وللرجال عليهن درجة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تتعالى صيحات وتستجد وثنيات وينشط المعتزلة الجدد في تشويه الحقائق، فترى بين الحين والآخر من يريد أن يظهر الدين بطريقة تليق به وأكثر أمام العالم، دون أن يعلم أن هذا العمل الذي ظن أنه يخدم الدين ما هو إلا إفساد للواقع الديني الذي شرعه الله تعالى بواسطة كتبه وعلى لسان رسله.
فعندما خلق الله تعالى جميع الخلائق جعل بعض مخلوقاته أفضل من بعض لتستقيم الحياة وتستمر كما هي عليه، لذلك قال جل شأنه: (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً) الإسراء 70.
وكذلك فقد جعل تعالى نظام التسخير هو النظام الذي يتحكم في تقسيم البشرية حسب الدرجات التي تتفاوت بينهم كما أشار إلى ذلك بقوله: (أهم يقسمون رحمت ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضاً سخرياً........الآية) الزخرف 32. فإن قيل: ألا يدخل هذا التقسيم في الجبر المنزه عنه تعالى وبالتالي نكون قد أجبرنا على القيام بأفعالنا التي من مصاديقها التسخير كما هو ظاهر في الآية؟ أقول: هذا التقسيم أشبه بالنصب المتنوعة التي توضع للمتسابقين أما التفاوت في الوصول إليها فهم من يحدده لا من وضع النصب فتأمل.
والمعنى المشار إليه في الآية الكريمة يظهر أن التقسيم الذي قضاه الله تعالى ورفع بموجبه درجات البعض على البعض الآخر كل هذا لأجل أن تستمر الحياة لذا علله بقوله: [ليتخذ بعضهم بعضاً سخرياً] فأطلق السبب وأراد به المسبب، ليكون هذا التسخير بمثابة الفاعلية المؤسسة لبناء المجتمعات على إختلاف أنواعها وتوجهاتها.
وقد يتدرج هذا التفاضل إلى أن يصل إلى الأنبياء والرسل أنفسهم كما يشهد لذلك قوله تعالى: (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس.......الآية) البقرة 253. ولو أراد الإنسان أن يتأمل هذا التفضيل الذي جعله الله تعالى من الأسباب الرئيسية لإدامة الحياة، تقطع أمامه جميع الحجج التي يتلقاها من هنا وهناك والتي يروجها أعداء الإنسانية الذين همهم الطعن والتشويه للنظم والقوانين التي بني عليها الكون بكل تراكيبه وتفاصيله.
ومن هنا يظهر أن الذين يريدون المساواة بين الرجل والمرأة لا تستقيم حججهم قبال آيات الله تعالى، حيث أن المساواة بين الرجال والنساء مرفوضة جملة وتفصيلاً سواء بالقانون أو الفطرة التي فطر الله الناس عليها، ولو أردنا التسليم بأفكارهم اللاشرعية فسوف نكون أمام خيارين إما أن نساوي بين الرجال والنساء ونحيد عن قانون الله تعالى، وإما أن نفضل النساء على الرجال وهذا ما يتناقض مع الفطرة.
بل حتى في البلاد التي لا تؤمن بالديانات السماوية نجد أن الرجال قوامون على النساء ولا يوجد بلد في العالم ينسب لقب الرجل بعد الزواج إلى عائلة المرأة بل على العكس من ذلك فإن المرأة تنسب إلى زوجها في جميع أنحاء الأرض، ناهيك عن الحقوق والتشريعات الأخرى إضافة إلى تبعية الإبن إلى أبيه دون أمه، وقد تطرقنا إلى الأدنى الذي يغنينا عن التطرق إلى ما هو أهم من ذلك.
وإشارة القرآن الكريم إلى تفضيل الرجال على النساء لا يعني أن هذا سلب لكرامة المرأة أو هتك لحقوقها وكأن هناك مباراة بين الطرفين ولابد من رابح وخاسر فيها، كما يصور البعض ذلك، بل على العكس فإن هذه الدرجة التي تميز بها الرجال هبة من الله تعالى حسب ما تقتضيه حكمته لعلمه جل شأنه بالحالة التي يجب أن يكون عليها كل واحد منهما.
