أصداء

الانتخابات الامريكية وكوز الذرة العربي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

هيلاري كلينتون و باراك اوباما و جون ادواردز من الحزب الديمقراطي و وجون ماكيين وميت روميني و رودي غالياني اسماء سطعت في سماء الانتخابات الامريكية و عشنا معها لحظة بلحظة الحملة الانتخابية الديمقراطية و الجمهورية و استمعنا الى مداخلات و مناقشات و سجالات و قضايا و رؤى و اهتمام بالمصلحة الامريكية العليا و حقوق الشعب الامريكي و الدور الامريكي الاقتصادي و العسكري في العالم دون اي مصالح ضيقة شخصية او عشائرية او قبلية او تفرقة او تقزيم او انتقاص لحقوق المرأة او اللون او الجنس او العرق و غيرها من الامور التى تصبغ حياتنا العربية السياسية في مستنقع ندعى كذبا اننا دولا ديمقراطية يحكمنا عقلاء الديمقراطية و فرسانها.


لم يقل احد لاوباما المولود في "هونولولو" عام 1961 من اب كيني و ام امريكية و السناتور عن ولاية الينويز الامريكية من اين اتيت؟، علما انه عاش بداية حياته في اندونيسيا، و ما هي بلدتك الاصلية، و مكان مولدك، و كم عام لك في امريكا و هو الكيني الافريقي الذي سمح له النظام الامريكي ان يصبح نائبا و يحقق ثروة و يدخل افضل جامعاتها و هي كولوميبا و هارفرد دون اي مكرمة او جميل، بل كانت امريكا الحاضن له و الطريق الى الصف الاول.
و لم يقلل احد من هيليري كلنيتون السيدة الانيقة و السناتور عن نيويورك، و لم يطلب منها احد ان تضع الحجاب، و ان تخرس لان صوتها عورة، و ان عليها ان تمضي حياتها في المطبخ او خادمة لسيد الدار يضاجعها وقت ان يريد، و يضربها و يسجنها في بيت الطاعة الزوجي. لم تشكل لها لجان دعم من السيدات و لم تقم الحكومة بتخصيص كوته لها، بل على العكس فأنها تخوض الانتخابات بعقلها و علمها و فراستها لا بجسدها و تضاريس صدرها.
لم يهاجم احد جون ماكين سناتور اريزونا لانه تجاوز السبعين من عمره، و لم يقل له احد كفاك عملا و تقاعد يا ايها الكهل، و لم يهبط عزيمته احد و لم تشكل لجان " شباب امريكا " لاسقاطه و اخراج جيله من الحلبه، بل هي امريكا التى ترى الجميع، شبابا و اطفالا و نساءا و شيوخا يشكلون النشيج الامريكي الحي و لا فرق في العمر و لا في اللون او البشرة و ان الافضل عليه ان يتقدم و يحصل على الثقة و يقود العالم لا امريكا فحسب!!!!.
لم يتهم احد ميت روميي المولود في عام 1947رجل الاعمال والسياسي الجمهوري صاحب شركة "بيني " للاستثمارات بأنه يخوض الانتخابات لانه رجل اعمال صاحب مصالح و لم يقلل احد من اهميته لانه رفض خوض انتخابات مقعد الحاكم لولاية ماساشوستس عام 2006 علما انه كان حاكما لها في دورة 2002. ولم يقل له احد: انك رئيس اولمبياد 2002 و رياضي لا تفهم في السياسة. الرياضة مهمه في امريكا و رجال الاعمال محترمون و يقدمون سجلات ضرائبية كاملة و نظيفة و لا يشاركون الحاكم و لا تفرض عليهم اتاوت.


