العلاقات الترکية ـ الكردية: خيار لابد منه
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
وأخيرا، قررت حکومة حزب العدالة و التنمية الترکي تخطي الحواجز النفسية التي غلبت على العقلية السياسية الترکية تجاه تعاملها مع الملف الکوردي و أعلنت عزمها عن توجيه دعوة رسمية لرئيس إقليم کوردستان مسعود البارزاني من أجل زيارة ترکيا و إجراء محادثات رسمية مع المسؤولين الاتراك بخصوص العديد من القضايا التي تأتي في مقدمتها قضية نشاطات حزب العمال الکوردستاني. هذه الدعوة، سبقها تصريح فريد من نوعه لرئيس وزراء ترکيا السيد رجب طيب أردوغان دعا من خلاله حزب العمال الکوردستاني لإلقاء السلاح و ممارسة النشاط السياسي کأي حزب سياسي آخر في ترکيا. هذان الامران، مع التحفظات على سياقات محددة قد ترافقهما، بالإمکان إعتبارهما بمثابة نقلة نوعية في مسار الموقف السياسي الترکي من القضية الکوردية برمتها وهي ان سارت في الاتجاه الصحيح و تخطت العقبات و الحواجز بطرق شفافة، فإنها قد تمهد فعلا لحل جذري و واقعي للقضية الکوردية و تؤسس لمرحلة جديدة من علاقات ترکية ـ کوردية مبنية على أساس من الواقعية و العقلانية.
الاوساط الکوردية في إقليم کوردستان العراق، إستقبلت الدعوة الترکية لرئيس الاقليم لزيارة أنقرة بکثير من الانشراح و إعتبرته مؤشرا قويا على عزم الحکومة الترکية لتخطي کل ماکانت تسميه الحکومات الترکية السابقة خطا احمرا مبدية قناعاتها بشأن تباشير مستقبل سياسي ـ إقتصادي زاهر و واعد ينتظر الجانبين و يخدم مصالحهما المشترکة. لکن أوساطا کوردية أخرى سيما تلك التي خارج دائرة السلطة، أبدت شيئا من التحفظ حيال الدعوة الترکية للبارزاني و کذلك الامر بشأن الدعوة الترکية لإلقاء السلاح من جانب حزب العمال الکوردستاني، مشککة بمصداقية النوايا النوايا الترکية و جدواها فيما لو لم تکن تحمل في جعبتها مشاريع و إقتراحات جدية لمعالجة المشاکل العالقة من اساسها وليس من حواشيها أو أطرافها البعيدة عن جوهر المشکلة. أما أوساطا مقربة من حزب العمال الکوردستاني فقد رأت أن السياسة الترکية في خطها العام تجنح الى البحث عن أشباه الحلول و الابتعاد عن الحلول الجذرية و الواقعية للمشکلة و أعربت عن إعتقادها بأنه ليس هنالك شئ في الافق يدعو للتفاؤل و الثقة بالدعوتين الترکيتين لکنها مع ذلك أشارت الى أن المسألة برمتها قد لا تخرج عن مجرد مناورة محددة و تکتيك سياسي يهدف للوصول الى نتائج معينة لا تخرج إطلاقا عن الخط العام للسياسة الترکية. إلا أن الامر اللافت للنظر و الذي يجب الانتباه إليه جيدا، هو أن الدعوتان قد جاءتا بعد فترة غير مسبوقة من الهجمات العسکرية و التصريحات النارية العنيفة ضد حزب العمال الکوردستاني من جهة و ضد الحکومة الاقليمية الکوردية من جهة أخرى، ولاريب أن القاسم المشترك الاعظم الذي يجمع بين الدعوتين هو تيقن الاتراك"جنرالات و ساسة"من أن حملاتهم العسکرية و الامنية و السياسية ضد الکورد لن تأت بأية نتيجة مجدية بل و سيظلون يدورون في حلقة مفرغة ولذلك وبعد أن أدرکوا تماما أن کل ذلك العمل و التنسيق الاستخباري و العسکري بينهم و بين واشنطن و تل أبيب و طهران و دمشق لم يغير من الامر شيئا ولم يأت بأي جديد يخدم الرؤية العسکرتارية الترکية للقضية الکوردية، فقد أذعنوا أخيرا للأمر الواقع و ولوا وجوههم صوب الحلول السياسية التي يبدو أنها ستبدأ فيما ستبدأ بممارسة أکبر قدر ممکن من الضغط على رئيس إقليم کوردستان لکي يرضخ للمطاليب الترکية، بيد أن معظم التوقعات تشير الى أن البارزاني سيستمر بموقفه"التوافقي"بين الاتراك و حزب العمال الکوردستاني و سيسعى لطرح الحلول الوسطية التي تنطلق أساسا من إقرار الجانب الترکي بوجود مشکلة کوردية تحتاج لمعالجة جذرية.
