أصداء

أين العقل والكرامة ياعرب؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أثبتت الشعوب العربية من خلال تعاطيها مع بعض الإحداث إنها شعوب مسكينة مقهورة ومحرومة وضائعة تفتقد بوصلة الوعي والأولويات. مشغولة عن المطالبة بحقوقها الكبرى والعظمى بقضايا جانبية كالتفاعل والصراخ والتظاهر مع قضية رمزية فيها إهانة وتحقير لأعدائها لتحتفل بها كانتصار عظيم مجيد(..)، تشغلها عن الأولويات والتفكير السليم كي تنتصر لذاتها المسلوبة!!

لقد احتفل بعض العرب بالحذاء المتهالك الكبير الحجم، حيث عرض مواطن عربي مبلغا وقدره 10 مليون دولار، للاحتفاظ بالحذاء كوسام للشرف والحرية العربية!!.وهناك من تبرع بتسليم الراشق منتظر الزيدي وسام الشجاعة على رفع الحذاء المقدس اتجاه الرئيس بوش.

وتحول الحذاء إلى عنوان للكرامة والحرية، وأصبح بعض العرب يمجد الحذاء، والبعض يحتفل بزهو الانتصار، وتمنى البعض لو يحظى بقبلة للحذاء المقدس!!.

حادثة رمي الحذاء في وجه الرئيس الأمريكي بوش في حضور رئيس الوزراء العراقي المالكي،ـ حُولت إلى رمز للانتصار وكأن العرب بحاجة لأي انتصار ولو بالحذاءـ وهو عمل غير متوقع من الشعوب العربية (وما الأصداء القوية له المختلفة إلا دليل على غرابته) مهما كان حجم العداء والكراهية والاختلاف لشخص الرئيس بوش ولسياسة الإدارة الأمريكية التي تعمل ضد الحق العربي ومصالح الشعوب العربية؛ والشخص الطبيعي الذي يفكر بواقعية ويفكر في عاقبة الأمور لا يقوم بما قام به الزيدي، لأنه يؤدي إلى عواقب وخيمة وربما إلى نهاية الحياة.

ولو حدث هذا العمل مع زعيم أي دولة من الدول التي تطبل وتضخم هذا الحدث، وتتبجح بالعدالة والحرية واحترام حقوق الإنسان، ويقدس شعوبها ذلك الحذاء، لجعلت من الرامي للحذاء شيئا من الماضي قبل أن يرفع يده، وكان مصير أهله وأقاربه وأصدقائه والجهة التي يعمل فيها إلى غياهيب السجون.

ولابد أن نعترف أن تمتع العراق بالديمقراطية مهما كان حجمها (الديمقراطية التي يحاربها أنظمة المنطقة) هو السبب الرئيس الذي سمح لرامي الحذاء أن يقوم بعمله، ويطالب بمعاملة ومحاكمة حسب النظام الديمقراطي. وعلى الإعلامي العراقي الزيدي أن يحمد الله انه في عهد النظام العراقي الجديد، ولو كان في عهد صدام أو أي نظام اخر في المنطقة لتغير الوضع والتحليل وتغيرت لغة الإعلام، وأصبح الفاعل عدوا لله وللرئيس والوطن، وشخصا حقيرا تافه يستحق أقسى العقوبة، وبعد الإعدام يصدر بحقه صكا بأنه مجنون!!.

لقد اثبت الشعب العربي والإعلام العربي من خلال هذه الحادثة أنهم من أمة غريبة تغلب العواطف والصراخ على العقل، أمة تضخم وتقدس الحوادث الغريبة وان كانت غير سليمة، شعب يبحث عن الانتصار والبروز(..)، شعب يتفاعل مع القضايا الجانبية التي تضيع جهوده، رغم أن حقوقه مسلوبة، وأراضيه محتلة، ويعيش في دولاب الفقر والجوع والحرمان تحت أنظمة لا تعترف بكرامة الإنسان العربي.

