أصداء

محنة الطالباني بين بغداد والسليمانية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الوضع الداخلي في الشارع الكردستاني غير مستقر بل في هلع والرئيس العراقي جلال الطالباني يدرك ان الاتحاد الوطني الكردستاني الذي كان وراء وصوله الى سدة الحكم في بغداد قد يكون وراء اسقاطه ايضا لكن لاتزال اوراق وعدة امور متحركة قبل ان ينفض الغبار عن المشهد السياسي النهائي في اقليم كردستان.

يواجه الرئيس العراقي جلال الطالباني اقوى ازمة داخل حزبه منذ توليه الحكم قبل 4 اعوام جراء ردود الفعل الجماهييرية على قراراته بتعيين بعض المسؤولين في اقليم كردستان متهمين بالفساد واستغلال السلطات.

وقبل ايام عقد مجموعة من كوادر حزب الطالباني مؤتمرا اعلنوا فيه تشكليهم لتيار تسمى بالتيار التغيير الديمقراطي وانشقاقهم عن الطالباني وكشفوا عن طبيعة الازمة الموجودة داخل الاتحاد الوطني الكردستاني والطالباني يرد بطرد مجموعة من كوادر حزبه.

ومن حيث الشكل فان الاقتراح السياسي للتيار الديمقراطي المنشق حرص على تحريك المشكلات الكردية دوليا فهم عقدوا مؤتمرهم الاول في لندن لكنه من حيث التجربة والمضمون فانه يرمي الى عزل الرئيس جلال الطالباني.

الشارع الكردي يتحدث عن المؤامرة وان كانت فعلا مؤامرة فأن اخطر ما في هذه المؤامرة بساطتها وبراء تها. فهي ببساطتها تستدعي الاعجاب والتأييد ووبراء تها تمنع الاعتراض والتنديد.


لعبة ذكية بلا شك و ولو تمعنا باهدافها لحاصرتها الشكوك.

فمن الطبيعي ان يتمتع المتأمر بالذكاء حاد،يعززه خبث يتفوق فيه على الضحية.

لا خلاف ان الرئيس الطالباني العائد من احد المشافي العلاجية بالولايات المتحدة قد أعاد الكل الى طاولة الحوار والتشاور في العراق وهو بحكم تجربته السياسية الغنية متمسك بوحدة العراق وتوافق قومياته وطوائفه.

وفي جلسات الحوار الاخيرة الذي جمع بين الهاشمي وعبد المهدي والبرزاني التي كان عرابها الاول، اطل الرئيس جلال الطالباني اطلالة رجل عاقل وبالغ الحرص على اخراج العراق من النفق المظلم الذي يراوح منذ اشهر.

وهنا السؤال الذي يطرح نفسه لماذا فشل الرئيس طالباني في الحفاظ على وحدة صفوف الاتحاد الوطني وينجح في توحيد صفوف العراقيين؟

نحن نعلم ان في كل مرة عندما يتخندق قادة التكتلات في منظمته الواحد في مواجهة الاخر، ويشحذون اسنانهم لجولة عراك جديدة، يعطي الرئيس جلال الطالباني الدليل تلو الاخر، على انه مؤمن بمستقبل العراق وتعافيه، مؤكدا ان القضية المركزية فوق كل أعتبار، وهو ينأى بنفسه وبحزبه عن لعبة المغانم والخسائر، اذا كانت الخسارة هي القضية المركزية

ان الرئيس جلال الطالباني رجل يتعامل بصدق مع الحقائق والوقائع وبرهن بقوة انه يحترم الالية الديمقراطية والتعددية الحزبية في اقليم كردستان والعراق.
وهو يدرك بوضوح تام ان أكراد العراق لا يمكن ان يكونوا جزيرة معزولة عن محيطهم العربي، أو معادية لهذا المحيط، وهم أقوياء بقدر ما ينتمون الى قضايا العرب المصيرية،ويلتحمون معهم في الدفاع عن هذه القضايا، ويفقدون حصانتهم التاريخية والوطنية والقومية، اذا ربطوا مصيرهم او بعض هذا المصير ببعض الدول الغربية او المعادية في المنطقة.

