أصداء

الدراما المصرية: التصابي في مرحلة الشيخوخة!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

مازالت الدراما السورية تستقطب أعدادا کبيرة من المشاهدين العرب في مختلف الدول العربية و طفق الممثل السوري يتخذ مساحة أکبر و أوسع من تلك التي کانت مخصصة له لسنوات خلت، وبالرغم من کل التحفظات و الإنتقادات الموجهة لمسلسل باب الحارة، فإنه و بشهادة النقاد و القنوات الاعلامية و الشارع العربي نفسه مازال يتصدر في الريادة من حيث عدد مشاهديه الشغوفين به الى حد الوله. والامر المهم الذي يجب علينا الالتفات له و التوقف عنده، هو أن الدراما المصرية التي کانت لعقود طويلة مهيمنة و بشکل مطلق على طول البلاد العربية و عرضها، مازالت تعاني من إخفاقات و تراجعات ذريعة من نواح عديدة کما أن"محبوبية"النجم المصري لم تعد کما کانت في العقود الماضية ولم يعد هناك ممثلا بمثابة وحش الشاشة أو ممثلة مثل سيدة الشاشة العربية، لم يعد هناك ممثلا کوميديا بمستوى عادل أمام کما أن رحيل المخرج الکبير يوسف شاهين قرع هو الآخر ناقوس خريف في إنتظار ليس الدراما المصرية لوحدها و إنما السينما المصرية بحد ذاتها. في حين نجد العکس تماما على الساحة الفنية السورية تصاعد هنا و تألق هناك، نجاح في المسلسل الفلاني و إکتساح في مسلسل آخر، إنها قصة خريف أذنت بداياته بالنسبة للدراما المصرية مثلما هي قصة ربيع لاحت تباشيره بالنسبة للدراما السورية.

ولو تمعننا في المواضيع التي تطرق إليها الدراما السورية، لوجدنا فيها الکثير من المواضيع الجديدة و الحيوية المستقاة من واقع الحياة اليومية وفيها يجد المواطن السوري وحتى العربي همومه و معاناته مجسدة فيها أيـما تجسيد کما أن خفة الحرکة و سرعة الکاميرا في إلتقاط زوايا حساسة جدا في المشاهد و بداعة الاخراج و حرفيته المتناهية، بالاضافة الى الامکانية الکبيرة في أداء الممثل السوري، کل ذلك کان کفيلا بمنح الدراما السورية شهادة ليس نجاح عادي و إنما تفوق بإمتياز. وعلى الجانب الآخر، نجد الدراما المصرية أسيرة مواضيع مکررة تعيد نفسها بأنماط متباينة فلا تثير في المشاهد ذلك التشوق و الإثارة للمتابعة، بل وأن هذه الدراما التي وصلت الى مرحلة الشيخوخة من دون أن تدرك ذلك مازالت تتصابى متناسية بأنه ليس في وسع العطار و لا حتى عيادات التجميل مسح تلك التجاعيد و الترهلات التي باتت تطغي على کل ملامحها. وإذا ماکان الدراما المصرية تسعى الى الخروج من عنق الزجاجة من خلال إستعانتها بممثلين کبار"درجة أولى" من أمثال نور الشريف و محمود ياسين و فاروق الفيشاوي و غيرهم، فإن ذلك لم يشفع لها بل وإنها کانت تستحق الشفقة و الرثاء عندما تحاول إيهام المشاهد بصغر سن الممثل من خلال صبغة شعر أو باروکة کما کان الحال مع نور الشريف و فاروق الفيشاوي و و و حتى أن المرء يتسائل: هل إنه ليس هنالك ممثل آخر بإمکانه اداء دور الشباب إلا هذا الممثل العجوز نفسه؟!

والحق أن الواجب الاخلاقي کان يتحتم على هکذا نجوم مصريين أن لا يقبلوا بالظهور في هکذا أدوار إحتراما لأنفسهم أولا و لجمهورهم ثانيا خاصة وأن البعض من هؤلاء يظهر بين الفينة و الاخرى من على شاشات القنوات التلفزيونية المختلفة ومن خلال المقابلات الصحفية وکأنه حکيم أو حتى زعيم قومي في تقديمه النصح و التوجهات للشارع العربي و رصده الاخفاقات التي تعاني منها الامة!!