العرب مساكين لا يستطيعون التعبير عن أرائهم والمطالبة بحقوقهم، يفتقدون للحرية والكرامة، لأنهم يعيشون في أجواء دكتاتورية تحت أنظمة لا تسمح لشعوبها بالتجرؤ على المطالبة بحقوقها ورفع أصواتها أمام مسؤول أو وزير وليس رمي الرئيس.. لأنه سيكون في عالم اخر!

من العجيب لشعوب اعتادوا عند ذكر الحذاء القول:"كرم الله السامعين" أن يجدوا في الحذاء الحقير شعارا للكرامة ورد الاعتبار، ومناسبة لدفع ملايين الدولارات لشراء حذاء؛ بينما مئات ملايين العرب يموتون من الجوع والفقر بحاجة للفلس، وللعدالة والحرية والكرامة!!

أليس من باب الأولوية للعرب الانشغال بالقضايا الكبرى منها: تحسين الوضع الحقوقي، والعلمي، والاقتصادي المتأزم، والاهتمام بما يحدث في غزة من حصار، ودعم حقوق وكرامة المواطن العربي التي ضاعت بين (..)!

علي ال غراش

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الاحذية
ساهر الناي -

العرب اصحاب الافكار والعقليات التالفة يحتفلون بالجزمة العراقية ولم يحتفلوا بعد بتحرير جنين وليس القدس ...... الرئيس بوش انهى الاحتلال للعراق رسميا وسافر لبلده العظيم مرفوع الرأس لان القواعد الامريكية الشيعية في العراق سوف تنتقم لدم الحسين من الآن الى 100 عام .... وعلى كل المعارضات والاحزاب السنية المطاردة في العالم الاسلامي المتخلف والارهابي ان تستعد الى الهجرة للعراق بعد سنة من الان لان العراق سوف يصبح الاندلس المشرقي وسوف يتحول كل عراقي سني وشيعي الى ابن رشد يسحق الفكر التكفيري الاموي السفياني الذي دمر سمعة الاسلام في مجزرة منهاتن المتوحشة ......... الشيعة لم يفجروا انفاق القطارات في مدريد ولندن ودار السلام وبالي ومومباي واسلام اباد ............. حتى الاطباء الوهابيون اعتقلوا في مستشفيات لندن لربطهم الاحزمة الناسفة على بطونهم في عياداتهم !!! اصبح العرب يقدسون الاحذية بينما الهندوس يقدسون البقر وسوف اشرح الفرق بين البقرة والحذاء لاحقا ..... غدا سوف يقول العرب العنصريون ان الملائكة تحوم حول حذاء منتظر الزيدي ....

البقرة والحذاء
ساهر الناي -

الهندوس يستخرجون الحليب الطازج واللبنة والقيمر ( القشطة ) والزبدة واللبن من الابقار المقدسة بينما العرب اصحاب العقول يحتفلون بحذاء , يقال ان الكوميدي الانجليزي مستر بن نقل للمستشفى في لندن لانه لم يستطيع التوقف عن الضحك على العرب من اسبوع بسبب احتفال العرب بالجزمة ...... حتى قبائل الهوتو والزولوا في متاهات الغابات الافريقية لا تقدس الحذاء .......... .

محترم ابن المحترم
العراقي -

سلمت فمك يا علي آل غراش و يا محترم ابن المحترم وارجو من عبدالباري عطوان ان يتعلم.

القندرة
عدنان -

انا اقترح الى الاعلام العربي ان يحتفلوا برفع حذاء ... منتظر الى جانب المعلقات السبعة على (....) ليكون شرفا للعرب و للعروبة الذين يحتفلون بشعار القندرة

الكاوبوي والشيعة
ساهر الناي -

الذكاء الشيعي المسيحي بتلفيق حادثة الحذاء الجميلة والمضحكة التي اضحكت ملايين الشيعة من الظهر حنى الصلاة خير من النوم بشكل متواصل لماذا ؟ لان الشيعة جلبوا الصديق الحنون العطوف بوش ابن بوش ليقع اخطر اتفاقية امنية منذ ان سحق جعفر ابن محمد الصادق عرش بني امية فكريا الى عصر السستاني رمز التنوير الديني . وقع الاتفاقية وانهى الاحتلال حتى يخرس انصار الارهابي الاموي حارث الضاري والظواهري مجاهد الفول والكشري

