أصداء

خطبة صلاة الجمعة وعلاقتها بالانجاز الحضاري

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

هل ثمة علاقة بين خطبة صلاة الجمعه وانجاز الامه الحضارى؟ عبر التاريخ كانت هذه الشعيرة الإسلامية تعبر عن ضيق هذه الأمة حيناً وانفتاحها أحياناً أخرى وعن خط سيرها الحضاري سواءَ كان قوةَ أو ضعفاً وما تعانيه من ضيم واستغلال سواءً من الداخل أو الخارج. فهي ترمومتر هام يكشف عن صحة الأمة واعتلالها فنراها كما كانت في أحوال سابقة تضيق حتي لتقتصر على مدح السلطان والتسبيح بحمده وأحياناً أخرى تتسع لتشمل كل الآم الأمة وما تعانيه من جبروت وتخويف وتجويع وما يواكب هذين الطرحين سواءً من مكافآت وعقوبات. وكذلك تكمن أهميتها في كونها تجمع أسبوعي يدل على وحدة المسلمين وتناصرهم وكشفاً لما يعترض طريقهم من مشاكل وطرحاً لحلول تلك المشاكل والعقبات إن ما نشهده اليوم مختلف تماماً ولا يدل على احتفاظ هذه الشعيرة بمكانتها السابقة حتى أن الناس أصبحت تتسارع الى أقصر المساجد خطبة كعمل روتيني ينبغي الخلاص منه بأسرع وقت فلم تعد هذه الشعيرة نبض الأمة ولا مصدراً لشحناتها الإيمانية الأسبوعية. ولست هنا بصدد قضية الإطالة أم القصر في أداء الخطبة فالإطالة في كل الأحوال مذمومة ما لم تكن هناك حاجة لذلك ولكنني الحظ ظاهرة اجتماعية لها مدلولاتها التاريخية وهي ظاهرة تحول هذه الشعيرة الإسلامية الكبيرة من مكانتها العظيمة التي أرادها لها الشارع الى مجرد شعيرة روتينية وهذا التراجع ليس في التشريع وإنما في إدراك الناس. وأعتقد أن هناك سببان يتعلقان بعنصري الخطبة الأساسيين وهما الخطيب ونص الخطبة نفسها وهناك سبب ثالث عام يتعلق بتراجع الأمة ككل ومن ثم تراجع مرتكزاتها وأساسياتها.


أما السببان الذاتيان المتعلقان بعنصري الخطبة فأولهما نص الخطبة وموضوعها فهي أن لم تكن تلامس مشاعر مسلم اليوم وقضاياه وتستشرف مستقبلة وتنقله من قضية الى أخرى داخل إطار اهتماماته فهي بالتالي لا يمكن أن تشد انتباهه وتركيزه. أما السبب المتعلق بالخطيب فأنا أعتقد إن الخطيب الجيد هو ذلك الذى يجمع في طرحه بين العاطفة والعقل ويعمل على استملاك هذين الجانبين المهمين في شخصية المستمع بحيث لا يتركه ينأى بعاطفته بعيداً ولا يستند على عقلانية مركزه تستدعيها ظروفنا الحالية توقعه في براثن اليأس وأنما يمزج بين عاطفة الماضي المجيد والإمكانية العقلية للخروج من حاضرنا البائس من خلال زرع الأمل في نفوس الناشئة. أما السبب الثالث فهو خارج عن نطاق عنصري الخطبة ويتعلق بوضع الأمة ككل وهو على ما يبدو يتمثل في فقدان الأمل وعدم وجود الدليل المحسوس على إمكانية التغيير، بعد الإدعاء بأن الدين هو صانع الدولة فإذا به يصبح أحد أدواتها، فبالتالي تصبح ممارسة الشعائر عملاً روتينياً تخص الأفراد ولو استعملنا التعيير الاقتصادي لأمكننا القول بأن هناك خصخصة للدين فلم يعد نبراساً تنهض به الأمة من خلال ركائزه وشعائره التي منها صلاة وخطبة الجمعة، بالقدر الذى تحول فيه الى عملاً فردياً وأن كان الإدعاء الرسمي غير ذلك ونظراً لضرورة ارتباط الأقوال بالأفعال وإذا أردنا أن نعيد لهذه الشعيرة أهميتها كذلك فلنجعل لها انجازاً حضارياً ترتكز عليه وتعيش في كنفه بدلاً من استحضار الماضي كل الوقت والالتفاف حول الحاضر وليس بالضرورة أن يكون مادياً لعدم إدراكه في وقتنا الحالي وإنما من الممكن جداً أن يكون معنوياً من خلال مزيداً من الحرية والعدالة والمساواة وإشاعة ثقافة الحوار بحيث لا تتركز السلبيات في أنفس الناس ليطالبوا المنابر وخطباءها بايجاد الحلول وتحمل المسئولية التي تفرضها هذه المنابر، ولتكن بعد ذلك دينية خالصة مما يمكث في الأرض وينفع الناس، وللحقيقة أن هناك أسماء لا تزال تجذب الناس للاستماع إليها في خطب الجمعة لمكانتها وعلمها وقوة تأثيرها ولكن لا نريد أن تتحول هذه الشعيرة العظيمة من كينونتها الخاصة الى كونها انجازاً فردياً مما يفقدها قيمتها في ذاتها وتفتقر بالتالي الى الهدف الذى من أجلة شرعت ولكن من العدل الاشاده ببعض خطباؤنا الشباب لادراكهم ووعيهم لاهمية هذه الشعيره وتناولهم للمواضيع فى اطار من التوسط الزمنى والعقلانى.

