لبنان بين سلّتين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
باستطاعة الزعماء في لبنان ممارسة مهنة "الاستقبال"؛ فهم في اليوم والليلة يستقبلون عشرات الأشخاص، سفراء، بعثات، وزراء خارجية..الخ. آخر الزوار كان الدكتور عمرو موسى ومعه "السلة" المتكاملة التي أصبحت أهم سلة في تاريخ لبنان، السلة اتفق عليها وزراء الخارجية العرب، بما فيهم المحامي الأول عن السلة "وليد المعلم" أصبحت السلة فوق "الطاولة" وبعد أن أقرّ الوزراء العرب مشروعية تنفيذ الخطة التي تحملها السلة" فأخذ عمرو موسى "السلة" معه إلى لبنان، استقبل الزعماء السلة وعمرو موسى وسكن عمرو موسى والسلة في (الفينيسيا) في بيروت، كل من في لبنان شدوا الأنظار إلى السلة التي يحملها عمرو موسى والتي لا يفهم أي أحد منهم ما هي السلة-برغم الدفاع المستميت من قبل الأطراف على ضرورة توضيح ما في داخل السلة- عمرو موسى أمين رائع شرح بكل حماس وإخلاص ما هي الخطة التي تقتضي تنفيذها الخطة وقال بوضوح هذه هي الورقة التي وضعت داخل السلة، اتضح فيما بعد أن الحكومة المقبلة داخل السلة، وأن كل الوزراء داخلها.
ميشيل عون وفي مؤتمره الصحافي أقسم ان الحكومة التي في داخل السلة هي حكومة "مثالثة" بينما اختلف البعض في تجزئة السلة لكن عمرو موسى خرج عن صمته وأوضح -بعد أن أقسم أيمانه المغلظة- أن ما في السلة إلا الحكومة لكنها ليست حكومة "مثالثة" وإنما حكومة أكثرية وأقلية اما "الصوت الوازن" -أخفاه الدكتور عمرو داخل السلة تحت الحكومة- فهو لرئيس الجمهورية، يعني أن ميشيل سليمان له من الجامعة العربية باقة وزراء وفوقها "صوت وازن" أصلي هدية له ولكل المسيحيين المعتدلين المخلصين للبنان.
الغريب أن لبنان يسكنه-بحسب رواية سليم الحص- 28 طائفة! كلها ستقتات على السلة المذكورة. وهو ما رُفض لأن لبنان بتاريخه كان يأخذ "السلال" المجانية من سوريا، فكيف لملايين اللبنانيين أن يلحقوا بسلة واحدة فقط وسلة عربية الصنع أيضاً. الشيخ حسن نصر الله -فجأة-وجد الحل، فإيران لا تحسن فقط صناعة السجاد كما يتوهم البعض بل وتحسن حياكة السلال أيضاً خطب السيد حسن في يوم عاشوراء الكبير وبعد أن حمد الله وأثنى عليه، كشف أن في مستودعه الشخصي إضافة إلى الصواريخ، هناك سلة كبيرة "ستغير وجه المنطقة" وهي سلة سرية خاصة بنصر الله وميشيل عون-بشرط أن يدفع عون الخمس الذي حلّ عليه مراراً منذ توقيع الوثيقة- رأت الموالاة أن تأخذ هي السلة وحدها بعد أن أصبح لدى المعارضة سلة جيدة الصنع ومطرزة باليورانيوم المخصب ووصلت السلة آمنة بحافلة موديل 67 من الجيش السوري الشقيق، رأى الشيخ حسن أن على حكومة الوحدة الوطنية -إضافة إلى الشروط المتناسلة التي تبرز كل يوم- أن عليها أن تضع ضمن أجندتها حماية "السلة" الوطنية وأن تضع بعض ميزانيتها في خدمة "السلة" خاصة وأن "اللُحمة" الوطنية قد تخثّرت وزنّ فوقها الذباب حتى شبع، ومع أن ميشيل عون أصيب بسعال حادّ بعد أن لمس "السلة" إيرانية الصنع غير أن جبران باسيل قام مقامه فلا عجب فهو الذي كلما شاهدته على التلفاز أشعر أنه يسكن في وسط "حلاق"!
فيروز كالعادة فنانة كونية، تصمت، تغني للقمر، والعشب، والخبز والمطر، تغني للأمل والحب، تغني لبيروت. فيروز تلك المراة اللطيفة البريئة أُدخلت ظلماً على خط التماس مع قضية "السلة" العربية، سوريا برغم تأكيدها على أن لا علاقة لغناء فيروز في دمشق بأزمة "السلة" إلا أن العزيز وليد بيك جنبلاط رأى أن غناء فيروز للقمر في دمشق يتضمن بالضرورة الغناء للسلة الإيرانية، المعارضة أكلت الضرب ورأت أن سوريا كالعادة تنفي لتثبت، وتتبرأ لتلتصق، لذا دافعت عن ذهاب فيروز إلى هناك، مع أن فيروز ستغني لدمشق "صح النوم" بمناسبة اختيار دمشق عاصمة للثقافة العربية، فعلاً يا فيروز "صح النوم".