انسحب رودي جولياني عندما شعر بموقفه الضعيف و اعلن صراحة تأييده العلني لزميل عمرجون ماكين علنا و على الملاء دون اي حرج. و نال احترام الجميع و لم يصفه احد بالتخاذل او الغربة في منصب في حال فوز ماكين.
شاهدنا تأييد علني من كارولين كيندي على صفحات الجرائد للمرشح باراك اوباما و بعد يومين تاييد علني اخر من ادوارد كيندي، و لم تمنع الجرائد النشر و لم يكن هنالك عمليات انتخابية قذرة و مساومات مالية تتم من الخلف و شراء ذمم.
في امريكا مشروع تقوم به جامعه هارفرد، ضمن مشاريع جامعية اخرى، تدرس الانتخاب الالكتروني و تأثيرها في النتائج، و نوعية واتجاهات التصويت، و الحملات و ادارتها، و القدرات للمرشحين و تحلل خطاباتهم و غيرها بعكس بعض مراكز الدراسات الاسترايتيجة العربية التى تتصدر وثائقها نجاح الحكومة العربية و الحاكم العربي في "العرس الديمقراطي "، و كلها تقارير غير محايده تخرج من بطن الحكومة و اجهزتها.
لم نسمع تدخل المخابرات ووكالة الاستخبارات المركزية في اختيار المرشحين و السماح لهم بخوض الانتخابات و لم يدفع اي مرشح قرشا واحدا للترشح في الانتخابات، و لم يمنعهم احد ان يتحدثوا في كل شيء من الحرب و سحب القوات الامريكية، و محاربة القاعدة، و الفشل الاقتصادي في تمويل العقارات الى حقوق الشاذيين جنسيا. لم يتهمهم احد بالعيب، و لا بأنتقاص هيبة الدولة، ولا بالمساس بسمعه الحاكم، ولم يكن هنالك اي تهمه تخص الاخلال بالامن الاقتصادي او الاساءة الى دولة صديقة و غيرها من المهاترات التى نرى في عالمنا العربي انظمة و قوانين توضع لتلك التهم
و تقننها و يباركها نواب من المفترض انهم دعاة ديمقراطية.


هذه هي امريكا " التغيير " و امريكا الحقوق المتساوية، و امريكا الحلم و امريكا المستقبل لا "عرب الوضع الراهن و الحاكم الابدي و الاجهزة الامنية الخانقة للحريات.
في الانتخابات الامريكية سينتخب كما هو الحال دوما الجيش و الامن و العاملين في وزارة الدفاع و لن يتهم احد ادارة الانتخابات بان الجيش مزور، لان كل فرد له حق الانتخاب دون توجيه و دون وجود صناديق باسماء مسبقة لمرشحي الحكومة لانه لا يوجد مرشح حكومة، و سينتخب كل امريكي عبر البحار و خارج امريكا في السفارات و القنصليات، و ايضا عبر البريد الالكتروني و لن يقال ان اجهزة الحاسوب تعطلت او الكهرباء انقطعت، و لن يمدد الوقت لآن البعض لم يأت، و لن ينتخب شخص اكثر من مرة و لن يوضع حبرا على الاصبع او تثقب بطاقة انتخاب.
في الانتخابات الامريكية مناظرات متعددة على الهواء، و اخرها في سبتمبر بين المرشح الديمقراطي و الجمهوري، لا خلل و لا اسئلة معدة سلفا و لا لقاء مسجل مسبقا، و انما على الهواء مباشرة و كل الاسئلة تاحة و مشروعة بلا قيد او شرط.


امريكا دولة ديمقراطية مسؤولة و شعبها شعب ديمقراطي مسؤول، و النتيجة يقبل بها الجميع و القضاء هو الحكم، وفي حال وجود طعن انتخابي ينظر في الطعون بعد النتائج و يعاد الفرز في حال وجود طعن صحيح، و لا يتهم احد الطاعن بأنه عدو الدولة و لايهمل اي صوت.
في امريكا لن يجدو صناديق على حافة الطريق، و لن يحرس الانتخابات شرطة مدججة بالسلاح، و لن يضرب احد، و لن يطلق نار على احد، و لن يجلس وزير الداخلية يتغنى بالديمقراطية و العرس الديمقراطي ساعات و ساعات. انها امريكا الحقوق الكاملة.


