أصداء

التجارة الخاسرة والاتفاقية العراقية/الأمركية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

نشرت (ايلاف) يوم 21 تشرين الأول/اكتوبرالجاري فتوى للسيد فضل الله جاء فيها: أفتى المرجع الشيعي اللبناني آية الله السيد محمد حسين فضل الله بعدم شرعية أي سلطة أو مؤسسة أو هيئة رسمية أو غير رسمية عراقية تسلط الاحتلال على شعبها أو تعمل لشرعنة وجوده أو إطالة أمد بقائه على أرض العراق.

فى هذه الأيام خاصة، كثرت الفتاوى من رجال الدين ودارت حول كل المواضيع الخاصة منها والعامة ابتداء من كيفية الدخول الى المرافق الصحية وليس انتهاء بالبسملة عند اختلاء الزوجين. المعروف فى عالم التجارة أن البضاعة التى تتكدس فى الأسواق يعرض عنها الناس ويصيبها الكساد ولا يعود أحد يلتفت اليها. وهذا ما يحصل للفتاوي الشرعية التى تنهمر علينا من كل جانب ومكان، فنحتار من نصدق ومن نكذب.

ومع احترامي واجلالي الكبير للسيد فضل الله، فانى أجده قد تدخل فى أمور بلدى العراق وتدخل فى شؤون سياسية ليست من اختصاصه. وحتى اذا كان من أصل عراقي، كما ذكر أحد المعلقين على الخبر، فان ذلك لا يخوله أن يحرض العراقيين بعضهم على البعض الآخر باتهام الحكومة العراقية بانها تسلط الاحتلال على شعبها، وهو يعرف جيدا ما كان يفعله الحاكم الطاغية صدام بالعراق والعراقيين، وكيف انه و بتصرفاته الهوجاء فسح الطريق أمام القوات الأجنبية لدخول العراق واحتلاله. ولا شك فى أن السيد الجليل يتذكر جيدا كيف أنه هو وأتباعه هاجموا الحكومة العراقية المؤقتة فور قيامها وقاموا بتأجيج الفتنة بينها وبين الشعب يعاونه فى ذلك السيد حسن نصر الله، حتى وصل به الأمرفى حينه الى الاتفاق مع هيئة العلماء المسلمين التى هى أول من أدخل الانتحاريين المجرمين الى العراق ليخربوه ويقتلوا شعبه.

ومما جاء فى هذه الفتوى قول السيد الجليل: أرى أن أي اتفاقية أو وثيقة أو معاهدة أو مذكرة تُعقد بين الحكومة العراقية أو أية جهة تمثّل الدولة العراقية مع قوات الاحتلال الأميركي يجب أن تأخذ في الاعتبار ما يلي:
أولاً: أن تنص على خروج قوات الاحتلال من العراق دون أي قيد أو شرط.

وهذا ذكرنى بما حدث عندما خسر أحد قواد نابليون بونابارت أحد المعارك وسأله نابليون عن سبب هزيمة جيشه، فأجابه: سيدي هناك عدة أسباب، السبب الأول هو نفاد البارود. رفع نابليون يده لقطع حديث القائد وقال: لا حاجة لذكر بقية الأسباب.

ولا أجد ان السيد كان بحاجة الى ذكربقية (الاعتبارات) اذ لا حاجة اليها، لأنه يدرك جيدا أنه لا يمكن للجيش العراقي ولا حتى لجيوش الدول العربية كلها مجتمعة أن تخرج (قوات الاحتلال) بالقوة ورغم ارادتها، وانه لا سبيل الا المفاوضات والتنازلات من قبل جميع الأطراف.

لقد شبعنا واتخمنا بالخطب العنترية والتهديدات الفارغة من وراء (المايكروفونات)، وآن لنا أن نكون واقعيين، وكما قال أحد الحكماء: رحم الله امرأ عرف قدر نفسه.

لا يوجد لدي أدنى شك فى ان المفاوضين العراقيين يبذلون قصارى جهدهم فى الحصول على أقصى ما يستطيعونه من حقوق من الجهة المقابلة، ويتنازلون عن أقل ما يمكن من حقوق العراق، وهذه هى الطريقة المثلى للمفاوضات.

