أصداء

شيوعيون شلحوا الشيوعية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بعد أن خبا توقّد الثورة الإشتراكية العالمية منذ نهاية الخمسينيات وانتهى الأمر إلى انهيار المشروع اللينيني من أساسه، عمّ في أوساط شيوعيي الأممية الثالثة بعدئذٍ شلح الشيوعية، باستثناء الذين توقفوا ليستجلوا أمر الإنهيار دون أن يشلحوا أو كيلا يشلحوا. لقد جرى الشلح بصورة عامة نتيجة العجز الكلي عن التفسير الحقيقي للانهيار، وجاء على ثلاثة أشكال، نوجزها في التالي..

(1)
شيوعيو البلدان الرأسمالية سابقاً : كان هؤلاء من أنقى الشيوعيين لأنهم تعمدوا في معارك الصراع الطبقي المتفجر. رغم ذلك فقد شلحوا الشيوعية قبل غيرهم وقبل انهيار المشروع اللينيني. ولستر عار شلح الشيوعية في تلك البلدان وخاصة في إيطاليا وفرنسا كان أن وصف الشلح ب " الشيوعية الأوروبية " وهي القراءة غير اللينينية لماركس. التفسير الوحيد لما يسمى تزويراً وستراً للعار بالشيوعية الأوروبية، بالإضافة إلى تراجع الثورة في مركزها موسكو، هو الهزيمة الكبرى التي لحقت بنظام الإنتاج الرأسمالي وبالطبقة الرأسمالية، العدو المباشر الأكبر للبروليتاريا، بفعل الأزمة الرأسمالية الأخيرة القاضية 1971 ـ 1975. لم يدرك عمال أوروبا أن عدوهم الطبقي الكلاسيكي قد تلاشى تاريخياً في ساحة المعركة ليحل مكانه عدو أقوى حيلة وأكثر حقداً من الطبقة الرأسمالية هو الطبقة الوسطى. فلئن كانت الطبقة الرأسمالية تختلس عنوة 20% من إنتاج العمال فإن الطبقة الوسطى تختلس خداعاً أكثر من نصف إنتاج العمال وقد يصل ما تختلسه إلى 80% بدعوى أن الطبقة الوسطى تنتج المعرفة، وأن المعرفة هي الجهد العقلي الذي أخذ يكون المعامل الأول في الإنتاج وفي قيمة الإنتاج، وبادعاء أن أثرة في الإنتاج من حيث الكم والنوع يساوي أكثر من أربعة أضعاف أثر الجهد العضلي، أي قوى العمل في الطبقة العاملة. الطبقة العاملة وقياداتها الشيوعية لم تدرك وما زالت لا تدرك أنها أخذت تواجه عدواً جديداً ذا طبيعة مختلفة وأسلحة مختلفة لا توازيها أسلحة الطبقة العاملة القديمة. ما كان كل هذا الإنعطاف والانزلاق خارج مسار التاريخ ليكون بالطبع لولا التراجع الكبير لقوى الثورة الإشتراكية العالمية منذ أن استولى خروشتشوف وعصابته على قيادة الحزب الشيوعي في مركز الثورة، موسكو، في العام 1954 وقد افتقد اليقظة اللينينية والوعي الماركسي الطبقي عجائز البلاشفة في قيادة الحزب من أمثال مولوتوف ومالنكوف وفورشيلوف وكاغانوفتش وبولغانين وشبيلوف. اجتمعت الظروف من مختلف الإتجاهات فعملت على أن يفقد عمال أوروبا الغربية المسار اللينيني للثورة الإشتراكية الذي كان ستالين قد ناضل حتى مماته نضالاً مجيداً للحفاظ عليه. ومن الطبيعي أن تكون نتيجة ذلك تفكك الأحزاب الشيوعية الأوروبية وخاصة في إيطاليا وفرنسا إذ لم يعد ما يغري في اقتفاء أثر خروشتشوف وقد ارتد على الماركسية اللينينية وأخذ مستوى حياة السوفياتيين يتراجع بدل أن يتقدم كما قضت الخطة الخماسية 1952 ـ 1957، وانتقل القرار الوطني من قيادة الحزب إلى قيادة العسكر وتوطدّ ذلك بالانقلاب شبه العسكري الذي قام به المارشال جوكوف من أجل تثبيت خروشتشوف في القيادة بعد أن قرر المكتب السياسي تنحيته في يونيو حزيران 1959 ونجح الإنقلابيون في طرد جميع البلاشفة من المكتب السياسي بداية ثم من الحزب بعدئذٍ. النشاطات التي قام بها المرتد خروشتشوف مدعوماً من الطغم العسكرية منذ رحيل ستالين في مارس 1953 وحتى قيامه بانقلاب شبه عسكري في يونيو 1959 عملت على تحويل دكتاتورية البروليتاريا إلى دكتاتورية الطبقة الوسطى ولذلك هاجم الأمين العام للحزب الشيوعي السوفياتي (!) في مؤتمر الحزب الاستثنائي في يناير 1959 دكتاتورية البروليتاريا وطالب باستبدالها بدولة هجين سماها " دولة الشعب كله " وهو ما يعني مباشرة أن الطبقة صاحبة السلطة في المجتمع لم تعد البروليتاريا بل الطبقة الوسطى وقادتها الطغم العسكرية وخروشتشوف. الانقلاب في موسكو انعكس في انقلابات مماثلة في أوروبا الغربية وخاصة في فرنسا وايطاليا، وفيهما أكبر حزبين شيوعيين، وظهر ما سمي بالشيوعية الأوروبية التي تحت رايتها شلح شيوعيو أوروبا الغربية الشيوعية.

