أصداء

باب الحارة: هل من بديل يقارعه؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

مرة أخرى تمکن الثنائي مروان قاووق و بسام الملا من الهيمنة على أکبر عدد ممکن من مشاهدي الشاشة الصغيرة و أثارا مرة أخرى عاصفة من الجدل و النقاش بخصوص المضامين التي دعا إليها المسلسل المثير للجدل و الاهتمام"باب الحارة"، ورغم أن العديد من النقاد و الکتاب قد تعرضوا بالنقد الذي جنح لدى بعض منهم نحو التجريح و إعتبروا العمل يدعو لمفاهيم بالية أکل عليها الدهر وشرب و إنه ينتهج طريقا براغماتيا يغازل أکثر من طرف لا يخفي إرتياحه لهکذا مضامين. لکن مشکلة هؤلاء النقاد أنهم يتجاهلون جانبا مهما جدا في المشکلة وهو أن الطرف الآخر الذي يضد هکذا مضامين، مازال کسابق عهده غير واضح المعالم و لم يحدد هويته و لاشکله و لاإنتماءه بالصورة الواضحة التي يمکن من خلالها التعرف عليه. إن العقبة الکأداء التي تواجه الطرف الآخر الرافض لمضامين باب الحارة، هو إنه ليس بإمکانه لحد الان من الجهر برفضه الکامل و الحاسم لتلك المضامين مثلما إنه مازال عاجزا لحد الان من أن يدعو لمفاهيم و أفکار ترسخ لأرضية مغايرة تماما لتلك التي يستند عليها"العقيد أبو شهاب" و رجال حارته الميامين المثاليين والتي يبدو جليا إنها مازالت تستهوي غالبية قطاعات الشارع العربي و تدغدغ أوتار أصدق أحاسيسهم وأنه ليس يمتلك بديلا بالمعنى الحقيقي للکلمة. إن التيار اليساري أو التقدمي أو الحضاري أو المدني أو ماشأت من هذه التسميات، مازال غير قادر على خلع عباءة سعاد و إلقاء خنجر العقيد أبو شهاب جانبا و السخرية من غيرة و شهامة و إندفاع أبو العز، في حين أن المشاهد العربي بشکل عام يجد نفسه منحازة و مندفعة و حتى متقمصة لهذه النماذج بل وأنهم يسخرون من آراء النقاد الذين ينالون من هذا المسلسل.


ومع أن الجزء الثالث من باب الحارة قد حفل بقدر واضح من الحشو و الإطناب مثلما إنه مال في الکثير من الاحيان الى القفز على الجدران الواقعية لمسار الاحداث إنتصارا للمسار الدرامي الذي رسمه المؤلف قاووق للشخصيات والتي ترسخت بقوة في ذهن المشاهد، لکنه نجح و بصورة واضحة في الامساك بالخيط الدرامي بقوة والذي توفق المخرج بسام الملا أيما توفيق في تجسيده ببداعة مفرطة ملکت لب المشاهد و دفعته لکي يعيش داخل حارات الضبع و أبو النار و الماوي و بذلك فقد صار المشاهد العربي ينسى رويدا رويدا حارات الغورية و الحسين و المرسي و تترسخ في ذهنه بدلا منها حارات من بلاد الشام. ومما لاشك فيه أن بسام الملا تمکن أيضا بذهنية مهنية ثاقبة من توظيف الکاميرا و حرکتها بصورة تفوقت في العديد من الاحيان على الدراما التلفزيونية و کادت أن تکون سينمائية في بعض المشاهد مما ساهم في تغليف المسلسل بهالة قوية أبهرت الناظر و متعته طوال تلك الفترة التي کان يتطلع فيها الى أحداث المسلسل في وقت کانت رتابة و روتينية العديد من المسلسلات المصرية الاخرى کانت تدفع بالمشاهدين الى التثاؤب فيما کان الملا يشد مشاهديه بقوة الى الشاشة منذ أول لحظة و حتى اللحظة الاخيرة من الحلقة التي تعرض. لقد نجح الملا في إخراج المشاهد العربي من نمطية الصور و المشاهد المکررة وقدم سياقا آخرا يوظف لمنحى جديد سوف يحدث إنقلابا جذريا في الشکل الدرامي العربي فهو يجمع بين المشاهد الثابتة و البطيئة و تلك السريعة و المتحرکة و کمايسترو متمکن يوزع بحذاقة الادوار بينهما. وقد کانت مشاهد الحلقة الاخيرة سيما تلك المتعلقة بالمواجهة بين رجال حارة الضبع و قوات الدرك، تحمل مسحة فنية رائعة من حيث سرعة حرکة الکاميرا و الزوايا و المساحات التي يغطيها الى جانب خفته في نقل الصور المتتالية و المعبرة عن رجال حارة الضبع. وفي کل الاحوال، فقد نال قاووق و الملا نجاحا و حضورا و تألقا لدى الشارع العربي من الصعب تجاهله أو عدم الاکتراث به وهو يؤکد بأن هناك ثمة مسائل کثيرة مازالت بحاجة لإعادة النظر فيها سيما تلك المتعلقة بالدعوة الى التغيير الاجتماعي و الفکري في العالم العربي.