لو كنت من جنبلاط لعلمت أن فيروز برغم صمتها واحترامها الأمومي لما أسماه الكاتب الكبير سمير قصير "شقاء العرب" غير أن بإمكان وليد جنبلاط أو أكرم شهيب حسب الإمكان أن ينتجوا-بالتنسيق مع فيروز طبعاً- شريطاً يُعنى بأغاني فيروز الربع عشر من آذارية، مثلاً أغنية "الطريق إلى السراي" أثق أن الرئيس الخلوق فؤاد السنيورة يسمعها كل صباح يتخيل بهدوء حسن نصر الله وهو يداعب سلته الإيرانية، كما يمكن لجنبلاط أن يستمع -بنفس مستوى هدوء السنيورة سواء كان في المختارة أو في بيته الشتوي -إلى أغنية "نحنا والقمر جيران" فيروز في هذه الأغنية تقول نفس كلام جنبلاط، تقول بوضوح: إن الجار الحقيقي للبنان هو "القمر"! لا سوريا ولا إسرائيل، جار لبنان الحقيقي هو "القمر" بعيداً عن سلاح سوريا التخريبي الذي يمرّ "تحت الأرض" وسلاح إسرائيل التخريبي الذي يمرّ عبر الطائرات "فوق الأرض" وهو ما لم يعلمه حتى الآن وليد المعلم الذي أثق أنه الآن يواصل اتصالاته من أجل تعطيل "السلة العربية" يبدو لي أن فيروز أنكرت الإيمان بالسلة العربية والسلة الإيرانية معاً، وأنها تكتفي بالجلوس مع ابنها المشاغب "زياد" وتستمع بإخلاص أغنيته بصوته الأجشّ "يا زمان الطائفية" أو أنها تضع رأس أصبعها على أسفل وجهها تنتظر ابنتها المخرجة ريم أن تأخذ لها صورة "الشتاء".
أقدّر كثيراً ذكاء الأمير سعود الفيصل فهو مثلي أنِف من كلمة "سلة" وشعر أنه في سوق خضار وليس في موقع بحث سياسي، هذا مع تمسك وليد المعلم بكلمة "سلة" لأنه يرى أن "الخطة" إذا كانت في السلة أكثر أمناً داخل السلة، الأمير سعود الفيصل الذي تولى أعلى منصب دبلوماسي في السعودية منذ ثلاثة عقود هو أحد عباقرة الدبلوماسية العالمية، لذا أصرّ على تسميتها بـ"الخطة"، لأن الهدف ليس إخفاء "الخطة" داخل السلة لتتعفن كما يريد المعلم، وإنما لطرحها على اللبنانيين ليتصالحوا، ولا زال الصراخ بين اللبنانيين والعراك، خاصةً وأن "السعال" بدأ يدب في بلاعيمهم شيئاً فشيئاً بعد طول صراخ وزعيق.
فهد الشقيران
كاتب سعودي
shoqiran@gmail.com
التعليقات
الكاتب العظيم؟؟
Omar Khalid -أريد أن أسأل الكاتب متى أصبح ابن تيمية عنوانا للحضارة, ابن تيمية الذي أفتى بقتل العلماء وقتل الشيعة والدروز والعلويون والاسماعيلين..هل هذه هي الحضارة أيها الكاتب العظيم؟؟
تمنيات
ابو مرعي -الصراحه بعد ها قرأت مقالك تمنيت ان تكون رئيس تحرير صحيفة المستقبل و ايضا رئيس تحرير جريدة الانباء التابعه لعزيزك جمبلاط.و نتمنى ان تكون عبقري و تضع خطه لتصل الى هذه المناصب . و بدل السله و الخخطه في خرج انشاء الله تكون بتعرفه.
الخريطه
د.عادل حامد -الخريطه عند البدو وضمن لهجتهم الشعبيه هي الكيس الكبيراو الشوال الذي يحتوي على انواع كثيره بداخله .وانا لو كنت مكان السيد الامين العام لقلت معي خريطه وانا رايح بيها ع بيروت بدلا من السله لان الخريطه حجمها اكبر ولا يوجد بها ثقوب حتى نرى ما بداخلها وربما لا يفهم احدهم معناها عند البدو فيظن انها خارطه فيفرح ويقول :لقد جائنا الفرج من جامعتنا الام جامعة الدول العربيه وهي تريد ان ترسم خارطه جديده للبنان فتقسمه لكل زعيم دوله ونحن قد اخذنا بنصيحة الجامعه لانها حريصه علينا وقبلنا هذا الحل الرائع الذي ننتظره ونحن موافقين على الحل بس متى بنشوف الاعلام الجديده والسلام الجمهوري لكل دوله .وياريت يكون في الخريطه واقصد الشوال همنا كم كيس ادويه من النوع الذي يداوي اصحاب العصفوريه ويعطى منها كمشه لكل زعيم وكل عاقل هذا ان وجتم هذا العاقل في لبنان
تعليق
عصام -أذا كانت المعارضه ترفض اقتراح الأغلبيه والأغلبيه ترفض اقتراح المعارضه..اذا لا يوجد في لبنان لا اغلبيه ولا اقليه ولا ديمقراطيه اذا كانت الأقليه ترفض رأي الأغلبيه فذلك معناه انه يجب ان يكون هناك حل اما وسط او حل دكتاتوري او حرب اهليه وكعربي ننصح الآقليه اذا كانت تحب الديمقراطيه ان تقبل بالحل الديمقراطي او ان تقام انتخابات جديده لتحديد من هي الاغلبيه ومن هي الأكثريه اذا كان هناك اعتراض على الضع السياسي الحالي