العراق الجريح عالق في مشاحنات أوباما وماكين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ما لبلاد ما بين النهرين مهد الحضارة والتنوير، ما للعراق منشأ العلم ومنبع المعرفة المتشظية وصولاً إلى أقاصي المعمورة ومن ضمنها البلد الشامخ، ما للعراق أم شرائع حمورابي، ما للعراق مرتع النوابغ والمفكرين والشعراء، ما له وأن يتحول إلى موضوع تنافسي أو لكرة حامية، يتقاذفها مرشحون الرئاسة الأميركية بين منبرين! أم أن العالم نسي والشعب الأميركي الأصيل التواق للعدالة والمساواة ولكل القيم الإنسانية والديمقراطية أولاً، نسي بأن العراق ليس فقط أرضاً نفطية، بل هو اليوم بلد جريح، وأرض مجّت الدماء والدموع، وشعب مشتت ومهجر يعاني الأمرين؟
وعندما يقول ماكين بأن العمليات الإرهابية قد تدنت نسبتها في العراق بعد سنة 2007، قد نضم صوتنا إلى صوت المرشح أوباما الذي ذكره بأن الحرب على العراق لم تبدأ بهذا التاريخ، وبأن مقاومة التواجد الأميركي بدأ من اليوم الأول في العراق وأن عدد الجنود الأميركيين الذين قتلوا قبل هذا التاريخ يفوق الأربعة الآلف. ونسأل مع أوباما أين هو الانتصار يا ترى؟
وليس من باب التحيز لجانب المرشح أوباما ولكنه عندما يقول: "بأنني ومنذ ستة سنوات وقفت وقلت أنا ضد هذه الحرب، وكنت أتمنى أن أكون مخطئاً لمصلحة البلاد(الولايات المتحدة الأميركية)، وأن يكون معهم حق (إدارة بوش)، ولكن الوضع لم يكن على هذا الشكل" أو عندما يقول أيضاً: "لما بدأت الحرب قلتم إنها سوف تكون سريعة وسهلة، وقلتم نعرف مكان تواجد أسلحة الدمار الشامل، ولكنكم كنتم على خطأ. قلتم أننا ذاهبون كمحررين للعراقيين وكنتم على خطأ. وقلتم أنه لا يوجد تاريخ من العداء بين السنة والشيعة وكنتم على خطاء.وبدل أن تلاحقوا أسامة بن لادن المسؤول عن أحداث سبتمبر، في جبال تورا بورا، وفي أدغال حدود باكستان، شنيتوا الحرب على العراق، ونسيتوا أمر بن لادن، في وقت كان هو يعيد تشكيل أرضيته وأدواته وشبكاته. لهذا السبب القاعدة في أفغانستان اليوم هي أقوى من أي وقت آخر ومنذ سنة 2001".أمام هذه المواقف الواضحة والواقعية، لا بد لنا من التسليم وفي حال صدقت النوايا، بأن الرجل هو على صواب فيما يقوله.
أما بالنسبة للموضوع الأهم وهو تاريخ خروج القوات الأميركية من العراق، فلقد تباينت أوجه النظر بين الخصمين. ومقابل إعلان أوباما بأنه:" في حال انتخبت رئيساً سوف أؤيد سحب القوات الأميركية من العراق، حتى نتمكن من ملاحقة مصدر الإرهاب الحقيقي أي تنظيم "القاعدة" في أفغانستان، مثلما كان علينا أن نعمل منذ البدء"، جاء موقف المرشح الجمهوري ماكين معاكساً إذ أعلن:"يا أصدقائي إذا ما خرجنا من العراق لن يقيم تنظيم "القاعدة" قاعدة واحدة له في العراق، ولكنه سوف يخطف كل البلاد، ولن أدع ذلك يحصل، ولن أتخلى وأتراجع أمام تهديد "القاعدة"،وأضاف "أن أي انسحاب هو بمثابة رفع الرايات البيض أمام الإرهاب." قد تعطي هذه المواقف فكرة أولية عن النوايا المستقبلية للإدارة الأميركية المقبلة حيال العراق على المدى القريب. يبقى أن مصير العراق سوف يظل معلقاً، إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية، وإلى حين تشكيل واكتمال الإدارة الجديدة.
مهى عون
mahaleb@hotmail.com
التعليقات
العراق ليس جريح
ابو عبد الله لندن -اختي العزيزه بعد النصر الالهي وسحق النظام الصدامي ماعاد العراق جريح انه اسد والشعب العراقي سيد العرب والعالم اشكر مشاعرك واخلاصك للعراق وشعب العراق واعلمي ان كل الامور تهون بعد رحيل صدام
.......
نوري -والله أخوي ابو عبد الله الظاهر انك مؤمن جداً بفكرتك واخلاصك ومشاعرك وثقتك بأن العراق ليس جريح وهو أسد وجميل وأمين ومكان مثالي للعيش بعد رحيل صدام والدليل القاطع على ذلك هو مكوثك في لندن وليس بغداد!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!