ولو أردنا البحث في مصاديق تلك الدرجة لا نحتاج إلى كثير من الجهد، حيث أن هذا ظاهر في إختيار الله تعالى للرجال في كثير من المهام التي لايسمح تكوين المرأة على القيام بها كالرسالات السماوية مثلاً، كما أشار إلى ذلك تعالى بقوله: (وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم) يوسف 109. النحل 43. وكذلك قوله: (وما أرسلنا قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم) الأنبياء7. وبالإضافة إلى ما تقدم فهناك بعض المهام التي أثبتها الشارع على الرجال وأسقطها عن النساء لنفس الأسباب آنفة الذكر كالجهاد الذي فرضه تعالى على الرجال دون النساء، وكذلك تقديم الرجل في الصلاة حيث لم يذكر في تأريخ المسلمين أن المرأة قد أمت الرجال وأقصد من هذا الطرق الشرعية ولا يلتفت إلى الطرق الدخيلة.
وقد كان النبي (ص) يقدم أفضل الرجال قراءة للقرآن الكريم ولم يجر هذا التفاضل بين النساء بمعنى لو وجدت من هي أفضل من الرجال قراءة فلم تقدم للصلاة، وهناك الكثير من الأمور التي تميز الرجل والتي لو تطرقنا إليها لكنا قد إحتجنا إلى أكثر من مقال.
فإن قيل: ألا يعتبر هذا من التخلف الذي لو تمسكنا به لكنا آخر الأمم كما نحن عليه الآن؟ أقول: هذا ما قضاه الله تعالى وهو جار في جميع البشر سواء من يتقبل منهم الأمر أو من يرفضه.
فإن قيل: ألا ينطبق مثال النصب السابق على هذا التفاضل الذي جعله الله تعالى بين الرجل والمرأة؟ أقول: الجهة منفكة بسبب أن هذا التفاضل هو أمر تكويني بخلاف الأول الذي يكون التسابق إليه حسب المقدرة والأعمال فتأمل الفرق.
عبدالله بدر إسكندر المالكي
Abdullahaz2000@yahoo.com
التعليقات
Family name
Hassan Jamali -In Canada and some other democratic counties a child can bear tha family name of his mother.
لا تفضيل بينهما
د.عبد الجبار العبيدي -شطط كبير وقع به الاخ عبدالله المالكي ما كان يجب عليه ان يقع فيه وهو العالم بالامور.لا ادري كيف يتهم المعتزلة بتشويه الحقائق وهم الذين اعتبروا الحرية الاساس في الوجود الانساني واعتبروا ان القرآن هو نظرية الوجود الانساني الذي بحاجة الى تأويل وفق سورة آل عمران آية (7)امظر كتاب ثورة العقل.ولونجحوا لكنا اليوم غير الذي نحن فيه من الجهالة والتخلف الذي اورثه لنا فقهاء السلطة.اما مايخص التفضيل للرجال على النساء يقول السيد المالكي انه يرفض رفضا باتا المساواة بين الرجل والمرأة وهو شخص مُقيم ليس من خقة الجزم بقدر ما من حقه ابداء وجهة النظر،ويقول ان الانبياء لم يجيزوا الجهاد للمرأة لكنه نسي ان الرسول(ص) اول من اشركها في جهاد المسلمين في بيعة العقبة وان سمية كانت امرأة لا رجل وهي اول شهيدة بالاسلام وان حقوق المرأة ذكرت في القرآن اكثر من الرجل(انظر سورة النسا)،لابل ذم الملوك ولم يذم الملكات كما في بلقيس ملكة سبأ وفي مجال تعد الزوجات احكمه بنص الايتام والقدرة والاستطاعة،وفي مجال الارث احكمه بالوصية كما في الاية 180 من سورة البقرةوفي الميثاق والقوامة احكمه بالوفاق لا بالطلقات الثلاث المتهورة المبتدعة،وفي الخلق والخلقة احكمه بالاندماج بين الاثنين دون تفضيل انظر النجم 45 وفي مساواة الملكات بالملوك لا بل تفضيلهن على الملو الذي قال فيهم(ان الملوك اذا دخلوا قرية افسدوها ولم يقل الملكات).هذا النوع من التوجه الخاطىء في التفرقة بين الرجل والمرأة بحاجة الى اعادة نظر ايها العزيز.فلا تكن ممن يكتبون بالقلب لا بالعقل..
تفسيرات غير إنسانية
محمد عرقاوي -جميع ما اورده السيد المالكي هذا اليوم, مناقض لشريعة حقوق الإنسان التي وقعت عليها جميع البلاد العربية والإسلامية, بالرغم انها غالبا لا تطبقها ولا تلتزم بها, والسيد المالكي يشرح لنا مخالفات دولنا التي يجب أن تتوافق مع مرور الزمن وتغير الحضارات مع الشرائع الإنسانية الحديثة. وإلغاء كل تفرقة حقوقية بين المرأة والرجل.