في زمن المؤامرات العراقية عرف الرئيس جلال الطالباني طوال حياته السياسية كيف يتعامل مع المتأمرين الاصدقاء والبعيدين، الا ان المراقبين يعتقدون ان اقصاء المتأمرين ستجعل الأمور اكثر سوء له، باعتبار انها ستؤدي الى تقوية التيار المنشق والتكتلات السياسية المعارضة له.
لا تزال هناك مثلما ذكرت في البداية عدة امور متحركة قبل ان ينفض الغبار عن المشهد السياسي المقبل في اقليم كردستان، الطالباني بكل تأكيد يريد ان يبقى في الحكم وحسب، وانما ان يبقى رئيسا للبلاد في الانتخابات العراقية القادمة. لكن هل ستقضي الانشقاقات الداخلية في حزبه على رئاسته واحلامه معا؟


راوند رسول
dr.rawandrasul@yahoo.se

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الفساد وعرابي مافيا
كركوك أوغلوا -

المال والنفوذ مستشري من قمة الهرم الى تحت !!..وتحالفهم مع المافيا التركية في السيطرة على الأقتصاد والتجارة والأستثمارات ؟؟!!..

مقال جميل و لكن!
أمانج شيخة -

فعلاً هذا المقال مقال جميل و لكن تنقصه معلومة وهي أن مام جلال عاجز عن حل النزاعات الداخلية لحزبه بسب الأخ نوشيروان مصطفى نائبه السابق الذي أسس بمال الطالباني و الإتحاد منبراً و شركة سياسية- تجارية- إعلامية لمعارضة طالباني. فالمعلوم هو أنه لولا الشخص المعارض هو نوشيروان مصطفى لما قَبِل طالباني بوجود أية تكتلات لاشرعية، المشكلة هي أن لنوشيروان مصطفى أفضال على طالباني و هذا ما يجعل أن يكون الرئيس يتعامل معه بهدوء و إعتدال، و الهاجس الآخر هو إبقاء حزبه موحداً بعيداً عن الإنشقاقات التي تضر بالحركة الكردية

محض خيال.
برزنجي -

المطروح موضوع حساس ومؤثر علی الساحة السياسية الکردستانية وعلی الاتحاد الوطني نفسه بشکل خاص ولکن ليس بالشکل الذي طرحه السيد الکاتب. فرغم أن للقضية سلبياتها، الا ان لها إيجابياتها أيضا أو علی الأقل هي علامات صحة بقدر ما هي علامات مرض. کلنا نعرف ان الاتحاد تنظيم شباب مثقف متنور ذو منابع وأصول يسارية علی الأغلب مع تيارات من اليسار الوسط الکردي مر بمراحل عديدة وکان آخر مرحلة لها هي وجهة الاشتراکيين الديمقراطيين. وکان الاتحاد بالاساس تحالف او إتحاد عدة تيارات أو تنظيمات أکبرها تنظيم كوملة أو عصبة شغيلة کردستان اليسارية المارکسية والذي شکل القاعدة الجاماهيرية الاکبر ليس داخل الأتحاد فقط وإنما في الساحة الکردستانية في فترة من الفترات. ونتيجة لهذه الجذور والقاعدة الشبابية للتنظيم فقد شهد التنظيم وفي مراحل عمره الأولی أيضا تحرکات وتکتلات أو حتی إنشقاقات. کان من أبرزها کتلة آڵاي شۆڕش بزعامة عضو المکتب السياسي الحالي للتنضيم السيد ملا بختيار المقرب حاليا من السيد جلال الطالباني. وکان شعور الإنتماء إلی الإتحاد وکذلک دبلوماسية السيد الطالباني کفيلتان بإعادة الأبناء المنشقين أو الضالين مرة أخری إلی أحضان الأتحاد، کما حصل مع جماعة آلاي شورش وکما هو في مرات سابقة مع السيد نوشيروان مصطفی، الذي يتأمل الکثيرون عودته إلی صفوف الإتحاد رغم المناوشات الإعلامية بينه وبين أقطاب الأتحاد کالملا بختياربين الفترة والأخری. غير أن البادرة الأخيرة من لدن بعض کوادر الدرجة الثانية في الأتحاد والبعيدون عن الساحة السياسية الکردستانية لم تکن بثقل وجماهيرية المبادرات الأخری وکان يحمل مع ولادتها بوادر وفاتها المبکر، کونها کانت لا تتسم بالعقلانية في طرحها ولم تکن إلا مظاهرة إعلامية لا أکثر. غير أن هذا لا يعني أن الأتحاد لا يعاني من أزمات في القيادة وداخل التنظيم ولکن السؤال المطروح هو إلی أي مدی ينجح السيد الطالباني في لم شمل الأتحاد مرة أخری کالمرات السابقة وإلی أي مدی ينجح السيد الطالباني في جمع التکتلات والمنابر المختلفة تحت قيادة جديدة قادرة علی إکمال المشوار في أهم مرحلة من مراحل العمر التنظيمي للاتحاد وکردستان والعراق أيضا، کون رئيس الأتحاد هو رئيس جمهورية العراق أيضا. فالأتحاد بحاجة إلی وجه قيادي يلتف حوله قواعده ويکون ملائما لتبوأ مرکز قيادي ليس في کردستان بل وفي العراق أيضا في حال ما إذا أسیتج

