أصداء

دعوا اوباما للاوباماويين

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

وبعد ان أنجلى الدخان الکثيف للثلاثاء الفاصلة في الولايات المتحدة الامريکية و حسم باراك اوباما النتيجة و صار الرئيس القادم، وبعد أن ظنت الکثير من القنوات و أجهزة الاعلام العربية أنها قد حققت إنتصارا مبينا على الجمهوريين و إدارة الرئيس جورج بوش من خلفهم، هذه الاجهزة نفسها بدأت بالحديث عن الوجوه"الصهيونية"التي ستتبوأ المناصب الحساسة في إدارة الرئيس الامريکي الاسود اوباما مشيرة الى الدور الخبيث و"السرطاني"للوبي اليهودي في واشنطن بعد أن کانت قد موهت قبل ذلك على المتابع العربي بأن إنتصار اوباما سيعني تغييرا في المواقف الامريکية بإتجاه العرب.


اوباما الذي أفرح"مستضعفي"العالم برمته و أدخل الامل الى صدور مختلف الشعوب و الاعراق و الاديان، لم يکن يشکل إطلاقا أية علامة أو إنتکاسة ما في التأريخ الناصع للديمقراطية الامريکية العريقة التي تتحکم بالنظام السياسي في أمريکا، وإنما شکل نصرا جديدا مبينا آخرا لهذه الديمقراطية و أثبت للعالم برمته شفافية إدارة السلطة في أقوى و أعظم دولة في العالم. اوباما، حينما رفع شعار"التغيير"في أمريکا التي هي أساسا في تغيير مستمر و دؤوب، فإنه قد بعث برسالة بليغـة لکل الانظمة السياسية"العرجاء و العمياء و الخرساء و الطرشاء و ذات التشوهات الخلقية" في العالم مفادها أن واشنطن التي لعبت دورا في تغيير أنظمة و مسارات سياسية و إقتصادية و حتى تأريخية في العالم، هي بنفسها تخضع لهذا القانون و لا تحييد عنه أبدا، ذلك أن جوهر التفوق الامريکي و سره الاساسي يکمن في التغيير الحيوي المستمر في هذا البلد المهيمن على الخطوط الاساسية للسياسات الدولية.


اليوم، عندما نرى مجددا التسابق بين أجهزة و قنوات الاعلام العربي لتسليط الاضواء على"صهيونية"کبير موظفي البيت أو صهيونية الوزير الفلاني أو ذاك الذي دعم اوباما للوصول الى البيت الابيض، فإننا نتيقن مرة أخرى من الواقع المتخلف و البائس لهذا الاعلام و ندرك عقمه في فهم مغزى و عمق الذي يجري من أحداث و أمور استثنائية في العالم. خصوصا عندما يرکض خلف مظاهر الاشياء وليس مضامينها و يراهن عليها وکأنها ستکون الفيصل في تغيير مسار الامور أو تعديلها بما سيخدم المصالح العربية لکن هذا الاعلام المکبل بشکل يکاد يکون عاما، هو نفسه الذي يصفق و يطبل و يزمر للمظاهر البراقة في العالم العربي و يمجد بشکل أو آخر للنظام السياسي العربي القائم و لا يکاد يجرؤ على طرح مبادئ أو مقومات تمهد لإحداث عملية تغيير في جوهر هذا النظام"الفاشل"من أساسه والذي يسيره في کثير من الاحيان بضعة ملتحين متناثرين هنا و هناك وحتى أن الرائج بين المثقفين العرب أن النظام العربي يسير بقدرة"إلهية"وليس للإنسان في الامر من شئ سوى التصفيق أو"حبل المشنقة" وليس هناك بين الامرين من أمر ثالث!


وبقدر ماکان الاعلام العربي مهتما بظاهرة اوباما، فإنه لو کان قد منح عشر هذا الاهتمام لواقع النظام السياسي العربي القائم و بحث في آفاق تغييره بإتجاه يخدم کرامة و حياة الانسان العربي لکان قد حقق معجزة مخلدة في التأريخ.
دعوا اوباما للاوباماويين الحقيقيين الذين يدرکون و يفقهون معنى و جوهر التغيير و إنشغلوا بقادتکم الذين يتمسکون بالسلطة لا الى الرمق الاخير من حياتهم وإنما الى الرمق الاخير من حياة عوائلهم و سلالاتهم"المنتجبة المنتقاة" أيضا و حاولوا أن تنهوا تلك الابتسامات الساخرة التي ترتسم على وجوه الاوربيين کلما تحدثت التقارير الخبرية عن ديمقراطية أو حقوق انسان في بلدانکم!

نزار جاف
nezarjaff@gmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
Iraq
Iraqid -

عنوان جميل. لم ياتي اوباما ليقود امة عربية او هندية فهو رئيس لامريكا وسيبذل كل مافي وسعه لرفع كفة امريكا بين العالم. هكذا الحال مع كل رؤساء العالم. ان مانريده نحن العرب ومانحتاجه فعلا هو رئيس عربي قوي ينصر ويفرض كلمته على اوباما وساركوزي وميركل وغيرهم هذا سيكون نصرنا وفرحنا الحقيقي . كم سننتظر ؟

أنتصار العبيد تحقق
أبو سمير -

مرحبا لكم الحقيقة الرجل الأسمر صعد إلى أعلى قمةسياسية في الولايات المتحدة الأمريكية بفضل الديمقراطية في بلده أمريكا وبفضل النضال الذي خاضه شهيد الديمقراطية وحقوق الأفارقة السيد Martin Luter King والذي دفع حياته ثمنا لها بأعتقادي لم يصل السيد أوباما إلى هذا المنصب الذي وصل إليه ألا بفضل تلك التضحيات لا يمكنأن تصل الشعوب إلى حقوقها بدون هذه التضحياتلا كما يتوهم البعض عن الشعارات الكاذبة أتمنا أن يفسح المجال أمام شعوب المنطقة بعيدا عن التفرقة والتطرف وأقصاء الأخر الذي يختلف وشكرا