عبدالعزيز محمد الخاطر
( كاتب من قطر )

azizthought@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
خطبة الجمعة.
الزهــــراء -

منبر خطبة الجمعة هو منبر اعلامي اسلامي للطرح و التوجيه. من عادتها، تكون خطبة الجمعة مناسبة لأمر اجتماعي أو ديني كرمضان و الأعياد و الحج أو أحداث وطنية وغيرها. التذكير و الوعظ، هو القصد من خطبة الجمعة و من غير اثقال. كانت وصية الرسول صلى الله عليه و سلم بتقصير الخطب. قال صلى الله عليه و سلم : أطيلوا الصلاة و قصروا الخطبة. من مئنة فقه الرجل قصر خطبته و طول صلاته(المئنة هي العلامة).و خطبة الجمعة، مواضيعها زمنية و عقلانية و تناقش قبل القائها من طرف السلطة العليا و لا داعية لفرز الأطر بين الشباب للاستغناء على شيوخنا. المهم هو مضمون النص. الزهراء من المغرب.

خطب الجمعة هي فتاوى
كركوك أوغلوا -

شفهية وعملية غسل العقول والأدمغة ؟؟!!00

بدعة
نزار -

لا يوجد شيء اسمه خطبة الجمعة والشيء الذي يعرفه كل المسلمين هو صلاة الجمعة وانا اعتقد انها ظهرت اول ماظهرت في العهد الاموي او ربما في عهد الاتراك العثمانيين ولم يخبرنا التاريخ الاسلامي عن وجود شيء اسمه امام جمعة او ماشابهه اما الغرض من هذه الخطبة فهي المحافظة من خروج بعض الرجال وكذلك عدم ترك المساحة فارغة للعقل للتامل والتفكير حالها حال جميع العبادات

الجهل المركب!
saleh -

الاستاذ صاحب بدعة الخطبة كان الأولى له أن يخفي جهله بدل أن يفضح نفسه. خطبة الجمعة عند الفقهاء جزء مهم من صلاة الجمعة. تسقط الفريضة بالصلاة دون الخطبة ولكنها لم تكن بدعة ابداً. الذي يتحدث عن البدع في الدين لا يتهم الأمة بالقطيع. هناك أخطاء ترتكب في خطبة الجمعة من خلال وجود خطباء محرضين وآخرين سطحيين وفريق ثالث يهرف بما لايعرف. ولكن في المقابل هناك فئة و هي الأكثر محترمة وتقدم زاداً اسبوعياً للمسلم. يا سيدي أنا مثلك غذا لم يعجبني الخطيب ذهبت إلى غيره وهذا حقك، فليس في الإسلام عضوية ملزمة لمسجد بعينه. ثم نصح الإمام ضروري فلا تتردد فإن بعضهم يخرجك من المسجد بعقدة ذنب قد لا تحل.

فضل صلاة الجمعة
المهندي -

يعلم الكاتب الوضع الحقيقي لصلاة الجمعة وخطورتها في العالم السني وكيف ان هذه الصلاة يجند لها الامن المركزي في بعض الدول ويوضع تحت الاستنفار تحسبا لاي طاريء وكيف ان خطبة الجمعة صارت مؤممة وهي ترسل بالفاكس وليست من الراس وعلى الخطباء والمؤذنيين وخدام الجوامع التقيد التام والصارم بتعلميات الاوقاف وادارات الجوامع في الدول السنية وممنوع الخروج على الخط الاحمر ومع ذلك لا تنجو صلاة الجمعة وخطبتها من النقد والكاتب يعلم ان الائمة والخطباء وكذا بقية الناس مهددون في ارزاقهم اذا ما تخطوا الخطوط الحمراء لا نتوقع من الخطباء وحدهم تغيير العالم فهذه مهمة مشتركة بين الناس كلهم انا مع الكاتب فيما يتصل بالخطيب وموضوع الخطبة لكن فضل صلاة الجمعة عظيم في الاسلام ويمكن العودة اليه والسؤال عنه ومجرد حضورك الجمعة مكسب فانها من مكفرات الذنوب فالجمعة الى الجمعة مكفرات لما بينها اذا اجتنبت الكبائر وان الجمعة هدية الله الى رسوله والى المسلمين فخير يوم طلعت عليه الشمس فيه خلق ادم وفيه تقوم القيامه

