هل ألله شيعي ام سني؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تغيب فكرة الله عن غالبية المسلمين، وكذلك واصحاب الديانات الاخرى، ونتجية لغياب حقيقة صورة الله ومعناها وصفاتها وغاياتها... نتج عن هذا الغياب ظهور الفرق والطوائف والمذاهب، ونشب الصراع الأزلي بين هذه الجماعات التي يدعي كل منها احتكاره للحقيقة والايمان.
وقطعاً لايخطر على اذهان المتعصبين سؤال انفسهم : هل الله شيعي أم سني؟.. فمسألة هوية الله الطائفية محسومة لدى كل طرف ولاتوجد ضرورة للسؤال عن هوية الخالق، فمن أهم صفات التعصب هي ادعاء احتكار التعبير عن حقيقة الله، فالتعصب دائما ما يكون مصحوباً بالأستيلاء على صورة الله وتأطيرها بأطار هذه الجماعة او تلك.
اما مسألة عدالة الله وحبه لجميع البشر فأنها مرفوضة من المتعصب لأنها تجرده من متعة الوهم بأنه الوحيد الذي يحبه الله، وان الخالق قد أوكل اليه مهمة نشر الحقيقة والايمان الصحيح، فلا يمكن مطلقا من وجهة نظر المتعصب ان يكون الله يحب خصمه الطائفي وألا تنهار كل الحجج العقائدية الايديولوجية التي شيدها لخداع نفسه والاستمرار في العيش مع أوهام انه الممثل الشرعي والسفير الوحيد لله على الارض.
وامام اغراء مشاعر التعصب، تأسست الأيديولوجيات الدوغاتية وحشدت الجهود للدفاع عنها بكل الوسائل، فالشخص المتعصب هو انسان يشعر بالهوان والضعف والنقص وينعدم لديه الاستقلال الفكري والعاطفي مما يجعله يندفع بجنون للبحث عن موضوع ما يتماهى ويذوب فيه ويستمد منه الشعور بالقيمة والمعنى لحياته، فالتعصب هو علاج خاطيء ينقذه من الشعور بالنقص والضياع ويوفر له هدفاً مقدساً يجد فيه الراحة والطمأنينة والسعادة.
فمن العبث الدخول في حوار فكري عقلاني مع المتعصب لأنه لايعاني من مشكلة غياب المعلومة والمعرفة ومناهج البحث عن الحقيقة، وانما مشكلته في عقله الباطن وعمليات اللاشعور التي تضغط عليه لخلق التوازن الكاذب في داخله، فالمتعصب بسبب عدم نضجه النفسي وغياب الاستقلال العاطفي والفكري هو بحاجة الى الانتماء المتطرف والتماهي والذوبان لخلق التوازن في نفسه ولايوجد افضل من الانتماء الديني كقوة جبارة تمنح المتعصب الشعور بأنه أصبح لديه قضية مقدسة تربطه مباشرة بألله واصبحت صفات الله وقوته هي صفات المتعصب ايضا ويسقط ضحية لأوهام انه يتحرك بقوة الله ويرى بنور الله ويعلم بعلم الله.
وعليه فأن التعصب الديني وغيره من انواع التعصب سوف لن يختفي من سلوك البشر مهما كانت درجة التعليم والثقافة والتحضر لديهم، لأنه ليس مشكلة ثقافية مرتبطة بغياب المعلومة والمعرفة، وانما هو مشكلة نفسية بالدرجة الاساس والمشاكل النفسية هي جزء من تكوين الانسان بغض النظر عن عمره ومستواه الثقافي، فلا يوجد انسان على وجه الارض مطلقاً ليس لديه درجة معينة من مشاعر التعصب القومي او الديني أو الايديولوجي.
خضير طاهر
kodhayer1961@yahoo.com
التعليقات
جميل
هالة -مقال عقلاني وكلام منطقي
رغم اني عربي!!!!
خالد زكي -عزيزي خضير , شكرا لك و لاول مرة اقرأ لك شيئا معقولا, خاصة انه ينطبق عليك , فتعصبك العنصري ضد الاكراد انما هو حالة نفسية , وجزء من التكوين النفس للشخص, وهذا فعلا كلام صحيح, رغم كرهك لهاوهذه هي قمة التناقض في الشخصية العراقية
من تجارب الشعوب
محمد البغدادي -في القرون الوسطى كانت الكنيسه في اوربا هي السلطه الاولى وياتي الملك ثانيا لانه يستمد سلطته الدينيه و السياسيه من الكنيسه ممثله بالبابا و الكرادله الذين يعينون من قبله و كان هنالك سؤال مهم هل يسوع بروتستانتيا ام كاثوليكيا . و كان هنالك سؤال في امريكا في فتره الرق هل يسوع ابيض ام اسود . وكان هنالك ايام الخليفه العباسي سؤال هل القران مخلوق و قد دفع الامام احمد ثمنا باهضا من الضرب بالسياط لانه اجاب على هذا السؤال بجواب لم يعجب المامون و اليوم الاستاذ خضير يطرح فكره المتطرف الاعمى الذي ترك العالم يرتقي الى التحضر و الرفاهيه من احق بالخلافه ابو بكر ام علي
الله عليك
