أصداء

تجارب دنماركية(2): 1،5 مليون جندي دنماركي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

هذا العدد ليس عسكر، بل هو عدد جيش المتطوعين في الدنمارك..!
المقصود بالتطوع : هو القيام بخدمة للمجتمع بدون مقابل نقدي.
قبل يومين، تحدثت مع صديق دنماركي عن المتطوعين وأعدادهم في الدنمارك، وحين ذكرت له الأرقام، بدا غير مصدقا، وقال لي إنها أرقام مبالغ بها..!

تجارب دنماركية 1

لكن المضحك، هو إن صديقي يقوم بعمل تطوعي دون أن يعتبر نفسه منتميا إلى جيش المتطوعين، من خلال مساعدة بعض الأطفال في حل واجباتهم المدرسية في بعض المواد التي يعانون صعوبة في فهمها..!
سبب عدم وعي انتماءه للمتطوعين،هو انه يعتبر نفسه هو المستفيد أولا من تطوعه، من خلال مايقدمه له التطوع من علاقات اجتماعية، مع الآخرين بلا التزامات وظيفية، أو مادية،سد ساعات الفراغ والوحدة وبالتالي راحة نفسية له،وحين ينتهي من ساعات عمله التطوعي يقول للأطفال: شكرا لكم ولحضوركم اليوم، لقد أمضيت وقتا ممتعا، جعلني أحس بإنسانيتي وفائدتي أكثر، إلى اللقاء..!.


هكذا يفهم الدنماركيون " التطوع "
ولكي يكون الكلام علميا، مفهوما، وأكثر فائدة سأذكر بعض الأرقام عن المتطوعين في الدنمارك استقيتها من مركز المعلومات الاجتماعي في الدنمارك "
Socialforskningsinstituttet
عدد المتطوعين: 1،5 مليون إنسان، من عدد السكان الإجمالي الذي يقارب 5،4 مليون نسمة. أي 35% من عدد السكان.
نسبة الرجال المتطوعين 38%
نسبة النساء المتطوعات 32%
نسبة 41% هم من الأعمار مابين 30 ـ 49 عام
نسبة 45 % هم من حملة الشهادات العليا، الذين يعملون متطوعين، بعد الانتهاء من عملهم الوظيفي اليومي، وهؤلاء يرغبون في المساعدة الطوعية أكثر مما يقومون به، لولا ساعات عملهم الوظيفي.


هنالك مراكز خاصة في الدنمارك يقوم من خلالها الراغب في التطوع، بالبحث عن عمل تطوعي، يناسبه ويكون من خلاله ذو فائدة للمجتمع، هذا يعني إن الراغب بالتطوع، يجب علية أن يحدد الاختصاص، وعدد الساعات والأيام التي يرغب بالعمل التطوعي من خلالها.


بدءَ العمل في " فكرة التطوع " في الثمانينات، عندما بدء السياسيون الدنماركيون بالترويج والدعوة، لان يقوم الشعب بمساعدة بعضة البعض.


حاليا هو علم مستقل بذاته، يسمى باللغة الانكليزية "
Communitarianism
أي المجتمعية، وهي ضد الفردانية.
هذه الفكرة التي صارت داعما عملاقا في بناء الإنسان الدنماركي والمجتمع لم تكن فكرة دنماركية، بل هي من الأفكار التي استعارها الدنماركيون وطوروها بما يتلاءم ومجتمعهم.
رواد الفكرة الأوائل عالميا، هم أربعة علماء وأساتذة من بلدان مختلفة بدءوا بفكرتهم في العام 1980وهم على التوالي:
Madntyre اسكتلندي:
Sandelأمريكي، بروفسور بهارفارد:
Taylor فيلسوف كندي :
Etzioni ألماني، أستاذا جامعيا في جامعةrdquo;بيركلي" في كاليفورنيا:

أماكن عمل جيش المتطوعين

ليس من الصعب رؤية هؤلاء المتطوعين،في المدن، فاغلب، أو كل العاملين، في محلات الأشياء المستعملة، ملابس وأحذية وغيرها، التابعة للصليب الأحمر الدنماركي " والتي سنخصص حلقة كاملة لها "،هم من المتطوعين.
عدد كبير يناهز إل 27% يعملون في مساعدة الآخرين في التمارين والرياضات المتنوعة.


