تجارب دنماركية 7: أسلحة الدمار الشامل العراقية في الدنمارك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
هذه التجربة عراقية وليست دنماركية،والحمد لله إنها وئدت بمهدها ولم تتطور..!
حدث هذا قبل سنوات لأحد المعارف من اللاجئين العراقيين،وكان قد حصل وعائلته على حق اللجوء،ومن ثم الإقامة في الدنمارك،كان برفقته زوجته وثلاثة أطفال،ولدين،وبنت صغرى،يبلغ أكبرهم من العمر خمس سنوات.
بعد فترة من التحاق الصغيرة بروضة قريبة من سكنهم،اتصل بهم احد المترجمين العاملين في بلدية المدينة،يبلغهم بضرورة الحضور لموعد مهم يصاحبهم فيه،لاجتماع مع التربويين في الروضة وبلدية المدينة!
كان اللقاء للاستفسار عن حالة غير طبيعية تصيب الطفلة، ولهذا رأى التربويون أن يستشيروا العائلة بعد موافقتهم بعرض صغيرتهم على أخصائي علاج نفسي للأطفال.
كانت هذه الحالة الغريبة بنظر التربويين،شروعها كلما ضايقها احد الأطفال الآخرين بالصراخ متجهة إلى مكان الأحذية حاملة إحداها،تعطيه لأحد التروبوين،مشيرة بيدها طالبة قذف احدهم به.ولا تريد أن تتوقف قبل إتمام الفعل...!
الأسئلة عديدة،وسؤال واحدا لايعرفه الأب ذاته،وهو : لماذا أحذية بالذات؟!
هل هي العادة،أم الجينات،أم رمز فلكلوري..أم غيرها..!
سألت المربية إن كانت الطفلة تقوم بهذا في البيت أيضا؟أجاب الأب: بنعم.
قالت المربية : خصمها بالطبع إخوانها الأكبر سنا؟
أجاب الأب: نعم.
تدخلت مشرفة البلدية بسؤال مباغت:هذا يعني أنت وأمها تساعدانها بقذف الأحذية على إخوانها الأكبر سنا؟
أجاب الأب مبتسما:ليس أحذية تماما، لكن " نعال خفيف " لأنهم مازالوا صغار!
قالت المشرفة:أي انك تقوم بضرب أطفالك الآخرين، بها حين يستوجب الأمر؟!
هنا اصفر وجه الأب وأدرك انه دخل في مأزق،لأنه سمع كثيرا عن عوائل،انتزعت منهم أهلية حضانتهم لأطفالهم،ومنحت لعوائل،أخرى أجدر بالتربية،بسبب ضربهم لاطفالهم، ولحسن حظ الأب صمت ولم يتكلم..!
اخبروه إنهم سيقومون باللازم لعلاج الصغيرة،ولكنهم لن يستطيعوا شيئا بلا مساعدة العائلة،التي يجب أن تقوم بدورها التربوي في هذا،وهكذا أرشدوه،إلى كيفية العمل،مع التأكيد على ملاحظة أخيرة إن ضرب الأطفال جريمة يعاقب عليها القانون،وغير مسموح بها أبدا،وسيقومون بشكل دوري بالفحص البدني لأطفاله،للتأكد من سلامتهم،بل وسيتحدثون معم لمعرفة فيما إذا كانوا يتعرضون للعنف المنزلي أم لا..!!
للقارئ أن يتخيل موقف الأم التي هربت من جحيم الحروب في العراق، لإنقاذ عائلتها وأطفالها، كيف كان وضعها وهي مهددة بضياعهم منها والى الأبد، بسبب ثقافة الأحذية العراقية..!
لم تتدهور الأمور إلى ماهو أسوء،لان الأب والأم أدركوا،إنهم في ثقافة أخرى،لها قوانينها الخاصة وهي في النهاية لصالح الأسرة والمجتمع.
قامت الأم من جانبها بشراء خزانة ذات قفل خاصة، تضع الأحذية جميعا بها كلما دخلوا البيت وتقفل عليها، كأجراء احترازي، لمنع استخدام " أسلحة الدمار الشامل " بالنسبة لها، من قبل الأب في إحدى حالات غضبه.