أصلاح
الکو‌ردستانية -

أن النظام الپرلماني لا يسمح بأحتکار السلطة لأکثر من أربع سنوات أکثر، والسيد مام جلال قد خدم العراق قبل الکورد، لها تعرض لهزات من داخل حزبه ، السياسي يحتاج الی مستشارين فعليين لتقويم سلطاته وفيما لو ينصت لمن يرغب بأصلاح الحال فالقادم لن يکون مشرقا کما کان قبل 4 سنوات. وهذا التعليق موجه لکل من يترأس حزبا في العراق الجديد

للتصحيح رجاءا
خلف حمادي -

يقول الكاتب :(وفي جلسات الحوار الاخيرة الذي جمع بين الهاشمي وعبد المهدي والبرزاني التي كان عرابها الاول، اطل الرئيس جلال الطالباني اطلالة رجل عاقل وبالغ الحرص على اخراج العراق من النفق المظلم الذي يراوح منذ اشهر)..الصحيح هو ان الطالباني لم يعقد هذا الأجتماع الا للتآمر على المالكي ومحاصرته من اجل تحقيق مزيد من الأطماع والمآرب التي يريد الحصول عليها هو والبرزاني لتضاف الى ارصدتهم وارصدة اتباعهم بينما الشعب الكردي في مهب الريح ..

منطق نظرية المؤامرة
ئاشتي بغدادي- UK -

الأخوة المناضلون الأربعة الذين شكلوا الحركة التصحيحية ليسوا بمتآمرين على قيادة الإتحاد ولا إنقلابيين وكثير من الكُرد الساكنين في بريطانيا يشهدون لهم لإخلاصهم للقضية الكوردية وأمانتهم وسعيهم الجاد في توصيل أفكارهم عبر المقالات واللقاءات مع القيادات والشخصيات الكردية في بريطانيا وفي كوردستان العراق. فكوردستان الجنوبية أصبحت بئراً يلتهم الأموال والمشاريع التي تصرف عليها الملايين وهي لاتسوى إلا ألوفاً ولاأحد يُساءل عنها وكأن المال المصروف ليس مالاً عاماً. قضية المحسوبيات وأسماء الفاسدين إدارياً معروفة لدى الجميع في كوردستان وأول العارفين بهذا الأمر الرئيس طالباني لكن لاشئ يُعمل لوقف هذه الأعمال الغير قانونية. ترى الفاسد إدارياً يفصل من وزارة ليُعَيَن في اليوم التالي في الوزارة الأخرى؟! مسألة الألوف الذين يستلمون الرواتب وهم ليست لهم الأحقية بإستلام الرواتب في الأساس. الإتحاد يحتاج لهزة من الأعماق ليعود للجذور التي ناضل من أجلها كل الكُرد لا لكي يستلموا الحكم بل لكي يرتقوا بالشعب الكردي الذي عانى المآسي على يد النظام السابق.لاأعرف كاتب المقال وماهية إنتمائه السياسي لكن الملفت للنظر هو إستخدامه لكلمة مؤامرة، تآمر، منآمرين بكثرة في مقاله. أما كفانا إيماناً بهذا المصطلح؟ في السابق كانت الأنظمة الشمولية تنعت هذه التسمية على كل من يعارضها من أجل البطش بكل من يجروأ على التفكير بغير مايريده النظام. ويبدو لي بأن قيادة الإتحاد الحالية لَم تشذ عن هذه القاعدة البتة. تحية إحترام وتقدير للنخبة الجريئة التي أعلنت الحركة وأتمنى أن تساهم في توعية الشعب الكردي في كوردستان العراق لما يجري ووضع خطة لتحسين الواقع الكوردستاني لما فيه إرتقاء لوضع المواطن الكوردستاني.