ف امرأة دنماركية تساعد طفلة ي مساعدة كبار السن،من خلال اللقاء والحديث، تبديد أجواء الوحدة أو إعداد الطعام،أو ذوي الاحتياجات الخاصة من معوقين أو ماشابههم،المراكز الثقافية والمكتبات، والمدارس ومساعدة الأطفال ممن يحتاجون مساعدة في حل واجباتهم المدرسية، متطوعون في مساعدة الأجانب في تعلم اللغة الدنماركية، أو المجتمع، أو حتى في الإرشاد في كيفية البحث عن عمل.
الأكثر انتشارا هي مجموعات المنطقة السكنية الواحدة، في تنظيف أو تزيين، اواعداد احتفال وسوق خيري.
في المدارس : إذ يقوم الطلاب الأكبر سنا في مساعدة الصغار في دروسهم وواجباتهم، أو مساعدتهم في حل مشاكساتهم، وعراكهم مع الأطفال الآخرين.

مشاهد مألوفة
من المشاهد الشائعة في مدارس الدنمارك، وعند بداية العام الدراسي الجديد هي رؤية الطلاب في الصفوف المتقدمة،متطوعون، بملابس خاصة، وشارات المرور، لتعليم ومساعدة طلاب الصفوف الأولى قواعد العبور من الشوارع ومساعدتهم في تجنب مخاطر السيارات.

نتائج التطوع:
1ـ استغلال طاقات الأفراد لفائدة المجموع.
2ـ العمل التطوعي: يخفف العبء عن ميزانية البلدية أو الدولة، التي هي ميزانية الجميع.
3ـ إحساس الأفراد بانتمائهم الفعال للمجتمع، من خلال نتائج جيدة في العمل التطوعي.
4 ـ الغذاء الروحي، الذي يمنحه اللقاء بآخرين، يحترمون ويقدرون جهدك التطوعي.
5ـ المثال الايجابي، الذي يزرعه الكبار للصغار في مواصلة العمل.
6ـ تعزيز روح المبادرة، والإيثار، وإن تطور المجتمع، هو بتكاتف الأفراد وعملهم سوية.
7 ـ...الخ من الأمور التي قد نعرف نتائجها الايجابية مستقبلا.

ختاما
قد تلتقي إنسانا " دنماركيا " تسأله أن كان يعمل الآن؟ ويجيبك بأنة لايعمل الآن، بسبب المرض، أو العجز، أو أمور أخرى،" ولهذا تحميه قوانين النظام الاجتماعي، في توفير السكن، والغذاء، والصحة " ولكنه يستدرك بأنه يقوم بعمل تطوعي، في مكان ما.. قدر استطاعته، كواجب للمجتمع الذي يرعاه في ظروفه الخاصة.


ضياء حميو
dia1h@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
mr
Abdallah Mohsen -

well done

فهمنا للحياة
رعد الحافظ -

نعم ..نعم يا سيدي الكاتب ,هكذا يفهمون الحياة ومساعدة الآخرين والعمل التطوعي..يقدموا الخدمات ويشكرونا لأننا تقبلنا مساعدتهم وأرشادهم, كنت في بداية أمري أتسائل لماذا يعطونا فلوس مقابل قيامنا بالذهاب الى مدرسة اللغة للتعلم؟؟أليس نحن المستفيدين من ذلك ؟ألا يكفي أنهم وفروا المكان المحترم وكل اللوازم من الكومبيوتر الى القلم ؟وأجور المعلمات والمنظفات ؟وكل شيء وفوق هذا يدفعوا لنا اجور ,ولدينا تأمين خلال دوامنا وحتى في الطريق من والى المدرسة..وفوق هذا كله كنت أجد أشخاص يتأففون من المجيء ويتهربوا بالحضور,واذا عوقبوا بقطع جزء بسيط كغرامة لعدم حضورهم للتعلم ,يقيموا الدنيا ولا يقعدوها وينعلوا اليوم الذي جاؤوا به الى هؤلاء ..

تجارب رائعة
صعيدى مودرن -

اتمنى أن أرى مثلها فى بلدى مصر ولكن للأسف المادة طغت على كل شيئ فلا أحد يقدم شيئا مجانا

دمعة امي
ابو حسين السوري -

غادرت سورية قبل عشر سنين الى السعودية ودات يوم سألتني أمي متى تعود قلت عندما يتوفر في سورية ماهو متوفر في السعودية فقبلت اجابتي بابتسامة ويوم وصلت الدنمرك قبل خمس سنوات سألتني متى تعود قلت عندما تصبح سورية مثل الدنمرك عندها بكت أمي لأنها عرفت أني طلبت المستحيل والعودة صارت مسنحيلة

money
Ihsan -

i will write nice things about Denmark. How many euro they pay?

