أصداء

اصحاب الكهف العربي واوباما أبن الراعي الاسود

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لم ينم الكثير من العرب في ليلة الانتخابات الامريكية في مفارقة عجيبة وكأن الحدث في بلدانهم " الديمقراطية جدا " وليس في البلاد التي يطلق عليها الاوباش " بلاد الكفر ". قد اكون لا اعرف كل الاسباب لكني بالتاكيد اعرف أهمها لكن موقف العرب هذا كان عجيب غريب حتى ظن المطلع على بواطنهم ان " حجاجهم بن الثقفي " سيبعث من جديد لكن هذه المرة من واشنطن ليقلب واطيها على عاليها. ولم تكد تمضي 24 ساعة حتى جاءت صفعة العرب الاولى بتعين النائب الديمقراطي اليهودي الاصل والفصل رام ايمانويل في منصب كبير موظفي البيت الابيض. وهي اشارة كافية لمن لايفهم السياسة الامريكية جيدا حتى وان تغيرت الوجوه والاسماء والاحزاب وايضا لون البشرة. ثم ان هناك في بلاد الكفر المفترضة لايوجد من يعمل بالطريقة العربية المفضلة والمميزة والتي تقول من ياتي خلفا يهدم كل ماعمله من كان سلفا، هذا اصلا اذا كان مجال للسلف والخلف في السياسة العربية. والتي لايحددها سوى الموت وليس غيره.

كان الاغرب بالموضوع وفي الاسبوع الاخير من حملة الانتخابات الامريكية ان كل وسائل الاعلام العربي فاضت علينا بالمقالات واللقاءات التلفزيونية التي ينتقد بعضها الديمقراطية الامريكية وبشكل يدعو حقيقة الامر الى الخجل في اكثر الاحيان. وفي جانب اخر من هذا الجهد العربي الاعلامي الضائع كان البعض يحلم بطريقة العصافير ان ياتي اوباما ويرجع الينا القدس فجر ثاني يوم من انتخابه وقد يكون حتى قبل تناوله لفطوره الاول في البيت الابيض. بل وصلت الامور ببعض المساكين الطائفيين بان يعيد اوباما الاوضاع في العراق الى الوضع الشاذ قبل عام 2003، وكأن ارض العراق لم تتحرك منذ ستة اعوام. ووصلت المهازل بالبعض ان يتشفى بنهاية ولاية بوش الثانية وكأن بوش جاء على ظهر دبابة ابرامز في ليلة ظلماء واحتل البيت الابيض، او كأن بوش ينتمي لعشيرة من عشائر العرب وحان وقت الثأر منها والتشفي بها. او كأن بوش كان رفيق حانة او طاولة قمار وحان وقت الحساب معه !! وفات على هولاء جميعا ان بوش مثل غيره من رؤساء الولايات الامريكية المتحدة هو نتاج ديمقراطي ولد من رحم المؤسسات الصناعية والاقتصادية والسياسية والاعلامية وترجم من خلال اصوات الشعب الامريكي في صندوق الانتخابات وكل ذلك لايتقاطع مع أسس اللعبة الديمقراطية التي نجهلها كثيرا وان اوباما هو ليس بعيد او استثناء من هذه اللعبة وأصولها ورموزها في اعظم امبراطورية في التاريخ. وهو مكمل للستراتجية الامريكية لكن بسياسات اخرى.