4 تصحيح
الکو‌ردستانية -

وفيما لو لم ينصت لمن يرغب بأصلاح الحال فالقادم لن يکون مشرقا کما کان قبل 4 سنوات

التغير الديمقراطي
واحد من الناس -

حركة التغير الديمقراطي .... ,,,وهذه الحركة ليست بالجديدة فمنذ ان اصبح السيد جلال الطالباني دكتاتورا داخل الاتحاد الوطني الكردستاني في العقد الاخير حيث ابعد كل المخلصين وصنع مجموعة لا يشبعون ,,,فصارت السلطة السياسية قي كردستان العراق(البارزاني والطالباني) وعوائلهم __..بيان الاخوة في حركة التغير الديمقراطي مبني علىاسس ديمقراطية وشفافة(البيان موجود ويمكن قرائته)ورد الفعل من الطالباني هو طردهم وهذاهو اسلوب السيد جلال الديمقراطي,,,,كل الشعب الكردي يدرك هذا وسياتي اليوم الذي يطولهم عقابالشعب فالوقت من ذهب كما يقال...

ازمة الديمقراطية
احمد عبد الله -

ماجرى في الاتحاد الوطني -عضو الاشتراكية الدولية والحزب الاكثر انفتاحا في كردستان والعراق - يعبر عن ازمة ومحنة الديمقراطية ... حيث لم يتحمل السيد الطالباني اربعة معارضين لرأية وهو الذي يتحدث يوميا للعراقيين عن الديمقراطية.... الحزاب الاخرى بمختلف اتجاهاتها ليست اقل دكتاتورية...في كردستان الحزب الديمقراطي اكثر سوءا وفي العراق احزاب فاقت البعث في الجرائم .... كان الله في عون العراقيين من هذه الاحزاب الديمقراطية في الاسماء والبرامج والاستبدادية في الممارسات العملية........

احزاب شوفينية
شوان عبد الله بامرني -

الاحزاب الكردية تمرست على العمل السياسي ابان حكم البعثيين و كانوا اندادا لهم و مرآة رادعة لمشاريعهم و اخذوا منهم الكثير و تبادلوا معهم الخبرات بحكم جدلية تصارع الاضداد فلا عجب ان تكون احزاب شوفينية و دكتاتورية ,,,مبروك لكوردستان هذه الاحزاب ومبروك لهم الحكم العائلي وعقبال 100 سنة يارب,,,,

المتطفلون
هنرين / اربيل -

ان حزب الاتحاد الوطني الكردستاني اكثر ديمقراطيا من اي حزب اخر عدا الحزب الشيوعي العراقي وكان في داخل الحزب نوعا من الديمقراطية المركزية , ولكن بعد سيطرة بعض العناصر المتطفلة وغير المخلصة على القيادة مثال (كوسرت رسول وارسلان بايز..وو ) تهمشت وانقرضت الديمقراطية في داخل الحزب واصبح الحزب يملكه هذه الجماعة واسسوا مليشيات لهم ووقفوا بالمرصاد لمن يعارض هذه الجماعة ورشحوااقاربا واصدقائا لهم في الدوائر الحكومية والوزارات وفي داخل الحزب ايضا , اما المخلصون والمناضلون اصبحوا بين طيات النسيان .وهذا الحدث في لندن هي حتمية التاريخ وكان يجب ان يحدث منذ زمن بعيد ويجب تصفية وغربلة هذه العناصر المتطفلة وغير المخلصة في داخل الحزب !!!!