كتَّاب إيلاف

ذيول الذيـول

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

اثناء الحرب الباردة انقسم العالم الى معسكرين كبيرين ابيض واسود ومعسكر ثالث رمادي اللون ادعى انه محايد ولا يهوى الانحياز ولكنه بقي يمارس التأرجح بين المعسكرين بما يشبع رغبات قادته ومصالح بقائهم ووجودهم، وبالتأكيد ليس الكل لكنني ازعم الاغلبية منهم التي مارست سلوكا ذيليا في تعاطيها السياسي مع القوى الكبرى والمؤثرة دوليا.


ما يجري الان في عالم القطب الواحد وكواكب الافلاك ومنها منطقتنا الساخنة دوما وبالذات العراق ومنذ اكثر من خمس سنوات ودوامة التأرجح هنا وهناك، تعيدني الى ذلك الشيخ الحلي الجليل أيام النفي في سبعينيات القرن الماضي حينما كنت الجأ إليه في ساعات الحنين إلى الوطن والشعور بالحاجة إلى الحرية، كان الحاج بيعي من المعروفين في مدينة الحلة بمناوأته لنظام حزب البعث والثنائي البكر وصدام، ومن الزبائن الدائمين لمديرية أمن الحلة لانتقاداته اللاذعة لسلوك البكر وصدام وحزبهما.


حدثني ذات يوم عن تاريخ البعثيين وعلاقاتهم المشبوهة مع كل الأطراف التي يدعون معاداتها علنا وفي مقدمة ذلك الأمريكان وغيرهم من القوى ( الرجعية والمحافظة ) التي يدعون مناوأتهم لها على طول الخط الإعلامي، بينما يلتقون معها خلف الكواليس منذ جريدة الحرية والثنائي حمودي ( جعفر وسعد قاسم حمودي، أعضاء القيادة القطرية لاحقا)، وأكثر ما أثارني هو مصطلح ( ذيول الذيول ) الذي وصف به البعثيين آنذاك!


وحينما استفسرته عن المقطع الثاني للمصطلح أجابني متهكما: أولئك الذين يطبلون ويزمرون ليل نهار للوحدة العربية من المحيط إلى الخليج، ثم أردف قائلا يعني لازم انسوي وحدة من (الجفل) ويقصد ناحية الكفل في محافظة بابل بالفرات الأوسط إلى جمهورية البليساريو.


وهنا أردته أن يسمي الأشياء بأسمائها فقال:
هذه الدول الكلش تقدمية والجدا اشتراكية وتزايد على مؤسسي الاشتراكية والتقدمية في الشرق والغرب وكان يقصد القاهرة وطرابلس الغرب ودمشق آنذاك أيام الوحدات الاندماجية والاشتراكيات العربية والشيوعيات المعدلة على قياسات العشائر والأفخاذ حسب أهواء تلك الأنظمة.


كان يقصد إن تلك الأنظمة كانت ذيولا لعواصم الدنيا المؤثرة والفاعلة وإن نظام البكر صدام ذيلا لتلك الذيول على حد تعبيره وتشبيهه!؟


وما أشبه اليوم بالبارحة إلا بغياب ذلك الرجل الطيب الذي أغمض عيناه ولم يكحلهما برؤية جيل متطور من ذيول الذيول ذات المواصفات الكاملة أي ( الفوول اوبشن ) كما يقولون وهي تنفذ أجندات دولية وجوارية وتجرجر العراق برمته خلف قاطرات لها علاقة بكل الاشياء الا العراق، والغريب إن معظم هذه الاجندات الدولية والجوارية وأؤكد على (الجوارية) ما هي الا ذيول للعرابين الكبار في العالم، وأعتقد ان الحاج بيعي يقصدهم لو كانت الاقدار قد أمهلته ليرى مدرسة العقود الماضية ماذا أنتجت؟