کما أن ظاهرة وضع مساحيق التجميل على وجه الممثلات المصرية هو الاخر يثير إشمئزاز المشاهد و يدفعه للتهکم سيما وأن هناك مشاهد تصور الفتاة في حالة فقر مدقع أو أنها ريفية أمية في حين نجد المساحيق قد طغت على وجهها بحيث إنها باتت تنافس بجدارة الممثلات الکويتيات بشکل خاص و الخليجيات بشکل عام في هذا المضمار، في حين نجد الممثلة السورية تکاد تکون أکثر واقعية من أخواتها الاخريات في هذا المجال و هي بذلك تقترب من الممثلات العالميات و تحاول أن تجاريهن.

نزار جاف

nezarjaff@gmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
كلام
ابو عمر -

كنت اتمنى عل هذا الكاتب الذي لا اعرفه شخصيا ان يكون اكثر موضوعية في حديثه عن الدراما المصرية التي سادت العالم العربي لسنوات طويلة وعلمت الكثيرين بمن فيهم مسؤولو الدراما السورية ، وبدلا من ان يتطرق الى قضايا جوهيرية في نقده للدرااما المصرية راح يتحدث عن عمر الممثلين والمكياج وغيرها، وهذا تسطيح فاضح للموضوع ورغبة على ان يهيل التراب على تاريخ طويل وعريض من الريادة في مجال الدراما، الغريب في الامرانه لم يكتف بالحديث عن تراجع الدراما المصرية وانما راح يبشر بتراجع السينما، واسأله يا ايها الكاتب وهل هناك سينما في العالم العربي بدون السينما المصرية.؟ واين هي السينما السورية العظيمة التي ستكتسح العالم؟ ومن أين تسنى لك ان تقول ان محبة النجوم المصريين في الشارع العربي تراجعت ؟ ؟ انا لا اجادلك في ان الدراما السورية متميزة وفيها جهد متميز وانا شخصيا من المعجبين بالكثير من الاعمال التي تقدمها ،ولكنها تظل بالنسبة للدراما المصرية مجرد حائط صغير في مواجهة هرم عمره عشرات السينين من العمل الابداعي الذي صاغ الوجدان العربي لسنوات طويلة... كما ان الموضوعية تتطلب منك ان تعترف بان الدراما السورية لا تتمتع ولو بعشر سقف الحرية المتاح امام الدراما المصرية وهذه نقطة قوة مهمة، ، ا ، . وفي النهاية لم اكن اتمنى اثارة هذه النعرات الاقلميية وكنت اتمنى بدلا من محاولة ذبح الدراما المصرية واهالة التراب عليها ان نتحدث عن تكامل الدراما العربية والاستفادة من التجارب المختلفة لعمل دراما عربية متميز ة، بدلا من هذه العقد المرضية التي تسيطر على بعض الصغار.

كلام
ابو عمر -

كنت اتمنى عل هذا الكاتب الذي لا اعرفه شخصيا ان يكون اكثر موضوعية في حديثه عن الدراما المصرية التي سادت العالم العربي لسنوات طويلة وعلمت الكثيرين بمن فيهم مسؤولو الدراما السورية ، وبدلا من ان يتطرق الى قضايا جوهيرية في نقده للدرااما المصرية راح يتحدث عن عمر الممثلين والمكياج وغيرها، وهذا تسطيح فاضح للموضوع ورغبة على ان يهيل التراب على تاريخ طويل وعريض من الريادة في مجال الدراما، الغريب في الامرانه لم يكتف بالحديث عن تراجع الدراما المصرية وانما راح يبشر بتراجع السينما، واسأله يا ايها الكاتب وهل هناك سينما في العالم العربي بدون السينما المصرية.؟ واين هي السينما السورية العظيمة التي ستكتسح العالم؟ ومن أين تسنى لك ان تقول ان محبة النجوم المصريين في الشارع العربي تراجعت ؟ ؟ انا لا اجادلك في ان الدراما السورية متميزة وفيها جهد متميز وانا شخصيا من المعجبين بالكثير من الاعمال التي تقدمها ،ولكنها تظل بالنسبة للدراما المصرية مجرد حائط صغير في مواجهة هرم عمره عشرات السينين من العمل الابداعي الذي صاغ الوجدان العربي لسنوات طويلة... كما ان الموضوعية تتطلب منك ان تعترف بان الدراما السورية لا تتمتع ولو بعشر سقف الحرية المتاح امام الدراما المصرية وهذه نقطة قوة مهمة، ، ا ، . وفي النهاية لم اكن اتمنى اثارة هذه النعرات الاقلميية وكنت اتمنى بدلا من محاولة ذبح الدراما المصرية واهالة التراب عليها ان نتحدث عن تكامل الدراما العربية والاستفادة من التجارب المختلفة لعمل دراما عربية متميز ة، بدلا من هذه العقد المرضية التي تسيطر على بعض الصغار.