تطوع وتطوع
الکوردستانية -

في أوروپا عموما يتم تحويل الطاقات الی معاني إنسانية راقية أيجابية بين کل الناس دون تفرقة ، بينما يتم تحويل تلك الطاقات في مناطق الشرق الأوسط الی مشاريع تطوع للأرهابيين[ مفخخات ] ليهلك به أکثر عدد من الناس،أو تعطی الأولوية لتجمعات قبلية لا هدف إنساني نبيل لها غير الغوغاء وإثارة القلاقل لحماية غايات أفراد لتبرير وسائلهم والمضي عکسيا نحو الوراء.

To comment no. 5
Anmar ghazala -

You are a typical arabic..a slave for the dollar and can not see far than your nose.....you must learn from those people in Denmark and elsewhere in Europe the meaning of the humanity

to Nr. 7
Ihsan -

i think you dont understand what i mean. atypical anti- arab!!

يا سيد ضياء حميو
عربي في الدانمارك -

كلماتك مشكورة يا سيد ضياء حميو. ولكن لمن تحاول شرح هذه الأمور للعرب والمسلمين المقيمين في بلاد العرب والمسلمين؟ أم للعرب والمسلمين المقيمين في الدنمارك وبفية البلدان الأوروبية, يشتمونها ويصبون عليها اللعنات صباح مساء, لأن سكانها كــفــرة من غير دين.الم تروا صورة السيدة الدانمركية التي تعطي دروسا خاصة (مجانية) لطفلة صغيرة (محجبة)؟أنا أعيش من زمن طويل بين هذه الجاليات ومعهم. أسمع تعابيرهم ضد سكان البلد الأصليين, الذين قبلوا لجوءنا بينهم, هربا من الجوع والفقر والطغيان. آونا ,وآوا عائلاتنا, وأعطونا جنسياتهم وحماية جواز سفرهم وحماية أنظمتهم الصحية والتعليمية, بلا أية تفرقة عنصرية. ونحن بالمقابل, نسرق, نخرب, نهرب المخدرات.. وننعتهم بالكفار. وكم مرة تظاهرنا ضدهم ,واحرقنا سفاراتهم وتمنينا لهم القتل والتفجير والخراب... لذلك يا سيد ضياء حميو, كلماتك الجميلة الصحيحة الواقعية, تذهب هدرا, ولن يسمعك أحد في بلاد العرب والمسلمين. حتى أن بعضهم سوف يتهمك بالكفر وخدمة الكفار والعمالة... ولك مني كل التمنيات بمزيد من الشجاعة والصراحة, مع أطيب التحيات.

نحن أسياد التطوع
أبو مجاهد -

أين الدنماركيين والغربيين من تطوعنا نحن؟! نحن أسود التطوع وأسياده أنظر إلى عشرات الآلاف من متطوعينا في أوكار أفغانستان وجحور تورابورا التي تأوي جرذان القاعدة وغيرهم،تركوا دنياهم ولا شاغل لهم إلا التدرب وتدريب غيرهم من المتطوعين وكله بالمجان لا يريدون إلا الفوز برضوان الله عليهم وحور العين وأنهار الخمر

تجربة فرنسية
رشيد عنتابي -

مغترب من أصل عربي شرقي, مقيم في فرنسا من 45 سنة. جئت إليها فتى يافعا للدراسة, دون أية منحة, ودون أية مساعدة عائلية. تابعت دراستي الجامعية العليا مع بضعة ساعات عمل يوميا.هذا البلد منحني كل الإمكانيات الدراسية والمعيشية, وخاصة الإنسانية والحريات و الثقافة العامة والسياسية وكل ما يتعلق بكرامة الإنسان. وكم يؤلمني رؤية الجاليات العربية وخاصة الإسلامية التي لجأت لهذا البلد بالملايين, غالبها لا يتأقلم ولا يتطور مع القوانين والحداثات والمساعدات الاجتماعية والثقافية التي تقدمها سلطات هذا البلد ومؤسساته وجمعياته المدنية. بالمليارات. نعم بالمليارات. ومع هذا لا ترد له غالب هذه الجاليات سوى الحقد والتكفير والكراهية الظاهرة, بالإضافة إلى تحدي شرس لقوانينه وعاداته وتقاليده المنفتحة.

مواطن عربي -

أيها الأعزاء أنا لا أعتقد بأن النموذج الدنماركي يصلح بأن يكون قدوة لنا ونحن كمجتمعات شرقية الجميع فينا بيعرف نسبه لعند جده الثالث على الأقل وأنا لا أدري من الأهم المجتمع أو الأسرة والله من وراء القصد.