أصداء

يوم الحب ويوم التسامح

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

مر علينا يوم 4 نوفمبر، ذكرى يوم الحب العالمي، مرور الكرام وكأنه لا علاقة لنا بذكرى الحب ولا الحب وسيرته. وخرجت أصوات من تحت المناضد تحث على عدم الاحتفال بذكرى هذا اليوم الكريم، لأنه بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، مثل التي نعيش في لظاها الآن. كيف لا نحتفل بهذه الذكرى الجميلة التي فيها تحدى رجل الدين القديس "فالنتين" أحكام رجال الدولة الحكام من أجل فرض الحب والتراحم بين المحبين. إننا نتذكر كيف ضحى هذا القديس العظيم بحياته من أجل أن ينتشر الحب بين المحبين. يا للعجب ومر يوم الحب مرور الكرام.


الأسباب الحقيقة مجهولة، وإن كان افتقاد الحب وضياعه في هذا الزمان هو السبب.
اليوم الثاني، والذي تبنته منظمة الأمم المتحدة هو يوم 16 نوفمبر من كل عام وجعلته يوماً للتسامح العالمي. دعا بعض أخوتنا في مجموعة "مصريون ضد التمييز الديني" أن يكون هذا اليوم يوماً للتسامح الديني بين الجميع. وبحثت في كثيرا من الجرائد العربية والمحلية لعلي أجد ذكر لهذا اليوم فلم أجد. كان لمجموعة مصريون ضد التمييز، تلك المجموعة المغضوب عليها، هذا الاقتراح الجميل بأن يكون لدينا ولو يوم واحد في العام كله به قليل من الأمل والعمل نحو قبول الآخر المختلف معي في عقيدته؟
لماذا لا يُظهر كل فرد محبة حقيقية من قلبه لمن هو مختلف معه دينياً؟


يطالبنا الواقع المصري الحاضر بضرورة تبني هذا النداء الآن وبأسرع ما يمكن، حتى لا يأكل التمييز الديني والتعصب كل أخضر وكل يابس. يكفينا وضع رؤوسنا في الرمال وإنكار التمييز الديني بين المواطنين أو حتى التمييز المذهبي في الدين الواحد. وها نحن نشاهد الصراع بين إخوتنا الشيعة والسنة وإخوتنا الأرثوذكس والبروتستانت والكاثوليك. وصل الحال في بلدنا المحروسة أن أغلبية التابعين لكل مذهب أو دين لا يقبلون أي مختلف معهم بناء على الدين أو المذهب. انتشر بشدة المثل الشعبي الغير أخلاقي القائل: عدوك عدو دينك.


يا ليت يوم 16 نوفمبر يكون يوم شعبي يعبر عملياً من القلب كل فرد عن محبة حقيقية للآخر المختلف، يبحث عن أي آخر مختلف ويقدم له وردة، كلمة، تحية، يعبر له عن كونه مختلف عنه، لكنه يقبله ويحبه.


وإن كان يوم 16 نوفمبر مضى إلى حال سبيله من غير مظاهر تعبر عن ذكراه، فيا ليت شعار التسامح يشمل كل فرد متدين، أو لا دين له، ليكون هذا شعار حياته ليرى الآخرين أفعاله الحسنة فيعظم الآخرين تعاليم دينه التي تدعوه لذلك التسامح.
إخوتي المسلمين، استمعوا إلى نداء القرآن الكريم وعلوا من قيمته بإتباعكم هذه التعاليم السامية القائلة: لا إكراه في الدين.
إخوتي المسيحيين، استمعوا إلى نداء الإنجيل الشريف القائل: إن كنت لا تحب أخيك في البشرية الذي تراه كيف تحب الله الذي لا تراه بعينك المجردة.