لقد نجح باب الحارة من حيث فشل اليسار العربي و کذلك التيار الليبرالي العربي في الدعوة الى مفاهيمهما وأن باب الحارة عندما نجح بهذا الشکل الملفت للنظر، فإن السبب الحقيقي لذلك کان يکمن أساسا في أن هناك في أغوار کل مشاهد عربي شخصيات مثل العقيد أبو شهاب و أبو العز و أبو حاتم و غيرهم وأن نجاح الجزء الثالث قد فتح الابواب على مصراعيه أمام نجاح الجزء الرابع من هذا المسلسل أيضا فهل هنالك من بديل يقارع باب الحارة؟!

نزار جاف

nezarjaff@gmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ليست مبارزة فنية!
إنجي -

ألم يكن بإستطاعة الكاتب أن يشيد بمسلسل باب الحارة--دون أن يأتي على ذكر المسلسلات المصرية!؟--خاصة أن المقال خاص بنقد باب الحارة وليس نقداً بين المسلسلات المصرية والمسلسلات السورية!!--فلماذا كي نفخم أمراً علينا بتهميش آخر!!--ثم الفن الحقيقي دون هوية و من المفترض أن يكون سحابة تمر على الهويات وتترك أثرها سلباً أو إيجاباً--وبه يستفيد المشاهد من متعة وإتطلاع--أي هو الرابح في النهاية--وليس هذا ربح سوري وذاك ربح مصري!!--ونرجو من القائمين على الدراما عامة--عدم الوقوع في مطب الإنتاج كما الإنتاج المصري من أجل إسم نجم يدر دخل كبير--حيث الدراما السورية لازالت تنتج من أجل النص والصورة وليس من أجل النجم--وبالتالي الفنان السوري هو خادم للنص--وليس العكس--فبالمسلسلات المصرية الأخيرة--إبهار نجومية الفنان أعلى من النص!--وهنا المشكلة--ملاحظة فقط...بأمريكا وغيرها..ليس هناك ما أسمه قمة الفن--أو تفوق أو بلادة دراما ما--إنما هناك تقييم للعمل في حد ذاته--كما ليس هناك ما أسمه فنان قدير هكذا في العموم--بل أيضاً الفنان يقيم من خلال عمل حديث له--أخيراً..الفن ليس كماتشات كرة القدم!0

فشل كبير
ســامي الجابري -

لم ينجح الجزء الثالث , وانما حصد نجاح الاجزاء السابقه,والجزء الرابع سيأتي بلا قيمه فنيه لانه سيكون اجترار للاجزاء السابقه , حتى وان حظي هذا الجزء باكثر نسبة مشاهده فهو بسبب نجاح الاجزاء السابقه وغياب اعمال فنيه ذات قيمه تنافس باب الحاره ,سوى بعض الاعمال التي حظيت بنسبة مشاهده كبيره كابو جعفر المنصور ومسلسل الحوت الذي تفوق على باب الحاره.انتاج جزء رابع من باب الحاره استهلاك للقيمه الفنيه التي ظهر بها الجزئين الاول والثاني وقضاء على قيمه فنيه تركت اثرها عند المشاهد العربي ولو كنت مكان وزير الاعلام السوري لمنعت انتاج جزء رابع حفاظا على التفوق الكبير للدراما السوريه ومنعا للنكوص الى الخلف باعمال لها اثرها على الساحه الفنيه.

مبروك
ابو جعفر المنصور -

مرحى للدراما السوريه، وبورك لكل الذين عملوا في هذا المسلسل الرائع، وحري بنا بأن نتعلم من اجدادنا، الاصول الحقيقية للمجتمع العربي والاسلامي.

