أصداء

الأردوغانية: كذبة تركيا العدالة الكبرى

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

منذ إعترافه قُبيل الإنتخابات التركية الأخيرة، ب"وجود" مشكلة إسمها "المشكلة الكردية" في تركيا، تحوّل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان 180 درجة، هارباً إلى نظرية "تركيا واحدة لتركي واحد أحد، بعلم واحد، وأرض واحدة موحدة"؛ النظرية الأتاتوركية المعروفة، والتي تمشي عليها تركيا منذ تأسيس الجمهورية الأولى فيها سنة 1923، على يد التركي "الأعلى" مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس تركيا الحديثة، والأب الروحي لأتراكها.

بعد انفلات حزبه من الحظر والمنع والغلق على يد "تركيا الجنرالية"، أصبح أردوغان المعوّل عليه وعلى "علمانيته الإسلامية"، أتاتوركياً أكثر من أتاتورك، وجنرالياً أكثر من رئيس الأركان التركي الجنرال ألكر باشبوغ.
ففي جولاته المكوكية التي قام بها رئيس حزب العدالة(العدالة على الطريقة الأتاتوركية)، إلى "تركيا الكردية"، كشف أردوغان القناع عن "أتاتوركيته" الحقيقية، التي لا يمكن ل"إسلام حزب العدالة" أو "إسلامات أخرى" لاحقة، محوها ب"السهولة المفترضة"، من الذهنية التركية التي تربت وتتلمذت عليها، منذ أكثر من حوالي 85 سنة مضت.
في محطته الأخيرة من جولته بين "أكراده المفترضين"، خطب أردوغان في جمهوره الكردي ب"جولَميرك" جنوب شرقي مقاطعة هكاري، قائلاً: "من لا يريد لتركيا أن تكون دولةً واحدة، تحت علم واحد، لشعب واحد، وأرض واحدة، فليخرج منها".
يعني هذا الكلام الأتاتوركي حتى العظم، أن على 18 مليون كردي، إضافةً إلى الأقليات الأخرى اللاتركية، كالأرمن واللاز والبلغار والعرب واليونانيين، ممن لا يريد لتركيا أن تكون لأتراكها فقط، بلسان تركي فقط، وأتاتورك واحد فقط، عليه الخروج منها بلا عودة..
المفهوم من تهديد أتاتورك حزب العدالة هذا، هو "من لا يريد هكذا تركيا لتركيّها الذي يساوي العالم، عليه أن ينقلع منها، فبابها يفوّت جمل، على حد قول المثل".

ومن هذا الباب التركي الذي "يفوّت جملاً كثيراً"، هدد أردوغان الأكراد الذين وصلوا عبر انتخابات تركية، إلى إدراة البلديات في بعضٍ من مدنهم(52 بلدية)، قائلاً: "يجب علينا فتح الإدارات المحلية وبلدياتها في المناطق الكردية".
أردوغان لم يستخدم مفردة "الفتح" خارج سياقها التاريخي المعروف بالطبع(أسلم تسلم)، فهو قصد بها، على مستوى "إسلامه التركي"، "فتح" الكردي المختلف، وإجباره على الدخول في "التركية"، إن شاء أم أبى.

وكي يثبت أردوغان للعالم بأن كلامه الخطير، عن نيته في مطاردة الأكراد في تركيا(هم)، هو ليس مجرد مزحة، أو "زلة لسان"، فإنه أثبت جنراليته، في تصريحاته الأخيرة بعيد الإحتجاجات الكردية الأخيرة في مدينة استانبول، والتي جوبهت بقمع البوليس التركي بمشاركة مدنيين أتراك مسلحين، بقوله: "للصبر حدود..الناس سيدافعون عن أنفسهم". وأردوغان يقصد ب"ناس"(ه) ههنا، أولئك المدنيين الأتراك الذين صوّبوا ببنادقهم مع بوليسه، إلى الأكراد المتظاهرين في استانبول قبل أيام.