(2)
شيوعيو العالم الثالث : نمط الإنتاج في محيط الرأسمالية، العالم الثالث، لم يرسم خطاً عريضاً فاصلاً بين عمال الصناعات الإستخراجية والعمال بالقطعة من جهة والطبقة البورجوازية الوضيعة المتخصصة بالإنتاج الفردي للخدمات من جهة أخرى. لذلك لم يكن هناك أية فروق في الأصول الطبقية بين كوادر الأحزاب الشيوعية والأحزاب القومية والوطنية. الترتيب الطبقي في مختلف الأحزاب الشيوعية والوطنية والقومية في بلدان العالم الثالث متطابق تقريباً. وعليه يمكن القول بأن الكوادر المتقدمة في الأحزاب الشيوعية في تلك البلدان هي أصلاً من طبقة البورجوازية الوضيعة. وما يتوجب التأكيد عليه في هذا المقام هو أنه من التقاليد الراسخة لدى البورجوازية الوضيعة التضحية بكل شيء على مذبح المصالح الذاتية. خصوصية البلدان المحيطية للرأسمالية الدولية هي أن الطبقات المختلفة في هذه البلدان كانت قد دخلت في تآلف طبقي واحد أخذ على عاتقه التحرير الوطني، وفك الروابط مع مراكز الرأسمالية، وبناء اقتصاد وطني مستقل، وانتهاج الحكم الديموقراطي الليبرالي. وعليه كان من الطبيعي أن يتجمد الصراع الطبقي حتى تحقيق مثل تلك الأهداف. وطالما أن الأهداف لم تتحقق نهائياً، بفعل تراجع الثورة في مركزها موسكو وهي الأساس الذي قامت عليه ثورة التحرر الوطني، فإن الأحزاب الشيوعية في بلدان العالم الثالث، مثل بلداننا العربية، لم تتعرف إطلاقاً على الصراع الطبقي بأي عنفوان له ولم تمارس مزاياه وهو ما يعني أن شيوعي الدول التي استقلت في خمسينيات وستينيات القرن الماضي ظلوا شيوعيين بالعقيدة فقط دون أن تتعمد شيوعيتهم في لهيب الصراع الطبقي خاصة وأن الطبقة الرأسمالية الكلاسيكية لم تكن قد تواجدت في مجتمعاتهم. أما الصراع ضد أشكال الإقطاع البدائية وقيم وثقافة الإقطاع الذي جرى في بعض بلدان العالم الثالث فإن مثل هذا الصراع يجري بين الإقطاعيين وكبار الفلاحين من جهة والطبقة البورجوازية من جهة أخرى ولذلك فهو لا يثمر ثقافة اشتراكية ولا يؤهل الذين يخوضونه لأن يكونوا شيوعيين حقيقيين. إن شيوعيي البلدان غير الرأسمالية هم شيوعيون بالعقيدة فقط، بل إن عقيدتهم هي غالباً ما تكون ملوثة بالأفكار البورجوازية ويصعب أن تتطهر منها.
ما يثير السخرية والاستهجان في آن، هو أن هذه الأحزاب التي كوادرها المتقدمة هي أصلاً من البورجوازية الوضيعة تحولت بسرعة بدت غريبة إلى أحزاب وطنية حال انهيار الاتحاد السوفياتي مباشرة وهو ما يعني أن كل ما هو شيوعي تلاشى من مصفوفاتهم الفكرية ولم يتبقّ فيها غير الأفكار البورجوازية.


لذلك لم أفلت في كل مناسبة من السؤال الاستهجاني يوجهه إلي أحد الشيوعيين سابقاً، الوطنيين حالياً، بالقول.. ما فائدة النظرية إن لم تخدم الواقع؟ وعندما أسأله عن الخدمة المطلوبة يقول دائما خدمة الجماهير العريضة من الشعب، من خلال تحسين أحوالها المعاشية. لم يدرك مثل هذا " الشيوعي " غير الماركسي أنه بمثل هذا المنطق قد عاد إلى أصوله البورجوازية الوضيعة، معادٍ للشيوعية دون أن يعي! بل إنه لا يقبل أن يعي حيث يعتقد أن أهم قيمة في الماركسية هي خدمة الشعب. هكذا تربى في مدرسة حزبه الوطني " الشيوعي ". لم يع ِ، لا هو ولا حزبه، أن الماركسية لم تعنَ بالقيم ولم تحفل أو تحتفِ بأية قيمة، لا حب الأوطان، ولا حب الشعب، ولا حب الطبقة العاملة، ولا حب الشيوعية، ولا حتى الانتصار للشيوعية لو كانت الشيوعية مجرد خيار مستقبلي من بين خيارات أخرى. الماركسية علم يخضع لقوانينه مجرى التطور العام بأجناسه المادية والحيوانية والبشرية وقد رأى ماركس أن الشيوعية هي المستقبل المحتوم للبشرية. لم يتنبأ بها كما يسيء الاعتقاد بعضهم بل رآها عيانياً في نمط الإنتاج الرأسمالي.


