أصداء

تخصص علمي-إرهابي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

1. أطباء و مهندسون لمزاولة الإرهاب

لا نعتقد أن شيوخ الأزهر و قيادات الحركات الإسلامية قد جانبوا الصواب عندما أكدوا على حقيقة أن جل الإرهابيين في الدول العربية و الإسلامية اليوم هم خريجو مدارس و جامعات النظام العام، و ليسو خريجي المدارس و الجامعات الدينية. ايمن الظواهري و منظر حركة الجهاد المصرية تخرجوا من كلية الطب بجامعة القاهرة. و الرئيس السابق للنهضة الأصولية التونسية د. الصادق شورو ينتمي لكلية الطب بتونس. و يمكن أن نقول نفس الشيء عن ابرز مسئولي حماس من أمثال عبد العزيز الرنتيسي و محمود الزهار. كما تبين أن الإرهابيين الذين القي عليهم القبض في محاولات التفجير بلندن منذ أشهر يمتهنون الطب.

أما عن دور خريجي الهندسة في قيادة الحركات الأصولية الإرهابية فحدث و لا حرج. معظم قيادات الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر مهندسون، و لم يكن ذلك استثناءا، إذ ورد في دراسة علمية حديثة للباحث البريطاني "دييجو جامبيتا" أن 78 من مجموع 404 إسلاميا قاموا بعمليات إرهابية منذ بداية السبعينات من القرن الماضي هم من المهندسين، و نسبتهم تفوق عشرة إضعاف نسبة المهندسين من مجموع سكان دولهم الأصلية.

و يفسر البروفيسور جامبيتا هذه الظاهرة بالقول "يسهل اجتذاب هؤلاء للإرهاب لان طريقة تفكيرهم تجعلهم يبسطون الأمور في العالم من حولهم". و هذا تفسير غير مقنع بدليل أننا لا نسمع عن نشاط إرهابي لافت لخريجي المعاهد التكنولوجية في دول الهندوس و البوذيين و الكاثوليك وغيرهم؟؟؟ كما لم يكن البروفيسور موفقا عندما أضاف عاملا اعتقد انه يلعب دورا مساعدا ألا و هو "الظروف الاجتماعية التي عاشها هؤلاء في دولهم الإسلامية". فالمعروف إن المهندسين ( و الأطباء ) يحضون باحترام كبير في هذه الدول، كما لا توجد لديهم بطالة بحكم ندرة التخصصات التقنية في هذه المجتمعات. مثل هذه الظروف الاستثنائية التي ينعم بها المهندسون في الدول العربية و الإسلامية، كان من المفروض أن تبعدهم عن التطرف و الإرهاب لا العكس!!!

للخروج من المأزق السابق، حاول بعض المحللين تفسير الظاهرة بعمل الحركات الإسلامية على جلب فئة المهندسين إلى صفوفها للاستفادة من مؤهلاتهم التقنية. و هذه فرضية ضعيفة إذ أن معظم العمليات الإرهابية لا تتطلب هكذا مؤهلات، كما ورد في التعليق المنشور على الرابط التالي:
http://www.discovervancouver.com/forum/Education-and-
Islamists-t218023.html

لا بد من التنويه بوجود فارق كبير بين الدول التي خطت الخطوات الأكبر على طريق الحداثة مثل تونس و ماليزيا و تركيا من جهة، و الدول الفاشلة مثل الجزائر و مصر من جهة أخرى. فالإرهابي الماليزي الوحيد الذي سمع عنه العالم خلال السنوات الأخيرة - أزهري حسن - كان قد لقي مصرعه في اندونيسيا لا في وطنه الأم. كما أن عددا من المتهمين بالإرهاب في تركيا تأكد تلقيهم التعليم في مدارس دينية للجالية التركية في ألمانيا! و يقودنا هذا إلى بحث دور التعليم الحكومي في الدول العربية و الإسلامية في تفريخ الإرهابيين و الترويج لأفكارهم و التغطية على إعمالهم.