أبو عصام
فادي النابلسي -

لقد كان بطل الجزء الثالث من باب الحارة وبلا منازع هو أبو عصام. فغيابه انعكس ضعفاً. وشعر الناس بهذا الغياب. فكان عباس النوري هو الرابح. وبديله أبو حاتم كان أداؤه كاريكاتورياًوغير مقتع ككبير من كبراء الحارة. الحلقة الأخيرة كانت الأسوأ. ونهايتها غير منطقية وتثير السخرية. لا أدري كيف سيفلت أهل حارة الضبع من غضب الفرنسيين بعد أن انكشفوا جميعاً ورفعوا السلاح وقتلوا الجنود والضباط. لو حصل هذا حقيقة لكانت الحارة سويت بالأرض بالمدافع. واقتيد كل رجالها للمشانق. لا أدري كيف سيحل الكاتب هذه المعضلة.إلا إذا أراد أن يستخف بعقول المشاهدين. يجب أن يسمى هذا الجزء ب السقوط لأن كثير من الممثلين فيه سقطوا عن السلالم. وكذلك المسلسل نفسه سقط عن قمة المشاهدة.

لا بديل
نور الدين -

القيم والمفاهيم المطروحة في باب الحارة من قبيل المطلق الذي يفهمه وينتصر له كل واحد بغض النظر عن جنسيته، لذلك فباب الحارة الدمشقي السوري يشد المواطن العربي الذي يشعر أنه جزء منه. وهذا بخلاف المسلسلات المصرية المبنية على تمجيد الذات المصرية وإبراز علوية الكائن المصري. هذا من جهة ومن جهة أخرى فنية بحتة، فإن الدراما السورية تفوقت على مستوى الحوار والسيناريو والقصة، وعلى مستوى الأداء التمثيلي والإخراج. ويكفي للدلالة على هذا أن تشاهد مسلسل بعد الفراق المصري – إن استطعت أن تستمر في مشاهدته – لتقف على الرتابة والسطحية في القصة والأداء التمثيلي (عدا هند صبري). باب الحارة فتح الباب للمشاهد العربي ليخرج من سطحية الدراما المصرية ويدخل في عالم الدراما السورية التي تخاطب العربي ككل بمنهج إبداعي على كل المستويات. ومن هنا، فلا بديل إلى حد الآن.

بلا عنوان
داود -

نجاح المسلسل او انحياز المشاهد الى شخصياته لا يعني فشل اليسار او الليبراليه ..فاا لقيم الاجتماعيه التي طرحها المسلسل وما يخص المرأه بالذات قد تجاوزته المجتمعات العربيه في واقع حياتها فحركة الحياة وتعقيداتها تميل دائما الى فسح المجال امام الافرادللاستقلال والتفرد وبالنهاية استقلال الشخصيه وتحررها وانتشار القيم البراغماتيه.فالواقع يقول :لاتوجد ملائكة كثيرين كا ابو شهابتتكفل بكل المحتاجين والفقراءوتحرر الشعوب بمسدس وخنجر...

باب المنطق
صارغون الأكادي -

مايدعو للاستغراب حقاّ أن باب الحارة يُفتَح ويُقفَل مراراً وتكراراً, و باب المنطق والعقل لا يُفتَح أبداً في بلاد العربان.. ما يزال منطق الشنبات والشوارب (وهما المرادف الوحيد للرجولة عند العربان وكذلك التعريف الوحيد لها) هو المنطق الأوحد الذي يتقنونه.. ابن رُشْد وابن خلدون وضعا أسس علم المنطق وعلم الاجتماع منذ عدّة قرون وقام الخلفاء وأمراء المؤمنين ورجال الدين بدفنها.. وضعوا مبادئ العقل والفكر والتفكير الموضوعي التي قامت النهضة الأوروبية عليها بينما قام العربان بقلبها.. فليذهب باب الحارة وأهل الحارة إلى الجحيم.. أرجو النشر عملاً بمبدأ حرية التعبير..

باب الأمل
سوسو -

قديكون الجزء الثالث لم يأت بجديد ولكن السؤال لماذا نسبةالمشاهدةالعاليةله؟ ولماذا يجلس المشاهدالعربي له مهما كان موعده؟لأنه وبصراحةداخل كل مواطن عربي ومواطنةعربيةتجد أبوشهاب ومعتز وأبوحاتم وسعاد ودلال..ولكن في زمن الإنترت والفاست فود نسي المواطن هذه الشخصيات أوتناساها في بحثه الدائم عن التطور أو لقمةالعيش وعندما جائت هذه الشخصيات وجد الإنسان العربي شخصيتةالمنسية في هذه الشخوص..فكان باب الحارة مرآة للمواطن العربي ليشاهد جزء نساه أوتنساه في عصرالتطور.. إن باب الحارة مرآةلحياة وشخصيات موجودةبداخلنا دفناها بإيدينا لننال وبكل فخر لقب شخصيات حضارية

ارسو على بر
مدمن ايلاف الازلي -

دوختونا كل واحد يقول على المسلسل الذي يعجبه انه حقق اعلى نسبة مشاهدة..مرة ابو جعفر المنصور ..مرة اسمهان..مرة باب الحارة..وهي كلها مسلسلات غير ذات قيمة