أصداء

بورصة واسواق مزايدات حول الاتفاقية العراقية الامريكية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يبدو ان البعض في العراق لم يتعلم جيدا من ظروف وواقع الماضي والحاضر على حد سواء، فمازال يفكر ويتصرف بطرق شرب وأكل عليها الدهر كثيرا، رغم ان ثمن ذلك الدهر كبير وعظيم دفعه ابناء العراق الكرام من ارواحهم واجسادهم وطموحاتهم وامالهم الانسانية. وها هي بعض الوجوه الكالحة الدموية تريد ان تبيع على العراقيين بضاعة كاسدة ومستهلكة تحت شعار " رفض المعاهدة العراقية الامريكية ". وفي مقدمة هذه الفئات "هيئات " اصبحت من ركام الماضي القريب البعيد "وجبهات " حسبت على السياسة والسياسيين ظلما وعدوانآ. لكن في حقيقة الامر كل هذه الفئات وملحقاتها تصلح ان تكون رموز لتجارة الدم العراقي اكثر منها شيء اخر.

ان مبررات رفض هولاء التجار البؤساء للاتفاقية لاتعدوا ان تكون في جوهرها سوى محاولة واهمة للعودة بالعراق الى الشذوذ السياسي الذي كان منذ عقود طويلة وحتى نيسان عام 2003 والذي اوصل البلد الى كوارث مازلنا حتى يومنا هذا ندفع ثمنها. ورغم استمرار الكوارث ونتائجها لكن المطلع على الشروط السبعة عشر والتي تم رفعها الى المالكي كشرط للمصادقة على الاتفاقية، سيجد فيها وبشكل واضح لايحتاج الى جهد القراءة بين السطور كل مايمت بالصلة الى صدام وجوقته الكريهة المجرمة. ولم تبقى الانقطة او شرط واحد لم يذكر وهو المطالبة مثلا " باحياء صدام واعادته الى الحكم "!!. والا كل النقاط الاخرى عبارة عن تقسيم طائفي والسعي الى مكتسبات بعيدة عن الواقع والحجوم السكانية والانتخابية. وايضا وهذا الاهم محاولة خائبة للعودة بالعراق الى عصوره الكالحه قبل عام 2003.

ان المعاهدة العراقية الامريكية والتي تم التوقيع عليها بشكل أولي، هي عبارة عن رزمة طرق عراقية لاخراج القوات الاجنبية من البلاد خلال ثلاثة اعوام وبنفس الوقت انسحاب هذه القوات من الشوارع خلال الشهر القادم وايضا اعادة البث الفضائي والملاحة الجوية الى الحكومة العراقية المنتخبة بل وسحب الحصانة من الشركات الامنية الخاصة العاملة في البلد وايضا سحب ولو جزئي من حصانة العسكري الامريكي وتقيد حركته ومداهماتة لبيوت العراقيين واغلاق كل السجون والمعتقلات الامريكية في العراق وبنفس الوقت تلزم هذه الانفاقية الجانب الامريكي بغطاء رسمي قوي لاموال وارصدة العراق في البنوك الدولية والتي يتكالب عليها الاقربون والابعدون ويتحينون الفرص لنهشها وسلبها. وذروة هذه الاتفاقية بانسحاب تام غير قابل للتجديد او التمديد في نهاية عام 2011.

افضل واكثر المنصفين تفاؤل لم يكن يتصور مثل هكذا بنود نهائية لتنظيم خروج القوات الامريكية خاصة من سنحت له الفرصة للاطلاع على البنود الاولى التي طرحها الجانب الامريكي قبل عشرة اشهر والتي تم تغيرها بشكل جذري وكبير خلال المفاوضات و الاتفاق النهائي الذي تم بين الطرفين خلال هذا الاسبوع. وبعد كل ذلك ماذا يريد المعترضين على الاتفاقية وماهو البديل الذي يقدمونه؟ هل البديل ان يكون العراق لقمة سائغة بيد دول الجوار او ان يعم الخراب والاقتتال اذا انسحبت القوات الاجنبية بشكل مفاجيء!!