مجرد غسل ادمغة
قارىء -

اذا اردت ان تدغدغ شعور المسلمين ماعليك الا تكفير غير المسلمين والحض على قتلهم في خطب الجمعة الكثير من العمليات الانتحارية التي قام بها مسلمون تمت بعد خطب الجمعة في مساجد اتباع ابن تيمية والعراق اكبر دليل وكذلك قتل الاقباط واحراق كنائسهم تمت كلها بعد خطب الجمعة ان هذه الاحداث تدل على ان المسلمين متحدون في هذا الامر مهما اختلفت مشاربهم وهم متحدون بالتنديد بقتل فلسطيني مسلح واحد في حين لايدينوا قتل المئات من شعبهم على يد القاعدة وما سواها فمثلا المغاربةوالجزائرون تظاهروا من اجل حماس بينما لايتظاهروا ضد اعمال الارهاب في بلدانهم او العراق او لبنان وضد شعوبهم لان هذه الاعمال مباركة بسبب غسل عقول الناس بخطب تافهه لاتحيي بل تميت واكثر الخطباء يمجدون الارهاب والارهابيين ولايريدون من الناس التفكير

Podium for.....
Maha Najd -

...also it is becoming a podium for hatred, intolerance, terrorism,....

ردا على حاقد
الايلافي -

غاية اماني التيار المسيحي العلماني الصهيوني ا لمتطرف ان لا تكون هناك جمعة جامعة للمسلمين لان فيها يتم الحشد والبيان لخطورة اعداء الله والاسلام والانسانية ، وكما قيل فان صلاة الجمعة مؤممه والا فانها سلاح جبار في الحفاظ على ذاكرة المسلمين وضرورة البراءة من المشركين وموالاة المؤمنين وكشف مخططات اعداء الامة الاسلامية وتنبيههم الى خطورتها

خير يوم
نادر -

اخفى الله سبحانه وتعالى يوم الجمعة عن النصارى واليهود وخص به المسلمين فهو خير يوم طلعت عليه الشمس

فضل صلاة الجمعة
قاريء1 -

السلام عليكم تعالوا معي اخواني نكتشف فضل صلاة الجمعة يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة الجمعة: “يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون. فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون. وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين”.في هذه الآيات الكريمة يحث الخالق سبحانه وتعالى عباده المؤمنين على الحرص على أداء صلاة الجمعة ويقول لهم: يا من آمنتم بالله حق الإيمان، إذا نادى المنادي لأجل الصلاة في يوم الجمعة فامضوا إليها بجد وإخلاص نية وحرص على الانتفاع بما تسمعونه من خطبة الجمعة التي هي لون من ألوان ذكر الله تعالى وطاعته.

تجمع يغيظ الكفار
ابو قتيبه المصري -

الجمعة مما تفضل به الله سبحانه وتعالى على امة الاسلام وخصهم بها ولا يتخلف عنها الا منافق معلوم النفاق ولها فوائد كثيرة منها انها شكل من اشكال اتحاد المسلمين واجتماعهم ومحل حسد اعداء الاسلام ومنها انها ممحاة للذنوب وفيها ذكر الله وصلاة على نبيه وتلاوة للقرآن ولقاء الاخوان وفيها تبدو الاخوة الاسلامية حيث يصطف الجميع بدون تمييز الغني والفقير والاسود والابيض والكبير والصغير الرجال والنساء وهي تفقه في الدين والمام بأحوال المسلمين والدعاء لهم والدعاء على اعداء الاسلام من المشركين والملاحدة والظالمين .

سوال للاخوةالمسلمين
مدمن ايلاف القبطي -

هل ممكن ات اسال بعض من الاخوة المسلمين لماذا دائما تعرجواعلي شتيمة واتهامهم باي حاجة المسيحيين حتي لو كان الموضوع عن الجو او السياسة او صلاة الجمعة التي لا ناقة لنافيها ولا جمل هل هو مرض ؟ ام كراهية ؟ولو رد احد تبكواوتتباكوا علي اي حال علي راي الخطيب اياة ( طوحنا يا هوا طوحنا ) خليكم علي هواكم