في الضفة الأخرى من تركيا، أثارت تصريحات أردوغان العنصرية هذه بحق أكراد "تركيا الكردية"، ردود أفعال كردية كثيرة. النائب أحمد تورك رئيس حزب المجتمع الديمقراطي، ردّ على أردوغان، مخاطباً أكراده في آمد/ دياربكر الكردية، بلهجةٍ كان فيها أكثر من تحدٍّ قائلاً: "تصريحات أردوغان التي وقف فيها إلى جانب مسلحين أتراك مدنيين، قاموا بقمع المظاهرة الكردية، هي بمثابة فتوى تبيح قتل الكردي على يد التركي"، وأضاف "أوليست تركياً وطناً مشتركاً لنا جميعاً؟؟ ثم مَن يطرد مَن من بلاد من؟"
أحمد تورك واضح في تصريحه المضاد هذا، الذي صاغه على شكل أسئلة كبيرة موجهة إلى أردوغان وفتاويه. ففي الوقت الذي يريد فيه أردوغان أن يطرد الأكراد من تركيا(ه)، يصّر تورك على أن الأكراد هم على أرضهم التاريخية، وفي وطنهم التاريخي، وليس هناك "مَن"(لا تركي ولا غير تركي)، يستطيع أن يطردهم من أرضٍ، هم فيها ومنها وإليها.

إذن قالها أردوغان، على العلن، نيابةً عن أتاتوركه الحي الحاضر القيوم فيه، وفي تركيا(ه) "المسلمة"، أبداً: "لا تركيا خارج أتراكها..كما ليس ل"مَن" خارج تركي داخل تركيا".
في تصريحاته الأتاتوركية هذه، "كذّب" أردوغان كل "البلابل الليبرالية" التي عوِّلت كثيراً على "الإسلام التركي" الممثّل بالأردوغانية وحزبها(العدالة والتنمية)، على أنه مفتاح الحل السحري لكل تركيا ومشاكلها، لا سيما مشكلة أكرادها المسلمين.

تُرى ماذا على الأكراد أن يفعلوا بإسلامهم، و"إسلام أردوغان" يطردهم من تركيا(ه)، التي بابها "يفوّت ألف جمل"؟
ماذا على الأكراد أن يفعلوا بتركيا(هم)/ و"تركيا أردوغان" "تفتحهم"، ب"سيف العدالة"، فتحاً مبيناً؟
ماذا على الأكراد أن يفعلوا بكردستانهم، و"تركيا التركية" تمزّقها إرباً إرباً وتعدمها على خارطةٍ من ورق، وستُطاردها حتى إن طارت إلى القمر؟


هوشنك بروكا

hoshengbroka@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الذيب في جلد خروف
شيروان -

انهم ذئاب بل اكثر ما ان يسنح لهم فرصة ينقضون على فريستهم، لكن هيهات ولى كثير من امثاله، وسيولي هو ايضا ويبقى الاكراد اكرادا غير اتراك على اراضيهم ووطنهم مرفوعي الرؤوس..

الواقع
أبو سيروان -

تحية للكاتب هوشنك بروكا ، حقيقة استاذ هوشنك أن أوراق رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان انكشفت للكرد قبل الآخرين. القضية تهمنا جميعاً، إنها ليست قضية جزء من هذا الشعب، بل ان هذه القضية هي قضية الشعب كله. القضية الكردية هي قضيتي أيضاً وانا كفيل بحلها. هذه المقولة صاحبها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان. المكان والزمان، في الثاني عشر من شهر آب عام ألفين وخمسة في وسط مدينة آمد الكردستانية. وكان أردوغان قد نفى قبل ذلك وجود اي قضية كردية، وقال رداً على سؤال لأحد الصحفيين: مالم يخلق المرء هذه القضية، فهي غير موجودة اصلاً. وكان رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان قد تحدث في السادس عشر من شهر كانون الأول من عام ألفين وسبعة عند تدشينه لمبنى تابع لمؤسسة المياة في منطقة أودميش في أزمير قائلاً: باسمي وباسم حكومتي اتقدم بالتهنئة لشخص رئيس هيئة اركان الجيش وجميع قيادي وعناصر الجيش وقوات الشرطة الأبطال بمناسبة النصر الذي حققوه في العملية العسكرية الأخيرة. رسالة التهنئة هذه كانت بعد الغارة الجوية التركية التي شاركت فيها اثنين وخمسين طائرة على مناطق في جنوبي كردستان. وقد عبر أردوغان بكلامه هذا عن دعم حكومته الكامل لسياسة الحرب والتصعيد وقمع كل مطاليب وحقوق الشعب الكردي. واردف أردوغان حينذاك قائلاً: نحن مصرون على اجتثاث الإرهاب وسنتابع ملاحقة الإنفصاليين داخل وخارج البلاد وسنستخدم جميع الطرق السياسية، العسكرية، الدبلوماسية، الإجتماعية، والإقتصادية. سنواصل التمسك بالوحدة ومفهوم الشعب الواحد والعلم الواحد والوطن الواحد. أردوغان في نيسان عام الفين وستة وخلال اجتماع لكتلة حزبه في انقرة قال مهدداً الكرد: الأطفال والنساء سيعاقبون وسيتم التصدي لهم بالرصاص في حال مشاركتهم في المظاهرات. على قوات الشرطة أن تمارس صلاحياتها وتقمع كل من يريد النيل من وحدة هذه البلاد. الطفل مكانه المدرسة وليس مكانه الشارع؟. بعد هذه التعليمات التي صدرت عن أردوغان نفذ الجنود وعناصر الشرطة تعليماته على الأطفال والنساء في ولايتي وان وجولمرك، والمرء لم يعد ينسى هذه المشاهد الوحشية، اثناء قمع قوات الشرطة والاستخبارات التركية للمحتفلين بعيد النوزروز عام الفين وثمانية في ولاية وان . وبعد تصريحات اردوغان هذه تحركت عناصر الشرطة والإستخبارات التركية لقمع وتقتيل المتظاهرين الكرد العزل, ولااحد يستطيع ان ينسى مش

