الأنفال كورقة سياسية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
في زحمة الإحداث المتسارعة التي تعصف بالعراق، نكاد ننسى أن محاكمة جرت لقضية الأنفال، أدين فيها عدد من مجرمي الحرب وصدرت أحكام الإعدام بحقهم.
فالوقت يمضي ويكاد النسيان يلف تلك القضية من دون أن يتلمس العراقيون أية نية صادقة من حكومتهم للسعي الى تنفيذ حكم القضاء على المدانين بهذه الجريمة البشعة ضد الإنسانية، وهي التي كانت تتبجح نهارا جهارا بأن للقضاء إستقلالية وأن للقانون حرمة وسيادة، وأن للإنسان حقوقا دستورية مقدسة في العراق الجديد ؟!..
لسنا ندري أسباب التردد في تنفيذ حكم القضاء بهؤلاء على الرغم من وجود نص قانوني لا يجيز تأخيره عن المدة المحددة وهي ثلاثين يوما بعد المصادقة على الأحكام الصادرة،فهل أن المستشاريين القانونيين للسيد رئيس الوزراء عجزوا عن الهمس بأذن دولته لتذكيره بذلك النص، أم أن سيادته لا يأبه لذلك النص القانوني ويصرعلى دوسه تحت أقدامه، أم أن هناك تعمدا من رئيس الوزراء بإستخدام هذه القضية كورقة سياسية يلوحها بوجه بعض الأطراف السياسية التي تهدد حكمه ؟؟!..
فما يجري بهذا الشأن لا يحتمل إلا أحد هذين التفسيرين، لأنه سبق ولأن تمسك دولة رئيس الوزراء العراقي بهذا النص القانوني ( المقدس ) عند تنفيذ حكم الإعدام بالرئيس الأسبق صدام حسين في أول أيام عيد الأضحى،على الرغم من كل تلك الإحتجاجات والإعتراضات الصادرة عن أطراف دولية ومحلية، فهل أن تنفيذ ذلك الحكم كان تشفيا وإنتقاما شيعيا من صدام حسين كما روج لذلك، بحيث ما عادت هناك حاجة لإستعجال تنفيذ أحكام المجرمين الآخرين، أم هي إستهانة متعمدة من دولة الرئيس بدماء مئات الآلاف من ضحايا النظام الدكتاتوري السابق ؟.
كادت تلك القضية أن يلفها النسيان، لولا إطلالة أحد قادة حزب البعث وهو جبار الكبيسي الناطق الرسمي باسم جناح يونس الأحمد في سوريا قبل أيام على شاشة قناة الجزيرة القطرية في برنامج ( أكثر من رأي) الذي أكد خلالها، بأن عمليات الأنفال لم تكن جريمة، بل كانت مجرد خطأ سياسي إرتكبه النظام السابق، وما أكثر أخطاء السياسة في العالم؟!.
وتزامنا مع تبرئة ساحة حزب البعث من تلك الجريمة على شاشة قناة الجزيرة القطرية جرت مراسيم إعادة دفن رفات أكثر من 350 من ضحايا الأنفال نصفهم من الأطفال الذين ضمتهم مقابر جماعية في مدينتي الموصل في أقصى الشمال العراقي والسماوة في أقصى الجنوب العراقي، وهذا يعني إصطباغ الأرض العراقية من شماله الى جنوبه بدماء ضحايا الأنفال. فكيف إستهان ذلك القائد البعثي بدماء كل هؤلاء الضحايا الذين دفنوا مرتين وغابت عن مراسيمهما قناة الجزيرة التي ترفع شعار( الرأي والرأي الآخر)؟؟!!!.
لقد نشرنا أطنانا من الوثائق والمستمسكات الرسمية التي توثق لهذه الجريمة البشعة ضد الإنسانية،وعقدت مئات المؤتمرات وآلاف الندوات في شتى أرجاء العالم لكشف أبعاد هذه الجريمة التي جسدت نوايا البعث في القضاء على الوجود الكردي كشعب، وروى آلاف الشهود وقائع المأساة التي حلت بهذا الشعب أثناء تلك الحملات الوحشية، وجرت محاكمة علنية نقلت صورها مباشرة من داخل المحكمة الى أرجاء العالم لإدانة بعض قادة البعث بالجريمة،إذن هي جريمة متكاملة الأركان لا يستطيع القائد البعثي في الجزيرة إنكارها، كما لا تستطيع الحكومة العراقية الحالية أن تتنصل من مسؤولياتها تجاه تنفيذ حكم القضاء بالمجرمين. فإذا أجاز ذلك القائد البعثي لنفسه أن يستسهل على نظام سيده إرتكاب أخطاء فظيعة الى حد أن يودي بحياة 182 ألف إنسان من الرجال والشيوخ والأطفال والنساء دون جرم، فكيف تستسهل الحكومة الحالية إبقاء المحكومين في هذه القضية على قيد الحياة من دون تنفيذ الحكم؟!.