إخوتي البهائيين، أحبوا الجميع ـ حتى ولو لم يقبلوكم الآن ـ كما قال حضرة بهاء الله: ليس الفضل أن تحب وطنك، لكن أن تحب العالم.
ماذا لو قام الصحفيين المحترمين في كل الجرائد بعمل حملة باسم "يوم التسامح الديني"؟


أيمن رمزي نخلة
Aimanramzy1971@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
يااااريت ؟!!
حدوقه -

ياريت والله المسيحيون ـ خاصة المصريين منهم ـ يلتزموا اولا بتعاليم مخلصهم بعدين بتوصية القديس فالنتاين ويعملوا على تطهير قلوبهم من الاحقاد التاريخيةو العمل على محبة الاخر المسلم ويكفوا عن التنسيق الخياني مع الامريكان والصهاينة ضد شركائهم في الوطن

قيم غالية
رفعت فكري -

قيم الحب والتسامح قيم إنسانية جميلة وراقيةأرجو الا تكون هذه القيم الغالية غائبة عن ذهنية شعوب العالم العربي!!!!!!!

صرخة في وادي الطرشان
أحـمـد بــســمــار -

هذا المقال, أجمل ما قرأت هذا الأسبوع في موقع إيــلاف. ولكنني أخشى أن هذا النوع من الكتابة المثالية, تبقى كالعادة صرخة في وادي الطرشـان. لأن التعصب الديني الذي هيمن على بلادنا ـ مع الأسف ـ خلال السنوات الأخيرة, وغالبا بتأييد مستور أو ظاهر من السلطات الحاكمة, لم بترك أي مجال أو فتحة نور أو أمل للتآخي بين أبناء الوطن الواحد, من معتقدات مختلفة. لأن المواطنة الأصيلة فقدت قواعدها ومبادئها السامية. وحل مكانها التعصب والتحجر وكره الآخر والاعتصام وراء تفاسير بعيدة عن كل أفكار التآخي والتسامح والمحبة, وعن غالب مبادئ الإنسانية!!!...أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الله الواسعة.

لازال هناك امل
ابن الحدباء -

دعوة الكاتب انسانية تحمل في دواخلها الالم الذي يحمله كل مثقف عربي من صراعاتنا البينيةالتي ادت وتؤدي الى نسياننا لارقى المشاعر الانسانية الاوهي الحب والتسامح وانني لاشد على يد الاخ احمد بسمار لتشخيصه الدقيق لامراضنا العاطفية ... الاانني اقول له انه لازال هناك فسحة من الامل في استعادة مشاعرنا تجاه بعضناالبعض مهما كبرت الهوة التي بيننا ومهما اشتدتحروبنا البينية ومهماتسلط علينا الحكام ودليليعلى ذلك هو امريكا وحربها الاهلية بين الجنوب والشمال ولكنها استعادت الحب والتسامح وانتخبتاوباما,,, كماان دليلي الاقوى اننا انا وانت لازلنا وسنبقى اصدقاء نحب بعضنا البعض

تصحيح
مصرية -

للعلم بالشيء يا أستاذ أيمن، يوم 4 نوفمبر هو عيد الحب المصري الذي دعا إليه الراحل مصطفى أمين، أما قصة فالنتين ويوم الحب العالمي فتحل ذكراها في 14 فبراير، ولذلك لم نشهد أي أخبار عالمية في يوم 4 نوفمبر تشير إلى تلك الذكرى لأنها ذكرى مصرية خالصة.

يوم الحب
أيمن رمزي نخلة -

أعتذر عن الخطأ الغير مقصود في الربط بين 4 نوفمبر وبين 14 فبراير، لكن ما قصدته هو ارتباط الحب بيوم التسامح، وضرورة وجود تسامح قلبي نابع من محبة الآخر المختلف عقائديا. كل التقدير للراحل مصطفي أمين الذي دعا إلى الحب المصري. وكل التقدير إلى جريدتي المفضلة إيلاف وقراءها المحترمين. أيمن رمزي نخلة

دعوة نبيلة
أريج السمر -

أ.أيمنالمقال رائع أحيييك عليه وياليت حملةالتسامح والحب يعم قلوبنا جميعا بكل يوم من أيام العام لا يوم واحديهود، مسيحيين، مسلمين(هذه هي الديانات السماوية)ـ أما البهائية أستاذي الفاضل ليست بديانة سماوية... ولكن لتقابل بالتسامح من منحى دعوتهم للدين بروح سمحة والحب لأنارة قلوبهم هدانا الله وأياهمفحتى عندما ندعو للدين لابد من الحب والمزيد من السماحة، لا التناحر والخلاف والغوغائية فنقلب قلوب البعض على البعض الآخر مقال جميل ودعوة نبيلة منك أستاذ أيمنتحياتي وأحترامي