هذه اسئلة تخص مصير ومستقبل العراق والعراقيين والاجوبة عنها يجب ان تكون جاهزة ومقنعة للشعب العراقي. اما غير ذلك فلايمكن تقبله الا ان يوضع في خانة المزايدات الفارغة او السعي لجني مكاسب داخلية على حساب نتائج صندوق الانتخابات. ان الوضع العراقي الحالي بحاجة الى تعامل واقعي مع احداثه وليس تعامل اعلامي سطحي الغرض منه كسب بعض تعاطف البسطاء او استعراض عضلات هي الاخرى اكثر فراغا من اصحابها.


كفاكم مزايدات واتقوا الله بهذا الشعب الذي دفع اثمان كبيرة ومازال. اما اذا كنتم لاتخافوا الله ولاتخجلوا من العراقيين فاعملوا ماشئتم وبكل الاحوال الاتفاقية سوف توقع وتاخذ طريقها القانوي الصحيح. ومثلكم اكبر الخاسرين. في اسواق البورصة الدموية هذه.


محمد الوادي
m.alwadi@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
حكومه لاشرعيه
د جمال -

قبل ستين عاما من الآن انهمكت حكومة الاحتلال الوطنية جداً التي رأسها صالح جبر، انهمكت في حملة تسويق لمعاهدة بورتسموث وترويج لها، تلك المعاهدة التي سعت إلى استرقاق العراق وتوكيد تبعيته للمستعمر الإنجليزي من خلال شرنقة من المعاهدات والأحلاف، تماما كما يفعل اليوم نوري المزدكي وحكومته العميلة، التي تجتهد في تكبيل العراق بمعاهدة طويلة الأجل على غرار معاهدة بورتسموث تماما. إن الرفض الشعبي لمعاهدة بورتسموث وتوجهاتها، جعل حكومة صالح جبر توقّعها على ظهر سفينة في ميناء بورتسموث بعيدا عن الشعب وعيونه، وبعيدا عن الإعلام ووسائله، وهو ما حدث فعلا إذ وقّع نوري المزدكي معاهدة المبادئ المطلسمة مع عدو الشعب العراقي الأول جورج بوش في دائرة تلفزيونية مغلقة، أعفت الطرفين من المجاملات البروتوكولية - والكلام هنا فيه تجاوز أكيد؛ فالعبيد لا يتعاقدون ولا يوقعون إنما يذعنون، وهو الذي كان، وهو الذي استدعى من زيباري المزدكي ودبّاغه مزيدا من الثرثرة حول بدء المحادثات الجادة والمصيرية حول مستقبل العلاقة طويلة الأجل مع الاحتلال، ولقد علم القاصي والداني أن الأمر قد قضي، وان مخرز العبودية قد غلّ في أذن حكومة الاحتلال باتفاق أحزابها النافذة وقياداتها في الرئاستين: رئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية.. وكان,,, ابرهه الحكيم قد مهد للاتفاقية ووقع عليها في زيارته الطاووسية للبيت الأبيض. والمتأمل في واقع الحال لا يفوته تحسس أهداف تلك المعاهدة والتي تتمثل في:1. تأبيد تبعية العراق للتاج الإمبراطوري الأمريكي.2. شرعنة استباحة الاحتلال لموارد البلاد وثرواتها من النفط والغاز والكبريت...الخ.3. إعادة هيكلة الاقتصاد العراقي بما يحقق التكامل السلبي مع اقتصاد البلد الأمريكي.4. إنجاز التطبيع وإعلان الاعتراف الرسمي بالكيان الصهيوني الغاصب.5. استخدام أراضي العراق ومرافقه كقواعد دائمة أو مؤقتة: عند اللزوم، لجيوش الإمبراطورية في الشرق الأوسط. ولكي يحقق الاحتلال أهدافه في السيطرة على العراق، فقد سعى وبجدية إلى:1. تغييب الوعي الوطني والحس القومي، فمنذ تسعينات القرن الماضي والمنطقة، تتعرض لقصف إعلامي وجهد سياسي مدعوم وموجه أمريكيا، اجتهد في إنجاز هذه المهمة، وكان من الثمار الخبيثة لهذا الجهد، قيام حكومات الاحتلال المتوالية التي تبارت في توكيد انتماءاتها اللاوطنية، وتبارت في إشاعة الحس الشعوبي، حتى أصبحت الوطنية جرما، وا

