بعيدا عن وخز السياسة قريبا من كَرَز القلب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الذاكرة، تلك الشمس الأخرى التي يدور حولها فلك التاريخ
( أدونيس)
أين تلك الأنثى التي عبرت المحيط ذات صباح بحثا عن أكسجين الفرح؟
الأنثى المحفوفة بالسفر، المسكونة بدهشة الاقتراب،
الأنثى الجَيداء بالفطرة، حمّالة ضوضاء المسرّة،
الأنثى التي تسير حافية على البلّور المكسور فيستطيل رمشاها من لذة الألم،
الأنثى المضيئة كسمك الأعماق، النافرة كأيقونة المعابد،
الأنثى التي لا يرجّّ حليب دماغها إلا كهرباء محي الدين بن عربيّ ولا يحاكي غرائزها إلا توت بودلير البرّي،
الأنثى التي لا يعتريها ندم ولا يمسسها تعب،
الأنثى التي تهزّ سرير القصيدة بيد وتضرم نار الإنتفاضات باليد الأخرى،
الأنثى التي تفرش سرّها سجادة للعدم لتجمع شرانق الغواية،
الأنثى المشدودة كزوبعة والمقطّرة من بخار فجر البحيرات...
أين تلك الأنثى؟!
أراها تتكوّر في زوايا المكان منسحبة من لجة الهواء الثقيل الذي لا يتسع لعرض رئتيها، الهواء المحمول على غيم البلبلة،
أراها تنأى عن المحطات وحقائب السفر لتحط كطائر البرد على غصن التفرّد،
أراها تنطفئ بنشوة صوفيّ في رحلته بين طبقات الضوء والرخام،
أراها تألف انسحابها من استعارات اللغة وفوضى الرجال لتسكن إلى حياد ممتنع،
أراها تلملم ما تسنّى لها من شرارات الكلام لتشعل أزهار شرّها الأخيرة،
أراها تتراجع عن دقّ النواقيس لتعقر ناقة السياسة العرجاء بلا رجعة،
أراها تناور زبزبات القلب الذي اختلط دمه بقميص عثمان،
أراها ترش توابل الرعشة على قبور من مروا جذافا في خط العمر ولم يتركوا على صفحة المساء وردة،
أراها تترنح في دخان نار أضرمتها يوما في قصاصات الذاكرة حتى لا يغتالها حنين، أو يبتلعها ابتعاد...
أين تلك الأنثى التي غادرت مدن الحرير والجلجلة لتبتعد في منجم من فحم الأمكنة الداكن؟
عشرون عاما انطوت ولم تغادرها رفوف الحمام المتكاثر على أسطحة البيوت العتيقة وراء الحجب،
عشرون عاما ولم تنسحب من رأسها تسابيح النسوة الخائفات عليها من حوادث المرور عبر القارات،
عشرون عاما ولم تستوعب الشوارع الإسفلتية العريضة انتقالها العصبي في التواءات الحرية المستحيلة،
عشرون عاما لم تستطع ليّ صدح مأذنة التاريخ أو طرد رائحة التفاح من مسام أوراقها العاثرة،
عشرون عاما لم تتمكن من غسل لون الحبر عن أصابعها الراجفة شعرا وتعب،
عشرون عاما لم تنتشلها من تفاصيل الحزن المريميّ وبواكير الرعشة الأولى وتنور رغيف الخبز لحظة يغادر نار الرحم،
عشرون عاما ولم يغادرها بنفسج النوافذ المغلقة قسرا على الغامر من شبق الجسد وفريضة الصوم عن الحب،
عشرون عاما ولم يندمل خدش الروح أو تسكن رجفة الانعتاق...
أين تلك الأنثى الذاهبة في الدوائر باتجاه خط الأفق المشدود إلى تخوم الله؟
هنا، الآن،
حيث يغيب الكَرَزالشاميّ عن مائدة الأصدقاء الجدد، أصدقاء الوجبة السريعة،
حيث مسامير البرودة تدق صليبها على جدار من حجر العزلة النافلة،
حيث يتراجع عازفو الناي عن صياغة مادة الحب، ويصير المكان فقاعة صابون طافحة تبتلع الأشعار والأطفال وما تخثّر من دم وردة،
حيث الطريق إلى الأمام أحجية، ومشروع الابتعاد في غمامات الذاكرة انتحار،
حيث تقبع الأنثى في ديمومتها الطافية على سطح من الزئبق الساخن،
هنا، الآن،
تنهض الأنثى من غبارها لتفتّش عن أنثاها العالقة بين أسنان مقصّ العوالم، حيث سقطت مطرقة الحدود وارتفع منجل المسافة..
وبخفة العائد من غيبوبته تلج الأنثى أنثاها في جرة من حليب الفجر الذكي،
فترتفع زيتونة
زيتونة لاشرقية ولا غربية
زيتونة تكاد تشتعل ولم تمسسها نار ولا يد!