2. التعليم الحكومي مفرخة الإرهابيين

من المستبعد أن تكون لكليات الطب و الهندسة الدور الأساسي لتكوين النفسية العدوانية للإرهابيين، فهذا التكوين النفسي يبدأ مبكرا في المدرسة. و هنا توجد مشكلة حقيقية في المناهج المتبعة في جل الدول الإسلامية. في الحالة الجزائرية، على سبيل المثال، و كما جاء في رسالة العفيف الأخضر المفتوحة للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في ديسمبر 2004:

"التعليم ألظلامي في ظلّ دولة تقدم نفسها بأنّها حديثة، مثل الجزائر... يخرّج أجيالا من الفصاميين، إذن إرهابيين، ناقمين على الحاضر باسم الماضي. لأنهم يرون أن ممارسات دولتهم لا تتطابق مع الوعي الديني الظلامي الذي زرعته فيهم في المدرسة. وهكذا يتمردون على مجتمعهم الفعلي باسم مجتمع إسلامي مثالي خيالي لم يوجد في التاريخ قط ولكن المدرسة غسلت به أدمغتهم فأوهمتهم بأن العودة إلى عبادة الأسلاف".

و ينطبق هذا على مصر التي وقعت فريسة عملية "طلبنة التعليم" كما وضح ذلك عادل جندي في سلسلة مقالاته الأخيرة المنشورة على صفحات إيلاف، التي تؤكد أن إشاعة ثقافة التحقير و التكفير و الكراهية لا تقتصر على مواد التربية الدينية بل تعدتها للتسلل إلى مواد أخرى مثل دراسات اللغة العربية. و على هذا الأساس، يصبح الطالب مهيئا لامتهان القتل لمن يخالفونه الرأي قبل دخوله الجامعة. و قد يقتصر دور كليات الطب و الهندسة في المرحلة الموالية على توفير البيئة المناسبة لهؤلاء الشباب للتنظيم و الانتقال لممارسة الإرهاب.


3. ما سبق لا يبرئ مسئولية المدارس و الجامعات الدينية

لكن ما سبق ذكره لا يبرئ المدارس و الجامعات الدينية التي تتحمل مسؤولية أساسية و إن كانت غير مباشرة في توفير البيئة التعليمية المناسبة لتفريخ الإرهابيين. فالمدرسون القائمون على التعليم في مدارس النظام العام يأتي عدد كبير منهم من المدارس و الجامعات الدينية، مثل جامعة الأزهر التي يؤمها 400 ألف طالب في مصر، و جامعة القرويين في المغرب و الجامعات الإسلامية في الجزائر، التي دعا وزير التعليم الجزائري منذ سنتين إلى ضرورة إلغائها. كما نجح عدد من خريجي هذه المؤسسات في اختراق وزارات التربية و التعليم في هذه الدول مما أعطاهم فرصة لبث سمومهم بــ "طلبنة" محتوى المناهج. و ينطبق هذا على دول مثل مصر و الجزائر و باكستان، و كذلك على دول الخليج التي لجا إليها "الإخوان" المصريون بأعداد كبيرة منذ الستينات من القرن الماضي هربا من جحيم عبد الناصر، حيث تمكنوا بخبثهم و ريائهم المعهود من الارتقاء إلى مناصب عليا في الوزارات و المؤسسات التعليمية، و تسببوا بذلك في مضار كبرى تحاول هذه الدول اليوم جاهدة على تلافيها بالإصلاح و المراجعة.

يبدو واضحا، بناء على ما سبق، إن تخصصات الطب و الهندسة في الدول العربية و الإسلامية لم تقم بالدور الأساسي لتكوين الإرهابيين، إذ أن هذا الدور موكول لمدارس النظام العام في المراحل الابتدائية و الثانوية. لكن المعروف عن هذه التخصصات إنها تنهك طلابها بالتركيز على الدراسة و الاختبارات التجريبية، التي لا تترك لهم مجالا رحبا للتفكير، مما يسهل تجنيدهم من طرف الحركات الداعية للتعصب و العنف. و على هذا الأساس يصح أن نطلق على هكذا تخصص: تخصص علمي - إرهابي.