الأحزاب الشيوعية في العالم الثالث، ومنها الأحزاب الشيوعية العربية، شلحت الشيوعية وارتدت رداء الوطنية وهو الدلالة القاطعة على أن هذه الأحزاب لم تكن يوماً أحزاباً شيوعية ؛ لو كانت شيوعية حقاً لما فعلت ذلك. كانت تنتصر لمشروع لينين في الثورة الإشتراكية وتعمل من وراء البورجوازيات الوطنية من أجل فك الروابط مع مراكز الرأسمالية العالمية، وهذا من أسس مشروع لينين، لكن ذلك لا يعني على الإطلاق أن هذه الأحزاب قد فكت نهائياً روابطها مع الطبقة البورجوازية وغدت شيوعية في الجوهر. لقد رأينا تهالك بنيتها في الثقافة الماركسية وانقلابها السريع لأحزاب بورجوازية بثقافة بورجوازية " وطنية " لا علاقة لها بالفكر الماركسي. تمسك هذه الأحزاب كوادرها القديمة اليوم من خلال تكريس الروح الوطنية فيها والتعبير عنها بأفكار مثالية فارغة لا علاقة لها بالواقع. فكرة التحرر والاستقلال لم يعد لها أي معنى بعد انهيار المعسكر الإشتراكي، أساس الثورة، بل لم يكن لها ترجمة حقيقية منذ أكثر من قرنين بعد أن وطد النظام الرأسمالي أركانه في العالم فكان أن غدا نظاماً عالمياً لا انفكاك منه قبل قيام الثورة الإشتراكية. أما أفكار الحرية والمساواة والعدالة الإجتماعية فليت أحدهم يقول من سيترجم مثل هذه الأفكار المثالية على الأرض، هل هو البروليتاريا التي لا وجود لها في البلدان المحيطية؟! أم البورجوازية الرثّة المفلسة؟! أم الإكليروس الذين يمارئون في مثل هذا الإدعاء؟!
من خلال انتصار البلاشفة في الثورة وتحطيم قوى الرجعية في روسيا وقوى البورجوازية التي تهورت بالانضمام إليها 1917 ـ 1921 وما تلا ذلك من نجاحات خلاقة على المستوى العالمي على الصعد المختلفة وقيام الإتحاد السوفياتي بسحق النازية والفاشية في كل القارة الأوروبية، من خلال كل ذلك استمدت الأحزاب الشيوعية في مختلف البلدان قوة سياسية لا يمكن تجاهلها، وتزايدت هذه القوى مع ارتفاع وتيرة ثورة التحرر الوطني في ظل حماية دولية من قبل المعسكر الإشتراكي بقيادة الإتحاد السوفياتي. حال انهيار المعسكر الاشتراكي فقدت الأحزاب الشيوعية مبرر وجودها وكانت قد قامت أساساً لتساهم في دفع مشروع لينين للثورة الإشتراكية نحو نهايته التي هي تفكيك النظام الرأسمالي العالمي والانتقال إلى عبور برزخ الاشتراكية نحو الشيوعية.


بعد حلم ليلة صيف أفاقت قيادات الأحزاب الشيوعية في العالم الثالث فإذ بحر الهجير يلفح وجوهها دون سقف يظللها وقد انهار المعسكر الاشتراكي وأقوى سقوفه، الإتحاد السوفياتي. وحين عزّ عليها أن تفقد القوى السياسية التي امتلكتها قبلئذٍ أخذت تبحث عن سقف آخر يظللها فتوهمت وأوهمت كوادرها أن سقف الوطنية والقومية ما زال صالحاً للإيواء! تلك القيادات من الأصول البورجوازية الوضيعة لن تجرؤ على التوقف لبعض الوقت كيما تدرس أسباب انهيار المعسكر الإشتراكي فكما لو أنها أخذت على نفسها عهداً ألا تعود إلى النظير للمشروع اللينيني. بل منهم من يجأر بكل قحة أن الإشتراكية إنما هي العدالة الإجتماعية التي ظلت حلم البشرية منذ القدم. السادة قادة الأحزاب الشيوعية سابقاً ما عادوا يذكرون ماركس ولينين في دفاترهم اليومية وعوضاً عن ذلك أخذوا يبيعون الهيروين من ماركة الديموقراطية والعدالة الإجتماعية وتطوير الإقتصاد. كل هذا كذب وتزوير فلا الوضع الدولي ولا العلاقات الدولية ولا الواقع الطبقي يؤشر ولو من بعيد إلى تحقيق أي من هذه الشعارات المثالية الجوفاء.


نحن الشيوعيين نضّل بعيداً إذا لم نثبّت أنظارنا إلى نجم الشمال الراسخ، إلى ماركس وإنجلز. ماركس وإنجلز شكلا الأممية الأولى عام 1864 بهدف القيام بالثورة الإشتراكية العالمية التي أكدّا قيامها في مجرى تطور النظام الرأسمالي. بعد ثمان سنوات فقط تحقق الرجلان بعد انهيار كومونة باريس 1871 من أن قوى البروليتاريا في البلدان الرأسمالية المتقدمة لم تكن بالسوية المطلوبة للقيام بالثورة، فكان أن حلاّ الأممية الأولى في العام 1873. ثم رحل ماركس عن هذا العالم بعد عشر سنوات 1883 دون أن يحاول مرة أخرى طرح أي مشروع للثورة الإشتراكية. فقط في العام 1889، أي بعد ست عشرة سنة حتى عاد إنجلز يفكر بمثل هذا المشروع وشكل في العام 1991 الأممية الثانية من أحزاب الإشتراكية الديموقراطية في أوروبا وهي أحزاب مستقلة تماماً في بلدانها.
الأحزاب الشيوعية العربية بوجه خاص لم تنتظر ستة عشر شهراً قبل أن تتحول إلى أحزاب وطنية وتتخلى نهائياً عن أي مشروع شيوعي. لم تستح ِ من أنها ما زالت تسمي نفسها أحزاباً شيوعية لكن بلا شيوعية!! ما يثير السخرية حقاً هو أن فلول هذه الأحزاب انقلبت سريعاً إلى أحزاب وطنية بعد أن ماتت الحركة الوطنية ولن تعود مرة أخرى في التاريخ. لم تتعظ هذه الأحزاب من قصة الملك العاري تماماً يستعرض شعبه على حصانه! ثورة التحرر الوطني إنما هي في التحليل الأخير الامتداد الطبيعي للثورة الإشتراكية فيما وراء حدود البلدان الإشتراكية، وافق الوطنيون على هذه الحقيقة أم لم يوافقوا، حيث أن التناقض بين العمال والرأسماليين يمتد فعله ليصبح بين قوى الرأسمالية الإمبريالية وشعوب البلدان المستعمرة والتابعة في محيط الرأسمالية.