حتى لو سلمنا بتدخلات اللحظة الأخيرة من بعض الأشخاص والأطراف في قضية تنفيذ الحكم بالمجرمين، وهي تدخلات مدانة منذ البداية، لصالح أحد المتهمين وهو وزير الدفاع الأسبق الذي قيل أنه كان يعمل مع المعارضة العراقية، وهذا أمر مستحيل لمن يعرف طبيعة النظام السابق ومدى تقدم أجهزته الأمنية واستخبارية التي كانت تحصي على المواطن العادي أنفاسه، فكيف بوزير الدفاع الذي يعتبر الركن الأساسي لحماية ذلك النظام، أقول حتى لو سلمنا بحق بعض الأطراف في الدفاع عن وزير بإعتباره مسلكيا مأمورا، فكيف سولت تلك الأطراف لنفسها أن توقف تنفيذ الحكم في أحد أعتى عتاة المجرمين بحق الشعب العراقي وهو المجرم علي الكيمياوي؟. فهذا المجرم لم تتوقف جرائمه البشعة والهمجية ضد الشعب الكردي فقط، بل طاولت جميع فئات الشعب العراقي. أم أنه حتى مصير هذا المجرم العتيد قد أصبح ورقة تلعب بها أطراف سياسية في العراق بما فيها الحكومة الطائفية الحالية!!.
فنحن نعتقد أن الحكومة تساوم فعلا بهذه الورقة مع بعض الأطراف بما فيها الطرف الكردي الذي يتحمل هو بالدرجة الأولى مسؤولية تأخير تنفيذ الإحكام في قضية الأنفال، فالقيادة الكردية التي تجري وراء مشاكلها حول ميزانية إقليم كردستان والعقود النفطية المستخرجة من أراضي كردستان، لا تتحرك بنفس الجدية لإرغام الحكومة العراقية على حسم مسألة الأحكام الصادرة في قضية الأنفال وتنفيذها بالمجرمين، أو حتى بمطالبة الحكومة بفصل مؤقت لقضية سلطان هاشم عن قضية علي حسن المجيد الذي يؤلم وجوده يوما إضافيا على قيد الحياة أرواح مئات الآلاف من ضحاياه الأبرياء.
ولا أدري كيف تجيز القيادة الأمريكية لنفسها أيضا أن تترك هؤلاء المجرمين من دون عقاب القضاء،وهي تدعي أن بلادها قلعة الديمقراطية في العالم ونموذجا يحتذى به في إستقلالية القضاء، فإذا كان الأمريكان ما زالوا يعتبرون أنفسهم قوة إحتلال حقيقية، وأن العراق أصبح ولاية جديدة من الولايات المتحدة، فعليهم أن يطبقوا نفس المعايير القانونية والديمقراطية السائدة في هذا البلد، أما إذا كانوا يعتبرون العراق بلدا حرا مستعيدا لسيادته، فيتوجب عليهم عدم التدخل في شؤونه الداخلية وخصوصا في شأن القضاء العراقي، وأن يسرعوا بتسليم هؤلاء المجرمين الى أيدي العراقيين لينفذوا حكم القضاء فيهم، لأن هؤلاء المجرمين كانوا وديعة لدى القوات الأمريكية بهدف حمايتها في ظرف طاريء، وقد آن الأوان لتعود تلك الوديعة الى أيدي أصحابها..
شيرزاد شيخاني
sherzadshekhani@yahoo.com
التعليقات
ليسوا وحدهم
حسين عزيز -شكرا سيدي الكاتب على هذا التذكير بالمجرمين، ولكن للتاريخ هناك من المجرمين الذين شاركوا في عمليات الانفال من قتل ( احدهم واسمه عجاج اشرف على قتل قرابة الفي شخص في معسكر الموت _ نقرة السلمان -و تعذيب واغتصاب جماعي للفتيات والسيدات الكرديات ولا زالوا طلقاء ولا تبذل السلطة التنفيية اي مجهود لجلبهم للقضاء ، وهؤلاء معروفون ولدى المحكمة شهادات ضدهم ويمكن القبض عليهم ، ولكن هي دماء الكرد وهي رخيصة .