د. أبو خولة
Abuk1010@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الإرهاب لا دين له
أوري حــنا -

سما لله شو سمعنا منك يا ابو خولة تحياتي إلك أول مرة بسمع هيك الإشياتحياتي لكل مسلم شريف

الخلط المتعمد
saleh -

يعمد ابو خولة إلى الخلط المتعمدبين مهني متدين وآخر متشدد قد يصل به الأمر إلى التكفير واستباحة قتل المسلمين و المسالمين و المعاهدين. هذا الخلط يأتي ليشير إلى أن كل تدين عنده مرفوض وكل التزام بالإسلام يجب أن يقصى. هذه هي ليبراليتكم، تهميش وإقصاء وعدم اعتراف بالآخر. خيبتكم وفشلكم في استقطاب الملايين من المهنيين من أطباء و مهندسين وتربويين إشارة واضحة إلى فشل المشروع العلماني الليبرالي برمته.التعليم في الدول العربية وضع أسسه متغربون ليبراليون بشكل عام ولم يستطيعوا برغم ما دفعوا عليه من المليارات أن يجتث جذوة الإيمان من قلوبنا!استريحوا واستقيلوا فكلامكم اجترار وتكرار لا يستفيد منه أحد!!!

جانبك الصواب
زياد -

الارهابيون هم خريجوا اقبية التعذيب العربية راجع السيرة الذاتية للدكتور الظواهري قبل دخوله المعتقل وبعدخروجه منه واجلس اليه ليحكي لك عن العذاب الذي طاله قولا وفعلا على يد المحققين الامنيين ، ان اقبية التعذيب في كل الدول العربية ولا استثني احدا هي التي خرجت الارهابيين مع تحفظي على هذا المصطلح الامريكي الصهيوني

مش صحيح ؟!!
قاريء -

استشهاد الكاتب بعادل جندي مطعون فيه فالمقتطفات التي اوردها من المناهج التعليمية ليست بصراحة سوى كلام فارغ فهي تقوم على استنباط افكار ليست موجودة لا نصا ولا ضمنا بحيث لا يعتمد الكاتب على أي منهج عقلاني في التحليل والتفسير بل يلجا إلى التآمر واسقاط الافكار وافتراض امور ليست موجودة وربط ما لايربط خصوصا ان جميعنا يدرك ان مؤلفي هذه النصوص ينتمون إلى المؤسسة الرسمية العتيقة التي لم تصل بعد غلى قولبة عقول الطلاب بالطريقة التي يفترضها هذا الكاتب، واخيرا اود الاشارة إلى أن جميع الطلاب مروا مرور الكرام على هذه المناهج ولم نر منهم متطرفا ولا متشدد اللهم الا من التقطتهم التنظيمات المتطرفة خلال المرحلة الجامعية وفي جامعات وكليات بعينها يعرفها الامن ويعرفها ايضا الكاتب وبالتالي فليس للمناهج الدراسية اي علاقة بالتطرف فكرا وممارسة ولعلي ادلل ايضا بان القضاء على التنظيمات المسلحة ومحاكمة قادتها في السنوات الاخيرة لم تفرز لنا هذه المناهج التي يتحدث عنها مزيدا من المتطرفين !! هذه المقالات ليست سوى نوع من الاسترزاق او تكريس فكرة الفتنة الطائفية ولا اراها غير ذلك

حيرتونا ؟؟؟؟
أنس -

والله حيرتونا مرة تقولون ان سبب الارهاب هو الفقر والبطالة فلما قام الشباب المرتاح ماديا ومعيشيا به انتقلتم الى المناهج والكليات ؟!! ان سبب الارهاب الحقيقي هو الاستبداد المحلي والاحتلال الاجنبي استغرب ضم المجاهدين عبدالعزيز الرنتيسي ومحمود الزهار الى قائمة الارهابيين هل يتنبى الكاتب وجهة النظر الصهيونية الامريكية في ان كل من يجاهد لتحرير وطنه ارهابي ؟!!!!