(3)
اليسار الطفولي : من الذين توقفوا قبل أن يشلحوا الشيوعية هم من يمكن وصفهم باليسار الطفولي من مثل الحزب العمالي الشيوعي في العراق. أدرك هؤلاء أن انقلابهم إلى وطنيين لا يسمح لهم بالاحتفاظ بأي صفة شيوعية ولا باسم الحزب الشيوعي، ولعلهم أدركوا أيضاً، حسيّاً على الأقل، أن السياسات الوطنية فقدت كل معنى لها بعد انهيار المعسكر الإشتراكي ؛ لذلك رفضوا الانقلاب إلى وطنيين ورأوا أن من واجبهم قبل أي إعلان عن موقفهم الجديد أن يعللوا أسباب انهيار المعسكر الإشتراكي وإلا فالعامة لن تصدق أي نهج جديد ينتهجونه بعد أن رأوا إنكار العامة لوطنية الأحزاب الشيوعية الطارئة، الوطنية التي لا رابط لها مع المشروع اللينيني.

الأحزاب الشيوعية العربية انقلبت إلى أحزاب وطنية دون أن تجرؤ على إعلان أسباب انقلابها أو أسباب انهيار مشروع لينين الإشتراكي الشيوعي وبذلك تكون قد انفصلت عن تاريخها بل وتنكرت له. لم يعد لديها ما يربطها بالإرث الشيوعي، بماركس وإنجلز، بلينين أو ستالين. لقد تخلت نهائياً على الصعيد العملي عن مشروع ماركس لتتبنى بدلاً منه مشروعاً بورجوازياً بحكم طبيعته هو المشروع الوطني ؛ وتكذب هذه الأحزاب وهي تعلن أن الماركسية ما زالت مرجعيتها، فماركس لم يوص على الإطلاق بالانحراف إلى السياسات البورجوازية الوطنية بل أكد على أن البروليتاريا لا وطن لها.

مقابل ذلك ما زال اليساريون الطفوليون يؤكدون تمسكهم بماركس وإلى حد ما بلينين لكنهم بطفولية ساذجة، وليست بلا غباء، يفاخرون بانفصالهم عن المشروع اللينيني كما تطور في الإتحاد السوفياتي بزعم أبله وغبي يقول أن ستالين وجماعته القومية حولوا مشروع لينين الإشتراكي 1917 ـ 1924 إلى مشروع رأسمالي عبر بناء رأسمالية الدولة! لعل انفصال هؤلاء الأغبياء عن الإرث الشيوعي أشد قطيعة من انفصال الأحزاب الشيوعية العربية التي انقلبت إلى أحزاب وطنية دون أن تطعن في الاشتراكية السوفياتية سوى بمقولة، ليست أقل غباء، وهي أن ستالين وجماعته كانوا من البيروقراطيين. لن نكون بلهاء لنصدق قادة الحزب العمالي الشيوعي وأتباعهم بأن ما كان في الإتحاد السوفياتي هو رأسمالية الدولة. التحدي الكبير أمام هؤلاء البلهاء الأغبياء أن يثبتوا ولو بدلالة هامشية واحدة على الأقل أن النظام السوفياتي كان رأسمالية الدولة. يزعم هؤلاء أن ستالين ورفاقه في القيادة بعد رحيل لينين كانوا جماعة قومية! لتهافت مثل هذا الزعم الغريب نشير إلى القيادة المصغرة في الحزب بعد رحيل لينين وقد تشكلت من ستالين وهو ليس روسياً وتروتسكي وزينوفييف وكامينيف، وهؤلاء الثلاثة من اليهود، والروسي الوحيد غير اليهودي في مطبخ قرارات الحزب كان نيقولاي بوخارين. أبعد بوخارين في وقت مبكر (1931) ولم يبق في القيادة المصغرة تحديداً سوى ستالين واليهوديان زينوفييف وكامينيف ولا يمكن أن يخالج أياً من هؤلاء الثلاثة أي شعور قومي.

كنا قد كتبنا في 22 سبتمبر نفند مزاعم أحد القائلين برأسمالية الدولة السوفياتية وأشرنا إذّاك إلى غياب السوق غياباً تاماً في النظام السوفياتي وإلى أن الإنتاج السوفياتي بأكمله لم يكن إنتاجاً بضاعياً، لا يطرح في السوق وليس له قيمة سوقية. السوق والإنتاج البضاعي والقيمة السوقية هي جوهر النظام الرأسمالي وأساسه. كيف يُزعم برأسمالية الدولة التي كانت توفر كل الخدمات وبأعلى سوية مجاناً؟ كيف يُزعم بالنزوع الرأسمالي لستالين ورفاقه في القيادة وقد أصروا على وقف العمل بالسياسة الإقتصادية الجديدة (NEP) في العام 1926 رغم المعارضة الشديدة من قبل بوخارين ورئيس مجلس الوزراء آنذاك أليكسي ريكوف، تلك السياسة التي كان لينين قد شرّعها في العام 1922 وتسمح بالإنتاج البضاعي والتبادل في السوق وبتجاور الإقتصاد الرأسمالي مع الإقتصاد الإشتراكي بمنافسة شديدة حذّر لينين بقوة من خطورتها؟ تقوم رأسمالية الدولة عندما يعجز المجتمع عن بناء النظام الرأسمالي أما في الحالة السوفياتية فالدولة هي التي تمنع المجتمع عن بناء النظام الرأسمالي وليس العكس! وما النزوع الرأسمالي في تحويل الزراعات الفردية إلى زراعات تعاونية وقد تحمل الحزب والدولة عبئاً مالياً ومعنوياً كبيرين في سبيل ذلك، وشن الإعلام الرأسمالي والبورجوازي حملة شعواء على ذلك لم تهدأ حتى اليوم؟! ما النزوع الرأسمالي في النقاشات الحامية التي شغلت القيادة في الحزب والدولة لأشهر عديدة لدى الدخول في العام 1950/1951 في موضوع إلغاء طبقة الفلاحين في النظام السوفياتي؟! ثم إذا ما كان النظام السوفياتي هو رأسمالية الدولة، فلماذا انهار إذاً؟؟ هل انهارت رأسمالية الدولة لتقوم مكانها رأسمالية الأفراد؟؟ وهل يقتضي مثل هذا الإنتقال انهياراً مثل الذي رأينا في الإتحاد السوفياتي؟؟ بمثل هذه الأسئلة، التي لا يمتلك اليساريون الطفوليون إجابات عليها، فإننا ننحدر إلى دائرة حوار الأغبياء.