لکن الامر الاهم الذي يجب على الجانبين الانتباه له جيدا، هو أن مسألة حتمية بناء علاقات ترکية ـ کوردية مبنية على أساس من المنطق هو مطلب سيخدم کلا الجانبين و سيساهم في معالجة الکثير من المشاکل و الازمات العالقة سيما لو إعتمدت على مبدأ الاخذ و العطاء.
نزار جاف
nezarjaff@gmail.com
التعليقات
زيارة ام تجارة
سعد الساعدي -اريد الرد على السيد الكاتب بكل عقلانية مع بعض الاسئلة التي بقيت مفتوحة:اولا من المؤسف ان الكردي في تاريخة الطويل انسان ماراثوني في الركض وراء السراب و هو انسان تنطوي علية الخديعة دائما.ثانيا, الم نتسائل, ما هو السبب الحقيقي الذي يدعو الاتراك لمحاولة الجلوس من كرد العراق و الكرد في تركيا يقمعون و يقتلون و تكسر ايادي اطفالهم امام كاميرات تلفزيونات العالم وحقوقهم مهضومة و يستغلون ابشع استغلال اقتصاديا وثقافيا و سياسيا و انسانيا و اجتماعياثالثا لماذا ينسى الكردي اخوتة في المحن مجرد ان يضع على كرسي دافئرابعا لماذا لا يتعلم الكردي و يصل الى نتيجة ان من ينحر و يقتل الكرد في الشمال والشرق لن يكون صديقا للكرد في الجنوبخامسا, لماذا نعتبر كل خطوة او لفتة من الاتراك او النظام البعثي السوري او الايراني انتصار تاريخي للكرد, مع ان تلك الخطوات هي مسلمات في القاموس الانساني, فأذا صافح احدهم قادة كرد, فالكرد يعتبرون ذلك انتصار تاريخي و القضية هي مسألة مصافحة في عزاء مثلا...سادسا البرزاني و الطالباني مارسا كفاح مسلح ضد نظام صدام البعثي لمدة خمسين سنه وبعد ان ارتاحت اوضاعهم ينادون بوقف الكفاح المسلح الكردي في الشمال ويتعبرونة ارهاب و ينددون بكل عملية عسكرية لاخوتهم في الشمال, مع ان الجميع يعلم ان الحرب مقتصرة بين الكريلا في الشمال مع الجيش التركي و لا يقوم بقتل المدنيينواخيرا الى متى سنكون عبيدا لبطوننا ومراكزنا و ننسى او نحاول النسيان ان اعداء حرية الكرد لا يتغيرون مهما تغيرت اقنعتهم,وان اي انتصار كردي في مكان هو نصر للجميعلماذا لا نفقه مما قالة احد الجنرالات الاتراك عندما منعوا ان تحط طائرة مكتوب عليها الخطوط الجوية الكردستانية في مطار استنبول عندما قال, ان هذا الاسم (يعني ) كردستان ستبقى محظورة و اننا سنمحيها من الوجود حتى لو سمى هكذا اسم في المريخاذا ما ينتظر السيد البرزاني من زيارتة لتركيا؟؟؟ اقامة مراسيم خلف العلم الكردستاني؟ لا, المسألة هي كيف سيشرك الديمقراطي و الاتحاد الوطني في حربة الاتية ضد الشعب الكردي في كردستان الشماليةمع التحية
لاتفائل يا سيدجاف
ابو سمير -لا أعلم على ماذا كل هذا التفائل المفرط إلى هذه الدرجة يستزغرون عقولنا هذايذكرني عندما تحدث الرئيس السوري بشار الأسد لقنات الجزيرة قائلا الأكراد من النسيج الأساسي في سورية وعلى هذا الكلامضل المثقفون والساسة الأكراد في سورية يبنون أحلامهمكلنا رئى ماذا جرى لأكراد سورية بعد ذلك لنعود لزيارة السيد مسعود البرزاني لتركية الزيارة تأتيفي أصعب الأوقات بنسبة لتركية بعد فشل جيشها عسكريا وفشل رئيس وزرائها سياسيا الذي قاطعتهالجماهير في شمال كردستان في الأسبوع الماضي فتلقةالصفعة تلو الأخرى لهذا تأتي الدعوى أنهم سيطلبونكالعادة من أكراد العراق ودون خجل محاربة أبناءجلدتهم من الحركة الكردية في شمال كردستان أنهم يقمعون المواطن الكردي بكل المتاح في أيديهم منوسائل القمع لتستخدم ضد المدنيين من نساء واطفالوكل يوم وعلى مرئى ومسمع من هذا العالم الذي يدعي الحضارة وأخيرا أقول لمثقفينا وسياسينا لا تكثر من تفائلكم المفرط أنه سيئذينا جميعا
