أصداء

إذا ضربكِ فاضربيه

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تقول الآية الكريمة (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان علياً كبيرا). وكذلك تقول الآية (وعاشروهن بالمعروف).

الزواج علاقة إنسانية كباقي العلاقات الإنسانية التي تربط بين الطرفين لكنها تختلف عن باقي العلاقات بأنها أكثر حميمية، ومن الطبيعي أن نفهم اختلاف كل إنسان عن الآخر في فكره وأخلاقه وظروفه وأوضاعه المحيطة به.

وكل علاقة زوجية تنطلق على أساس التفاهم المتبادل بين الطرفين معرّفة كل طرف نقاط الضعف ونقاط القوة لدى الطرف الآخر ليعرف كيف يوازي بينها وبين نقاط ضعفه وقوته وهنا يكمن الكثير من الخلاف والتنافر والإختلاف في وجهات النظر عل المستوى الفكري والعاطفي أو حركة الواقع الذي يعيشه كلا الطرفين.

ومن أجل ذلك لا بد لكلا الطرفين أن يدرسا المسألة بكل موضوعية وعقلانية ويتحاورا ليصلا إلى نقطة مشتركة حتى لا تدمر العلاقة أو تعقدها، وكل ذلك يحتاج إلى وعي وإنفتاح وإيمان ولا ينفرد كل طرف بأنانيته ويلغي الطرف الآخر وخاصة من قبل الرجل الذي دائماً ما يدخل إلى العلاقة الزوجية حاملاً معه عاداته وتقاليده بكل نقاط الضعف والقوة المليئة بكثير من الرواسب الفكرية والأخلاقية، فيجعل من نفسه سيداً والمرأة عبدة له ولا يعيش روحية الإنفتاح تجاه الطرف الآخر بل يتحرك من أنانيته الذاتية ويلغي دور المرأة وتفكيرها أو حتى مشاركتها في إبداء رأيها في أي مسألة كانت صغيرة أم كبيرة في حياتهما الزوجية وهنا يستخدم الإضطهاد والقمع والأساليب الوحشية وإلغاء الآخر وتدمير حياته.

وبطبيعة الحال فإن هذه الرواسب التي يحملها الرجل تجاه المرأة التي توحي له بأنه القوي وهي العنصر الضعيف تشعره بأن له الحق بأن يضرب زوجته بما يتوافق مع مزاجه بغض النظر عما إذا كان له الحق أم لا فيما يلزمها به وكثيراً ما يتصرف معها بإستخدام القوة للتنفيس عن الغيظ الذي يتراكم من علاقاته بالآخرين خارج نطاق الحياة الزوجية.

وفي صدد ذلك فالشرع لم يعط الحق للرجل بأن يسلط على المرأة في أي حالة من الحالات إلا في حالة النشوز ويكون التأديب متدرجاً فالوعظ والهجر في المضاجع ثم الضرب التأديبي الذي لا يترك أي أثر على الجسد.

فالمرأة في هذه الحالة كأي إمرأة أجنبية عن الزوج في العلاقات الإنسانية فلا يجوز له أن يشتمها أو يضربها أو يطردها من بيتها بغير حق ولا أن يسيء معاملتها أو يؤذيها تماماً كما لا يبيح له الشرع بأن يضرب المرأة الأجنبية أو يؤذيها لأن الله لم يسلط إنسانا على إنسان آخر.
وطبعاً الحالة الوحيدة التي ذكرت في القرآن الكريم التي يحق للرجل بضرب زوجته فيها هي حالة النشوز أي الحالة التي تتمرد الزوجة على زوجها في الأمور الجنسية، فهنا يحق له أن يضربها بعد وعظها وهجرها وقد حدد الضرب بالضرب التأديبي أي من دون إدماء لحم أو كسر عظم وأن لا يكون الضرب ناشئاً عن عقدة نفسية في فكر الرجل، وفي هذا المجال من حق الزوج أن يحافظ على البيت الزوجي من الإنهيار إذا كان لا يريد الإنفصال عن زوجته.