ما يثير السخرية حقاً وليس الدهشة فقط هو أن هؤلاء " الشيوعيين " يكشفون عن مراهقة عزّ نظيرها إذ يعلنون أنهم سيقيمون الشيوعية في بلد طرفي مثل العراق، في بلد اقتصاده ريعي مثل العراق، في بلد العمالة فيه تنحصر في الصناعات الإستخراجية أو العمل بالقطعة حيث ينتفي في الحالتين الإنتاج الشيوعي. لم يأتِ ماركس بالشيوعية من عنده ؛ لقد رآها بأم العين في الصناعات الرأسمالية الكبيرة حيث يشارك كل المجتمع في إنتاج السلع الرأسمالية ؛ إنها سلع شيوعية بالجوهر. ما كان ماركس ليقول بالشيوعية وهو لا يرى إلا الصناعات الصغيرة كالصناعات الحرفية والمانيفاكتورة أو الإنتاج الزراعي. حزب العمال الشيوعي ينادي بإقامة الشيوعية حيث لا يوجد أي حرف من حروف الشيوعية! من سيصدق مثل هذه اليوطوبيا؟ لن يصدقها أي ماركسي حقيقي ؛ لن يصدقها سوى الذين شلحوا الماركسية وشلحوا الشيوعية وركبوا حصانهم يستعرضون شعبهم وهم عراة تماماً لا تغطي عورتهم ورقة التين.

إزاء كل هؤلاء الشالحين يقوم التساؤل بإلحاح شديد.. من هو الشيوعي إذاً؟؟ الشيوعي الحقيقي هو من يقوم بدراسة تقسيم العمل الدولي والمحلي وما يرتب من علاقات دولية، دراسة ماركسية مجردة من كل أدلجة مسبقة. وأن يعترف بالغياب التام لأي ثورة إشتراكية في الآفاق المحيطة إن وجد هذا هو الحال ـ وهو سيجد ـ ولعله يتجرأ حالتئذٍ في أن يخمّن الغيمة السوداء في الأفق التي تخفي وراءها الثورة الإشتراكية. على الشيوعيين الحقيقيين أن يحافظوا على هذا المسار حتى ينبلج الضياء من وراء الأفق البعيد ؛ اتحاد يؤمن تواصلاً شاملاً فيما بينهم جميعاً، دون انخراط في أية سياسات جزافية، سيساعد دون شك على تحديد الوجهة الصحيحة للمسار وتقصير زمانه.

فـؤاد النمـري
www.geocities.com/fuadnimri01

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ستار خفي للأوهام
عبد الباسط البيك -

يحاول الرفيق النمري في كل مقالاته أن ينسب للرفيق خروتشوف تهمة إفساد التطبيق الصحيح للنظرية الماركسية و كأن التطبيق في عهد الرفيق العظيم ستالين كان ممتازا و يعطي النتائج التي كانت تتوخاها الفكرة الماركسية في أسسها و بنائها الديالكتيكي . لم يكن حال الإتحاد السوفياتي بالجيد حقيقة منذ بداية هوجة أكتوبر التي حولها الشيوعيون الأكثر تنظيما برئاسة لينين الى ثورة. لقد أنقذت الحرب العالمية الثانية النظام السوفياتي من الإنهيار و الفضيحة أمام مؤيديه مبكرا مستفيدا في بدايتها بتوقع إتفاقية مع ألمانيا النازية حول تقسيم بولونيا ثم أن الخصوم الرأسماليين سوف ينشغلون فيما بينهم بحرب ضروس سوف يكون الإتحاد السوفياتي في نهايتها فائزا لبعده عن النيران و الدمار . لقد إستطاع النظام السوفياتي بأن يجني أرباحا أكبر بعد الهجوم النازي على أراضيه فدخل الحرب لرد العدوان النازي و ساهم الجيش الأحمر بكسر شوكة العدوان ورده, ثم الإرتداد عليه و ملاحقته الى عقر داره . و لو درسنا أوضاع الإتحاد السوفياتي و سلوك الرفيق ستاين خاصة و السياسة التي طبقها أثناء الحرب لوجدنا الكثير من التراجعات التي إضطر الى إتخاذها لإقناع الشعب يحماية سيادة الدولة و تم الرجوع الى الكثير من القيم و الرموز القومية و بث الحماس و الروح الوطنية و فتح أبواب الكنائس بعد أن كانت الدولة تحارب كل مظاهر التدين . و كان لنتائج الحرب العالمية الثانية دورا كبيرا في توسيع نفوذ الإتحاد السوفياتي بعد ضمه عنوة عدة دول إلى مركز نفوذه . هذه هي بعض الأسباب التي كانت تخفي ورائها نجاحات الرفيق العظيم ستالين التي يزعم الرفيق النمري بأن الرفيق خروتشوف قد أجهضها بعد الردة المزعومة التي أظهرها جهرا بخطابه التاريخي الذي ألقاه أمام المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي بحضور الرفاق قادة كل الأحزاب الشيوعية في العالم .لم يكن هناك إنجازات الا على الورق و في الإحصائيات التي تنشرها الدولة و جهاز الحزب الحاكم و كانت تكاليف المشاريع التي فشل معظهما غليا جدا مقابل القليل من المردود الحقيقي , و الدليل هو وضع المواطن السوفياتي المادي مقابل الوعود التي كانت الجماهير تسمع بها من آلة الجهاز الإعلامي ليلا و نهارا . أما عن الرفاق الذي خلعوا ثياب الشيوعية الرثة فهذا موضوع تعليق آخر .