يا سلام
معاذ السالم -تأمل يا عزيزي, إذا كنت تظن أنك أفضل من المرأة وأن الله خلقها مسخرة من أجلك ..فلك أن تعتقد ذلك, أما أن تربط هذا الكلام بكلام الله عز وجل وتدلل أن الله أراد ذلك فليس لك ذلك .. استشهاداتك القرآنية كلها ليس لها علاقة في الموضوع, ولا تفيد افتراضك المزعوم..
كتابة خطيرة
فاطمة محجازي -مقال مخالف لجميع الشروحات والمبادئ الإنسانية الحديثة, يصلح دستورا لدولة طالبانية, لم يعد يقبل بها حتى متحجر المتحجرين ومتأخر المتأخرين, وحتى أهالي الصحراء الذين لم يدخل التلفزيون والأنترنت عندهم حتى هذا اليوم. السيد المالكي يعود بنا حتى إلى ما قبل الإسلام. أرجو من اؤلي الأمر والتفسير الحديث ان يناقضوه ويعترضوا بكل صدق على ما ابداه عن حقوق المرأة العربية أو المسلمة. والمرأة عامة. لأنه بمقاله هذا يزيد ابتعاد كل متحضرة ومتحضر عنا.. أو كأننا ما زلنا في العصور التي كانت تباع فيها المرأة وتشترى كأنها سلعة دنيئة باخسة. كفا يا سيد مالكي.. سامحك الله على كل ما أبديت من أفكار جافة , لم يعد يؤمن بها أو يصدقها أحد.. وأذكرك أننا في القرن الواحد والعشرين.!
نصيحة جدية للكاتب
رانيا الخالدي -. اسمح لي أن أذكرك بان القانون البريطاني, , لو قرأ مقالك مترجما إلى اللغة الإنكليزية, ورغم التسامح الذي يبديه حتى باتجاه الدعاة المتطرفين, من واجبه قبول الدعاوي التي سوف تقام ضدك من جمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان, وخاصة حقوق المرأة,أنها متساوية كليا مع الرجل في الحقوق والواجبات. ومقالك يعتبر تعديا صارخا عنصريا وطائفيا ضد هذه الحق الواضح في جميع الدول المتحضرة. لهذا السبب, وبكل حياد أنصحك توضيح وجهة نظرك المتعسفة حاليا تجاه حقوق مساواة المرأة بالرجل, والساري المفعول ما عدا في بعض دول الشعوب المتأخرة جدا.. جدا.
الاعراب
طائر الجنوب -بسم الله الرحمن الرحيم ...الاعراب اشد كفرا ونفاقا واجدر الا يعلموا حدود ماانزل الله على رسوله والله عليم حكيم...صدق الله العظيم
هذا هو الموجود
خوليو -في الجنوب الأسباني حكمت محكمة فوينخيرولا على إمام مسجدها بالسجن لإصداره كتاب يجيز ضرب النساء ولما سأله القاضي عن هذا الأمر أجاب السيد إمام المسجد أن هذا ليس رأيه بل رأي القرآن-كتاب الله-، السيد الكاتب لهذه المقالة والذي يؤكد فيها عدم المساواة بين الرجل والمرأة يمكنه أن يستخدم نفس جواب إمام المسجد الإسباني في حالة إجراء محاكمة كما تفضلت السيدة رانيا الخالدي- تعليق6- المساواة بين الرجل والمرأة لايقره ولادين من الأديان المسماة سماوية، في المسيحية أيضاً يقول المسيح بأن الرجل هو رأس المرأة كما أن المسيح رأس الكنيسة، في اليهودية والإسلام الإجحاف بحق المرأة واضح جداً ولايمكن الدفاع عنهما، فحقوق المرأة في هاتين الديانتين هي فتات الحقوق، ما قبل تلك الديانات السماوية كان للمرأة دور كبير في القيادة وفي الألوهة وكانت معظم الآلهة نساء ،في منطقتنا الآلهة عشتار كانوا يطلبون شفاعتها في معبدها، كثير من اللوائح الطينية المكتوبة بالخط المسامري تؤكد ذلك، افصلوا الديانات السماوية عن الحكم واتركوها مسألة شخصية إيمانية، السيد الكاتب يعرض مافي الإسلام من حقوق للمرأة، وهذا هو الموجود.