ولذلك كل من يضرب زوجته خارج هذا النطاق فهو يخرج عن الخط الإسلامي الذي حدده القرآن وهو بذلك يخرج عن نطاق الحدود التي وضعها الله في هذا المجال فيعتبر ظالما ولا فرق بين أن يضرب الزوج زوجته أو أن يضرب أي امرأة آخرى...

وإنطلاقاً من ذلك إذا تعرضت الزوجة للضرب المبرح الذي قد يهدد حياتها أو يجعل لها عاهات مستديمة فمن حقها أن تدافع عن نفسها بأن ترد الاذى عنها والظلم الذي يلحق بها من قبل همجية الرجل الذي يتحرك من أنانيته الغريزية.

وعلى هذا الأساس خرج بعض الفقهاء بفتوى أثارت الجدل والرفض من قبل المجتمع العربي الذكوري وحركت الآراء والمواقف من قبل رجال الدين المؤيدين والرافضين لتلك الفتوى فمنهم من اعتبرها حقا للمرأة التي تتعرض للظلم والعنف من جانب الرجل بأن ترد الضرب عنها لا أن تباشر بالضرب وتتخلى عن أخلاق الزوجة المسلمة التي أمرت بإطاعة الزوج وتأدية واجباتها الزوجية على أكمل وجه انطلاقاً من أن الحياة الزوجية هي بالنسبة لها هي حياة مودة ورحمة وتطوع لحساب الله. ومثال على ذلك الحديث المأثور "جهاد المرأة حسن التبعل".

ومنهم من اعتبر الفتوى وفسرها بمعنى إن ضربك زوجك فاضربيه وأن تلك الفتوى قد تجعل الحياة الزوجية ساحة حرب وتفتح طريق التمرد للزوجة على زوجها فلا يعد عندها أي رادع ويباح لها إهانة وشتم وضرب زوجها في أي موقف وظرف!!

لكن الفتوى هنا نصت لرد الأذى ليس إلا ولقمع كثير من الرجال عن ظلم زوجاتهم بغير حق، فكثير كثير من الحالات التي نسمع عنها من النساء اللواتي قتلن وشوهن وبقي لديهن عاهات مستديمة من ضرب أزواجهن لهن لأنهن لم يستطعن الدفاع عن أنفسهن بسبب جبروت الرجل وظلمه وحتى أن معظمهن بقين متحملات الظلم لأجل اولادهن أو بسبب الظروف المحيطة بهن.

وهنا نرى أنه حتى لو أصدرت مئات الفتاوى لقمع الرجل الذي يظلم زوجته فإنها لا تفيد بل تجعله متمرداً وظالماً أكثر لأن الرواسب والتقاليد الراسخة في فكره والمتناقلة عبر أجداده لا تمحيها أي فتوى من أي رجل دين لأن الرجل الظالم يتحرك هنا من خلال غرائزه الحيوانية التي تنطلق أولاً من منطلق العنف القسري الذي كان يمارسه أجداده على المرأة من الآف السنين..

وكذلك بالنسبة للمرأة المسلمة فإن طبيعة تكوينها تجعل منها إنسانة تعيش الفكر والعاطفة والإلتزام وتشعرها بأن عليها أن تقوم بالمسوؤلية الملقاة على عاتقها بأن تكسب محبة ورضا زوجها لتحقق رضا الله سبحانه وتعالى وتكون رسالتها رسالة الإنسانة المؤمنة التي تتناول فيها أحسن الوسائل الأخلاقية والمعاملة الرقيقة والأسلوب الحسن والمحبب لتحل الطمأنينة والراحة داخل الحياة الزوجية..

حنان سحمراني
hananmeslmani@hotmail.com
http://hananhanan.maktoobblog.com/

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
no dignity
Rose -

Women in chritian faith are as much honored as men, they were created in the image of god. her body now is like the temple of God where the spirit of God may live when accepting Jusus as Lord.....St Paul gave the commandments for men to respect women as they are inheritants to the kingdom of God and to give them more dignity as a weak ginder........evil thought about women as to be like animal which are ridden... are evil and must be wiped out.In these radical islamic societies, men must change their thoughts about women by renewing their minds by trying to find the true god who said, Love one another as I loved you