اما بعد فوز اوباما بالانتخابات خرج علينا معظم الاعلام العربي ورموزه المكشوفة جدا، ليشيد بالشعب الامريكي ودوره الحضاري الراقي وهذا التحول التاريخي في الوضع الاجتماعي والسياسي الامريكي. وحقيقة الامر كل هذا الكلام هو من نوع الحق الذي يراد به باطلا او من نوع الشمس التي لايمكن حجبها بغربال. لاننا اولا وفي كل الكرة الارضية اصبحنا نكته مضحكة في مارثون الحكم العربي المزمن الشهير وثانيا ومثال مازال حي يرزق ان حكومة عراقية منتخبة من خلال تصويت اكثر من 12 مليون ناخب تعرضت للهجوم والذبح والمقاطعة بكل الاشكال والالوان ليس لسبب يذكر فقط لان رئيس الحكومة " شيعي " ينتمي الى حوالي 70 بالمائة من واقع الشعب العراقي، فتحول نفس هذا الاعلام العربي الى مخالب لنهش اللحم العراقي في الشوارع والاسواق والساحات وتم التصفيق الى اوباش القتل وبهائم التفخيخ وتم استباحة الدم العراقي بشكل عجزت امامه كل مفردات السؤ في وصفه. فمن اين جاءت ونزلت كل هذه الديمقراطية على معظم الاعلام العربي وهو اصلا يمثل حالة مزمنة من الحكم المارثوني والتميز الطائفي والعنصري والديكتاتوري في اكثر البلاد العربية.

نعم اوباما أبن الراعي الكيني الافريقي المهاجر الى امريكا فاز بمنصب رئيس اعظم امبراطورية في التاريخ وهو " اسود " البشرة وانتخبه الشعب الامريكي بكل جدارة وبتحول تاريخي سيقف عنده التاريخ السياسي والاجتماعي البشري كثيرا. لكن اين نحن من ذلك؟ اين سلوكنا وفكرنا من ذلك؟ بلا شك نحن متخلفين وبشكل لايمكن حصره عن هذه القيم الانسانية قبل كل شيء وليس في أرثنا الانساني سوى حالة بلال مؤذن الرسول "ص" والاسلام الحقيقي العظيم. لكن منذ ذلك التاريخ قبل 1400 عام وحتى يومنا هذا نحن نستوطن دوامة التخلف والتراجع بكل مجالات الحياة في غفوة طالت كثيرا وفي كهف جديد لم يعد يستوعب حتى نومنا المشين هذا، فمتى الصحوة وقد وقف في باب كهفنا الرئيس الامريكي الاسود السيد اوباما.

محمد الوادي
m.alwadi@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
شكرا
راهب -

مقال يعبر بالفعل عن واقعنا العربي المتخم بالتخلف والهموم

نريده على مقاسنا
رعد الحافظ -

مقالة رائعة وليست غريبة عن مستوى الكاتب الرائع الاستاذ محمد الوادي..نعم العرب يريدون رئيس امريكي على المقاس وهم الذين يحددون فكره وسياسته واسلوبه في الحكم وحتى لون بشرته , ويريدون منه ان يحرر لهم فلسطين ويبني العراق بعصا سحرية ويرفع مستوى المعيشة للشعوب العربية بنفس العصا , ومع ذلك فلن نرضى عنه لان اي عمل منه خيرا ام سوءا يعتبر تدخل في شؤوننا الداخلية في دولنا الديمقراطية الآمنة.وبالنسبة لقولك ياسيدي الكاتب, ان العرب قاطعواالعراق بسبب رئيس حكومة شيعي , ربما هذا صحيح لكن أليس الشبل رئيس حكومة من الاقلية العلوية لشعب غالبيته من السنة ؟ فلماذا لايقاطعوه رغم كل سلوكه الذي لايقل كثيرا عن طاغيتنا المقبور؟والذي لم يخجل أمس وقال أنا ضد الاتفاقية بين العراق وامريكا , طبعا وهل يريد أن يكون العراق جاره اقوى ديمقراطية عربية دون تهديد عرشه؟أما كلامك عن مستبيحي الدم العراقي فأنا مستعد للبصم بالعشرة أن لامباديء ولا دين يحكم هؤلاء, أنما مصالح مادية بحتة وهذه الاعمال الارهابية أصبحت أعمال للاسترزاق مثل الوظائف الاخرى, ولا استبعد ان يخصصوا مكاتب قريبا تشغل هؤلاء العطالى مادام لايجدون عمل والمسؤول في النهاية أيضا الرئيس الامريكي فلماذا لايوفر فرص عمل كثيرة في البلاد العربية؟