الشالحون صنفان
عبد البا سط البيك -

و يسألونك عن الرفقاء الذين خلعوا ثياب الماركسية , فقل إنهما صنفان . الأول رفاق رأوا حقيقة التجربة و ما آلت إليه في جوهرها , فعرفوا زيفها و خبروا أباطيلها و أوهامها , فقرروا خلع ملابس الأوهام التي لا تدفئ الجسم من البرد , و لا تقيه من الحر , و لا تسمن و لا تغني من جوع و تبقي الفقير على فقره و تفقر الغني , وما فيها الا الجميل من الوعود المستقبلية البراقة التي لا تتحقق عند التطبيق . و ما كان الإتحاد السوفياتي بقوته و جبروته الا طفرة ظرفية إستثنائية ساعدته آلة دعاية ضخمة حولت القزم الى عملاق ما لبث أن ظهر بحجمه و إمكانياته الطبيعية عند ذوبان جبال الوهم التي تراكمت بعد هبوب عواصف هوجاء من أضاليل الدعاية الحزبية. لقد شاهد هذا الصنف من الرفاق إفرازات النظرية بعد تطبيق شاق و مرهق ووجدوا أنه لا سبيل لهم الا الهروب من عالم الوهم الى عالم الواقع و الرجوع عالم الحقيقة. أما الصنف الثاني من الرفاق المرتدين كما يحلو للرفيق النمري أن يطلق عليهم , فهم من بقي يؤمن بالماركسية , لكنه يريد إدخال إصلاحات عليها بعدما شاهد مثالبها و نواقصها و نقاط ضعفها عقب تطبيقها في دول و مجتمعات عديدة . و هذا الصنف من الرفاق ما زال يعتقد بأن الماركسية صالحة و يمكن تطبيقها , و هم بمثابة من يعتقد بأن الثوب القديم يحتاج الى ترقيع بعد أن تمزقت بعض أطرافه و لم تعد صالحة للباس بدون إدخال هذا النوع من الإصلاحات . الرفيق النمري سامحه الله لا يقبل بمنح هذا الصنف لقب رفيق و لا يقبل بإنتماء هؤلاء الى الفكر الماركسي لأنه يعتقد بأنه لا يجوز مس روح و جوهر النظرية التقليدية بأي شائبة , و هو مصر على نقاوة و نظافة الفكر الماركسي من أي لوثة أو نجاسة تمس أي ركن من أركانه بعد أن أثبتت السنون وهن النظرية و ضعفها . و بالطبع يوجد فرق كبير بين الصنفين الأول و الثاني . أما عن الصنف الثالث الذي تحدث عنه الرفيق النمري فهو غير موجود أصلا حسب الفكرة الماركسية التقليدية لأن ما فصله ماركس من نظرية كان حسب المقاس الرأسمالي الأوربي ذو المجتمع الصناعي .و هذا لا يتشابه من حيث التكوين و البناء الإجتماعي في جوهره مع واقع بلدان العالم الثالث اللهم إذا أراد الرفيق النمري الإلتفاف على الحقيقة و تلبيس أهل البريم و العقال برانيط كما فعل أتا تورك مع الأتراك .

جيش الإسناد
عبده عبيد عبيدوا -

رداً على التعليقات المطوله للرفيق المتقاعد عبد الباسط البيك: ليس من عالم ثالث يمكن تصنيفه أو أنصافه ،لتجليته من غضروفه، ولا لأن العالم الثالث هو من يملك البترول والذهب والنحاس، ولكن من هم قائمون ينهبون ثرواته وهم أقلية أنظمة وأحزاب، وتجمعات إنكشارية، وحتى لو سلمنا بوجد عالم ثالث فأين هوالعالم الرابع ؟ هل هو العالم الغيبي الذي تلبس العقل؟ لقد كان ماركس على حق حين شرع قانونه المعرفي المادي للصراع، فالفقراء لا يخسرون سوى أغلالهم، وهم من خسر الأغلال قبل الأقفال. هذا كان هناك فقراء في عالم اليوم.وكنت أود أن أرى صورة تعليقاتك وحقيقة وجودها كإنسان يقلب المفاهيم، ويثير المتاعب للرفيق النميري، بدليل أن النمري وقد فصلّ بدلة الشيوعية على رفاق أختلف معهم على الطريقة الهندسية لفم التنظيم.والمنطقة وقد خسرت أحزابها قبل أعضاءها، حيث لا شيوعيه تعلق عليها ثيابها، ولا متعلقين بحبالها ينطنطون عليها وكأنهم طرزان حين ينط من شجرة وأخرى بحثاً عن الشيته الإيديولوجيه، وما عليك إلا أن تقر بالسريالية فهي تراقص جميع البهلوانيه، بدأ بناشر العريضة الصحفية وإنتهاءا بالطبال ومدير معلباته الغذائيه.فلا أنت ولا غيرك يقف أما الصخرة الجلمود، وهي ما حنت عليك يوماً في بطاح التشيع قبل أن يقول الشامت، أو المتودد لصخرة سيزيف التي لم تبرق من ورائها نجوم الصبح أو أضواء الدجى، وكانت يا عبد الباسط محبرتك كجنح الليل في غياهب المكتوب ردحاً على رفاق الرفاق ممن أستبطنوا اللحف الأجنبية ولبسوا الصوف، ، وجذبوا ذيل الأسد بقوة ثم قلبوا ; أبو خميس ; وهو الأسد على بطانته.فكيف أنت وما تقوله ، وقد كفرت بشمس الأصيل، وغدى ثراءك النظري كما أعشاش الحمام التي عصفت بها رياح أوربا الغربية، فهل تكسرَ المُكسر ، وتلتزم بالمقدر، وتنعي أفكار ضرب بها المثل في سوق الخردة، ولم أقول أكثر من هذا فشكوى الرفاق أقوى من ماضي يرتقي في همومه إلى سطه البيت القديم: ويوماً قال الشاعر طار الحمام فوق السطوح أسراباً، فما بالك يا عبد الباسط والأحبابا. وشكراً لمن أهتدى إلى الحقيقة وهو جالس في الحديقة ، يأكل الخضروات والفواكه الصديقه.