لنسأل أنفسنا هذا السؤال: اذا استطعنا اخراج القوات الأجنبية، فمن ذا الذى يستطيع منع عودتها اذا شاءت ذلك ؟ الجواب الواضح: لا أحد.

والسؤال الآخر: مالذى سيحصل اذا ما قررت تلك القوات مغادرة البلد على حين غرة ؟ والجواب جلي وواضح أيضا: فوضى عارمة، اقتتال طائفي يذهب بأرواح مئات الألوف من العراقيين، تدخل الجيران وعصابات القاعدة، تدمير العراق كليا، وعودة الجيوش الأجنبية لاحتلال العراق ثانية.

أغلب الظن أن المحرض الأول على عدم توقيع الاتفاقية هى حكومة ايران التى تتصور أنها ستكون الرابحة، وهى بذلك على خطأ مبين. ان سياسة أحمدى نجاد الخرقاء تعرض ايران والمنطقة للتدمير الشامل. واذا كان أحمدى نجاد يظن أن حفنة من عملائه فى العراق سيستقبلون جيشه بالورود والرياحين اذا ما تجرأ ودخل العراق، فهو مخطىء، واذا ظن البعث السوري أن انسحاب القوات الأجنبية من العراق سيعيد أمجاد حليفه البعث العراقي، فهو مخطىء أيضا، واذا ظن الأكراد أن تركيا ستتركهم وشأنهم بعد الانسحاب، فهم مخطئون أيضا.

ان العراقيين خبروا الجميع، وتعلموا ان فى اتحادهم قوة وفى تفرقهم ضعف، وعرفوا من هو الصديق ومن هو العدو، ولن يفرط شيعي بسني ولا سني بشيعي، فالعراق للعراقيين وحدهم على اختلاف أديانهم وطوائفهم وقومياتهم، ولن يفرطوا ببلدهم لأي كان. وعرفوا أيضا أن ما حصل بينهم من اقتتال كان بتحريض من الغرباء، وتعلموا منه درسا لن ينسوه أبدا.

عاطف العزي

كندا

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الأکراد مع الأتفاقية
الکوردستانية -

ظنونك ياکاتب هذا المقال ليست کلها في محلها، ربما فقط ظنك الأول والثاني کنت فيها مصيبا، ولکن عن ظنك بحق الأکراد فأنه ليس سليما بتاتا، فالأکراد دائما کانوا مع الأتفاقية الأمنية لحماية أنفسهم أولا من الطواغيت الکثر حولهم، فعلی مدی قرون من الزمان يحررون الأرض ويبنون ويأتي طاغوت متجبر غريب يتحکم فيما ليس فيه ويقتل الحرث والنسل ليسرق من خيرات العراق ويشرد أهله.أما بخصوص ترکيا فهي دولة لها مشاکلها الداخلية الخاصة بها وهي بصدد الدخول الی الأتحاد الأوروپي وملزمة بالوفاء بالأتفاقيات الدولية فقد ولی أزمنة السلاطين العثمانيين وفتواهم الدموية التي أوقعت بين الشعوب التي أحتلوها تحت عباءة الأسلام . وأن راهنت أنت علی وحدة السنة والشيعة فأن الأکراد هم الطرف الأهم في کل المعادلة السياسية وکفاك تهميش لهم ولغة الوعيد والأستقواء بالغير قد إنتهت صلاحيته. .

المعلقة الكوردستانية
سلام الأعظمي -

قرأت المقالة مرتين فلم أجد فيها تهميشا للأكراد . المعروف ان الأكراد هم من السنة ووحدة السنة والشيعة تضم الأكراد أيضا بدليل ما ذكره الكاتب : (العراق للعراقيين وحدهم على اختلاف أديانهم وطوائفهم وقومياتهم، ولن يفرطوا ببلدهم لأي كان.) فأين التهميش ولغة الوعيد كما تقول المعلقة ؟. من تعليقات الأكراد يظهر أنهم مصابون بحساسية زائدة أو على حسب القاعدة التى تقول : يكاد المريب يقول خذونى .