الدراما حلوه والكومي
مصرى -

الكوميديا السوريه جميله جدا ايضا بس ما تبالغش جدا الى هذا الحد ففيها أيضا بعض عيوب الكوميديا المصريه..أما خيابة المسلسلات المصريه فحدث ولا حرج..وكل المصريين ها يزعلو منك بس أنا مبسوط منك جدا

السورية هي الأنجح
سمر -

فعلاً الدراما السورية تثبت جدارتها يوماً بعد يوم , ودائماً تعطي رسائل اجتماعية كبيرة للمجتمعات كافة , وهي بعيدة كل البعد عن التصنّع الموجود في باقي الدرامات العربية , أنها تتجه نحو العالمية .. تحية

زعماء و حكماء
فهمان صاحب البوط -

لعل اكثر ما اعجبني في هذه المقالة وهو ما كان يزعجني و يستفزني سابقا هو ظهور هؤلاء الممثلين كحكماء و زعماء لمجرد انهم مثلو و ادوا ادوار لحكماء او زعماء , و رغم فشلهم في التمثيل هذه الفترة فانهم يضيفوا فشل اخر في مكان اخر ليس ملعبهم

كلام صحيح
حدوقه -

لا بد لعواجيز الدراما المصرية ان يتقاعدوا من ادوار الشباب ؟!!!

الدراما المصرية
kadhim -

الدراما المصرية في الغالب فيها نکهة ترکية لهذا هي بعيدة عن مجتمعاتنا العربية الاسلامية. ولا يمکن هضمها بسهولة، فهي تجارية صرفة.

I agree
jon -

الدرامة السورية في تقدم والدرامة المصرية في تراجع ففي الدرامة السورية تشاهد مواضيع جديدة وفيها جمالية تشبه الدرامة الأوروبية التي تهتم بجمالية الصورة وتغوص في عمق الصورة ايا كانت الصورة حتى لو كان بيت قديم متهالك فانا استمتع بمشاهدة الصورة في الدرامة السورية وكأنني اسمع اغنية لأم كلثوم من راديو قديم وعلى ضوء شمعة في مساء هادئ . وهذا يعود الى براعة المخرج السوري فأنه يغوص في اعماق الشخصية والمكان وليس مجرد ممثل يردد كلام حفظه مثل الببغاء . انا عن نفسي استمتعت جدا بمسلسل زهرة النرجس واهنئ المخرج رامي حنا على ابداعه في نقل صورة هادئة للمشاهد من دون صراخ. وايضا احب ان اهنئ المبدعة سعاد عبدالله على براعتها في دور فضة قلبهاابيض فقد ابكتني الحقيقة

نصيحة الى المصريين
عراقي حقيقي -

اعتقد ان على الدراما المصرية ان تسارع في اعلان حالة الانذار القصوى وان تبدأ بطلب فارس الدراما المصرية اسامة انور عكاشة والذي اعتقده سيعيد بعض التوازن الى ساحة المنافسة كونه اكبر منقذ لهم في مثل هذه الايام لعدة اسباب منها ثقة المشاهد العربي باعماله وكذلك قدرة هذا الكاتب الفائقة بالتعاون مع مخرج مثل اسماعيل عبد الحافظ على اخراج روائع لا اظن ان الدراما السورية وبالرغم من جودتها تستطيع ان تصل اليها..وكذلك نوعية التعامل مع احداث وقضايا تشغل الشارع العربي بأكمله وليس المصري فحسب..نصيحتي الى المصريين ان يستعينوا بعكاشة اذا ما ارداو الاستمرار في الوقت الحاضر كون من نشاهد اعمالهم هذه الايام لم يثبتوا جدراتهم في الوقت الذي بدأت فيه منافسة السوريين والخليجيين تشتد شراسة