الدرس
المراقب -

هناك مثل بالكردي يقول جائت الدجاجة من الخارج لتخرج الدجاجة التي كانت في الداخل .فلاسف لحد الان معظم الاكراد لم يفهمو بعد ان الاسلام في تلك الدول ليس الا ورقة لخدمة قوميتهم وهذه اسهل طريقة للقضاء على الفكر الكردي لنيل استقلاله وحريته وارجو من الاكراد في تركيا قد تعلمو الدرس من خلال اردوغان النازي.

التضليل الأردوغاني..
بنكين الأبراهيم -

مقال موفق للأستاذ بروكا فقد بدى جليا الفارق الشاسع بين خطاب أردوغان السياسي في 2002 و النهج و السلوك الحالي المليء عنصرية وسيره الحثيث في ركب المؤسسة العسكرية أجل كان كله تضليلا بقصد كسب الصوات كما فعلها سابقوه.

النية الحسنة لا تحل
ابو سمير -

أغلبية الأكراد في تركية أسلام سنة وهناك العلويين المنقسمين بين كردي يتكلمون الكردية بلهجتها الزازائيةوهناك ومن يتكلم اللغة التركية وأعتقدأن هناك من العلويين الذي يتكلم العربية في مناطقأنطاكية على الأغلب الأكراد السنة ينخدعون بألأسلاميينمن أمثال أردوغان ومعلمه أرباقان بأنهم سيحلون الوضع الكردي بأعتقادي لولا شعارات أردوغان الأسلامية لما حصل على كل هذه الأصوات في كردستان وكان من سبق أردوغان في الحكومات التركية السابقةمن الأحزاب العلمانية حسب ما كان يسمونهم كان قدأطلقا شعار مفاده أن الدخول إلى الأتحاد الأوربي يمر عبر دياربكر لهذا أقول دائيما الأكراد العاديينالنية الحسنة تخدعهم مع جزيل الشكر

درس جديد
مسعود -

هذا درس جديد و دليل أحدث على الأكراد أن يستوعبوا الدروس و العبر. أن العنجهية التي جاءت بها قياداتنا التي لم ننتخبها بل فرضت نفسها علينا منذ عشرات السنين, هذه العنجهية جعلتنا مكروهين من قبل جميع جيراننا و كانوا قد صوروا لنا و نحن صدقناهم و كنا كلانا نتصرف بعقلية لاعلاقة لها بالوعي و الادراك, صوروا لنا بأن أمريكا حليفنا و اٍسرائيل حليفتنا و غيرها من الوعود التي ما أن بدأت فوهات البنادق توجه الى صدورنا حتى اٍكتشفنا اٍننا لوحدنا و لا أصدقاء لنا.. بل و الأتعس من ذلك و بسبب هؤلاء القادة أصبحنا منبوذين من أصدقائنا القدامى و كل من كان يتعاطف معنا من قبل و هذا و أعتقد أن غالبيتكم يؤيدني لخسارةً كبيرةً لنا ما بعدها خسارة و لن نستطيع تعويضها بسهولة. من العقل و الحكمة أن نتراجع و نضمن أصدقائنا القدامى بدل أن نخسر حتى أنفسنا, و أن الوعي صعب و لكنه مطلوب و واجب على كل واحد أن ينبه الآخرين. دمتم جميعاً بخير لخدمة القضية و الشعب الكرديين

ظالم ومظلوم
greenwolf -

لطالما وقف العرب مع الحق الكردي ولطالما رد الأكراد الإحسان بالإساءة لذا لم نعد نتعاطف معكم ومع قضيتكم