وبقراءة أولية لخطب ومداخلات بعض النواب وبعض المسؤولين، حتى وهم يناقشون التصديق على موافقة العراق للانضمام إلى منظمة بلدان بلا حدود فأنهم سيصرحون بأن قوات البيشمه ركه ستغلق تلك الحدود بما يمنع التوقيع على الاتفاقية؟
إضافة إلى تصريحاتهم وأحاديثهم وبكائياتهم المسرحية للفضائيات العربية والشرقية عن الخطر المرعب القادم من إقليم كوردستان أو من أي صوت باتجاه اقامة الفيدراليات في البصرة أو غيرها من ارض العراق الواسعة وما يشكله ذلك من خطر جسيم على مستقبل الأمة وتاريخها، وهم بذلك يزايدون على الرفيق علي حسن المجيد في ولائه للأمة ونضالها ومستقبلها في الموصل وكركوك وديالى والنجف والرمادي الذي كان واضحا في انتصاراته في معارك الأمة المجيدة في الأنفال والمقابر الجماعية والاهوار.


أخشى ما أخشاه أن نترحم ذات يوم على من أعدمتهم المحكمة الجنائية العراقية بجرائم الدجيل والأنفال والفيليين والتجار والبارزانيين، لو أن هؤلاء الذين يزايدون عليهم امتلكوا يوما ما ربع ما امتلكه أولئك ( الرفاق ) من سلطة وجيوش وأموال!؟

كفاح محمود كريم

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
وهل عندك شك؟
لايهم -

ارجو الا يكون عند احد ادنى شك في ذلك. ان مافعله صدام واشكاله هو قابل للتكرار في كل ساعة فيما لو امتلك بعض الاشخاص في السلطة وفي مجلس النواب العراقي اقل بكثير مما امتلكه صدام انذاك من قوة وقدرات مالية وعسكرية. لكن طبعا من حسن الحظ ان الاطراف الاخرى التي من الممكن ان تكون ضحية اليوم هي اليوم اكثر قدرة بكثير على لجم هولاء ومنعهم من ذلك وعلى هزيمتهم واسقاطهم ان هم جن جنونهم وفكروا بتكرار ماسي معلمهم الاول صدام.

الاكراد والاسلحة
عبد الكريم -

لا وأنت الصادق..لو أمتلك الاكراد جزء يسير من الاسلحة الكيمياوية التي كانت لصدام حسين لما تركوا شعب حولهم ألا وقذفوه بها وبدون تردد.

بقاع مؤلمة
كوردي صميمي -

رحم الله الشيخ الذي ذكرته وتغمده الله برحمته واسكنه فسيح جناته على هذا التعبير الذي عبره الذي اعتبره تعبيرا ازليا لواقع العراق الاليم ومداخلات الجوار بانفهم بما ليس لهم فيه شيء في العراق واهله ولكن العتب ليس على الجوار لكن العتب على من يشد لهم يد العون من العراقيين (مناضلي الفين وهسة)..تحياتي لك ايها الكاتب دمت بتألق.

المستقبل
د. احمد العبيدي -

حقا لقد احسنت اذ شخصت امراضا كادت ان تضيع هوية البلاد بين الذيلية والانتهازية لعقود كثيرة من حكم الجزب الواحد او الرئيس الاوحد.ورغم ذلك ما زال هناك متسع من الوقت لتغيير هذه الظواهر الغير اصيلة في بناء مجتمعاتنا وربما سنحتاج وقتا حتى ننجح في الوصول الى توازن وطني ودولة متحضرة ومواطن بهوية عراقية لا شرقية ولا غربية ولا تخضع لعرق او دين او مذهب، ساعتها يكون العراق فعلا قد تجاوز محنته وانطلق الى افاق المستقبل.شكرنا كاتبنا الاستاذ كفاح

کل ألشکر لکفاح ألمکا
ألبرزنجي -

ألاخ ألاعلامي ألبارز کفاح : شکرا علی مقالاتک ألهادفة دوما بارک ألله‌ فيک .