اسباب الفشل
نـــ النهري ـــزار -

ان سبب فشل الشيوعية هو تمسكها بعدم تقبل التجديد وهذا حال اي حركة لا تقبل التغيير والتجديد كالاديان وغيرها فالانسان بطبيعته متغير في كل شيء وخصوصا افكاره فعندما تظهر له مساويء افكاره القديمة يلجا الى الجديد ويمحوا القديم اما اذا اصطدم بحاجز يمنعه من ذلك فسيصبح انسان مزدوج الشخصية في داخله شيء هادف وما يظهره شيء اخر فيصبح ضرره اكثر من نفعه

فاقد الشيء لا يعطيه
فيصل آورفــاي -

أكثر ما اعجبني في المقال أعلاه هذه العبارة التي تصخب كثيرا ، ولكنها لا تصل الى شيء ذي معنى : دراسة ماركسية مجردة من كل أدلجة مسبقة ، اذ كيف يمكن التحدث بماركسية من دون أدلجة . اوليس في الماركسية أدلجة ؟ أين يعيش كاتبنا ؟ ام أنه يعتقد ان الماركسية هي كما قال اعلاهسيدة العلوم و معيار الحق و الباطل و النظرية الكاملة التي لا ياتيها الباطل من امام او مكن وراء !!! : الماركسية علم يخضع لقوانينه مجرى التطور العام بأجناسه المادية والحيوانية والبشرية في اي عصر يعيش هذا الكاتب !!! ولو لم يدافع عن مفكر عاش في مرحلة معينة ، و كان له الفضل الكبير في تحليل سلبيات تلك المرحلة (الرأسمالية )، لقلنا ان هذا الكاتب من الاسلامويين المتطرفين ، ، التي لا حول لها ولا قوة ، و التي يأمل كاتبنا اعلاه انها ستمسك بالسياسة ذات يوم ، و تطهر المجتمع من الفكر البرجوازي ، و يعم الخير و الرفاهية و العدالة الشيوعية ! متناسيا ان فاقد الشيء لا يعطيه ، و ان طبقة ... لا تمنح تقدما ، ولا عدالة ، و لا تطورا فكريا من النمط الذي تستلزمه المرحلة الشيوعية ، بل ان تلك الطبقة المقبلة، على الانقراض امام طبقة الفنيين البرجوازيين الصغار ، لا تصلح //.... المستغلة من رأسماليين الى مثقفين ثوريين ، الى مخابرات سوفييتية !

نصيحة
حمود -

أنصح السيد فيصل بأن يقرأ جدل الطبيعة لإنجلز الذي يفيد بأن الشيء ليس هو ذاته بنفس اللحظة ـ الماركسية تنفي الإيديولوجيا نفياً مطلقاً

رؤيتان مختلفتان لفكر
عبد الباسط البيك -

الى صاحب التعليق رقم 3 الذي يخجل من كتابة إسمه الحقيقي و يختفي خوفا أو خجلا ... لم يكن البيك رفيقا في أي يوم من الأيام و كان و ما زال خصما شرسا للفكر الماركسي في مراحل دراسته و تدريسه الأكاديمي.و حتى أسهل رؤية الماركسية لمن بهمه الأمر فإنني سأضرب مثلا عساه لا يغيظ الرفاق و بقية شللهم المشننة في أصقاع بلاد مختلفة. الماركسية هي مثل رواية تقرأ وتفهم بإسلوبين مختلفين حسب فهم و علم و إنتماء القارئ . هناك رؤية تفاؤلية لنهاية هذه الرواية حيث يرى الفقير نهاية جميلة لمعاناته التي تنهي عوزه و تتحقق له كافة إحتياجاته و يصير مثله مثل أي فرد في المجتمع , فلا يعلو عليه أحد و هو سيد سائد . هكذا تبدو نهاية الرواية عند من يؤمن بالماركسية التي تثير إعجاب الفقير المتفائل دون أن يعي تكاليف الوصول إلى تحقيق هذه المرحلة التي هي أقرب إلى الوهم من الحقيقة , و لكنها تداعب الأحلام و الأمال لدى الأغلبية . أما الرؤية الثانية فهي تشاؤمية حيث يرى القارئ الغني صاحب المال و النفوذ نهاية الرواية تعصف بملكه و تنهي نفوذه و تبني نظاما جديدا من دماء و جماجم الأغنياءالذين يفقدون السيطرة على مقاليد الثروة و السلطة عندما تثور الطبقة الكادحة ضد الأوضاع المزرية لتقلب النظام بطريقة دموية تسودها وحشية طابعها الحقد و الغل المعشعش في نفوس الفقراء ضد من إستغل عرقهم و أكل حقوقهم.القارئ المتشائم يصل الى نهاية الرواية و العرق يتصبب على جبينه خوفا من المصير الذي يتهدده إن صدقت أحداث الرواية ..فكيف تقرأون الرواية أيها السادة ...؟ و مع أي صف تقفون ..؟ أليس من الأفضل تعديل السيناريو الماركسي ليكون أكثر قبولا و إنسانية و عدلا و من دون سفك الدماء أو إهدار حقوق أي مخلوق ...؟؟

تحذير
عجماء -

إيّاك يا عبد الباسط أن تصدق هذه القصص. أخشى من تعلقك بها وكثرة تعليقك عليها أن تنقلب إلى شيوعي ـ كنت قد حضرت مناقشة له مع برهان غليون فتساءل باستنكار: كيف ينتج العمال والفلاحون كل الخيرات ثم يتطفل البورجوازيون من خلال دولتهم بتوزيع كل هذه الخيرات كما يشتهون ؟ بأي حق يكون ذلك ؟!!!