العرب بلا كرامة
ساهر الناي -

اذا بصق المسؤول العربي بوجه الموظف العربي رجع الموظف المبصوق بوجه الى زوجته فيضربها لينتقم من كرامته المهدورة من زوجته المسكينة ........ يقول عالم نفس بنغالي ان سبب توحش الأزواج العرب ضد زوجاتهم يعود لضرب الحكام العرب للرجال العرب بالاحذية المقدسة على وجوههم منذ وعد بالفور الى وعد منظر الزيدي

ذكورة البعث
ساهر الناي -

صدام كان يقول للرفقاء القتلة والله اذا شعرت بأي محاولة للخيانة او التآمر سوف أزين شواربكم بالبسطار اي سوف احلق شنباتكم المفتولة بالجزمة ....... واذا رجع البعثي الى بيته استعرض عضلاته على زوجته لتعويض الاذلال والتحقير المهانات المتواصلة من اسيادهم قوى الشر البعثية

الوهابيات قادمات
ساهر الناي -

يقول طبيب نفسي من اهل الفلوجة ان سبب العمليات الانتحارية السنية المكثفة في العالم هو الاحباط والأكتئاب الذي يشعر به المنتحر التكفيري لانه يعرف ان زوجته سوف تتزوج من بعد انتحاره بعد نهاية العدة ولا يستطيع ان يتصور ان زوجته سوف تصبح بأحضان رجل آخر غير انتحاري لان الوهابيات اصبحت لا يرغبن بالزواح من زوح سوف ييتم اطفالها بسبب عملية انتحارية مخبولة ,الوهابيات اصبحن اكثر تنور بعد وصول عدد الارامل الوهابيات الى 50 الف ارملة وذلك اصاب عناصر منظمة القاعدة العجز الجنسي لانهم لا يجدون زوجات في الجزيرة العربية وتحولوا للشيشانيات والكشميريات والبوسنيات الشقراوات وانصحهم ان يكفوا عن الزواج من المسلمات الاوروبيات لان الحور العين اجمل واشهى لانهن يسبحن للمنتحر بنهر من القشطة العدنية المخلطة بالحبة السوداء برعيق الزنجبيل القصيمي .

god is love
Rose -

God is love and he never was to order women to be beaten by their men or husband...god who said love your neighbour as you love yourself has never had in his mind to make women inferior to men....when he created Eve the woman from Adam he took a rib bone from the middle of Adam body, not from his head as to be his master or from his foot as to be his slave, but from the middle as to be equal to him, because she also was created in the image of God...To beat is vilonce, anger, irrogance, selfishness, terror, breaking god commandments who says if you tell your brother you are fool you deserve to be thrown into hells.....and all these evil deeds never come from god or god never ordered to work with them,

عنصرية
أفراسياو -

لو شارکت أمرأة واحدة فقط مع کتبة قريش أثناء جمع مقتطفات ما ذکرتيه لما تبلورت ثقافة القوامون بهذا الشکل العنصري؟

تعليق
ayeh -

برافو افراسيو هنا مكمن المشكله. لا يعقل ان الله رب الرحمه من يوصي بضرب المراة واهانتها.. اوجه سؤالي للكاتبه متى كان الضرب حلا؟؟؟؟ متى حافظ الضرب على عدم انهيار البيت الزوجي واي بيت هذا واسلوب الحل فيه الضرب؟؟؟هذا وانتي كاتبه ومثقفه تقبلين بالضرب وتبرريه رغم هشاشه تبريراتك فلا عتب على المراة التي تضرب وتهان يوميا وهي مقتنعه بان هذا من حق الزوج...

الفتوى
فتحي -

الفتوى هي للسيد محمد حسين فضل الله العلامة الشيعي اللبناني الذي لديه كثير من الاتباع وهو لا يتبع ولاية الفقيه في ايران..القرآن نفسه ذكر الضرب بما ساقته الكاتبة في مقالها..