الحوار جيد ولکن؟
الکوردستانية -طلب الحکومة الترکية الحوار مع أکراد العراق فيه علامات إستفهام کثيرة حول شأن داخلي ترکي صرف ،أن لم يکن فخا للأيقاع بين أقليم کوردستان وحزب العمال علی حساب بضع مشاريع أعمارية في کوردستان. لو کانت ترکيا جادة في حل مسألة يخصها بالدرجة الأولی لجلست مع مواطنيها ولم تستنجد بوليدة ديمقراطية مازالت في أول خطواتها نحو الوقوف؟ الحوار والعلاقات علی أساس الأحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الاخرين يصب في مصلحة کل دولة وشعب يطمح للأستقرار.
الى الاخ المعلق 1
سوران -احاول الرد على اسئلتك اذا يسمح الاستاذ نزار والتى هى بالاحرى ليست اسئلة وأنما تنبؤات وتوقعات وتصوراتك تجاه الكورد وقضاياه.1. *انسان ماراثوني في الركض وراء السراب و هو انسان تنطوي علية الخديعة دائما*, هذا اجحاف بحق الشعب الكوردى وليس لك الحق ان تحكم على شعب بأكمله وهذا يعنى لا اعرف انت تركمانى او عربى, بأن اقول ان كل العرب هكذا او كل التركمان هكذا, انا أسألك هنا هل هذا منطقى؟؟2.*السبب الحقيقي الذي يدعو الاتراك لمحاولة ...* هذا السؤال موجه الى السلطات التركية لماذا لا يحلون مشاكلهم الداخلية بطرق حضارية والحوار وماذا يغيظهم بوضع الكورد فى العراق لأنهم شبه مستقلين فى اقليمهم. 3.*ينسى الكردي اخوتة في المحن مجرد ان يضع على كرسي دافئ* الكوردى موجود فى بلدان مختلفة ونحن نعيد ونكرر بأن الشعب الكوردى له قضية عادلة فى ارضه, فأن الكوردى فى ايران يجب ان يحترم ويعيش كالانسان فى وطنه وبلده وهكذا فى تركيا وسوريا والعراق, اى نعم الحالات والاوضاع مختلفه ولكن المحصلة النهائية هى نفسها الحرية والكرامة للانسان فى عيشه.4.*لماذا لا يتعلم الكردي و يصل الى نتيجة ان من ينحر و يقتل الكرد في الشمال والشرق لن يكون صديقا للكرد في الجنوب* ان قضية الشعب الكوردى والشعوب هى الحياة الحرة الكريمة وليس الصراع من اجل البقاء كما هو الحال فى الغابة والكورد نحاول ان نكون قدر المستطاع عامل خير ووسيلة اقتراب الوجهات النظر وتقليل المشاكل والمشاحنات.5.*كل خطوة او لفتة من الترك او السورى او...* وما الضير فى مصافحة الكورد او بالعكس, والتفكير هنا بالمصافحة والود ستقترب وجهات النظر والمشاكل لا تكون عالقة ومستعصية الحل, ولكن بأن الكورد يفكر بأنه منتصر او غير منتصر فهذا لا يضرك وانما هى فقط وجهة النظر للأمور.6.* كفاح مسلح ضد نظام صدام البعثي لمدة خمسين سنه ...* ان الاحزاب الكوردية فى العراق ناضلت وتناضل من اجل الحرية والكرامة والعيش الرغيد والديمقراطية والاستقلال الذاتى, وليسوا عصابات قاتلوا لاجل المال. وكانوا زعماء مع غيرهم لتنظيم الثورات ضد البطش والاستبداد والدكتاتورية. والان يحاولون وهذه امنية الكورد وكل انسان شريف لوقف أراقة الدماء وايجاد الحلول للقضية الكوردية فى تركيا ولا يحبذون بوجود القوات الكوردية فى قنديل ويحاربون السلطة فى انقرة وانما يحب القتال ان يكون فى دارهم لتكون المحاولات للحلول جدية اكثر.