الی سلام الأعظمي
الکوردستانية -

أقرأت :{واذا ظن الأكراد أن تركيا ستتركهم وشأنهم بعد الانسحاب، فهم مخطئون أيضا}.أما بخصوص ترکيا فهي دولة لها مشاکلها الداخلية الخاصة بها وهي بصدد الدخول الی الأتحاد الأوروپي وملزمة بالوفاء بالأتفاقيات الدولية فقد ولی أزمنة السلاطين العثمانيين وفتواهم الدموية التي أوقعت بين الشعوب التي أحتلوها تحت عباءة الأسلام.

واجب الکتاب العراقيي
برزنجي -

قرأت في إيلاف اليوم مقالة للسيد إبراهيم أحمد حول نفس الموضوع وقد کتبت تعليقا عليه وأيدته فيما ذهب إليه. وها يکتب الأستاذ عاطف العزي حوله أيضاوهو مصيب فيما ذهب إليه حاله کحال السيد إبراهيـم أحمد. وأنا أشد علی أيديهم وأری أنه واجب کل الکتاب الشرفاء وخاصة العراقيين، کي لا يقال للآخرين بأن هذا لا يخصکم، أن يکتبوا عن الموضوع ويفضحوا هؤلاء السماسرة المتاجرين بمصلحة العراق والعراقيين لأجل عيون الجوار الأعداء. فقد وصل السيل.. مع هؤلاء ولم يکفهم ما فعلوا بالعراق طوال السنوات العجاف الماضية ويريدون أن يرهنوا الوطن العراقي وللأبد في جعبة الأعداء التأريخيون للعراق. مقارنة بسيطة بين البلدان التي کان للغرب وجود فيها والبلدان التي تاجر سماسرتها بالشعارات الفارغة تبين لنا الحقيقة وخاصة أن العراق ما زال مکبلا وقاصرا عن حماية نفسه وحدوده من تدخلات الآخرين هذا عن ما ينتضر العراق والمنطقة من مفاجآت بفضل العقلين السياسية المغامرة للساسة الإيرانيين.

تحيه.
slwan -

تحية اجلال واكرام للكاتب القدير عاطف العزي. واود ان اقول كل ما ذكره الكاتب كان في مكانه الدقيق وانا من اول المؤيدين لما قاله جملة وتفصيلا. هذا هو الكلام المنطقي لا التصريحات من وراء الكراسي الفخمه والقاعات المصروفه عليها ما يكفي لجوع جنوب افريقيا ولا أقصد السيد الجليل اية الله محمد حسين فضل الله ابدا وهذا الرجل اعطى رأيه محبة بالعراقيين ولكن برأيي كلامه بعيد عن الواقع الملموس.

الاتفاقية الامنية
دهوكي -

وهكذا تلتقي كل الايدولوجيات الشمولية الاسلامية والقومية واليسارية الطفولية على التضحية بالعراق وبمستقبل اجياله القادمة باسم السيادة الوطنية والعداء لأمريكا , فيصرون على مواصلة التدمير والمزيد من الآلام والدماء والدموع . علينا ان نستفيد من هذه الفرصة والتي تلتقي مصالح امريكا ( الدولة العظمى) مع مصالح شعبنا فمطالبتنا بالاتفاقية الامنية مع امريكا ليس من اجل خضرة او زرقة عيون الاميركان بل من أجل مصالحنا ايضا كما لمساعدتنا على بناء دولة عصرية وحمايته من الاعداء في الداخل والخارج . ففي الاتفاقية مصالح مشتركة وبدونها سيتهدد مستقبلنا بسبب بعض دول الجوار والارهاب حيث لا زالت قواتنا المسلحة تحتاج وقتا طويلا لغرض التدريب والانضباط وولائها الوطني وكذلك الاحترام وتنفيذ اوامر السلطة المدنية الديمقراطية مما يتطلب ذلك من رئيس الوزراء السيد نوري المالكي اتخاذ القرار الصائب الشجاع والصريح من اجل مصلحة الشعب .لذا فاما التوقيع بنسختها الاخيرة او لنستعد للطوفان (لا سامح الله )