حكومة الاحتلال
سعيد ابو النار -

حكومة الاحتلال الدميه أشاعت الضغينة والكراهية والحقد والانتقام والفتنة الطائفية, فكانوا بحق ظل إبليس في الأرض.. وهم بعد قوات الاحتلال يتحملون المسئولية عن القتل والتخريب والدمار الذي لحق بالعراق. والخطوة الأولى التي يستلزم التعامل بها معهم تتمثل في تعرية المؤسسات الحزبيه الايرانيه وحكومة المالكي ورفع العمامات الزائفة من رؤوس المغرضين وسحب حق امتلاكها العوامل المؤثرة في صنع القرار السياسي وإلغاء فكرة التفويض الإلهي الذي تدعيه لدعم موقفها وتمارس التنويم المغناطيسي على الطبقة المتخلفة والجاهلة ..ان الوضع المزري الذي يعيشه الشعب العراقي واجياله لهم الحق بتحميل العالم وامريكا المسئوليه الكامله جراء وجود هذه الحكومه الجبانه والمتخلفه والمزوره ..اما الاتفاقيه الامنيه او اتفاقية العار هي وصمة عار بوجه المالكي وفريقه الفاشل المتهاوي فالعلم يعرف ان ايران هي التي اعطت الضوء الاخضر لعبدهم المالكي للتوقيع لأن امريكا وايران يهمهم نجاح مكتسباتهم ولا نظن ان ايران ترفض هذه الاتفاقيه وان كانت هناك ابواق منها فهذه ابواق جوفاء وتقيه جديده ..ونقول للكاتب وهو احد ابواق حكومة الاحتلال ا

رفض الاتفاقية
سمير الاعظمي -

قال اني ارفض الاتفاقية جملة وتفصيلا! سأله الصحفين لماذا؟ هل قراتها؟ قال لا! لكني ارفضها لان الخامئني رفضها! هذا ما صرح به مسؤول عراق علانية! فلا عتب على جمهور الملا الصدر ان يرفضوها بدورهم وعصابات البعث السوري وملالي هيئة علماء المسلمين التي تريد ان تخلق للسنة مرجعية رغم ان المرجعية الوحيدة للسنة هي كتاب الله.الشعب العراقي سيقول لهم - نعم - اوافق على الاتفاقية حتى لو كانت مع ابليس اللعين ما دامت مرفوضة من قبل ايران وسوريا وعلماءالشيعة !نقبلها كما هي حتى من دون انن ننظر فيها فقد قرأوها عنا

سوق الهرج..
رعد الحافظ -

مختصر مفيد في نهاية المقال من الرائع محمد الوادي بقوله ستوقع الاتفاقية في النهاية رغم مزايدات تجار السياسة في البرلمان المحترم ,نعم فقد قبضوا الثمن وأجور التمثيل مقدما ,لكنهم مع ذلك ممثلون فاشلون وخصوصا هؤلاءالذين أشاعوا الفوضى وحتى الضرب بالايدي وهذا الغير متحضر الذي أسقط الاوراق والاثاث من على المنصةوأنا متعجب هل مكان هذا النفر في البرلمان ان كان ذلك البرلمان محترما ,أم مكانه في سوق الهرج والمرج أو في سوق الصفافير في أفضل الاحوال ؟؟ربما هؤلاء لاينفع معهم السيد المالكي أو السيد هوشيار زيباري ويحتاجون شخص مثل الطاغية يبعث لهم بقرار حكومي لمناقشته وابداء الرأي , كان عرفنا وقتها الرجل الذي من صلب أبيه والذي يقول لا للقرار ..

عراق العجائب
إدريس - المغرب -

لم نتصور أن يكون العراق معقد لدرجة الجنون المضحك ! لاني لم أسمع في حياتي شعب يتهم أحده الآخر بأنة يتبع الخارج ؟!هذا متهم بالعمالة لأمريكا واسرائيل وذلك عميل للحكومات العربية والآخر عميل لايران وغيره عميل لتركياو.و.و ، ولذلك أنصح العراقيين أن يتوقفوا عن إتهام بعضهم البعض بالعمالة لأسباب سياسية لأن المشكلة ليست في الخارج ولكنها في أنفسهم وخصوصاً إن الذي جرى بعد الغزو الأمريكي ليس وليد ذلك التاريخ ولكن يبدوا إن هيكل السلطه في العراق كان مختل لدرجة كبيرة وآن للعراقيين أن يتفقوا على هيكل جديد للسلطة يكون الحكم في للصندوق الانتخابي لانة الوحيد الذي يصلح لهذا الزمن

