وهكذا..

وكل موقع أو منتدى يسيطر على تعليقاته فتوة خاص به ومعه مجموع صعاليك أو هتيفة أو مهلالتية يصفقون له كلما قال أى شىء حتى لو قال ريان يا فجل أو لوبيا فجل لوبيا أو طرى يا خيار اخضر... فقد أغلقوا عقولهم واسندوا للفتوة مهمة الفهم والتفكير والتدبير لأنه هنا هو المخ وهم العضلات، وعندما لا يعجبهم مقال فما على الفتوة غير أن يكتب إشارة بسيطة بإصبع رجله أن هذا المقال مش ماشى على هواه فترى الباقين نزلوا بما لديهم من نبابيت أقصد تعليقات وكلام فارغ وقلة أدب وسفالة من أقذع الأنواع ضد المسكين المخالف لهم فى الفكر أو الرآى أو الدين، فماذا يفعل غير أن يضع يديه على راسه ويهرب من تكاثر النباييت اللافكرية على رأسه فجأة وبدون توجيه سابق إنذار.

يبدو أن قلة الأدب فى المقالات أو الشتائم والسفالة فى التعليقات هى أيدولوجيات شعوب كاملة وأساليب تربية لا أخلاقية لأقوام كاملة برمتهم، فيعتقدون أن الرد على مقال ببضع شتائم قبيحة هى حق مباح وشىء طبيعى من حقهم بل لا أحد يستطيع أن يحرمهم من هذا الحق، ولقد نسوا أن العالم كله يقرأ لهم وهناك مواقع تترجم للغات أخرى.
فعندما يقرأ الآخرون لهم هذه الشتائم واللعنات والبذاءات سيعرفون لأى ثقافة ينتمون ومن أى بئر يشربون، وسيكونون دليل إدانة ضد أقوامهم وجنسياتهم وأوطانهم فى نظر العالم أجمع.
ومع ذلك فلا يخلو الإنترنت من المعتدلين والمصلحين والناشرين العلم والبحث والدراسة من أجل تقدم البشرية وحضارتها ورفاهيتها، والمشكلة أننى أصبحت مدمنأ للإنترنت فلا أستطيع الإستغناء عنه رغم ما يصيبنى من غثيان من تلك المواقع والمنتديات التى تنحط بقيمة الإنسان إلى أسفل سافلين، وعزاؤنا فى ذلك أن الخير موجود فى هذه الدنيا جنبأ إلى جنب مع الشر، ورغم أن الشر كثير جدأ إلا أنه يحترق بسرعة ويختفى من أى خير جواره، وسوف يحق الله الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين.


حسن أحمد عمر
كاتب مصرى
http://abohamdy.blogspot.com
عاشق الحب والسلام

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
free to choose
al-rumtha -

it`s up to you ,if you don`t like it, don`t use it

كل ما ذكرته صحيح
صعيدى مودرن -

ولكن هذا لا يعنى أنه أصبح على الإنترنت السلام بالعكس هذا سيؤدى الى حراك فكرى لأن الإنترنت أخرجنا من الحصار الذى فرضه علينا رجال الدين وحصار الدولة للإعلام وحصار معظم المنتديات والمواقع للرأى المخالف إلا قلة قليلة من المواقع الليبرالية التى تسمح للجميع بالتعليق على ما يقرأون وهذه المواقع القليلة هى الأمل فى التوعية و التنوير لأنها أتاحت أبسط حق من حقوق الإنسان ألا وهو حرية التعبير عن نفسه و عن أرائه سواء كاتب أو معلق و سواء إختلفنا أو إتفقنا معها فهى فى النهاية أخرجتنا من حالة التلقين الذى فرضه علينا البيت و المدرسة والإعلام ورجال الدين

...........
الأوراسية -

المقالة جيدة لكن اعتبار أن النت (عليه السلام) أمر غير قبول الا لمن يؤمن بالفكر الواحد وكما ختمها الكاتب بطابع التشاؤم بقوله ( لو كره الكافرون ) وهي تدل مضمونا على عدم تقبل الاخر لمجرد أنه لاينتمي لنا عقيدة وعرقا ... فالشبكة العنكبوتية عالم قائم بذاته بكل تشعباته وأقطابه يبقى أفضل ماقدم للبشرية ...النت كسر المجاملات الفارغة وقابلها بالهجومات اللاذعة ليس فقط للساسة وصناع القرار بل لمن دخل لسنوات طوال في مزلق الإطراء مع الجانب الديني الذي أعتبر الا حد كبير طابوه مخيف لكل من تسول له نفسه الاقتراب فالكثير من المواقع وخاصة المدونات التي اعتبرها شخصيا (( الرهان الحر مستقبلا ان استمرت زئبقيتها على التلاحم الطويل المدى )) كونها فتحت أبوابها الواسعة نتيجة الفراغ الرهيب والقسري على كل أطياف المجتمع في الوطن العربي والاسلامي مع أن الكثير من المدونات مثلا بحاجة الى ظوابط ضرورية لتكون أكثر مصداقية وأشد تأثيرا فكثير منها اختزالية و انتقائية لهدف غير معلن ... يتبع

يتبع 2 ...
الأوراسية -

من خلال فوضى الشبهات والتضليل التي تحوم حولها أغلبها حيث لايكون هدفها كشف النقاط عن الحروف وإنما توجيه الخطاب إلى منحى مختلف يخدم القضية التي يدافع عنها صاحبها وهنا الأمر غير مقتصر على المدونات وتركيزي عليها كونها المفروض تكون (( بعيدة عن الانتماءات السياسية والدينية والعرقية الضيقة أي أنها لبنة خاصة بالقاعدة الشعبية )) ... وماعليك الا بالبحث عبر الفأرة لتكتشف الكم الهائل من أولائك الباحثيين عن (حرية الكلمة ) أيا كانت توجهاتهم وأيديولجياتهم التي يحملونها بين جنباتهم ليضيفوا لأنفسهم بعدا جماليا ليفتحوا به عقلهم وقلبهم للحياة ويثري تجربتهم بتجربة الأخرين ويفتح لهم أيضا نوافذ على أفاق واسعة ان توفرت الرغبة في التغيير ... تحية للكاتب لأن مقاله نفسه قرأته له منذ أشهر وكنت متشائمة وقلت له أن النت (مابيجيب غير وجع الرأس) وقد غيرت رأي فلابد من تقبل الاخر بكل مشاربه وتياراته التي ينتمي (قطعا لها) مع أنها قابلة ( للتغيير بتغير الزمان والمكان كونها نسبية مكتسبة لاأكثر ولاأقل ) .