صادق من كوردستان -الله عليك يا استاذ الكاتب لم نفهم منك ابد فانك تارة تظهر نفسك متعصبا قوميا ضد ما انت مقتنع به انه الخطأ ، وتارة اخرة نجدك شخص منفتح النظير الى الواقع والكلام المنطقي . طبعا كل ذلك في مقالاتك . ولكن لا الومك ابدا فانك عراقي بالدرجة الاولى ومن ثم شرقي وكل شرقي وبعد ذلك عراقي على وجه الخصوص ، طبعا نسبيا ولكن اكثريتهم ، مصابون بالازدواجية الشخصية كما اكده الكاتب العراقي الدكتور علي الوردي في مؤلفاته . حرر نفسك اولا من العصبية القومية قبل ان تكتب على الاخرين . واحيي جرائتك وادعوك الى الغوض في تفاصيل اكثر عن ما ذكرته في هذا المقال . واعلن للكل ان بعدما كشفت هوية الله لمن يكون الجنة ؟ هل يكون لآل محمد او عيسى او السيستاني او الصدري او لاعضاء حزب الله او للاخوان ام ان هؤلاء كلهم في ضلال مبين وتبقى للقاعدة قاعدة في الارض والجنة . وشكرا لايلاف على النشر
ابحث عن المسؤول
ابن رشد -انني اؤيد كاتب المقال حول اضرار التعصب الديني وضرره على الانسانية واحب ان اضيف ان هذا التعصب قد نمى وترعرع عندما شوه اتباع الاديان التوحيدية رسالاتهم. ففي المجتمعات الوثنية القديمة لم يكن هناك حروب دينية لان الالهة كانت كثيرة بنظرهم ذات صفات واختصاصات مختلفة لذلك فان الرومان كانوا يعتبرون ان زوس الاغريقي هو نفسه جوبيتير الروماني او بعل السوري. لذلك كانت هناك حروب للسيطرة ولم تكن هناك حروب دينية. اما عندما اتى التوحيديون ابتداءا باليهود فانهم (امموا او صادروا الله) واعتبروا انه الههم لوحدهم وان بقية الانسانية ادنى منهم شأنا وهذا التفكير نجده عند المتطرفين من المسيحيين والمسلمين. اذا المشكلة ليست في الاديان بل في المتطرفين وانني اؤمن ان التعصب جريمة لايجيب اتباعه الا ضد المتعصبين.
هذه المرة فقط
رعد الحافظ -اولا ..صديقنا الكاتب خضير طاهر اثبت بما لايقبل الشك انه جريء ومجدد وصادق في طرحه ومتنوع في مواضيعه الى حد كبير يستعصي على المحترفين احيانا .ثانيا ..اختلاف اراء القراء حوله دليل على حياديته وصدقه فغالبا نقرا تعليقات تقول ..هذه اول مرة تكتب موضوع جيد, وفي الحقيقة ففي كل مقال له نقرا ذلك .ثالثا ..لم يفهم الاخوة الكرد لحد الان انه يهاجم ويفضح ساستهم وفي ذلك مصلحة للشعب الكردي الطيب وهو قد سبق الكتاب الكرد انفسهم الذين بدوا الان فضح ساستهم بدل السكوت عليهموالوصول الى ما وصلنا له في عهد الطاغيةرابعا.. ملاحظة الى اخي خضير , انا اظن ان سلوك البشر يتغير الى الافضل ويقل التعصب تدريجيا بزيادة التثقف وسماع الراي الاخر بشرط ان يفتح الانسان قلبه وعقله ويسمح بذلك .واخيرا اقول رحم الله د.علي الوردي فمن مدرسته تخرج هؤلاء الكتاب المصلحون وهم في نماء دائموالحمد لله .
تعليق
عصام -..أحبّوا اعدائكم..باركوا لاعنيكم..احسنوا الى مبغضيكم..صلّوا لأجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم.. هذا ما قاله السيد المسيح..وقال ايضا من ضربك على خدّك الأيمن فحوّل له الأيسر.. و قال ايضا احبب اخاك كما تحب نفسك ..واحبوا بعضكم بعضا.. والصلاه الربانيه التي علّمها تقول..اغفر لنا خطايانا عندما نغفر نحن لما اخطاء الينا ,عندما نؤمن بهكذا تعليم فأننا نحب الله
توزيع الحلوى
kurdistan -بعد قراءتي لمقالتك فرحت كثيرا وطبعة المقالة واشتريت بعض
التوازنات
نبيل يوسف -الرحمة يا عالم..هو ليه كتاب المنطقة لازم يلعبوا لعبة التوازنات..يعني انت يا استاذ خضير من موقعك كمسلم بتقول ملاحظة وهي (غياب حقيقة صورة الله ومعناها وصفاتها وغاياتها).. ماشي دي وجهة نظرك من واقع الخبرة لكن ليه تحشر اصحاب الديانات الاخرى.. من قال لك ان المسيحيين تاهت عنهم صورة الله.. هو احنا لنا غيره..ارحمونا ..
المقال رائع
ابو فارس + -من البديهي ان الجهل يعتبر واحدا من اهم عناصر التعصب، وهذا لم يخف وراءه سرا.اما المقال فكان على مستوى مميز ويستحق كل تقدير .والسلام
الاكراد بين اليوم وا
د.غبد الجبار العبيدي -كم يشعرون الاكراد اليوم بالتعب النفسي من جراء غضب الناس عليهم نتيجة لمواقفهم المتشنجة من القضية العراقية .وكم لو يعرف القارى من غير العراقيين كم كانت مكانة الاكراد كبيرة في نفوس العراقيين قبل التغيير،لدرجة كنا نتشرف بلبس الشروال الكردي تيمنا بهم،وكم يحز في النفس ان الاكراد بعد التغيير والتفرد بالقرار السياسي العراقي وتمزيقهم للعلم العراقي قد ابعدهم عن النفس العراقية ،نتمنى ان نلمس من الاخوة الاكراد موقفا وطنيا حقيقيا وحبا صادقا للعراق لنعود الى صفهم لا الى مفارقتهم.والحياة فرص.