شكرا استاذ علي
خالدة -

حقا نحن امة غريبة نجعل الحذاء رمزا لنا

Reward
Rizgar Khoshnaw -

Reward I heard a Saudi Arabian rewarded Mr. Zaidy ten million dollar, so many Iraqi soldiers during Kuwait chaos trip kissing American soldiers shoes, bootees.Poor guys they never rewarded for their humiliation by one cent. I do not see a big difference between kissing boots or throw boots, exact same mentality, when he is weak, powerless, run to kiss others powerful shoes, opposite of the process is throw away shoes, when he feel power.

DESPAIR
Dara -

Arabs are living under the humiliation of their repressed leaders and they grow up in misery. Saddam used to donate $20,000 to the family of the suicidal Palestinian which became a tradition to earn their income and that is the reason behind poor Zaidy’s behavior. The same way he is looking for some attention or making some money.

اسطورة الحذاء
A.M.R -

يا سادة يا كرام الى متى نبقى متخلفين وتافهين .انا متاكد ان الحذاء افضل من هؤلاء الناس الذين هم رفعوا الحذاء فوق رؤوسهم ومن الطرف الاخر ينادي امثال عطوان وغيره هو فقط غايته استغلال الحادثة لبيع اكثر عدد من جريدتة ولا يهمه لا الكرامة العربية ولا فلسطين لماذا لا يعمله هو ومن امثاله علما بانه لهم مقابلات صحفية ليس مع الامريكيين بل مع الاسرائيليين المحتلين . فاعقلوا وتصرفوا بشكل مدني ومتطور

سيتهمونك
عراقي بالمهجر -

سيتهمونك بالعميل لأنك لن تحتفل معهم بهذا النصر القندري المؤزر ::::: لاأزيد على مقال الكاتب شيئا سوى...... من يريد ان يبحث عن الكرامه عليه ان يقرأ قصيدة الشاعر العراقي مضفر النواب (( القدس عروس عروبتكم )) وقتها سيعرف من احتفل بحذاء منتظر من الذي يستحق الحذاء فعلا.

نعي حقوقي
حسام جبار -

عزيزي الكاتب الوضع الحقوقي عبر عنه دكتور العزف على الة القانون رئيس جمعية الحقوقيين الصداميين في لندن ولكن حذاري من لطم الخدود وشق الجيوب بعد قرائته !!!!

يسلم فمك
شربل -

الله يخليك أخي على هالكلام الحلو بس ماتسمينا أمة أحلى ما يستحوا فينا الأمم (الحقيقيون).

الى الاخ رقم 1
احفاد البابليين -

عزيزي 000 لاتخلط بين اهلنا المسلمين من اهل السنه ومابين الدين اوهابي السلفي الكافر 00 اما عن القواعد الامريكيه فهي ليس تهديد لاي احد او اي دوله او مذهب او دين وامريكا ليست نحاجه لقواعد عسكريه في العراق لان وببساطه امريكا اذا ارادت ظرب اي دوله بامكانها ان تظربها وهي فيالبحر الاحمر او من قطر او السعوديه فهي ليست محتاجه لقواعد في العراق

أبطال الحذاء
عدنان يوسف رجيب -

السيد آل غراش تحية، أنت وغيرك من الكتاب الوعين مطلوبون لهز من كانت غشاوة على عفولهم.صدام حارب بالجريمة والفاشية نيابة عن العرب ومنتظر حارب بالحذاء نيابة عن العرب كذلك. تهانينيا للعرب بابطالهم . يا عرب تعيشون وتستاهلون غيرها. امة ينهضها صدام وحذاء مريضة.

to number 1
Dr.Maha/Canada -

It seems to me you are not working or studying, and you do nothing only read elaph, write comments to show us in every article that you are Iranian

الله يكثر من امثالك
ساقي عطشان -

استاذي العزيز الكاتب الموبدع سلمت اناملك ولا فض فوك الله يكثر من امثالك الغيورين على العرب والمسلمين