ضربني و بكى
عراقي بغدادي أعظمي -

د. جمال على كيفك ويانة يعني من بليتونة بالاحتلال شتريد نسوي ...مو حضراتكم جبتوا الامريكان لحدودنا و انهزمتوا.. ناس لعمان و ناس لليمن و ناس لقطر و ناس لسوريا !! شنسوي هسة ؟ أشو الجيش أختفة بيوم و ليلة و الشرطة تبخرت و الرفاق كلمن شلع لاهله و خليتوا الشعب بماجهة الامريكان ...شتريد نسوّي ؟؟؟!! هذا أضعف الايمان

استرجاع الارض
ابن الرافدين -

هذه الاتفاقيه سوف تعري نواب كثر في البرلمان وهنا سوف نعرف من هو العميل والخائن اذا كان لاايران او سوريا والاردن على فكرة (العميل)والخائن هو من يتجسس لحساب الاجنبي والاجنبي مهما تكون القوميه او المذهب او الديانه لان العميل هو عميل نرجع للاتفاقيه الامنيه نحن نقول اذا كانت تاتي لصالح الشعب العراقي اهلا وسهلا واذا كان العكس فلا لان العراق ليس للبيع والعراق الان هو ليس حزب البعث الذي كان يوزع اراضي لدول الشر الجوار ببلاش وناهيك عن النفط واموال العراق عاش العراق للعراقيين فقط للتنويه حزب البعث العميل باع العراق لاامريكا واسرائيل من 1958 وهذه الحكومه الوطنيه الشريفه سوف تسترجع العراق وعافيته وخصوصا الاراضي الذي اعطاها لاايران والاردن وكذلك شمال العراق

استحوا
وائل -

لو كل ماقيل قي الاتفاقية من كلام صغير او كبير والجهد والوقت الذي اخذه هذا الكلام صرف هذا الوقت والجهد في التكلم عن المجاري والصحة وهواء بغداد الملوث بالبنزين لكان افيد بكثير من مزايدات الصدريين والمتفلسفين والمزايديين والدليميين وغيرهم الذين لم ولن يتعلموا

الرافضين انتهازين مع
ابو عبد الله العراق -

اكثر الرافضين لاتفاقيه سحب قوات الاحتلال انهم انتهازين واصحاب مصالح ومن باب خالف تعرف ليس لهم وزن وانهم معروفين من قبل الشعب وسوابقهم القتل والحراميه والسرقه ولكن سوف يعاقبهم الشعب بعد الانسحاب بعد اثبات خيانتهم والوقوف حجر عثره في طريق الانسحاب وتعمير العراق

البرلمان والاتفاقية
د.عبد الجبار العبيدي -

ما تفضل به السيد الوادي كلام فيه انصاف المنصف وشجاعة الالتزام.نحن لسنا بصدد تقييم الاتفاقية ولكن بصدد من يعارضها ومن يؤيدها فنقول:ان عرض الاتفاقية بهذه الطريقة تبدو ناقصة الاهلية ،فالاتفاقية مكونة من ثلاثبن بندا ،كتبت بلغة قانونية صعبة من المفروض ان تقرأ بطريقة بعيدة عن العُجالة التي استخدمها السيد المشهداني،وتقرأ بهدوء تام لمعرفة نصوصها ومحاورتها بجدية اي الحجة بالحجة والمنطق بمنطق اقوى منه،اما استخدام النواب للطريقة الباكستانية المشوشة بالضرب على الطاولات لتمرير الوقت دون نتيجة تذكر فقد كانت طريقة لا حضارية ومنفذوها لا يستحقون قبة الرلمان.ومن يريد ان يرفضها من الكتل على كل زعماء الكتل واجب الحضور لا ان بصرحوا من لندن وطهران وباريس فهؤلاء جميعا هم ايضا لايستحقون قية البرلمان ولا يستحقون مرتبات الدولة الباهضة الثمن.ما كنا نظن من ندخل قاعات الانتخابات وندلي باصواتنا لهم كانوا بهذا المستوى المتدني من الالتزام الوطني. هذه الكتل التي اقل ما يقال فيهاانها كتل جاهلة ومتخلفة.الاتفاقية ستضمن الكثير للعراق مثل ما تضمن لامريكا واحسن ميزة فيها ستخلصنا من الجيران المتربصين بنا الدوائر.