شكرا استاذ شيخاني
محمد تالاتي -لقد نطق الاستاذ شيرزاد شيخاني بالحق وهو موقف جميع الكورد المخلصين.ونطالب حكومة اقليم كوردستان التدخل بكل امكانياتها لتنفيذ حكم القضاء بحق هؤلاء القتلة الوحوش.اما قناة -------- فقد وقفت دوما الى جانب جرائم الطاغية المقبور ضد الشعب العراقي وقد سرقت الكثير من المال العراقي وهي الآن تشترك مع النظام البعثي الوراثي الاجرامي في سوريا شقيق النظام النظام العراقي المقبور في جرائمه ضد الشعب السوري .
انت على حق
دحام العراقي -انه قضية انسانية بغض النظر عن كردية الهوية وعلى المجرمين ان ياخذوا جزائهم في الدنيا والاخرة فنحن نضم صوتنا وصوت كل انسان غيور لصوت الاستاذ شيرزاد
قناة شوفينية
نوزاد عارف -كلنا يعرف موقف الجزيرة وؤاهدافها وهويات من يقف ورائهامن الفلسطينين والسورين، ويكفى الاموال التي استلمها فيصل قاسم من عدي المقبور والتي كشفتها قناة الحرة العام الماضى .
تنفيذ بيد الأمريكان
إدريس الشافي -ليس نوري المالكي هو الذي يحدد تاريخ ومكان تنفيذ حكم الإعدام ضد علي الكيماوي وهشام سلطان.. فرئيس الورزراء العراقي وباقي أعضاء الحكومة العراقية الحالية بسنتهم وشيعتهم ليسوا جميعهم سوى عبيد مأمورين. الجهة التي بيدها مقاليد السلطة الحقيقية والتي بإمكانها تنفيذ تلك الأحكام هي القوات الأمريكية الموجودة في العراق، والمعنيون بالأحكام بين أيديها، فإذا رفضت تسليمهم للمالكي لينفذ فيهم الحكم الصادر ضدهم، ماذا بإمكانه أن يفعل؟ هل بمقدوره أن يثور ضدها؟ إذا كان الجواب نعم في نظر الكاتب، لماذا لم يثر في وجه تلك القوات مسعود البارازاني رئيس ما يسمى بإقليم كردستان، حين لم يتم تنفيذ الفصل 140 من الدستور العراقي بخصوص مدينة كركوك؟ فهل مسعود وأزلامه أسد فقط على سلطان هاشم وعلي الكيماوي في حين أنه قط أليف على الأمريكان الذين يقررون في كل شيء بالعراق؟
على اولئك الذين
برجس شويش -على اولئك الذين يشيدون بموقف السيد شيرزاد شيخاني من مسألة الفساد ان يثبتوا الان بانهم حقا يقفون مع الشعب الكوردي ويؤيدون كما نؤيده نحن بقوة فيما ورد في مقاله هذا، ان لا اعتقد بان الجريمة التي ارتكبت بحق الشعب الكوردي ارتكبها صدام حسين وازلامه اوحزب البعث العربي الاشتراكي بل ارتكبها الفكر القومي العروبي بشكل عام والعنصري بشكل خاص الذي ينتج هؤلاء المجرمين على الدوام، فما دام هذا الفكر وثقافة العنف والنزعة العنصرية موجودة لدى هؤلاء وفي حال امتلاك القوة فمعظمهم سيصبحون صدام وعلي الكيميائي، كان الاولى بالمحكمة ان تعدم الفكر القومي العروبي العنصري قبل ان تعدم صدام ورجالاته
بكل تاكيد
نذير شيخ سيدا -بكل تاكيد كان اعدام صدام عملية ثأرية بحجة قانونية، في العراق ألأن الشيعة ضدالسنه ولن تصفي ولكن الذي يوحدهما هو لمحاربة الاكراد، ولكون حزب العبث كان ناتج خطأ فلا تعرف انواع الاخطاء وتدرجها، او ان الكبيسي لايتجرأو قول الحقيقه بسبب دنو ثقافته .