نريده على مقاسنا
رعد الحافظ -

مقالة رائعة وليست غريبة عن مستوى الكاتب الرائع الاستاذ محمد الوادي..نعم العرب يريدون رئيس امريكي على المقاس وهم الذين يحددون فكره وسياسته واسلوبه في الحكم وحتى لون بشرته , ويريدون منه ان يحرر لهم فلسطين ويبني العراق بعصا سحرية ويرفع مستوى المعيشة للشعوب العربية بنفس العصا , ومع ذلك فلن نرضى عنه لان اي عمل منه خيرا ام سوءا يعتبر تدخل في شؤوننا الداخلية في دولنا الديمقراطية الآمنة.وبالنسبة لقولك ياسيدي الكاتب, ان العرب قاطعواالعراق بسبب رئيس حكومة شيعي , ربما هذا صحيح لكن أليس الشبل رئيس حكومة من الاقلية العلوية لشعب غالبيته من السنة ؟ فلماذا لايقاطعوه رغم كل سلوكه الذي لايقل كثيرا عن طاغيتنا المقبور؟والذي لم يخجل أمس وقال أنا ضد الاتفاقية بين العراق وامريكا , طبعا وهل يريد أن يكون العراق جاره اقوى ديمقراطية عربية دون تهديد عرشه؟أما كلامك عن مستبيحي الدم العراقي فأنا مستعد للبصم بالعشرة أن لامباديء ولا دين يحكم هؤلاء, أنما مصالح مادية بحتة وهذه الاعمال الارهابية أصبحت أعمال للاسترزاق مثل الوظائف الاخرى, ولا استبعد ان يخصصوا مكاتب قريبا تشغل هؤلاء العطالى مادام لايجدون عمل والمسؤول في النهاية أيضا الرئيس الامريكي فلماذا لايوفر فرص عمل كثيرة في البلاد العربية؟

عولوا على سواعدكم
اوس العربي -

علينا اولا ان نعول على سواعدنا بعد الاتكال على الله في استرجاع حقوقنا المغتصبة ونفعل كما فعلت المقاومة الاسلامية في لبنان وكما فعلت المقاومة العراقية التي جعلت جلاء الاحتلال البند رقم واحد لدى اوباما. العرب او على الاصح النظام العربي يؤمل في اوباما وهو يريد لقاء التبعة على كتف اوباما واوباما لن يستطيع ان يساعدنا الا اذا ساعدنا انفسنا مثل ما فعل حزب الله اذ ارغم الامم المتحدة وامريكا على ايقاف الحرب دون ان يلتزم بشيء او يوقع على شيء او يتنازل عن شيء ولنفعل كما فعلت المقاومة العراقية الجسورة التي دوخت الاحتلال الامريكي وجعلته يقدم التنازلات تلو التنازلات صعودا الى رغبة ساسته الاكيدة في الخروج من مستنقع الرمال المتحركة

اهل الكهف
احمد محمود داود -

أجدت وابدعت واصبت إنهم أهل الكهف

عولوا على سواعدكم
اوس العربي -

علينا اولا ان نعول على سواعدنا بعد الاتكال على الله في استرجاع حقوقنا المغتصبة ونفعل كما فعلت المقاومة الاسلامية في لبنان وكما فعلت المقاومة العراقية التي جعلت جلاء الاحتلال البند رقم واحد لدى اوباما. العرب او على الاصح النظام العربي يؤمل في اوباما وهو يريد لقاء التبعة على كتف اوباما واوباما لن يستطيع ان يساعدنا الا اذا ساعدنا انفسنا مثل ما فعل حزب الله اذ ارغم الامم المتحدة وامريكا على ايقاف الحرب دون ان يلتزم بشيء او يوقع على شيء او يتنازل عن شيء ولنفعل كما فعلت المقاومة العراقية الجسورة التي دوخت الاحتلال الامريكي وجعلته يقدم التنازلات تلو التنازلات صعودا الى رغبة ساسته الاكيدة في الخروج من مستنقع الرمال المتحركة