في امريكا يسأل الرئيس الامريكي من اين لك هذا، و لا يستعبد السائل او يدفن في سجن مدى الحياة، و لايتهم بالمساس برأس الدولة، هذه هي امريكا و حلاوتها و العرب يغصون في المرارة.


في امريكا لا يحتفلون بعيد الرئيس الامريكي و لا يقيمون حفلا لطهور اولاده و لا يهتمون بأن زوجته قد انجبت فتتصدر الصحف التهنئة من اموال الشعب و شركات الدولة، و هنالك الاف من حالات " اللا " التى تجعل من الامريكي فخورا بوطنه و تجعل العالم ينظر اليها و يحترمها، و ان كان هنالك اختلاف حول سياستها في الشرق الاوسط و تعاملها مع القضايا العربية، و لكن هذا لا ينفى عنها ان مدرستها لم يسقط فيها احد، بينما سقطت "مدرسة الكتاب و لوح الشيخ " في المنطقة العربية عند جدار المدرسة التى حيكت لاجل فئة و منع الاخرون من الدخول و لايزال البعض يشبه الالف بكوز
الذرة.
المدرسة الامريكة مفتوح ابوابها حتى شهر نوفمبر لهذا العام لمن يرغب في التعلم و الاستمتاع بانتخابات الجميلة و نظيفة.

د.عبد الفتاح طوقان

Aftoukan@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
palest.democracy
Lord fairfax -

unlike the palestinian democracy

the king
mohamad al-sardi -

in the refugee camp, the king is everything

رئيس يخضع للقانون
د. رأفت جندي -

في الانتخابات الامريكية سقط اكثر من رئيس ولم يكملوا مدتي الرئاسة, احدثهما جيمي كارتر وبوش الاب, ولم يزورا الانتخابات لكي ينجحا ولم يسجنا المرشحان امامهما. ريجان فاز علي كارتر وكلينتون هزم بوش الاب. وفي امريكا ايضا حتي الرئيس يحاكم واحدثهما نيكسون استقال بسبب فضيحة واتر جيت وكلينتون استجوب بسبب مونيكا.

طبقه في بلدك
وائل عدنان -

هكذا يجب ات تطالب ان تكون الديمقراطية في بلدك الاصلي ( نابلس او فلسطين ) لا ان تطالب بهذة الديمقراطية لنا في الاردن وانت الغريب الذي لا ولاء له ولا انتماء ولا احترام حتى للعلم الاردني الذي تم الدوس عليه مرتين في المظاهرات امام العالم كله ولذلك رفع الاعلام الاجنبية بدلا من العلم الاردني الذي هو رمز الاردن التاريخي ولا قام قام وفد من جنسك وقدم العزاء لزعيم الارهاب المقبورالزرقاوي واعتبروا شهداء الاردن غوغاء والمقبور الملعون شفيع بينما كل امريكي يقول بارك الله امريكا وامريكا اولا ودائما وابدا واخيرا اذهب الى بلدك وقل هذا الكلام في موطنك مع كتابة الوصيةوتحضير الكفن وتعين مكان العزاء وتعين الصحف الناشرة للعزاء وارقام الهاتف والفاكس وصندوق البريد في فلسطين مقر اقامتك وشكرا

الانتخابات الامريكية
عبدالرحمن -

هذا تبسيط مخل للانتخابات الامريكية ومن تاتي بهم املانتخابات الامريكية وهم اساسا خدام طييعين للشركات العملاقه واصحاب رؤوس المال وللمجمع الصناعي العسكري ، نادرا ما يستفيد المواطن الامريكي من رؤسائه الامريكيين حيث ان السياسة الداخلية والخارجية مرتهنة لتلك الاطراف التي ذكرناها ان امريكا تضحي بأبناءها ليكونوا وقودا لتلك الاطراف فهم مثلا يقتلون لحساب تلك الشركات الجشعة ومن اجل الكيان الصهيوني وبسبب هذا تلقى امريكا كراهية في العالم بسبب تدخلها وجشعها و حمايتها للانظمة المستبدة ان كل السياسيين في امريكا رهينة بيد اللوبي الصهيوني ورهينة لدى الشركات العملاقة