I agree
jon -

الدرامة السورية في تقدم والدرامة المصرية في تراجع ففي الدرامة السورية تشاهد مواضيع جديدة وفيها جمالية تشبه الدرامة الأوروبية التي تهتم بجمالية الصورة وتغوص في عمق الصورة ايا كانت الصورة حتى لو كان بيت قديم متهالك فانا استمتع بمشاهدة الصورة في الدرامة السورية وكأنني اسمع اغنية لأم كلثوم من راديو قديم وعلى ضوء شمعة في مساء هادئ . وهذا يعود الى براعة المخرج السوري فأنه يغوص في اعماق الشخصية والمكان وليس مجرد ممثل يردد كلام حفظه مثل الببغاء . انا عن نفسي استمتعت جدا بمسلسل زهرة النرجس واهنئ المخرج رامي حنا على ابداعه في نقل صورة هادئة للمشاهد من دون صراخ. وايضا احب ان اهنئ المبدعة سعاد عبدالله على براعتها في دور فضة قلبهاابيض فقد ابكتني الحقيقة

لا تطلقوا التار على
أبو الهول -

مما لاشك فيه أن المسلسلات المصرية ساهمت ومنذ زمن في تشكيل المزاج العربي العام واحتلت مكاناً مرموقاً في ضمير ووجدان الشعوب العربية ولكن هذا كان وكان هو فعل ماض. لا أحد ينسى ;الهجان ; أو ;ليالي الحلمية وقبلها كثير ولكن مضى على تلك الروائع أكثر من عشرين سنة لم تستطع الدراما المصرية بعدها أن تقدم جديداً فاستفادت الدراما السورية من تلك الفجوة الزمنية واستطاعت تعويض الفارق بينها وبين المصرية من خلال المسلسلات التاريخية التي كانت بداية دخول الدراما السورية عصر القوة. فيما يخص السينما فعلى الرغم من تفرد السينما المصرية في الساحة العربية إلا أن ما تقدمه سطحي وغث وهابط ولا يضيف شيئاً وما ;اللمبي ; أو ;علي الطرب بالتلاتة مثلاً إلا دليل على ما أقول وفيما يخص النجوم الكبار فلا مانع من ظهورهم بسنهم الحقيقي في أعمال تتناسب مع ما وصلوا إليه من عمر فنجوم هوليوود الكبار يظهرون في أفلامها ويؤدون أدواراً رائعة ولكن إفلاس الدراما المصرية في اعتقادي غياب النصوص والمخرجين الجيدين

لا تطلقوا التار على
أبو الهول -

مما لاشك فيه أن المسلسلات المصرية ساهمت ومنذ زمن في تشكيل المزاج العربي العام واحتلت مكاناً مرموقاً في ضمير ووجدان الشعوب العربية ولكن هذا كان وكان هو فعل ماض. لا أحد ينسى ;الهجان ; أو ;ليالي الحلمية وقبلها كثير ولكن مضى على تلك الروائع أكثر من عشرين سنة لم تستطع الدراما المصرية بعدها أن تقدم جديداً فاستفادت الدراما السورية من تلك الفجوة الزمنية واستطاعت تعويض الفارق بينها وبين المصرية من خلال المسلسلات التاريخية التي كانت بداية دخول الدراما السورية عصر القوة. فيما يخص السينما فعلى الرغم من تفرد السينما المصرية في الساحة العربية إلا أن ما تقدمه سطحي وغث وهابط ولا يضيف شيئاً وما ;اللمبي ; أو ;علي الطرب بالتلاتة مثلاً إلا دليل على ما أقول وفيما يخص النجوم الكبار فلا مانع من ظهورهم بسنهم الحقيقي في أعمال تتناسب مع ما وصلوا إليه من عمر فنجوم هوليوود الكبار يظهرون في أفلامها ويؤدون أدواراً رائعة ولكن إفلاس الدراما المصرية في اعتقادي غياب النصوص والمخرجين الجيدين

كلام صحيح
عدنان -

كلام صحيح، وقد أصاب الكاتب في قوله. فالدراما المصرية أصبحت باهتة لا تعنينا، ومواضيعها سطحية. وأما أداء الممثلين فباهت ومكرر. إنه زمن الدراما السورية الرائعة من حيث المواضيع والأداء والإخراج والسيناريو...

كلام صحيح
عدنان -

كلام صحيح، وقد أصاب الكاتب في قوله. فالدراما المصرية أصبحت باهتة لا تعنينا، ومواضيعها سطحية. وأما أداء الممثلين فباهت ومكرر. إنه زمن الدراما السورية الرائعة من حيث المواضيع والأداء والإخراج والسيناريو...