ونحن ايضا
عادل الربيعي -

التخلف يا اخي محمد ليس لدى العرب فقط ولكن عندنا نحن العراقيون واعتقد انك من البصرة وتعرف كيف يعاملون الزنوج لدينا في البصرة من قبل من يسمون انفسهم احرار وانت تعلم بالنعوت التي يصفون بها اصحاب البشرة السوداء ولا داعي الى ذكرها لانها تنم عن تخلف متقع- فيا اخي هذه البلدان الاوربية سبقتنا بقرون بتحضرهم الاجتماعي والانساني وللاسف نحتاج نحن الى الف سنة مع تغير بكل مناهجنا الدراسية والتاريخية حينها يمكن ان نخطوا الى الامام وشكرا لك ايها الكاتب وشكرا لايلاف-------

الحمرة ولا الصفرة؟
الجميلي -

أي مقاومة أخ أوس ؟! اللي ذبحت العراقيين باللطيفية أو المقاومة التي اغتالت الاطباء بالموصل أو التي أغتالت الاكاديميين في بغداد .. أخاف قصدت المقاومة اللي صارت مع الامريكان بعد ما صحت على زمانها ؟!

ونحن ايضا
عادل الربيعي -

التخلف يا اخي محمد ليس لدى العرب فقط ولكن عندنا نحن العراقيون واعتقد انك من البصرة وتعرف كيف يعاملون الزنوج لدينا في البصرة من قبل من يسمون انفسهم احرار وانت تعلم بالنعوت التي يصفون بها اصحاب البشرة السوداء ولا داعي الى ذكرها لانها تنم عن تخلف متقع- فيا اخي هذه البلدان الاوربية سبقتنا بقرون بتحضرهم الاجتماعي والانساني وللاسف نحتاج نحن الى الف سنة مع تغير بكل مناهجنا الدراسية والتاريخية حينها يمكن ان نخطوا الى الامام وشكرا لك ايها الكاتب وشكرا لايلاف-------

لو ناديت حيا لاجاب
خليجى -

لا احد يلومنى ان قلت الشعب الكافر الامريكى كما يدعون هو اشرف و انبل من بعض المسلمين من يلبسون الاكفان و يقتلون البشر اينما كانو, و لا زال هناك من يسمهيم البعض بالمقاومة الخبيثة - هناك البيض هم الاغلبية و لا شى يلزمهم الى تكريم المناضلة السوداء روز او غيرها و لا احد يجبرهم فى انتخاب الاسود رئيسا عليهم الشى الوحيد انهم بشر بمعنى الكلمة فقد صحح الاجيال ما خربة الاباء و عندنا العكس يزداد الابناء تخلفا و حقدا على البشرية بمباركة اصحاب الفضيلة -- لو لا الامل لانقطع الرجاء الله يستر على الاجيال يا ما بتشوف .

نامي جياع الشعب
خالد الشمري -

مقال رائع للكاتب الرائع محمد الوادي ولكن السؤال هل هنالك من يسمع؟؟هل من يعتبر؟؟؟ هيهات هيهات فما اكثر العبر وقلة الاعتبار.المهم الرئيس الاوحد والزعيم القائد يعيش وطويل العمر يدوم ولتذهب جياع الشعب الى الجحيم وهي تمشي على ارض النفط

لو ناديت حيا لاجاب
خليجى -

لا احد يلومنى ان قلت الشعب الكافر الامريكى كما يدعون هو اشرف و انبل من بعض المسلمين من يلبسون الاكفان و يقتلون البشر اينما كانو, و لا زال هناك من يسمهيم البعض بالمقاومة الخبيثة - هناك البيض هم الاغلبية و لا شى يلزمهم الى تكريم المناضلة السوداء روز او غيرها و لا احد يجبرهم فى انتخاب الاسود رئيسا عليهم الشى الوحيد انهم بشر بمعنى الكلمة فقد صحح الاجيال ما خربة الاباء و عندنا العكس يزداد الابناء تخلفا و حقدا على البشرية بمباركة اصحاب الفضيلة -- لو لا الامل لانقطع الرجاء الله يستر على الاجيال يا ما بتشوف .