مرح البقاعي
واشنطن
التعليقات
عبقرية النص البقاعي
طارق حجي -بعد أن إستبد بنا اليأس من توفر نصوص عبقرية مفعمة بذروة التألق والتأنق اللغوي والشعوري والشعري ؛ فإذا بهذه الجنية الدمشقية تقول لنا أن المفرخة العجائبية التى أفرزت منذ ألف سنة عبقري الشعراء الأقدمين أبا العلاء مفخرة المعرة النعمان وسوريا وأبدعت منذ عقود لؤلؤة دمشق الشعرية نزار قباني ها هي تفاجئنا بعبقرية جديدة عانق فيها النثر الشعر فأتي فى لغة مرح البقاعي التى لا نظير لها بين حملة اليراع العربي المعاصرين فى زمن طأطأت فيه اللغة العربية رأسها مع فيض من الطأطأت الأخر ... طارق حجي
ياسمينة دمشق
البدوي -أيتها الشاعرة كيف أستطيع الولوج في كينونتك كي نتوحد بقصيدة أو موشح لأبن عربي أو نرسم خطوط دقات القلب على غصن الياسمين .... عبثية خطوطنا مرسومة مثل أزقة دمشق .. أه دمشق كم أنت رائعة
الى ياسمينة الكرز
جيهان منصور -مازلت ياسمينة دمشق المفعمة بطيب العطر و القلب الأبيض، يا كرزة واشنطن الحمراء عسلية المذاق حلوة المعنى، سيدة اللغة وربة الكلمات أنت، أيتها الدمشقية العربية العالمية المبدعة،أنت بلا منازع أدونيس في نسخته الأنثوية، ماذا أقول لك مرح؟ بعد أن لخصت جملة وتفصيلا بأرقى العبارات الآم وأحلام كل إمراة عربية شرقية مغتربة، فصرت لنا كينونة الأم والبنت في آن، ..
نشوة شعرية
ميادة عساف -صوفية النص الشعري جعلت من المتدخل البدوي أن يقول لمرح البقاعي ... طرقت بابك فأجبت أنا، لغة أدخلت القشعريرة لي نشوة شعرية وزاد في تألقها في الرد الصوفي للبدوي
جمهور
بودلير -مرح البقاعي شاعرة من وريد الوردمن حولها جمهور يتدثر يصفقون لكلماتها في ثعلبية النفاق الحياتيهي وشعرها براء من دجل الشخوص الورقيةليس بالمدح وليس ببعض الكلمات تكافئينانما الحياة وقفة عزومن حولك ومن يكتبون تعليقا على اثارك عبر نهايات الكتب لهم ظلال تختفي وتذهب في صهيل الحاجة والحبر الذي يتبخراحذري من منافقي ومنافقات الخط المائل.انت ثلاثية الروح والجسد والقلب
اهلا بالفرح
محمد البقاعي -شكرأ مرح البقاعي
كفى حزنا
jojo -ايتها الشاعرة الحرةالشرقية الامريكيةاخرجي مع قصائدك من زمن الحزنحرري جسدك وروحك من هزائم هي من صنعكتحرري من العقدة والهوة والموت الجاثمعيشي للكلام والحب ترجلي من صهوات الالمفحولك مرايا كثرة واصدقاء تعلمين نضجهم وصدقهم الصدوق بلا خطيئة وبلا اشراربوركت للشعر وللحياةمرحى لك ابنة دمشق.
طفولة بلودان
xebatoo -أقرعي الاجراس...انت \هي هنا\في غسق الدجى\في افق الشمس وحدود العالم\هي تطعم الحمام من قمح عينيها\تطفىء جوع القصيدة من خبز القلب\اراك دمعة تنحت في الوريد انسانا\لا تدقي نواقيس النهايات\هناك في بداية البدايات\صباحات النهار\دائما وردة تزهر في ابتسامات البحر\هناك طفلة لا تكبر\في فستانها الابيض\ما زال الكرز الشامي يلج عبر دوائر الكون\ وغابات الذاكرة\كرز في قلب يرتجف في ظلال الحقيقة\زيتونك يخضر ليحلو غناء النشيد\ما عليك سوى مسح المرايا\والسير مع هزيج الريح\احملي اقراص الحب البنفسجية\انه عرس الشعر والحياة\لكن يبقى الورد يزهر في انفاس ما وراء الكبرياء.
همس سمكة
jihad -الذاكرة تظل مضيئة.هي انثى السؤال.وهروب من صوت التنفس.طفلة تخفي في حدقاتها الضوئية.. سر شهرذاد.يمكن اختصار عمر الروح والجسد..في....نافذة..حمامة.. سرير ياباني حزين.واركيلة تحرق الازمان من ذاكرة الهواء.وانثى الانثى تبكيها في توحد السطور الاولى؟لكن!مهما تبخر ماء البحر...ودموع نهر الحياة...سمكة واحدة...كانت هي كل الحكاية.
نص الرسالة
ناصر الدخيل -إلى الشاعرة :رسالة وجدت في فجوات إحدى معابد دمشق القديمة كان يعتقد أن هذا المعبد لآلهة الياسمين الدمشقية : جلست على الزمن وقبضت بيدي الشمس كي لا يتحرك المكان، دخلت معبدك الشعري وصعدت عتباته، وأحضرت لك كل نسائي لينشدن لك نشيد الإنشاد، ولجت مذبحك بين طبقات الضوء والرخام بإرادتي لتعمديني بماء ينبوعك القدسي لتوهبين لي الخلود.
أبنة رابعة العدوية
واعد الناصر -مرح البقاعي شاعرة في نصها الشعري إن أسهبت أتعبت،وإن أوجزت أعجزت ، وإن أفصحت أوضحت، نجمة بين الشعراء، وبستان كرز بين النساء، عليها مسحة رابعة العدوية وهمة بلقيس، يظهر كمال نصها الشعري فكانت متلقية ملقية، أخذة عاطية، منفعلةفاعلة، وهكذافيها يمر الوجود ويستمر توالد الكون من الكون.