الاكراد والفرس شعب 1
Sassani -يجب على الشعب الكوردي ان يطور علاقته بالشعب الايراني وان لا ينخدع بالغرب والعرب وصصالح السياسيين الاكراد لان الاكراد والفرس شعب واحد وبصراحه ان الشعب الايراني هو اكثر شعوب المنطقه تحضرأ. واذا كان الاكراد لهم نوع من العبقريه والحنكه السياسيه لحاولوا ان يقتربوا اكثر من الفرس باتخاذ المذهب الشيعي مذهبا رسميأ لهم لاجل مصلحة الشعب الكوردي كما اتخذ امبراطور الروم الكاثولكيه لمصلحة امبراطوريته وكما اتخذ الدوله الصفويه المذهب الشيعي لمصلحة امبرطوريتهم وهذا التحول سيكون اكبر صفعه في وجه الغرب المنافق الذي يبيع الاكراد كل يوم والذي هو سبب كل مآسي الاكراد وكذلك سوف يكون لكمه قويه ضد الاتراك اعداء الاكراد الازليين . لماذا لا ينظر الاكراد الى الاقوام والشعوب الاخرى ويتعظوا
شكرا سعد الساعدي
كوردي خجلان -شكرا سعد الساعدي والله كلامك صحيح 100/ ويا ليت يدرك القاده الاكراد هذه الحقيقه الواضحه وضوح الشوس. والله القاده الاكراد جعلونا سماسره لخدمة مصالحهم وجعلووننا نخجل من قوميتنا.
الحق معك سعد
ابو سمير -لماذا البعض أحيانا كثيرةلا يتقبل الحقيقة ما قاله السيد سعد فيه كثير من الحقيقة أنا لا أعرف هذا الشخص المدعو سعد الساعدي فاليكن عربي تركي أو حتىفارسي وكأنا من كان لماذا عقلية بلادنا لا تقبل النقد حتى لو ذلك الأنتقاد واضحا كالشمس ما قاله هذا الشخصلا يزعج ما معنا أن كان لك أخ ولم يقف إلى جانبكولم يسمعك كلام ليشعر الآخرين بأنه لم يتخلى عن أخيه إيذ ما أعتدي عليه الحقيقة هذه الأقوال لاتطمئن أبدا أنها في خدمة أعداءنا وليس له أي علاقةبالذي يجري كل يوم على أرض كردستان وخاصتا في شمالها البارحة السيد أردوغان يهدد الساسة والموطنين الأكراد في شمال بلادنا وبقوله( أن لم يعجبكم فأرحلو من تركية أما أن تقبلو بالأمر الواقع وأماأن ترحلو ) هذا حرفيا ما تفوه بهرئيس وزراء دولة بحجم تركية والتهديد موجه للشعبالكردي برمته ليرد عليه السيد أحمد تورك رئيس حزبDTP وداخل البرلمان التركي ( يا سيد رئيس الوزراءمن يطرد من ومن أراضي من يا سيد أردوغان) فمن الممكن أن أتهم أنا أيضا بأنني لست كرديا أنا لا أدعي بأن الأنسان الكردي أفضل من غيره كأنسان لكنني أدعي بأن الأكراد تعرضا للأضطهاد والمصائبأكثر من غيرهم أقول حان الوقت لنتخلص من هذا الوضع اغير طبيعي ولكم جزيل الشكر
الى صاحب تعليق 1
محمد تالاتي -يقول مثل سوري او لبناني (المكتوب مبين من عنوانو) وهذا ينطبق على تعليقك.ففي اول تعليقك تزعم العقلانية لكنك تدوس عليها او تتخلى عنها كما في قولك عن الشعب الكوردي بانه يركض وراء سراب،فهل حرية الشعوب هي سراب؟وهل في هذا الكلام عقلانية؟ان تعليقك يدل على موقف سياسي معادي لحقوق الشعب الكوردي لااكثر يكرره غالبا بعض القوميين العرب المحسوبين على قلب العروبة النابض في دمشق او في بغداد سابقا ومن لف لفهم.