مسموح فقط في أمريكا
محمود شامل -

ما يحدث في أمريكا هو خصوصية للمجتمع الأمريكي فقط. و لا تسمح به أمريكا خارجها و خاصة في عالمنا العربي أو ألأسلامي. مهما يكن من سجالات فالنتيجة هي أما ديمقراطي أو جمهوري و لا فرصة لثالث وكلاهما يتسابق على دعم أسرائيل. أذكر أثتاء دراستي في أمريكا في أوائل الثمانينات حصل أضراب للمراقبين الجويين مما عطل حركة الطيران، حيث أنني أستغليت الوضع و كتبت مقالة في صحيفة الجامعة أطالب بأضراب في صناعة الأسلحة، فأتى الرد سريعا عن طريق الأعلان المكتوب: أذا لم تعجبك أمريكا، فغادرها فورا.

سؤال ؟
حسان التاجي -

سؤال :ـ هل يريد الكاتب ان يجعل الاردن ولاية امريكية علمانية المبدأ ؟؟

Yes, but
Observor -

I agree that the article is over simplification of the US democracy.I lived in the US and other western countries. The US is not hte best democracy out there.As for Mr Adnan, it seems that the article touched a soft point in you!!!Just learn from the Obama experience!!!

العرب لا ارادةمهم
اشور -

الشعوب العربية لا ارادة لها تحب ان تقاد من اقوى انسان يستطيع ان يقودهم هذا هو الموروث العربي.لايحبون التغيير اي تغيير لانه يتعارض مع الدين والعادات الموروثة ويخلطون الحابل بالنابل من اجل مصالح الذي يقودهم لا من اجل المصلحة العامة .امريكا وغير امريكا ليس لها علاقة بالتخلف العربي بقدر تأتير العربي نفسه.الشعوب العربية تاهت بين الدين والسياسة والاقتصاد لانه ليس لهم الجرئة لفصلهم بعضهم عن البعض

تساؤلات
قارئة -

هل المطالبة بالديمقراطية والرقي هو كلم للترفيه ؟هل الحكم حكرا على طبقة معينة من الحكام؟هل الحكم أصبح حكرا على الألقاب المتوارثة حصرا بين عائلة الأغنياء؟ندور وندور ثم نعود إلى ذات الأسماء التي سبق أن اختبرنا فشلها و وعدوها التي ذهبت أدراج الريح وبقيت حبرا على ورق.نحن نريد التجدد ونريد المستقبل ولا نريد العودة إلى الوراء .نحن شعب يريد بلدنا لكي ترتقي بنا كما ارتقت بنفسها .

زوال وفشل النموذج
علاء -

هذا المقال يعتبر اعتراف من كاتبه بفشل النموذج الديني في الحكم وانه الآن الاوان للنموذج الامريكي ان يجرب لعل وعسى ان ينجح النموذج الامريكي في تحقيق انشاء دولة فلسطينية يما تبقى من اراضي فلسطينية لا للزوم لها لاسرائيل امنيا

أين نحنو من هذا
احمد متولي احمد -

اولا اشكر كاتب هذا المقال علي حسن التعبير والراي فمن هذا القبيل نتعلم الصراحه والوضوح لحرية الراي ومعني الفكر لايوجد فرق بين اللون او الجنس او السن بال تاخذ بالجد والقدرةعلي اتخاذ القاراة هاهي امريكا رغم كل الضغوط علي الشرق الاوسط تجد لها صورة امام العرب بان سياستهاالحرية التي لم نصل عليها نحنو تعرف من اقصد ياريت نتعلم من بلد الحرية لابلد الحروب