الشرق والهروب من الحرية؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
حدثني ذات مرة احد الرعاة عن الذئب حينما يستفرد قطيعا من الشياه، والراعي غافل أو نائم، وكيف ينقاد له القطيع دونما إرادته إلا إرادة الاستكانة والخوف، فالذئب مهما بلغ لا يحتمل كل القطيع في افتراسه؟
واستطرد الراعي قائلا:
رأيته يجرجر إحدى النعاج بعد أن قتلها، بينما تتبعه العشرات وهن صاغرات، حتى داهمته فهرب وبقت النعاج تتبعه وهو هارب منكفئ؟
لست هنا بصدد الخوض في سيكولوجية الحيوان ونظرية الأقوى والابقى في عالم الحيوانات بقدر الفات النظر الى موضوعة الانجرار الى الخلف والتقهقر وسيكولوجية الخوف والاستكانة التي تراكمت في تركيباتنا الباطنية حتى تكلست وغدت سلوكا غريبا ورهيبا أيضا.
دعونا نتذكر بألم وأحيانا باستغراب أو استهجان ربما، ظاهرة التعاطف مع المجرم حينما يتم تنفيذ حكم الإعدام به مثلا، ولعل إعدام الرئيس السابق والكيفية التي تم إخراج عملية الإعدام وفبركتها بالشكل الذي يتماشى أو يتناغم مع تلك الأوتار التي تعزف التعاطف مع الجلاد الذي يحين موعد تنفيذ استحقاقات بعض العدالة النسبية معه أو مع بعض من رفاقه.
وحتى مع كثير من المجرمين العاديين الذين كانت الدولة ( تتمتع أو تعتقد بأنها تربي الآخرين ) بتنفيذ حكم الإعدام بهم أمام الناس وفي الساحات العامة، وكيف كانت الأكثرية تتعاطف مع الضحية هنا، بصرف النظر عن شرعية الحكم من عدمه. ولعلنا نتذكر جيدا تلك العقلية الساذجة التي تحملت أسطورة رؤية الزعيم الأوحد على وجه القمر بعد إعدامه على أيدي البعثيين في شباط 1963م، وكاد التاريخ أن يعيد نفسه في نفس هذه العقلية برؤية القائد الضرورة على وجه القمر في عمان وطرابلس الغرب وضواحي دمشق والرقة، وبزيه العسكري المعروف، مع الفارق الكبير بين الزعيم عبدالكريم قاسم ورئيس النظام السابق صدام حسين؟
عشرات السنين بعد عملية إعدام الزعيم وما زالت الجموع ترسم صور قادتها على وجه القمر!؟ وربما مئات السنين وهي تتلذذ بإيذاء ذواتها حزنا أو انتقاما أو هروبا إلى العبودية والانكفاء بين صفحات الظلام والخشية من الضياء والحرية؟
عشرات أو ربما مئات الظواهر التي تعكس هذه التركيبات النفسية المتراكمة منذ عقود طويلة من الدكتاتورية المستبدة وإلغاء الآخر حتى تقزيمه وسلبه إرادته وتشويه إنسانيته، وبالتأكيد الآخر هنا في بلادنا هو كل الشعب منقوص منه جموع الانتهازيين والمنافقين وتجار السياسة في كل الحقب والأنظمة، حتى يضن المرء إن دكتاتورية الظلام أفضل من أنوار الحرية التي ربما تعمي الأبصار فتحيل الأحذية إلى سلالم للمجد والانعتاق!؟
كفاح محمود كريم
التعليقات
اما تعبتم
عراقي -هل تظن انك انك تكتب مقالا مهما وانت تردد دائما نفس الموال لقد اعدم صدام وشبع موتا وقد قتلت ديمقراطيتكن اضعاف ما قتل صدام وانتم لازلتم مسجونون داخل حقدكم الاعمى وعنصريتكم تحرروا من عقدة الاضطهاد انت اليوم حكام العراق الجديد الديمقراطي كما تدعون اثبتوا للعالم وللعراقيين اولا انكم مختلفون ودعوا هذا الشعب المستباح يحلم بضوء قادم وليكن من كردستان.........
ثقافة القطيع
عمار الجبوري -لقد حولت الانظمة الدكتاتورية والاستبداد الديني الشعب العربي في كل اقطار العروبة الى قطعان من البشر لا حول لهم ولا قوة وليس امامهم الا الانجرار وراء الذئاب الحاكمة التي تتاجر بالدين والسياسة والشعارات كما يتاجر تجار المخدرات فيعملون على تخدير ص\ضحاياهم من الشعوب حتى يفترسونها صغارا وكبارا.هل سيخرج العراق وشعبه من هذه الدائرة وتعتق رقبته من الذبح ويتحرر من انياب الذئاب لينطلق الى فضاء الحرية والتقدم؟اننا في اصعب مراحل تاريخنا السياسي والاجتماعي ونحن نتحول باتجاه الحرية.
الى عراقي 1
كريم العراقي/هولندا -التأريخ لايهمل ولا ينسى هكدا وبسرعه. الأوربيون لحد الأن يدرسون الأطفال في المدارس فضائع وجرائم هتلر وبالتفصيل حتى أن كل طالب في المرحله الأبتدائيه يقوم بكتابة بحت كامل عن الحرب العالميه وهتلر كل هدا حتي لا يخلق دكتاتور جديد. وأنت تطلب من الناس الصمت عن مرحله أطول من حكم هتلر وبنفس القساوه ولو أن هتلر كان ظالما لغير شعبه بينما صدام صب جام غضبه على شعبه ولم يسلم منه حتى أقرب المقربين منه أم أنك نسيت أو تتناسى؟؟؟؟
الزيدي والمشهداني
د. احمد العبيدي -يا سبحان الله على هكذا قوم ، كأنهما قد أوصيا بعضهما في البذاءة وثقافة الشتائم، فقد فعلها منتظر الزيدي امتدادا لثقافة الاحذية البعثية والصدامية وأعقبه المشهداني في شتم اعضاء مجلس النواب ونعتهم بأنهم كاوليه ( غجر )!؟وانتهى الزيدي الى السجن والمشهداني الى خارج القاعة مطرودا.حقا انها مرحلة تبشر بالخير اخي كفاح وليس العكس، اننا نتطور ونتجه بالاتجاه الصحيح رغم البطئ لكننا حتما في طريق صحيح، طالما وجدت هذه الظواهر المتخلفة طريقها الى خارج السرب والقافلة. لا تيأسوا ان العراق يتجه الى القمة ولن تعيق تقدمه مثل هذه الظواهر من بقايا تلك الثقافة المتخلفة التي تتقهقر منحدرة الى الهاوية.