الارهاب عمل مخابراتي
زيد -

لم يكن التعليم هو سبب في العشرية المؤلمة في الجزائر ولكنه الاستبداد الذي رفض ان يعترف بالناس الذين جاءت بهم صناديق الاقتراع وبنتيجة الاقتراع وقد تطابقت اجندة الاجنبي مع المستبد المحلي في الحؤول دون وصلوا ناس الى السلطة الغرب خاف من القادمين الجدد والاستبداد خاف على مصالحه التي يهددها الوافد الجديد كما ان الاجهزة الامنية والمخابراتية الداخلية والخارجية لم تكن بعيدة عن ارتكاب المجازر والمذابح التي حصلت في الجزائر وكثير من الوثائق الدولية تكشف هذا الامر والضباط الذين اعترفوا اعتقد ان الكاتب له حكم مسبق وهو لايخفي كراهيته للاسلاميين وانحيازه الى جانب الاستبداد العلماني و الصهاينة والامريكان وقد حزم امره على ذلك ؟؟

تعليقات الإسلاميين
Noor -

يا صباياالتطرف الاسلامي,عندما ينام العقل تستيقظ الوحوش.ما نعرفه عن الأنظمة الإسلامية، سواءفي السودان,إيران أو بالأمس طالبان هو الاستبداد،وقهر واستعبادالمرأة،والعدوان المستمر على حريةالضمير والتعبير, ففي هذاالنظام,الناطقين بأسم الدين امتهنواالدين واتخذوا منه تجارة مربحة, ورثواالله وكانه قد مات، فوزعوااختصاصاته بينهم واحتلوا منصبه وجلسوا على عرشه واحتكروا جناته وجهنمه.تلبسهم ابليس فاخذوا يحرمون ويحللون ويدخلون الناس في الجنةاو النار وكانهم يملكون اقفال الفردوس ومفاتيح جهنم و يقتل الناس باسم الله وتمنع المدنية باسم الله و يتم تحويل الإنسان إلى عبدآلي يتم تحريكه بالكلمة والإشارة،بلا إرادة،معدم الشخصية ومعدوم القدرة على التفكير واتخاذ القرار، يسأل الفقيه في كل خطوة يخطوها،لا يعرف لغة الحوار،لا يعرف سوى السمع والطاعة،ويطلب من غيره أن يكون مثله نموذجاً في الخضوع لا يجادل ولا يستخدم عقله.وكل منبه، يتحول في أيدي الفقيه الدجال الى زر يكبسه لإثارة تلك الآلةالمبرمجة وتفريغ شحناتها.في فكركم نجدالترهيب بالقول والفعل مسموح شرعاو قبلياواسلاميا.الكائنات المريضة الحاقدة على الحضارة والإنسان

العامل المشترك
مازن -

في الطب يعتبر التدخين عامل مسبب لسرطان الرئة و امراض القلب و الشرايين(risk factor), اي ان الدخن هو عرضه لهذه الامراض بنسبة اعلى من غير المدخن, وبذللك سنجد ان المصابيين بامراض القلب والشرايين هناك عوامل مشتركه, كذلك الحال بالنسبة لهاؤلاء حتى لو كانوا اطباء,فالطبيب المدخن عرضه للامراض نفسها للمدخن غير الطبيب, لذلك ان الارهاب يمكن اعتباره مرض وهذا المرض قابل للانتشار و يسبب خلل و ضيفي بالمجتمع و العائله و الاقتصاد و هذا المرض له محفزات(risk (factorsاذا فما هي العوامل المشتركه بين هاؤلاء!!

الارهاب الاصلي
سعيد -

اووربا تأسست على العنف منذ اروبان الرهيب والاوربيون المسيحيون مسؤلون عن ابادة مائة وخمسين مليون انسان في اروبا وخارجها بالعالم الثالث ، واروبا تطفو على محيط من العنف السياسي والاسرى والاجتماعي والاقتصادي والاعلامي اووربا زاولت العنف من ابادة شعوب العالم الثالث مثل تقطيع ايدي النساجين الهنود حتى لاتتأثر صناعة النسيج الانجليزية الى نشر المخدرات والرذيلة بالصين الى ابادة المسلمين بالمغرب العربي والعنف في ملاعب الكورة وبين المشجعين لا يوصف الى درجة قتل الخصم بدم بارد والارقام تقول ان 55% من نساء انجلترا يتعرضن للعنف وعلى الضفة الاخرى من المحيط يقول دكتور فيل ان ثلاثة الاف انسان هم ضحايا العنف بالمدارس والجامعات الامريكية ان العنف صناعة مسيحية باقتدار ؟!!