عيب ومهزلة
خالد عيسى -

ليس جديدا تطبيلك للبارزاني والكيان الكارتوني المسمى الأقليم لاشأن لك بالعرب ولا بالوحدة العربية والأفضل ان تحدثنا عن العائلة الحاكمة في شمال العراق حيث نهب اموال الشعب الكردي الفقير ..حدثنا عنمسعود وابن اخيه رئيس الوزراء وابنه مسرور وجهاز مخابراتهم المسمى اسايش الذي فاق جرائم مخابرات صدام ..حدثنا عن معتقل قلعة جولان الرهيب الذي يديره ابن مسعود ..حدثنا عن الثومسيونات ونهب الثروات وبيش مرقة وبيش تمن حدثنا عن قتل وحرق النساء الكرديات البريئات بسبب التخلف العشائري المرض المزمن هناك وتقارير المنظمات الدولية تعلن كارثة جديدة ..وتأكد ان سموم الحقد تفتك بصاحبها ..فماذا تريدون اكثر ؟ اعطيناكم مناصب تحلمون بها رئيس الجمهورية منكم وقبلنا الوزراء والسفراء وقادة الجيش ومئات المدراء العامين وحصتكم الضخمة دون استحقاق من خيرات العرب العراقيين .فمن كان بيته من زجاج فلا يرمي الناس بالحجر ..

كاكة كفاح شكرا
نه وزاد خانقيني -

كاك كفاح ليش انت مايخش بالموضوع رأسا وبدون لف ودوران ..صدام مات وشبعت موت .. والكمياوي بالحبس ..بس شعب الكردي نفس طاس ونفس حمام ..فقر وقهر ..وهولير العظيمة تاخذ الأموال وجماعة مسعود حايرين وين يودون الفلوس والشعب فقير ..صحيح كاكه كي فاح لولا ..ارجو ما تزعل من سراحتي .نه وزاد خانقيني (اسل خانقين- سكن سليمانية) ..

اي والله عيب ومهزلة
عمار الجبوري -

صدقت يا خالد عيسى صاحب التعليق 6 عيب ومهزلة لنا وليس للذين ذكرتهم فنحن اصبحنا اضحوكة العالم انظر الينا منذ احتلال العراق وماذا نفعل وماذا فعلنا وقارن بما حصل عند هؤلاء الذين تتحدث عنهم. لقد تركهم صدام حسين يواجهون مصيرهم لوحدهم بعد أن حاصرهم بالتعاون مع ايران وتركيا وسوريا، وخلال اقل من سنة لملموا جراحهم وتحدوا اعدائهم وانتخبوا برلمانهم، ثم تمكن صدام وتركيا وايران منهم فاحرقوا حربا اهلية بينهم، سرعان ما اكتشفوا اخطائهم وعادوا يعالجون جراحهم ويبنون مدنهم، بالله عليك اذهب الى اربيل او دهوك او السليمانية وراقب حياة الناس وشاهد بنفسك كيف يبنون مدنهم وجامعاتهم ومدارسهم وكهربائهم وحتى النفط الذي تحاربهم عليه بغداد، فهم يعملون ليل نهار لاستخراجه وبناء بلدهم به بينما يسرق النفط في الاحزاب الاسلامية الشيعية والسنية ليبيعونه الى ايران وتركيا وسوريا لا ليعمروا بلداتهم بل ليعمروا ارصدتهم.صدقت ان قلت عيب ومهزلة علينا نحن الذين نذبح بعضنا من الوريد الى الوريد ولا نملك لغة للتفاهم والنقاش الا الاحذية ولعل هذا النموذج المخزي الذي اسمه منتظر الزيدي خير ما يعبر عن ثقافتنا الان بعد خمس سنوات من الاحتلال.وكلمة اقولها للكاتب كفاح محمود كريم انك تتحدث عن العراق باجمعه فلا تنسى جروح الشمال فهو جزء عزيز علينا جميعه ونجاح تجربته تعطينا الامل بنجاح العراق باكمله، لتكن تحليلاتك وسهامك موجهة الى شمالنا ايضا فهناك من يحاول الاساءة الى شعب صلاح الدين الايوبي وتجربته الخلاقة بفساد المال والادارة.