الى الاخ تالاتتي
ازاد علي -اتمنى من الاخ تالاتي ان يستمر بخذا الشكل في تعليقاته . المساندة لكتابنا الشرفاء وعدم التهجم عليهم كما يفعل بالعادة وهو ما نتمنى ان ينتهي منها ابتدا من هذا اليوم.وللاخ المناضل صاحب القامة العالية شيرزاد شيخاني اقول لك محبتنا بقدر محبتك ارض كردستان حيث ناضلت عقدين من الزمان وها انت تناضل بقلمك كي تكون كردستان كما حلمت بها دائما وحلمنا ونحلم بها
هلهولة للبعث الصامد
ابو فرات -لا ياسيد شيرزاد. لولا شجاعة السيد نوري المالكي وتصديه للامر لكان صدام على قيد الحياة لحد هذه اللحظة ناهيك عن احتمال العفو عنه ( للحفاظ على الوحدة الوطنية !!!!). انصاف الرجال كانوا سوف يفوتون الفرصة على ضحايا صدام بكل ا اتو من قوة. دهاقنة السياسة في كردستان ممن يدعون كذبا وقوفهم خلف مظلومية شهداء الكورد هم من لمع وجوه كالحة مجرمة من امثال وفيق السامرائي ونزار الخزرجي على سبيل المثال لا الحصر. جلال الطالباني كان سيفعل الشي نفسة سوى ان ادين صدام بجريمة الدجيل او الانفال او كل الجرائم التي ارتكبها جلاد العصر. وعلى نفس طريقة تسائلك دعني اسئلك هل عدم موفقة توقيع عار الكورد على علي الكيمياوي هو خوفه من ان يتهم الكورد بانهم باحثين عن انتقام ام لانه كان قد رقص الدبكة مع الكيمياوي وعزة الدوري كما شاهدناهم في الصور.
هلهولة للبعث الصامد2
ابو فرات -ياسيد شيرزاد نحن الكورد معروفين بالتضحية والشجاعة ولكن للاسف لدينا بالمثل وبنفس العدد خونة امتلا بهم الاقليم وتشم رائحة بعضهم هنا في هذا الموقع. بما انه لدينا حكومة كوردية غارقة في الفساد فان امثال الكبيسى سوف يحتلون مساحات اكبر في الاعلام ولااستبعد ان ياتي اليوم الذي سوف يطالبونا به بمبلغ الكيمياوي الذي استخدموه كما كانوا يطالبون اهل المعدمين بمبلغ الاطلاقات
السبب معروف
عراقي ساذج -أرجوا من الاخ شيخاني ان يكون منصفا في هذا الموضوع حتى ان الانسان العراقي البسيط والساذج يعرف من يعرقل تنفيذ احكام الاعدام واولهم هو الطالباني اللذي ظهر لنا في اخر الزمان انه انساني ولا يوقع على قرارات الاعدام من ضمنها اعدام صدام وانتخى بالامس الى برزان بانه صديق العائلة واليوم ينتخي الى سلطان هاشم بانه عميل لهم يسانده طارق الهاشمي في العفو عنه والامريكان بيدهم الحجة انكم يا سياسيون العراق المتخندقين في المنطقة الخضراء اتفقوا لكي نعطيكم المحكومين والا فلا تسألون فعليك يا اخ شيخاني ان تسال قيادتكم الكردية لكي تطالب باعدام مجرمي الانفال بدل التركيز على العلم العراقي لانهم لايذكرون الضحايا الا لغرض الابتزاز السيايس من اجل المكاسب الشخصصية
Sherzad
Kurdistani, kekuki -وللاخ المناضل صاحب القامة العالية شيرزاد شيخاني اقول لك محبتنا بقدر محبتك ارض كردستان حيث ناضلت عقدين من الزمان وها انت تناضل بقلمك كي تكون كردستان كما حلمت بها دائما وحلمنا ونحلم بهاI can''t say it better
الفكرى
عاى عجيل المانيا -يبدو ان الكاتب لايريد ان يذكر من هو الذى اوقف تنفيذ احكام القضاء العراقى فى حق على كيماوى وجماعتة انة الرئيس الطالبانى ونائبة السيد طارق الهاشمى والسوال المطروح لماذا لاتصر حكومة كردستان على طلب تنفيذ الاحكام كما فعلت فى قضية العلم العراقى كما ان المهم ماذا قدمت هذة الحكومة لابناء الموئنفلين من خدمات مثلا بناء سكن مناسب لهم العلاج المجانى التعويض المادى وماذا فعلت الحكومة المركزية لهم وهم بحاجة ماسة لهذا العون المادى والصحى وهل حكومة كردستان فقيرة وهى تطلب 17 بالمائة من الميزانية المركزيةاى حولى 8مليار ماذا قدمت لهم من ميزانية عام 2007