ولكن ماتعانيه الأسرة اليوم هو :إن الأم تنسى في أحيان كثيرة المكان الذي وضعت فيه،مفتاح " الحقيبة النووية "خزانة الأحذية.
أما الأب وفي لحظات حنينه الجذلى إلى وطنه الأم،يتحسر ناقما على الدنمارك،والزمن الأغبر الذي أتى به إلى بلاد لايستطع المرء فيها أن يتصرف بحذائه كيف يشاء..!! قائلا : شلون ديمقراطية تعبانه..!!؟
ضياء حميو
dia1@hotmail.com
التعليقات
مبالغه كبيره
ســـامي الجابري -نعم الضرب المبرح جريمه يحاسب عليها القانون في الدنمارك, ليس للاطفال فقط بل حتى للكبار,لكن الضرب الخفيف الذي يقصد من ورائه تقويم سلوك الاطفال فليس هناك اي جريمه في هذا الموضوع حتى الدنماركيين يضربون اطفالهم لغرض تربيتهم, هناك مبالغه من قبل الاجانب في تصوير موضوع الضرب وخوفهم من ان يحسب سلوكهم مع اطفالهم على انه نوع من انوع القهر او التعذيب, ماذكره السيد الكاتب كان مجرد مزاح بين الاب وابنائه فهم بصوره مغلوطه من قبل المشرفين على انه نوع من انواع القهر ضد الاطفال, لذلك ليس كل الحالات الخاصه بالاجانب تعتبر سلوكا مشينا مع عوائلهم.
حقد على العراق
محمد الجبوري -شلون مقالة تعبانة
تحليل سايكولوجي
محمد عبد الكريم -مقالة رائعة لمن يريد ان يفهم واقعة الحذاء ،ولسبب السايكولوجي لهايجب ان نتعلم القراءة الدقيقةوليس السطحية كما فعل صاحب التعليق رقم 2تحياتي للكاتب
لست مفاجأ
رعد الحافظ -مقالة رائعة لوصف ثقافتنا الحذائية , وللحقيقةيتحتم علينا الاعتراف , بأن أكثر من 90 بالمائةمنا يتفوقون في هذه الناحية ويستخدمونها بشطارةمثل شطارة الصحفي البائس بفعلته تلك..ولذلك أيده غالبية الناس وهذا ليس مفاجيء لأحد..
سرد خيالي
حسام جبار -لو كان الكاتب قد سرد لنا القصة قبل واقعة قذف الاحذية في المؤتر الصحفي للرئيس جورج بوش في بغداد لكنا قد صدقناه لكن سردها في هذا الوقت بالذات يضع قصته في دائرة الشبهة أما وصف القصة بالرائعة من قبل احد المعلقين فيدل على سطحيته وسطحية قرائته للقصة !!!
اسمعي يا جارة
سنان -ظاهرة النقد عبر ايلاف ذات منفعتين مهمتين اولهما انك تعرف ردود افعال القراء لمادتك المنشورة, وتعرف من خلالها كم عدد الذين يتفقون معك و من هم ضدك. لكن حتى هذا الضد ينقسم الى قسمين ضد يفتح المقالة و يقراها بقصدية معرفية واخر يريد منها ان تكون مادة للرد الخال من اي مهنية نقدية فيفصل الموضوع على قياسات عديدة سياسية ضدية او شخصية بحتة وهذة لا تدخل في باب النقد .. ان موضوعة الكاتب ضياء حميو لها دلالات تتحمل التفسير المتعدد لذلك فيمكن للقارى ان يكون مع او ضد حينها فقط نعرف نحن المتابعين كم ان صاحبها ضد التغير ام معه.. اي ضد تغير القيم والعادات السيئة التي تربينا عليها بفضل السلطة الذكورية المقيتة.. ان اي تحليل و لاي قضية يجب ان تبدأ من اسبابها الاولية وهل هي دخيلة ام متجذرة وهذا ما اراد الكاتب ان يقدمه لنا .. شكرا عزيزي الكاتب ضياء ومقالتك جميلة جدا واسمعي ياجارة
قصة مملة
ابو منتظر الشمري -هذة القصة تحكيها للاطفال وانوب امسوية حلقات قصة حزينة بابة احجى عن رايك بالموضوع قندرة الزيدى المباركة التى مرغت وجة بوش بالوحل وخلاص فصتك مملة حيييييل