تثقيف الجنسين
عدنان يوسف رجيب -

يجب أن يتثقف الجنسين (المرأة والرجل) بحقوق كل منهما. والتثقيف لا يعني فقط الموعظة والتخويف من النار والدين، إنما بضرب المثل الجيد وتفعيل الإحترام المتبادل وإظهار الحنان والمودة الحقيقيان، وهذا دور ينبغي أن تقوم به المرأة أكثر، بسبب إن غطرسة الرجل - السيئة - التي تركزت فيه منذ أجيال ويصعب إزالتها بقوانين فقط. إن ما تقوم به المراة تجاه الرجل في تثقيفه بالمثل الجيد، وما تقوم به المنظمات النسوية لتثقسف المرأة بحقها في الحياة وبواجبها في كيفية تثقيف الرجل بهذا الحق، هو أمر هام. ثم لنسأل الكاتبة، أنت وافقت على ضرب المراة في النشوز، وماذا إذا كان الرجل ناشزا، لايريد معاشرة زوجته أو له خليلات؟!! فأنت قبلت التعدي على المرأة ولم تساوي حقها مع حق الرجل في هذا المضمار. أعتقد بأن التثقيف للنساء بحقوقهن وحقوق الرجال مهم.

............
قارئة -

إن أي امرأة تؤمن بأن من حق الزوج أن يضرب زوجته ضربا تأديبا تستحق أن تضرب بالحذاء.

الضرب
عصام -

الكاتبة ذكرت حالة واحدة للضرب هي ما ذكره القرآن..

فتوى
ليلى -

عزيزتي حنان! لا نحتاج الا لفتوى واحدة...هي تطبيق قانون حقوق الانسان... والزام المعتدي سواءا كان رجلا او امراة قانونيا. ان تضرب المراة الرجل حماية لنفسها فهو حلا عنفيا، ساذجا وعقيما .علينا بالعمل من اجل الشروع بقوانيين تضمن حقوق الجميع بعدم الاعتداء.تحية لك

قيح الدمامل
الايلافي -

يبدو ان بعض الكنسيين والطائفييين وجد في هذا المقال ما ينفس به من احقاد ومن قيح دمامل نفسية نسأل الله العافية ؟!!

أتفق/ قارئة/Ayeh
كركوك أوغلوا -

من تؤمن بهذا تستحق ..........المبرح ؟؟!!..

النص !
امنية -

النص .. من يستطيع الافلات من احابيل النص !!

انتي نصف المجتمع.
يحي اليحي-السعودية -

الشكرلله عزوجل ثم لكي اختي حنان .ثانيآالحمدلله ان كان من نسائناامثالكي.وبعدلقدأنزل الله تبيانن .والسنة النبويةاوضحته.فالمرائة هي نصف المجتمع,نعم إذاضعف الوازع الديني والتربية .خرج الآنسان عن طوره,ولافرق بينه وبين الوحوش .فالمرائة المسلمة هي مربية الآجيال .وكم خرجة من علماء وائمة كثرلسنى في صددالعدولكن للتنويه..فدفاع المرائة عن نفسهاإذاكان خارج عن النصوص الشرعية للرجل يكون واجب .وان لاتترك حقها.حتى لايتمادئ الرجل في ممارسة معاملتة الوحشية والهمجية.1-تهديدة بأنهاستخبراهلها.وإذالم يجدي ترفع شأنهاللمحاكم الشرعية إذوجدة اوللجهات المختصة.هذى مأحببت ان اكتبه تظامنن للمرائة المظلومة من يعض الآزواج.وحتى يعلم اللبراليين ان الظلم مرفوض .وحتى لايتهموننا.فنحن مع الحق اينماءوجد.كتبة\\يحي اليحي -القصيم

تفسير أخر
حسن -

يقول الكاتب صادق النيهوم أن قصد الاية في اضربوهنِ هو الاضراب أي (المقاطعة)..

حسن الحلو 17
فجر الدمشقية -

احبك يا حسن لان تحليلك زي العسل يا عسل .روح الله يزيدك جمال الروح يا روحي

كفى
عائشة الماغوط -

لقد ان الاوان كي يوضع حد لتسلط الرجال بعد قرون القهر التي تعرضت فيها المرأة للذل والأهانة ولنا ان نقيم وقفة رجلي دين ونحيي شجاعتهم معتمدين على الاية ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم وهي اية واضحة كالشمس وعلى من يجادل فليواجه هذه الاية وتحية عطرة للأخت حنان