فكر فاشل
فاهم -

الكاتب يريد ان يمرر فكره ان الشيوعييه كانت فكره ممتازه وجييده للمساكيين وطبقات الفقراء العمال ، فكره اثيتت فشلها مره عقب مره عقب مره..حتي الاشتركييه فاشله 80% وستلقي نفس المصيير....منذ خلق الانسان والانسان لا تحركه الا الحاجه والطمع لكي ينتج..منذ ان زرع هابيل و حرس قابيل قطييعه..ملك الانسان وانتج..وخلقت الرسمالييه..او الصحييح ان الانسان من حقه ان يملك ويسعي لتملك المزييد..وهاذا حقه..ومن يتعب يجازي.. ومن ينام يخسر..و هكذا كبل الانسان وهاذا لن يتغيير... ولا عزاء للمكابريين

إلى الفاهم
زينب -

أقول للفاهم يللي مش فاهم حاله إنه بحكي شيوعية وهو مش فاهم

فيلسوف متخلف
سالم شوربه -

الأستاذ عبد الباسط وقد أهدانا إلى الشيوعية دون أن نتسلل من شبابيكها، وقد كان الأحرى به أن لا يتابع من يكتب بأسماء مستعارة أو يخفي أسمه. وهو أستاذ معرفي معادي للفلسفات المادية والمثالية والغيبية، وقد قالها في تعليقه الأخير.لا شك أن الورطة التي وقع بها عبد الباسط لا غبار عليها، فهو لا يتناقض مع الإستاذ النمري وحسب بل وكل فلاسفة العصور القديمة والحديثة، فلقد ماتوا جميعاً ولم يبقى سوى هابرماس الإلماني وأدعوه إلى قراءة كتبه التي نشرتها دار الجمل تباعاً.المهم أعتقد أن عبد الباسط إنسان طيب بدليل أنه لا يحمل عداء مبطن للأفكار الإنسانية،وخاصة أفكار ماركس ، ولا لتنظيمات الستالينيين التي برزت مع نهاية القرن التاسع عشر.تحيات لعبد الباسط في صبره وسجاله وسعة قلبه لما فيه السجال وليس العداء، فكيف يمكن مناقشة فلسفة ما وأنت تعاديها بالكامل؟؟وشكراً

ماركس و النمري ثانية
عبد البا سط البيك -

أشكر السيد سالم شوربه على تعليقه , و أؤكد له و للرفيق النمري الذي أسجاله في مقالاته بأن خصومتي معهم فكرية و مخالفتي لرؤيتهم قائمة على رفض النتيجة التي يزعمون بأنها حتمية لمصير المجتمع الإنساني . تحليلات ماركس ليست كلها معارضة للواقع , و ما وصل إليه من بعض الأفكار كان دقيقا و لكن الخلل كان في خاتمة النظرية لأنه يتوقع حصول أمر نتيجته في أفضل الظروف قد تحصل أو لا تحصل ..الرفيق النمري مصر على أن ما يقوله ماركس حاصل بالضرورة و الإلتزام و لا مفر منه لأنه قدر الطبيعة أن تنتهي لمرحلة الشيوعية كما قال ماركس , و ليس قدرا من أقدار الله لأن الجماعة لا يؤمنون أصلا بوجود الله و لا يحترمون أي ديانة. أم المصائب عند الرفيق النمري رفضه لأي إنتقاد يوجه للفكر الماركسي التقليدي , و هو معاد لكل رفاقه الذين إكتشفوا وهن النظرية التقليدية و بقوا على إنتمائهم الفكري و طالبوا بإجراء تصويبات و إصلاحات تتناسب مع الواقع و الحقيقة و تبتعد بالماركسية عن الخيال و الوهم . الرفيق النمري يرى أن للماركسية التقليدية منزلة مقدسة لا يسوغ لأحد أن يتناولها بالنقد رغم أن الماركسيين هم من أنصار ممارسة النقد الذاتي , فلماذا ينفرد الرفيق النمري وحده بإغلاق باب التجديد و التطوير ...؟ و ينسب تهمة الردة لأي مفكر ماركسي يقدم إقتراحات عملية لإضفاء بعض الجمال على فكر شاخ و ترهلت عضلاته بعد التجربة المباشرة للنظرية لعقود حيث رفضها شعوب في آخر المطاف دول كثيرة بعد أن بانت نتائجها الكارثية على بنية المجتمع و إنسانه.

شيوعي متقاعس
سالم شوربه -

لم يفتي ماركس في تاريخه الفلسفي، بل سلط النقد على باريس لعدم مواصلة ثورتها بنفس الشحنة الثورية، ولم يكن آنذاك هناك حزب أو أحزاب شيوعية، من هنا لا يمكن وضع الفلسفة الماركسية وما أنجزه رفيقه وصديقه إنجلز من خطوات لهذا الإبداع الذي لا زال العالم المثقف يستنير به. ومن الخطأ أن نضع ماركس في خانة الأحزاب الستالينية، فهي قامت بعد قيام القائد الروسي لينين في إنشاء الجيش الأحمر وما تلتها من مؤتمرات للكومترن وغيرها، الصواب من قبل كل من يريد معرفة الصراع أن لا يشن عداء لمبدع التطور التاريخ للصراع.ولا أدري لماذا لا يرد الأستاذ النمري على منتقديه، فهل يكتفي بمقاله ثم يواضب من جديد لكتابة مقال آخر يمكن معرفته قبل كتابته كونه يدور بنفس الأسطوانة وهي الأحزاب الشيوعية العربية وما تبقى منها من هياكل عظمية.المهم هذه مأساة وحيف لحق بكل شيوعي إنتظم في حزب أو تنظيم من نوع التنظيمات الستالينية العربية، وهي لا تنفك في دعواتها ودعاءاتها بتحرير الطبقة العاملة من سلطات تحالفت معها ، مثال العراق، وسوريا والسودان، ومصر ألخ ..